أسباب حدوث الجفاف، وكيفية علاجه

أسباب حدوث الجفاف، وكيفية علاجه

 

يقوم الجسم بفقّد الماء والسوائل بشكل مُنتظم و طبيعي من خلال عمليات حيوية، مثل التعّرق والتبّول، لكن في حالة عدم تعويض خروج هذه السوائل من الجسم فقد يُصاب بحالة تُعرف بـ الجفاف Dehydration.

 

يحدث الجفاف عندما يفقد الجسم السوائل بصورة أكبر مما يحصل عليه، لهذا توصي المؤسسة الطبية مايو كلينيك Mayo clinic بضرورة شرب النساء حوالي 12 كوب من السوائل يوميًا.

في هذه المقالة سوف نتعرف على أسباب حدوث الجفاف، وطٌرق تشخيصه، وكيفية علاجه، وطرق الوقاية منه.

 

أسباب حدوث الجفاف

يُمكن أن يحدث الجفاف بأى طريقة أو حالة تؤدي إلى خروج سوائل الجسم بصورة أكبر مما يحصل عليه الجسم، وهُناك بعض الحالات التي تتسبب في حدوث ذلك، وتشمل:-

 

1.  التعّرق

يُعتبر خروج العرق أو التعرق جزء طبيعي من عمليات التبريد الطبيعية للجسم، حيث عندما ترتفع درجات حرارة الجسم أكبر من الطبيعي، تنشط الغدد العرقية لإطلاق الرطوبة من الجسم بهدف تبريده.

 

تعمل هذه الطريقة عن طريق التبخر، حيث عندما تتبخر قطرة من العرق من الجلد فإنها تأخذ معها كمية صغيرة من الحرارة، وكلما زاد العرق  الذي يُنتجه الجسم، زادت عملية التبخر، وبالتالي زادت برودة الجسم.

 

بالإضافة إلى ذلك، يعمل التعُرق أيضًا على الحفاظ على توازن الإلكتروليتات في الجسم، حيث يتكون السائل الذي يخرج مع التعٌرق من الماء والملح.

لهذا، يُمكن أن يتسبب التعُرق المٌفرط في حدوث الجفاف، وذلك لأن الجسم يفقد كميات كبيرة من السوائل والماء، فيما يُعرف بفرط التعٌرق أو Hyperhidrosis.

 

2.  الأمراض

يُمكن أن تتسبب بعض الأمراض في حدوث حالات التقيؤ والإسهال المستمر، وكلًا مُنهما يؤدي إلى طرد الكثير من الماء والسوائل خارج الجسم، وكذلك تُفقد الإلكتروليتات.

 

الإلكتروليتات أو الكهارل أو الشوارد هي معادن يستخدمها الجسم للتحكم في العضلات وكيمياء الدم والعمليات الحيوية لأعضاء الجسم، وتتواجد هذه الالكتروليتات في الدم و البول وسوائل الجسم الأخرى.

 

يُمكن أن يُضعف التقيؤ والإسهال المستمر وظائف الجسم بسبب الخروج الكبير للسوائل و الإلكتروليتات، مما قد يتسبب في الجفاف، ومُضاعفات خطيرة، مثل السكتات الدماغية والغيبوبة.

 

3.  الحمى

عندما يُعاني الجسم من الحُمى، فإنه يفقد السوائل عبر سطح الجلد في محاولة منه لخفض درجات الحرارة، لذا، في كثير من الأحيان يُمكن أن يتسبب الحمى في حدوث ما يُعرف بفرط التعُرق.

 

إذا لم يتم تعويض المفقود في السوائل الناتج عن الحمى، فقد ينتهي الأمر في حدوث الجفاف.

 

4.  التبول

تُعتبر عملية التبول هي العملية الحيوية الطبيعية التي يطرد بها الجسم السموم، لكن يُمكن أن تتسبب بعض الإختلالات الكيميائية في زيادة إنتاج البول، والذي ينتج عنه إخراج الكثير من سوائل الجسم، وقد يصل الأمر إلى حدوث الجفاف.

 

أعراض حدوث الجفاف

يُمكن أن تختلف أعراض الإصابة بالجفاف وذلك اعتمادًا على درجة الجفاف، من خفيفة أو شديدة، حيث أنه قد تبدأ هذه الأعراض في الظهور قبل حدوث الجفاف التام.

 

يُمكن أن تشمل أعراض حدوث الجفاف الخفيف إلى المتوسط مايلي:-

• التعــــــــــــب.

• جفاف الفـــــم.

• جفاف الجلــد.

• زيادة العطش.

• إنتاج أقل للدموع.

• انخفاض مرات التبول.

• الإمســــاك.

• الدوخـــــة.

• الصــــداع.

 

يُمكن أن تشمل أعراض الجفاف الشديد مايلي:-

• جميع أعراض الجفاف الخفيف إلى المتوسط.

• العطش الشديد.

• قلة إفراز العرق.

• البول الداكن.

• انخفاض ضغط الدم.

• التنفس السريع.

• العيون الغارقة.

• شحوب الجلد.

 

يُعد الجفاف الشديد حالة طبية طارئة تستلزم الحصول على تدخل طبي طارئ، في حالة ظهور الأعراض.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يتلقى الأطفال وكبار السن  علاجًا فوريًا فى حالة الشعور بأى أعراض للجفاف حتى لو كان خفيفًا أو متوسطًا.

 

إلى جانب ذلك هُناك بعض الحالات التي تستدعي رعاية طبية طارئة أيضًا، وتشمل الأعراض مايلي:-

• الإسهال الحاد.

• الإسهال لمدة 3 أيام أو أكثر.

• وجود دم في البراز.

• عدم القدرة على الاحتفاظ بالسوائل.

• الإمساك.

 

كيفية تشخيص الجفاف

يُمكن للطبيب تشخيص الجفاف عن طريق معرفة الأعراض التي تظهر على المريض عن طريق استبعاد الحالات الأخرى، بعد ذلك يتم أخذ التاريخ الطبي للمريض، ويقوم بفحص العلامات الحيوية الخاصة بالمريض، بما في ذلك مُعدل ضربات القلب، وضغط الدم، حيث يُمكن أن يُشير مُعل ضربات القلب السريع، وضغط الدم المُنخفض إلى الجفاف.

 

قد يستخدم الطبيب فحص الدم للتحقق من مستوى الإلكتروليتات، والتي يُمكن أن تٌساعد في الإشارة إلى فقد السوائل، وكذلك التحقق أيضًا من مستويات الكرياتينين في الجسم، حيث يُمكن أن يُساعد تحديد مدى كفاءة عمل الكلية، والذي يُعتبر مؤشرًا على درجة الجفاف.

 

بالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن يستخدم الطبيب أيضًا  تحليل البول، وهو عبارة عن عينة من البول للتحقق من وجود البكتيريا وفقدان الإلكتروليتات، كذلك يُمكن أن يُشير لون البول مع بعض الأعراض الأخرى إلى الجفاف.

 

كيفية علاج الجفاف

يُمكن أن تشمل طٌرق علاج الجفاف إعادة الترطيب، واستبدال الإلكتروليتات، وعلاج الحالات التي تٌسبب الجفاف، مثل التقيؤ والإسهال.

 

1.  إعادة الترطيب

قد لا تكون مُعالجة الجفاف عن طريق إعادة الترطيب مُمكنًا لجميع الحالات، مثل أولئك الذين يعانون من الإسهال الشديد أو التقيؤ، في هذه الحالة، يُمكن إعطاء السوائل عن طريق الوريد.

للقيام بذلك، يتم إدخال أنبوب صغير في وريد الذراع، فهو يوفر حلًا غالبًا لإعادة الماء و الإلكتروليتات إلى الجسم.

 

أما أولئك الذين يستطيعون تناول المشروبات دون فقدها، فقد يوصى بشرب الماء مع مشروب معالجة الجفاف الذي يحتوي على الإلكتروليتات، مثل المشروبات الرياضية  مُنخفضة السكر، وغالبًا ما يتم التوصية للأطفال المُصابين بالجفاف بتناول Pedialyte.

 

بالإضافة إلى ذلك، إذا لم يتوفر محلول لمعالجة الجفاف، يُمكن إعداده منزليًا باتباع التعليمات التالية:-

• ½ ملعقة صغيرة من الملح.
• 6 ملاعق صغيرة من السكر.
• 1 لتر ماء.

يجب التأكد جيدًا من استخدام قياس دقيق، حيث يُمكن أن يكون استخدام الكثير من الملح أو السكر أمرًا خطيرًا.

إلى جانب ذلك، يجب تجنب تناول المشروبات الغازية والكحول والمشروبات المُحلاة ومشروبات الكافيين، حيث يُمكن أن يؤدي تناول هذه المشروبات إلى تفاقم حالة الجفاف.

 

مُضاعفات عدم مٌعالجة الجفاف

يجب عدم ترك حالة الجفاف مهما كانت بسيطة دون علاج، حيث يُمكن أن يؤدي عدم علاج الجفاف إلى حدوث مُضاعفات قد تُهدد الحياة، والتي تشمل:-

• الإجهاد الحراري.

• تشنجات الحرارة.

• ضربات الشمس.

• فُقدان الإلكتروليتات.

• انخفاض حجم الدم.

• الفشل الكلوي.

• الغيبوبة.

 

كيفية الوقاية من الجفاف

هُناك بعض الطٌرق التي يُمكن بها الوقاية من الجفاف، والتي تشمل:-

• في حالة المرض، يجب زيادة تناول السوائل، خاصةً إذا كان هُناك مُعاناة من القيء أ الإسهال.

• في حالات مٌمارسة التمارين الرياضية، يجب شرب الماء قبل وأثناء وبعد ممارسة التمارين، يجب التأكد أيضًا من تناول الإلكتروليتات بعد التمرين.

• يجب ارتداء الملابس الباردة والخفيفة في الأشهر الحارة، بالإضافة إلى تجنب التعرض المٌباشر لأشعة الشمس.

• يجب الحصول على الكمية الموصى بها من الماء والسوائل يوميًا.

 

في النهاية، يحدث الجفاف عندما لا يتم الحصول على كميات كافية من السوائل، سواء كان بسبب الأحوال الجوية أو المرض، يُمكن أن تُصبح حالة الجفاف خطيرة بشكل سريع.

مصدر المقالة:- 1.