أهمية الصوديوم للصحة، و الكمية المطلوبة يومياً

نجوي الصاوي

نجوي الصاوي

فبراير, 2022, 2:11 ص

أهمية الصوديوم للصحة، و الكمية المطلوبة يومياً

 

 

الصوديوم عنصر أساسي في صحة الجسم، حيث يتواجد بصورة طبيعية في العديد من الأطعمة الغذائي، كما يُمكن إضافته إلى أطعمة أخرى أثناء عملية تحضيرها، كما لا يخلو أي مطبخ من توابل الملح الغذائية.

 

على الرغم من استخدام الصوديوم يوميًا تقريباً في الأكل، إلا أنه تم الربط بين الصوديوم وارتفاع ضغط الدم، مما قد يتسبب في تلف الأوعية الدموية  والشرايين عند الارتفاع المزمن، وهذا بدوره قد يتسبب في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وأمراض الكلى.

 

لذلك هناك العديد من الهيئات الصحية التي وضعت مبادئ للحد من تناول الصوديوم، ولكن قد لا يستفيد الجميع من نظام تخفيض الصوديوم، في هذه المقالة سوف نتعرف على أهمية الصوديوم، والمخاطر المحتملة للإفراط أو النقص في الإستهلاك، وكمية الصوديوم التي يجب تناولها يومياً.



 

  •  أولاً :- أهمية الصوديوم لصحة الجسم :-

 

 

هناك العديد من المزاعم المستمرة التي دائما ما تشويه استهلاك الصوديوم، إلا أن الصوديوم عنصر غذائي ضروري لصحة الجسم الجيدة، الصوديوم هو أحد الكتروليتات الجسم، وهي عبارة عن معادن تنتج أيونات مشحونة كهربائياً.

 

يتواجد معظم الصوديوم في الجسم في الدم، وفي السوائل المحيطة بالخلايا، لذلك يساعد الصوديوم في الحفاظ على توازن هذه السوائل، إلى جانب الحفاظ على توازن السوائل الطبيعي، يلعب الصوديوم أيضاً دوراً مهماً في الوظائف الطبيعية للأعصاب والعضلات.

 

تساعد الكلى في تنظيم مستويات الصوديوم في الجسم عن طريق كميات الصوديوم التي تُفرز من خلال البول، كما يُمكن أن يُفقد الصوديوم أيضاً عن طريق العرق.

 

من العناصر الغذائية للحصول على الصوديوم في معظم الأنظمة الغذائية هى ملح الطعام أو ما يُعرف بكلوريد الصوديوم، والذي يتكون من 40% صوديوم، و 60% كلور.

 

كما يتواجد الملح أيضاً بكميات كبيرة في معالجة الأطعمة الغذائية وتصنيعها، حيث يحتوي هذا النوع من الأطعمة على نحو 75% من كمية الصوديوم المُستهلك.

 

في الظروف العادية يُعد نقص الصوديوم الغذائي نادراً جداً في ظل الظروف العادية، حتى في حالة اتباع أنظمة غذائية منخفضة الصوديوم جداً.



 

  •  ثانياً :- علاقة الصوديوم بارتفاع ضغط الدم :-

 

 

لا يخفى على أحد تقريباً أن علاقة الصوديوم المباشرة بارتفاع ضغط الدم، حيث يزيد الصوديوم من ضغط الدم خاصةً عند أولئك الذين يعانون من ضغط الدم المرتفع في الأساس، حيث أثبتت الكثير من الأبحاث علاقة قوية بين تناول الصوديوم المفرط وارتفاع ضغط الدم.

 

واحدة من أكبر الدراسات حول هذا الموضوع هي دراسة الأوبئة الحضرية والريفية المحتملة، والتي تعتمد على تحليل مستويات الصوديوم في البول لأكثر من 100 ألف شخص من 18 دولة عبر القارات، وجد الباحثون أن أولئك الذين يستهلكون المزيد من الصوديوم لديهم ضغط دم مرتفع بشكل ملحوظ، مقارنةً بأولئك الذين يتناولون كميات أقل.

 

باستخدام نفس عينة الأشخاص، وجد علماء آخرون أن الأشخاص الذين يستهلكون أكثر من 7 جرامات من الصوديوم يومياً، كانوا أكثر عُرضة للإصابة بأمراض القلب، والوفاة المبكرة، مقارنةً بالأشخاص الذين تناولوا 3-6 جرامات من الصوديوم يومياً، ومع ذلك لا يستجيب الجميع لتأثيرات الصوديوم هذه بنفس القدر.

 

يميل الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، وأمراض الكلى المزمنة، وكبار السن، إلى أن يكونوا أكثر حساسية لتأثيرات الصوديوم فى رفع ضغط الدم.



 

  •  ثالثاً :- التوصيات الغذائية لتناول الصوديوم يومياً:- 

 

 

غالباً ما تُوصي الهيئات الصحية المختلفة الناس بالحد من تناول الصوديوم، وذلك للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم، حيث تُشير التقديرات إلى أن الجسم يحتاج فقط إلى 186 مجم من الصوديوم يومياً، لكي يكون بصحة جيدة.

 

ومع ذلك من المستحيل تقريباً استهلاك هذه الكمية القليلة، وذلك مع الاستمرار في تلبية إحتياجات الطاقة اليومية، والحصول على الموصي به من العناصر الغذائية المهمة الأخرى، لذلك يوصي معهد الطب IOM، بأن يستهلك البالغون الأصحاء 1500 مجم من الصوديوم يومياً أى حوالى 1.5 جرام.

 

في نفس الوقت توصي وزارة الزراعة الأمريكية، ووزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية، ومعهد الطب IOM، بأن يقلل البالغون الأصحاء من الاستهلاك اليومي للصوديوم إلى أقل من 2300 مجم اى حوالى 2.3 جرام، حوالى ملعقة صغيرة من الملح.

 

تم تقدير هذه النسب بناءاً على سلسلة من الدراسات، التي أشارت في النهاية إلى أن استهلاك أكثر من 2.3 جرام من الصوديوم يومياُ يؤثر سلباً على ضغط الدم، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

 

نظراً لأن هناك فقد كبير في كميات الصوديوم من خلال العرق، لا تنطبق هذه النسب على الأشخاص النشيطين جداً، مثل الرياضيين أو العمل الذين يتعرضون للحرارة.

 

هناك أيضاً هيئات صحية توصي بكميات مختلفة من الإستهلاك اليومي للصوديوم، حيث تقترح منظمة الصحة العالمية WHO استهلاك 2000 مجم أى حوالى 2 جرام من الصوديوم يومياً، وتنصح جمعية القلب الأمريكية بتناول 1500 مجم أى 1.5 جرام من الصوديوم يومياً، ومع ذلك كل هذه التوصيات مثيرة للجدل، لأن الأشخاص الذين لديهم مستويات ضغط طبيعي قد لا يستفيدون من هذه النسب لتناول الصوديوم اليومي.



 

  •  رابعاً :- مخاطر قلة استهلاك الصوديوم :-

 

 

هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن تقليل تناول الصوديوم إلى المستويات الموصى بها قدر يكون ضاراً، حيث أظهرت بعض الدراسات أنه بغض النظر عن مشاكل ضغط الدم، أن الأشخاص الذين يستهلكون أقل من 3000 ملجم أو 3 جرام من الصوديوم يومياً، كانوا أكثر عُرضة للإصابة بأمراض القلب والوفاة، مقارنةً بالأشخاص الذين يتناولون 4000-5000 مجم أو 4-5 جرام  من الصوديوم يومياً.

 

كما أن الأشخاص الذين تناولوا أقل من 3 جرام من الصوديوم يومياً، لديهم نتائج صحية أسوأ من الأشخاص الذين يستهلكون 7 جرام من الصوديوم يومياً.

 

لكن لا تنطبق هذه النسب للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، حيث وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، و يستهلكون أكثر من 7 جرام من الصوديوم يومياً، معرضون بشكل أكبر لخطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة، مقارنةً بالأشخاص الذين يتناولون 4-5 جرام من الصوديوم يومياً.



 

  •  خامساً :- الحد من تناول الصوديوم يومياً:-

 

 

في النهاية قد يتساءل الكثيرون هل يجب الحد من تناول الصوديوم؟، نعم يجب على الأشخاص الذين يعانون من ضغط الدم المرتفع والذين يستهلكون  7 جرام من الصوديوم يومياً، أن يستهلكوا كميات أقل، كذلك ينطبق هذا الأمر إذا تم تلقي إرشادات من طبيبكِ، أو اخصائي التغذية المعتمد، للحد من تناول الصوديوم لأسباب طبية، كما في حالة اتباع نظام غذائي منخفض الصوديوم.

 

ومع ذلك لا يبدو أن تقليل الصوديوم يُحدث فرقاً كبيراً للأشخاص الأصحاء، على الرغم من أن الهيئات الصحية تواصل الضغط من أجل تناول كميات أقل من الصوديوم، فإن تقليل الصوديوم أكثر من اللازم، أى أقل من 3 جرام يومياً، قد  يؤثر سلباً على الصحة.



 

يجب استهلاك الصوديوم بالقدر المناسب لحالتكِ الصحية، وفى نطاق توصيات الهيئات الصحية المختلفة، إلا في حالة وجود ارشادات طبية خاصة بكِ، تبعاً لحالتكِ الصحية.