الإسعافات الأولية لمرضى السكري
نوفمبر, 2020, 1:44 م
الإسعافات الأولية لمرضى السكري
يعاني أكثر من 30 مليون شخص في الولايات المتحدة من مرض السكري وفقًا للتقرير الوطني لإحصاءات مرض السكري، إضافة إلى كونه واحد من أشهر الأمراض الأكثر انتشارًا حول العالم؛ ونتيجة لزيادة انتشار مرض السكري، ازدادت زيارات مرضى السكري لغرف الطوارئ، وبالتالي تزداد احتمالية تقديم الإسعافات الأولية لأحد المصابين بمرض السكري كلما استلزم الأمر ذلك؛ لهذا نسلط الضوء هنا في هذا المقال على كل ما يتعلق بمرض السكري، وكيفية التعامل معه، وتقديم الرعاية الصحية لمرضاه.
فهم مرض السكري:
توجد أمام مقدمي الإسعافات الأولية بعض الخيارات المهمة التي عليهم اتخاذها قبل تقديم الرعاية الصحية لشخص مصاب بمرض السكري، وأفضل طريقة للتعامل مع هذا الشخص تكون من خلال فهم حالته الطبية بشكل كامل حيث أن جميع خلايا الجسم تحتاج إلى الجلوكوز كمصدر أساسي للطاقة؛ ولكن مرضى السكري على الرغم من حاجتهم إلى الجلوكوز إلا أنهم لا يتمكنون من هضم السكريات، وإتمام عملية تمثيلها الغذائي بكفاءة عالية؛ وذلك لأن البنكرياس إما ينتج كمية قليلة من الإنسولين، أو لا ينتج أي كمية منه على الإطلاق مما يتسبب في تراكم مستويات الجلوكوز بشكل خطير في الدم، كما أن البنكرياس السليم ينظم إنتاج الأنسولين بما يتناسب مع كمية الجلوكوز في الدم، وعند إصابته بخلل يتوجب على المريض أخذ كميات الإنسولين اليومية له من مصادرها الخارجية (العلاج الدوائي).
تصنيف مرض السكري:
يُصنف مرض السكري من النوع الأول على أساس كونه أحد أمراض المناعة الذاتية التي تظهر عند الأطفال، والشباب، ويعاني المصابون به من عدم إنتاج جسمهم لهرمون الإنسولين إطلاقًا؛ وبالتالي فإنهم يحتاجون إلى حقن الإنسولين الروتينية للمساعدة في عملية أيض الجلوكوز، وبدون حقن الإنسولين لا يستطيع الشخص المصاب بمرض السكري من النوع الأول استخدام السكر الموجود في الدم للحصول على الطاقة.
بينما ينتج الأشخاص المصابون بمرض السكري من النوع الثاني كميات قليلة من الإنسولين، أو أن الجسم لا يمكنه استخدام هرمون الأنسولين بشكل صحيح، وهو مايعرف بمقاومة الإنسولين، ويلجأ العديد من الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الثاني لاستخدام النظام الغذائي، والتمارين الرياضية، والأدوية الأخرى غير الإنسولين؛ ومع ذلك قد يحتاج بعض هؤلاء الأشخاص إلى بعض الإنسولين الإضافي.
حالات الطوارئ في مرضى السكري:
من الشائع أن يصاب بعض مرضى السكري بحالات حالات زيادة أو نقص كمية الأنسولين في الجسم، وهو ما يهدد الحياة حيث أن زيادة كمية الإنسولين عن المعدل الطبيعي يؤدي إلى انخفاض نسبة الجلوكوز في الدم، أما نقص كمية الإنسولين في الجسم قد تؤدي إلى ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم.
وقد تساعد متابعة علامات، وأعراض نقص، وارتفاع السكر في الدم على تحديد إذا كان سكر الدم لدى الشخص منخفضًا جدًا، أو مرتفعًا جدًا.
نقص سكر الدم:
يعتمد تشخيص نقص السكر في الدم على السبب، والشدة، والمدة، ويكون التشخيص ممتازًا إذا تم تحديده، وعلاجه مبكرًا أما إذا تُرك المريض بدون علاج فإن نقص السكر في الدم قد يؤدي إلى حدوث نوبات، أو فقدان للوعي.
تحدث حالات نقص السكر في الدم بسرعة أكبر من حالات زيادة سكر الدم، وعندما تصبح مستويات السكر في الدم أقل من 70 ملجم / لتر يُحرم الدماغ من الجلوكوز الحيوي، ويتبعه حدوث فقدان الوعي ثم الموت.
أسباب نقص السكر في الدم:
- تناول الأدوية التي تسبب نقص السكر في الدم.
- عدم تناول ما يكفي من الطعام، أو اتباع نظام غذائي فقير بعناصره الغذائية.
- ارتفاع مستوى النشاط بشكل مفاجئ.
- زيادة حاجة الجسم للطاقة بسبب البرودة، أو التعب.
علامات وأعراض نقص السكر في الدم:
- رطوبة الجلد، وشحوبه.
- التنفس بشكل سريع، وضعيف.
- تسارع نبض القلب.
- الشعور بالضعف، والخمول.
- الصداع.
ارتفاع السكر في الدم (الحمض الكيتوني السكري):
الحمض الكيتوني السكري (DKA) هو حالة خطيرة تنتج عادة عن ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل يفوق 130 ملجم / لتر، وينصح العديد من الخبراء بالتحقق من وجود الكيتونات في البول عندما يكون مستوى الجلوكوز في الدم أكثر من 240 ملجم / لتر حيث أنه إذا لم يتم علاجه يمكن أن يؤدي إلى حدوث غيبوبة، أو حتى الموت.
في حالة ارتفاع السكر في الدم يتحول الجسم إلى استخدام الدهون كوقود كما هو الحال في حالة الصيام حيث أنه في التمثيل الغذائي الطبيعي عندما لا يتوفر الجلوكوز يقوم الجسم بتفتيت الدهون؛ لاستخدامها في الطاقة مما ينتج الكيتونات، ويحدث هذا عندما لا يفرز الجسم ما يكفي من الإنسولين للتغلب على مستويات السكر العالية بالدم.
أسباب زيادة كميات الكيتونات:
- عدم كفاية الإنسولين المُفرزة بالدم، أو عدم تناول الأنسولين بشكل صحيح.
- الإصابة بالمرض، أو الإعياء مثل: الجفاف، أو القيء، أو العدوى، أو ارتفاع درجة الحرارة.
- بعض الأدوية مثل الستيرويدات.
العلامات، والأعراض التحذيرية:
- جفاف الفم
- الشعور بالعطش
- كثرة التبول
- زيادة نسبة السكر في الدم
- ارتفاع الكيتونات في البول
- الجلد الجاف، أو المتورد
- الشعور بالإعياء
- وجع في منطقة البطن
- الاستفراغ والغثيان
- صعوبة في التنفس
متلازمة فرط سكر الدم (HHS):
تُعتبر متلازمة فرط سكر الدم واحدة من المضاعفات التي تهدد الحياة بالنسبة لمرضى السكري من النوع الثاني، وتختلف حالة HHS عن حالة DKA حيث أن حالة HHS تتميز بوجود نسبة عالية جدًا من الجلوكوز في الدم بدون وجود الكيتونات؛ ولكن في بعض الحالات النادرة قد يحدث تراكم خفيف للكيتونات، كما يمكن لهذه المتلازمة أن تحدث بسبب أمراض الإجهاد مثل: العدوى، أو النوبة القلبية، أو السكتة الدماغية، كما أن الأدوية التي تؤثر على مستوى الإنسولين قد تساهم في حدوث هذه المتلازمة، إلى جانب الحالات التي تزيد من فقدان السوائل حيث يؤدي فقدان السوائل إلى جعل تركيز الدم أكثر من المعتاد، وبالتالي نظرًا لأن الدم يحتوي على تركيز عالٍ من الصوديوم، والجلوكوز، وبعض المواد الأخرى؛ يتم سحب الماء من أعضاء الجسم الحيوية بما في ذلك الدماغ، وهو ما يسبب الوفاة.
العلامات والأعراض (نحو بداية المتلازمة):
- زيادة العطش والتبول
- جفاف الفم
- الغثيان
- الحمى
- فقدان الوزن
- الشعور بالضعف
العلامات، والأعراض التقدمية (قد تتطور الحالة على مدار أيام، أو حتى أسابيع):
- النوبات
- الشعور بالاضطراب
- اضطراب الكلام
- فقدان بعض وظائف العضلات
- حدوث مشاكل في الحركة
- دخول المريض في غيبوبة
اتخاذ الإجراءات عند توفير الإسعافات الأولية:
معرفة ما إذا كان الشخص مصابًا بمرض السكري هو أمر بالغ الأهمية عند تقديم الإسعافات الأولية، وفي الكثير من الأحيان يرتدي، أو يحمل الأشخاص المصابون بمرض السكري بطاقة هوية، أو تعريف مثل: السوار؛ وذلك لتنبيه مقدمي الإسعافات الأولية بحالتهم، أو قد يكون لدى الشخص المصاب بمرض السكري مصدر للسكر متاح بسهولة مثل: أقراص الجلوكوز.
وقد تساعد الأسئلة التالية في تحديد الخطة التي يجب اتباعها عند تقديم الإسعافات الأولية لمريض السكري:
- هل أكلت مؤخرًا، وماذا أكلت؟
- هل قمت بنشاط بدني مؤخرًا؟
- متى حصلت على آخر جرعة لك من الأنسولين؟
- هل تناولت أي أدوية اليوم؟
- هل لديك دواء جديد، ولم تتناوله؟
- هل لديك جهاز لقياس السكر؟ وإذا كان لديه الجهاز قم بمساعدة هذا الشخص في فحص مستوى الجلوكوز في الدم.
إذا كان الشخص قد أكل، ولم يأخذ أدويته فمن المحتمل أن تكون الحالة هي ارتفاع السكر في الدم، أما إذا كان الشخص لم يأكل؛ ولكنه قد أخذ أدويته، فمن المحتمل أن تكون الحالة هي نقص السكر في الدم، ويعتبر نقص السكر في الدم أكثر انتشارًا من ارتفاع السكر في الدم، وذلك لأن الجسم يحرق الطاقة باستمرار فمن الناحية النظرية يكون الناس أكثر عرضة لنقص السكر في الدم أما بالنسبة للأفراد الذين لم يتم تشخيص إصابتهم بعد بمرض السكري فهم أكثر عرضة للإصابة بفرط سكر الدم حيث لا يوجد لديهم جهاز لقياس السكر، أو الدواء لعلاج الحالة بعد.
تقديم الإسعافات الأولية لشخص مصاب بنقص السكر في الدم:
إذا كان الشخص فاقد للوعي فلا تعطه طعامًا، أو سوائل، أو حتى تضع يديك في فمه، أما إذا كان الشخص واعيًّا، فيجب اتباع الخطوات التالية:
- لا تعطي المريض الإنسولين؛ حتى لا ينخفض مستوى الجلوكوز في الدم لديه بصورة أكبر.
- قم بإعطاء المريض 15-20 جرامًا من الكربوهيدرات البسيطة، أو السكر، أو الجلوكوز.
- قم بفحص مستوى الجلوكوز في الدم بعد 15 دقيقة إذا أمكن، وقم بتكرار الخطوات السابقة إذا كان مستوى السكر في الدم أقل من 70 ملجم / لتر.
- بمجرد أن يصبح مستوى الجلوكوز في الدم طبيعيًا؛ اطلب من المريض تناول وجبة خفيفة صغيرة.
- قد يكون لدى بعض الأشخاص مجموعة أدوات الجلوكاجون التي تستخدم في حالات الطوارئ المتعلقة بسكر الدم، والجلوكاجون هو هرمون يدفع الكبد إلى إطلاق الجلوكوز المخزن في مجرى الدم عندما تكون مستويات الجلوكوز في الدم منخفضة للغاية؛ ولكن عند استخدام هذه المجموعة يجب اتباع إرشادات الشركة المصنعة لها.
أمثلة على 15 جرام من السكر البسيط:
- جل، أو أقراص الجلوكوز
- 1 ملعقة كبيرة من سكر القصب أو العسل
- 2 ملاعق كبيرة من الزبيب
- الحلوى الصلبة، أو العلكة
- نصف كوب من العصير، أو الصودا غير الغذائية
تقديم الإسعافات الأولية لشخص مصاب بارتفاع مستوى السكر في الدم:
في أي حالة طوارئ من المهم الاستجابة بسرعة؛ لذلك تعد خطة العمل الطارئة الواضحة طريقة جيدة؛ لتسريع استجابتك؛ ولهذا يُنصح باتباع الخطوات التالية:
- ابق هادئا
- قم بتقييم الشخص، والمشهد
- أبلغ خدمات الطوارئ إذا كان الشخص فاقدًا للوعي، أو لا يستجيب.
- اتبع إجراءات الإسعافات الأولية القياسية، وإذا لم يستجيب المريض فيجب التحقق من الدورة الدموية، ومجرى الهواء والتنفس.
- إذا كان الشخص فاقدًا للوعي، ويتنفس، ولا يعاني من ظروف صحية أخرى تهدد حياته؛ فيجب عليك وضعه في وضع التعافي.
- إذا كان الشخص فاقدًا للوعي، وظهرت عليه ظروف مهددة للحياة؛ فيجب عليك وضعه في وضع أفقيًا على ظهره فوق سطح مستوٍ، ثم قومي بإجراء الإنعاش القلبي الرئوي للمريض.
حقائب الاسعافات الاولية:
قد يكون من المفيد وضع مصدر للجلوكوز في مجموعة الإسعافات الأولية خاصةً إذا كنت تعملين مع شخص مصاب بمرض السكري، أو إذا كنت تعملين في وظيفة تتطلب مجهودًا بدنيًا حيث يمكن أن يحدث نقص السكر في الدم حتى لو لم يكن الشخص مصابًا بمرض السكري، فيظهر عليه الشعور بالضعف، والتعرق، والتعب، والغضب، والجوع.