الجلطات الدموية أعراضها، أسبابها، وطرق الوقاية منها

رضوي حسني

رضوي حسني

أغسطس, 2020, 6:28 م

الجلطات الدموية أعراضها، أسبابها، وطرق الوقاية منها

الجلطات الدموية أعراضها، أسبابها، وطرق الوقاية منها

 

ربما أثارت فيكِ الظاهرة التي انتشرت في الآونة الأخيرة، والمتعلقة بإصابة بعض الأشخاص  بالجلطات الدموية المفاجئة نوعًا من القلق، والخوف على صحتكِ، ولأن دورنا هو مساعدتكِ على العيش، والحياة بطريقة مثالية، وأكثر صحة، وحيوية، أصبح من الواجب علينا أن نقدم لك كل ما تحتاجين معرفته حول ماهية الجلطة الدموية، وأعراضها، وأسباب حدوثها؛ لنساعدكِ على فهم طبيعة هذه الجلطات، وما تسببه من خطر على صحة الجسم، ووظائفه الحيوية، طرق الوقاية منها؛ ولكن هدئي من روعكِ، وقلقكِ حيال هذا الأمر، فكلما كان اكتشاف الجلطات الدموية بالجسم مبكرًا، كلما كان الشفاء أسرع، وأسهل.

وفي هذه المقالة نستعرض معكِ تعريف الجلطات الدموية، وأنواعها، وبعض من أعراضها، ومسببات حدوثها، وطرق الوقاية منها.

 

 

ما هي الجلطات الدموية؟

 

ما هي الجلطات الدموية؟

 

تُعرف الجلطات بأنها عبارة عن مجموعة من خلايا الدم اللزجة مختلفة الأحجام، والتي تتكون داخل الجسم عند إصابته بالجروح نتيجة لتلف أحد  أوعيته الدموية، وهو ما يعرف بعملية التجلط، والغرض من ذلك هو أن تقوم هذه الجلطة (مجموعة خلايا الدم اللزجة) بسد الوعاء الدموي التالف، أو المصاب؛ لمنع استمرار حدوث عملية النزيف من أجل حماية الجسم؛ ولكن عندما تتكون هذه الجلطات داخل الجسم رغم عدم إصابته بأي جروح، يؤدي ذلك إلى حدوث ضررًا كبيرًا بالجزء الذي تكونت به هذه الجلطة كالساقين، والذراعين، والبطن، والرئتين، والقلب، والمخ، والكليتين، وغيرها من الأعضاء الأخرى.

 

 

أنواع الجلطات الدموية:

 

أنواع الجلطات الدموية:

 

هناك نوعان من الجلطات الدموية يعتمدان في الفرق بينهما على امكانية الحركة لدى الجلطة، وهما:

  • النوع الثابت: ويعرف بعملية التجلط التي تكون الجلطة ثابتة فيها عند موضع إصابة، أو تلف الوعاء الدموي، ويمكنكِ ملاحظة ذلك بوضوح عند تجلط، والتئام الجروح السطحية على جلدكِ.

 

  • النوع المتحرك: ويعرف بعملية الانسداد التي تتحرك فيها الجلطة داخل الأوعية الدموية بعيدًا عن موضع تكونها، وتبعًا لحجمها، ومكان استقرارها في الجسم يتعين حجم الضرر الناتج عنها، والذي يصيب أحد الأعضاء الفعَّالة بالجسم، وهو ما يكون مميتًا أحيانًا، فهي تمنع مرور الدم المحمل بالغذاء، والأكسجين إلى الخلايا الحية المكونة لذلك العضو المصاب.

 

 

أعراض الجلطات الدموية:

 

أعراض الجلطات الدموية:

 

كما ذكرنا من قبل أن نوع الجلطة، وحجمها هو الذي يحدد مدى الضرر الصحي الناتج عنها، والذي يسبب الأذى لأعضاء الجسم المختلفة على حسب موضع تكوِّن تلك الجلطة، وباختلاف هذه المواضع تختلف الأعراض التي يشعر بها مريض الجلطة الدموية، حيث تتحدد أعراض الجلطات تبعًا لمكانها بالجسم، فمثلًا :

  • إذا تكونت الجلطة الدموية بأحد الذراعين، سيشعر المريض بما يشبه التشنج، والتورم، والإحمرار في ذراعه المصاب، وتحديدًا بالقرب من موضع تلك الجلطة المتكونة.

 

  •  وفي حالة تكون الجلطة الدموية بالبطن، سيشعر المريض عندها بآلام شديدة في المعدة قد تكون مصاحبة برغبة في القىء، والإسهال.

 

  • أما إذا تكونت تلك الجلطة الدموية في القلب، فسيشعر وقتها المريض بآلام مبرحة، وثقل في منطقة الصدر، وآلام في الجزء العلوي من الجسم، مع الشعور بضيق التنفس، والتعرق، والغثيان؛ نتيجة لتسببها في انسداد جزء منه، مانعة بذلك مرور الدم، والأكسجين إلى خلايا هذا الجزء، مما يتسبب في موته مع الوقت، وحدوث النوبة القلبية.

 

  • وفي حالة إصابة الرئتين بالجلطة الدموية، فسيعاني المريض من بعض الآلام في منطقة الصدر، مع زيادة معدل ضربات قلبه، وشعوره بضيق في التنفس، والتعرق، والحمى، وقد ينتج عنها أيضًا تعرضه لسعال دموي.

 

  • وعندما يصاب المخ بالجلطة فيؤدي ذلك إلى الضعف بالوجه، والذراعين، والساقين، مع صعوبة الرؤية، والتحدث، ودوخة، وصداع، وبمرور الوقت، ومع عدم وصول الدم، والأكسجين الكافييْن إلى هذه المنطقة، يصاب المريض بالسكتة الدماغية.

 

  • وفي حالة تكون الجلطات الدموية بمنطقة العين، تزداد نسبة إصابة المريض بالعمى.

 

 

أسباب تكون الجلطات الدموية:

 

تتكون الجلطة طبيعيًّا إذا كان هناك محفز لذلك كالإصابة بالجروح، وتتكون بصورتها الخطيرة نتيجة لحدوث اضطرابات في تدفق الدم، أو إصابة في الأوعية الدموية، أو حدوث تغير في مكونات الدم، وهناك عدة عوامل تزيد من احتمالية إصابة الجسم بالجلطات مثل:

 

الجلوس لفترات طويلة:  

 

الجلوس لفترات طويلة

 

يتسبب الجلوس لفترات طويلة من الزمن خاصة وقت السفر، أو العمل المكتبي إلى زيادة خطورة الإصابة بالجلطات؛ لعدم تدفق الدم بصورة طبيعية أثناء الجلوس؛ لذلك ينصح بضرورة تغيير وضعكِ إذا جلستِ لفترة زمنية طويلة كل 30 أو 40 دقيقة، وكذلك الحال في حالة الاستلقاء على السرير لمدة طويلة عند المرض، أو الجراحة؛ وذلك لأن الدم لا يسير في الجسم على نحو جيد، وبصورة طبيعية.

 

السمنة:

 

السمنة

 

من المعروف أنه مع زيادة الوزن الكبيرة للجسم، تصبح حركته أقل، ولا يمكن لصاحبه أن يقوم بالكثير من الأنشطة المعتادة، وهو ما يزيد من احتمالية الإصابة بجلطات الدم؛ نتيجة لعدم انتظام الدورة الدموية؛ ولذلك ينصح دائمًا بأهمية تناول الأطعمة الصحية، وضرورة ممارسة التمارين الرياضية؛ للحفاظ على معدل الوزن المثالي، ولتجنب خطر الإصابة بالجلطات الدموية المختلفة.

 

الحمل:

 

الحمل

 

يزداد وزنكِ خلال شهور الحمل التسعة؛ فلذلك يجب عليكِ أن تتناولي طيلة هذه الفترة الطعام الصحي، وأن تمارسي التمارين الرياضية البسيطة كالمشي؛ لتجنب أي خطر طارئ نتيجة لوضع جسمكِ المغاير قد يزيد من احتمالية إصابتك بالجلطة الدموية.

 

التدخين:

 

التدخين

 

تؤثر المواد الكيميائية الضارة المكونة لدخان السجائر على صحة الأوعية الدموية، وتتسبب في إتلافها مما يعرض المدخن بدرجة كبيرة إلى الإصابة بالجلطات الموية.

 

تاريخ العائلة المرضي:

 

تاريخ العائلة المرضي

 

إصابة الشخص بالجلطة ليس بالمرض الوراثي، ولكن هناك بعض الأمراض الوراثية التي تتسبب في حدوث الجلطات بنسبة كبيرة، وهو ما قد يؤثر على صحة أفراد العائلة الواحدة.

كما تعد الشيخوخة، واضطرابات المناعة الذاتية، والأمراض المتعلقة بالالتهابات المزمنة، وأنواع معينة من السرطان كسرطان البنكرياس، والرئة، والدم، وبعض أنواع العدوى الناتجة عن الفيروسات كنقص المناعة الذاتية، والالهتاب الكبدي الوبائي عوامل تزيد من نسب الإصابة بالجلطات الدموية.

 

 

كيف تحمي جسمكِ من الإصابة بالجلطات الدموية؟

 

لأن عاداتكِ اليومية الخاطئة من الممكن أن تلعب دورًا كبيرًا في زيادة احتمالية إصابتكِ باحدى الجلطات الدموية، عليكِ أن تنتبهي جيدًا لها، وتعدِّلين منها، وتتبعي عادات أخرى أكثر صحة، وفائدة لجسمكِ، وحياتكِ، وكما أن للأطعمة التي تتناولينها باستمرار دور في الحماية من خطر الإصابة بهذه الجلطات المختلفة، عليكِ أيضًا إعادة النظر فيما تتناولينه من أطعمة ضارة، واستبدالها بأخرى مفيدة تقلل احتمالية إصابتكِ بالجلطات الدموية؛ لذا نقدم لكِ بعض العادات السليمة التي يجب عليكِ اتباعها، وبعض الأطعمة الصحية؛ لوقاية جسمكِ من الإصابة بالجلطات الدموية.

 

أولًا: العادات السليمة 

 

العادات السليمة

 

  • حركي ساقيكِ أثناء جلوسكِ، إذا كنتِ مضطرة للجلوس لفترات زمنية طويلة، وغيري من وضعكِ كل 30 أو 40 دقيقة.

 

  • مارسي التمارين الرياضية دوريًّا، وبصورة منتظمة حتى تحافظي على سريان الدم بجسمكِ بشكل طبيعي.

 

  • تجنبي زيادة الوزن حتى لا تعيقكِ عن الحركة بسهولة، مما قد يزيد من احتمالية إصابتكِ بالجلطات.

 

  • احذري من التدخين؛ لاحتواء دخان السجائر على بعض المواد الكيميائية الضارة التي تعجِّل من تكوُّن الجلطات الدموية بالجسم.

 

  • قللي من حدة توتركِ، وقلقكِ حتى لا يرتفع ضغط الدم لديكِ، وتصبحين أكثر عرضة للإصابة بالجلطات الدموية.

 

  • ارتدي الملابس الفضفاضة، والجوارب الواسعة؛ لأن الملابس الضيقة إلى حد كبير قد تضغط على أوعيتكِ الدموية، وتتسبب في عدم سريان الدم فيها بشكل طبيعي، وهو ما يشكل خطرًا على صحتكِ.

 

  • اشربي كميات كافية من المياه يوميًّا، حتى تحافظي على دورتكِ الدموية في صورتها الطبيعية.

 

  • زوري الطبيب من وقت لآخر؛ للإطمئنان على صحتكِ، وتأكدي من عدم إصابتكِ بارتفاع ضغط الدم.


 

ثانيًا: الأطعمة الصحية

 

هناك بعض الأنواع من الأطعمة المفيدة التي تحسن من الدورة الدموية، وتعزز من صحة القلب، وتحافظ عليه من الإصابة بالأمراض المختلفة، كما تمنع تكون الجلطات الدموية، وتحافظ على الدم في صورته السائلة، مثل:

 

الزنجبيل:

 

الزنجبيل

 

يُنصح بتناول الزنجبيل يوميًّا لأنه يعالج العديد من المشاكل الصحية، وخاصة إذا كان الأمر متعلقًا بإذابة الجلطات الدموية، فهو يقلل الالتهابات، ويعمل على إرخاء العضلات، فيمكنكِ شرب كوب واحد منه يوميًّا؛ للتمتع بفوائد الزنجبيل المبهرة.

 

الفلفل الحار:

 

الفلفل الحار

 

يلعب الفلفل الحار دورًا هامًا في حمايتكِ من خطر الإصابة بالجلطات الدموية، ويرجع السبب في ذلك إلى قدرته على خفض ضغط الدم، وتحسين الدورة الدموية بالجسم؛ لذلك يُنصح بإضافته إلى وجباتك الغذائية اليومية.

 

السلمون، والتونة:

 

السلمون، والتونة

 

تحتوي هذه الأسماك الزيتية على نسب عالية من أحماض الأوميغا 3 الدهنية، والتي تقلل من نسب الكوليسترول بالدم، وتمنع تكون الجلطات به؛ لذلك احرصي على تناولها كوجبة رئيسية من وقت لآخر. 

 

القرفة: 

 

القرفة

 

يمكنكِ إضافة القرفة إلى أطباقكِ؛ لإكسابها نكهةً، وطعمًا مميزًا، بالإضافة إلى أنها تساعد على تقليل الالتهابات بالجسم، وخفض ضغط الدم، والحماية من الإصابة بالسكتات الدماغية الناتجة عن تكون الجلطات الدموية بالمخ؛ ولكن عليك تناولها باعتدال، لأنها بمرور الوقت تتسبب في تلف الكبد.

 

الشوكولاتة الداكنة:

 

الشوكولاتة الداكنة

 

تحتوي الشكولاتة الداكنة على الفلافونيدات، وهي مركبات كيميائية تمنع تراكم الصفائح الدموية الذي قد يتسبب في حدوث الجلطات الدموية المفاجئة.

 

الثوم:

 

الثوم

 

لا يوجد وصفة طعام تخلو من الثوم الذي يضاف لها لإكسابها رائحة شهية، ومذاقًا مميزًا، وإلى جانب ذلك فهو أيضًا يساعد على الوقاية من خطر تكون الجلطات بالدم، لأنه يمنع تراكم الصفائح الدموية به.

 

الطماطم: 

 

الطماطم

 

تحتوي ثمرة الطماطم على بعض المركبات الكيميائية التي تمنع تراكم الصفائح الدموية بالجسم، وتكون الجلطات؛ لذا فاحرصي دائمًا على إضافتها إلى طبق السلطة الخاص بكِ، وبعائلتكِ حتى تحصلي على فوائدها الصحية الكاملة.

 

البصل:

 

البصل

 

هو أكثر المكونات استخدامًا في أطباقكِ الرئيسية، وإلى جانب تعدد قيمه الغذائية، وفوائده الصحية، فهو أيضًا يمنع تراكم الصفائح الدموية التي تتسبب في تكون الجلطات مع الوقت.

 

وإلى جانب كل هذه الأطعمة فهناك أطعمة أخرى عديدة يمكنكِ بتناولها وقاية جسمكِ من خطر الإصابة بالجلطات الدموية، كالكركم، والعنب، والأناناس، والتوت البري، والسبانخ، وغيرها.