الجلوكوز في الدم: مستويات سكر الدم الطبيعية، ارتفاعه، وانخفاضه

الجلوكوز في الدم: مستويات سكر الدم الطبيعية، ارتفاعه، وانخفاضه

 

يُعتبر الجلوكوز في الدم أو سكر الدم هو مصدر الطاقة الأساسي الذي يستخدمه الجسم للقيام بجميع أنواع الوظائف الأساسية، والعمليات الحيوية الضرورية.

كما لابد أن تكون مستويات الجلوكوز في الدم طبيعية ضمن أرقام معينة، لأن حدوث إيةً ارتفاعات أو انخفاضات في هذه الأرقام يؤدي إلى الإصابة ببعض المشاكل الصحية.

في هذه المقالة سوف نتعرف تفصيليلًا عن الجلوكوز في الدم، ومستوياته الطبيعية، وأسباب حدوث ارتفاع أو انخفاض في مستوياته، وكيفية إدارته.

 

ما هو الجلوكوز في الدم أو سكر الدم؟

يُعد الجلوكوز في الدم هو المصدر الأساسي للحصول على الطاقة بالنسبة للكائنات الحية، بما في ذلك الإنسان، حيث يتم تحويل أي شيء يتم تناوله إلى سُكر بسيط يُعرف بالجلوكوز، بما في ذلك أشكال الجلوكوز الأخرى، مثل الفركتوز و اللاكتوز والسكروز والنشا.

بالإضافة إلى ذلك، يقوم الجسم بتكسير الدهون والبروتينات بعد دخولها إليه وتحويلها إلى جلوكوز، وتُعرف هذه العملية باسم عملية استحداث الجلوكوز Gluconeogenesis.

تُعتبر عملية استحداث الجلوكوز هي الطريقة التي يستخدمها الجسم لتحليل كل ما يتم تناوله وتحويله إلى مصدر طاقة يستخدمها في العمليات المُختلفة.

 

كيف يقوم الجلوكوز بالعمل داخل الجسم؟

بٌمجرد تحويل كل ما تم تناوله إلى جلوكوز، يتدفق هذا الجلوكوز في مجرى الدم، ويقوم الدم بحمله إلى جميع أنسجة الجسم، ويتم تخزين الكميات الفائضة منه في أماكن معينة في الجسم، مثل الكبد والأنسجة العضلية.

يقوم الجلوكوز بتغذية جميع أنسجة الجسم للقيام بجميع الوظائف، لذلك يحتاج الجسم إلى مٌعدلات مُعينة من الجلوكوز في الدم في جميع الأوقات، حيث يوجد أجزاء من الجسم تكون حساسة بشكل خاص عند حدوث تغيرات في معدلات الجلوكوز في الدم، مثل الدماغ.

حيث يُمكن أن يؤثر انخفاض معدلات الجلوكوز في الدم بسرعة على طريقة التصرف والتفكير والأداء.

 

كيف يتم تنظيم معدلات الجلوكوز في الدم؟

يقوم البنكرياس في الجسم بإفراز هرمونين أساسين من أجل تنظيم معدلات الجلوكوز في الدم، هما هرمون الجلوكاجون Glucagon، وهرمون الأنسولين Insulin.

يقوم هرمون الجلوكاجون بتنظيم معدلات الجلوكوز في الدم في حالة الصيام، أو في حالة عدم وجود إمدادات غذائية، حيث يُساعد الجلوكاجون في تحويل الجليكوجين المُخزن في الكبد والأنسجة الأخرى إلى جلوكوز، وإطلاقه في مجرى الدم.

كما يقوم الجلوكاجون بمنع الكبد من تخزين الجلوكوز في الفترات التي يحتاج إليها الجسم، وبدلًا من ذلك يُطلقه في مجرى الدم، كما يقوم بتكسير الدهون المُخزنة في الجسم، والتي يستطيع الجسم أن يحولها إلى جلوكوز.

 

على الجانب الآخر، يقوم هرمون الأنسولين بالمُساعدة في تنظيم الجلوكوز في الدم في الوقت الفعلي لاستخدامه، حيث يُساعد هذا الهرمون الجلوكوز في الدخول إلى الخلايا كمصدر للطاقة.

وبدون وجود هرمون الأنسولين، لا يستطيع الجلوكوز دخول الخلايا، وبالتالي يظل متدفقًا في مجرى الدم، مما قد يؤدي إلى التراكم كميات مُفرطة دون الوصول إلى الخلايا التي تحتاج إليه لكي تقوم بعملياتها الحيوية.

 

ما هي معدلات الجلوكوز الطبيعية في الدم؟

التالي هو معدلات الجلوكوز في الدم في حالة الصيام، أي في حالة عدم وجود أى إمدادات غذائية، وهي كالتالي:-

• يتراوح المُعدل الطبيعي للجلوكوز في الدم الصائم بين 70- 100 مجم/ديسيلتر.

•  أما إذا كانت معدلات الجلوكوز في الدم الصائم بين 100- 125 مجم/ديسيلتر، فتُعتبر هذه الحالة مُقدمة لمرض السكري، ويُمكن تخفيض معدلات الجلوكوز في الدم في هذه الحالة بٌمجرد عمل تغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة فقط.

•  عندما تتجاوز معدلات الجلوكوز في الدم الصائم 126 مجم/ديسيلتر بعد التأكد بعمل اختبارين مُنفصلين أو أكثر، من المُحتمل أن يتم التشخيص بمرض السكري، وقد يتطلب الأمر في هذه الحالة تناول الأدوية عن طريق الفم أو الحقن، مع تغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة.

 

متى يُمكن أن يُسبب الجلوكوز في الدم مشاكل للجسم؟

يُمكن أن تٌسبب مُعدلات الجلوكوز في الدم المرتفعة أو المُنخفضة في حدوث بعض المشاكل للجسم، والتي قد تكون بسيطة وتزول بٌمجرد القيام ببعض التغييرات في النظام الغذائي، أو يُمكن أن تؤدي إلى حالات مُزمنة، مثل مرض السكري، وتشمل هذه المُشكلات ما يلي:-

 

1. انخفاض الجلوكوز في الدم Hypoglycemia

انخفاض الجلوكوز في الدم هو حالة يُمكن أن تتطور عندما تنخفض مستويات الجلوكوز في الدم بشكل كبير، ويوجد عدة أسباب لحدوث ذلك، والتي تشكل:-

• عدم تناول كميات كافية من الطعام.
• تناول بعض الأدوية.
• ممارسة النشاط البدني بشكل مٌفرط أكثر من المُعتاد.

 

وهُناك بعض الأعراض التي تظهر على الجسم في حالات انخفاض الجلوكوز في الدم، والتي تشمل:-

• الرعشة.
• التعرق.
• التعصب.
• الدوخة.
• الارتباك.
• التهيج والاستثارة.

 

2. ارتفاع الجلوكوز في الدم Hyperglycemia

عندما لا يقوم البنكرياس بإنتاج كميات كافية من هرمون الأنسولين، أو حدوث حالة ما يُعرف بمقاومة الأنسولين، فقد يُصاب الجسم بفرط سكر الدم أو ارتفاع الجلوكوز في الدم.

بالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن يحدث ارتفاع الجلوكوز في الدم عندما يتم استهلاك كميات كبيرة من السكريات في مرة واحدة، وتتضمن بعض أسباب ارتفاع الجلوكوز في الدم ما لي:-

• الجفـــــــــــــــاف.
• أسلوب الحياة الخامل.
• الإفراط في تناول الكربوهيدرات والسكريات.
• بعض الأدوية، مثل Steroids.
• التعرض للضغط.
• بعض الأمراض.

 

وُهناك بعض الأعراض التي تظهر على الجسم في حالات ارتفاع الجلوكوز في الدم، والتي تشمل:-

• زيادة العطش.
• كثرة التبول.
• الشعور بالتعب.
• الرؤية الضبابية.
• التقلبات المزاجية والتهيج.

 

3. داء السكري Diabetes

يُمكن أن تتسب عدم اتزان معدلات الجلوكوز في الدم في العديد من الأمراض، لكّنَ داء السُكري هو الأكثر شيوعًا، حيث يُصيب هذه المرض حوالي 8.8% من الأشخاص حول العالم.

يُمكن تصنيف داء السُكري إلى نوعين، وهما كالتالي:-

أ- السُكري من النوع الأول Type 1 diabetes:- غالبًا ما يتم تشخيص مرض السُكري من النوع الأول في وقت مُبكر في الحياة، والذي يُعتبر اضطربًا في المناعة الذاتية، وفيه لا يقوم البنكرياس بإفراز كميات كافية من الأنسولين.

 

ب- السُكري من النوع الثاني Type 2 diabetes:- يتطور السُكري من النوع الثاني في وقت لاحق من الحياة، بسبب خيارات نمط الحياة والنظام الغذائي.

عادةً يحدث هذا النوع من السُكري عندما يُصبح هرمون الأنسولين أقل فاعليّة في نقل الجلوكوز إلى الخلايا، مما يؤدي إلى تراكمه في المجرى الدم.

يُمكن أن يتسبب ارتفاع نسب الجلوكوز في الدم في تلف الأعصاب والكلى وبعض الأعضاء الأخري، كما لا يستطيع الجلوكوز دخول الخلايا مما يتسبب في حدوث قصور في القيام بالعمليات الحيوية المُختلفة.

 

أنماط الحياة المُختلفة  يُمكن أن تؤثر على معدلات الجلوكوز في الدم، لذا من المُهم اتباع أنظمة غذائية صحية، والقيام بالأنشطة البدنية بشكل مُنتظم، للحفاظ على معدلات الجلوكوز في الدم ضمن الأرقام الطبيعية.

 

مصدر المقالة:- 1.