الرضاعة الطبيعية، وأهميتها لكل من الأم والرضيع

الرضاعة الطبيعية، وأهميتها لكل من الأم والرضيع

 

  

 

إذا كنتِ تفكرين في عدم إرضاع طفلكِ الجديد رضاعة طبيعية فمن المحتمل أنه ليس أفضل قرار، بالطبع هو قرار شخصي لا يمكن لأحد سواكِ اتخاذه، ولكن هناك عدد لا نهائي من الفوائد التي يمكن أن تعود عليكِ كأم وعلي طفلكِ الرضيع من خلال القيام بالرضاعة الطبيعية.

 

قبل أن تقرري أو إذا كنتِ فقط تحتاجين إلى التأكد من ضمان أن حليب الثدي هو الخيار الصحيح، لنستعرض بعض الفوائد لكِ ولطفلكِ، يوفر حليب الأم تغذية مثالية للأطفال كما يحتوي علي كميات مناسبة من العناصر الغذائية، إلى جانب أنه يسهل هضمه ومتاح بسهولة.

 

توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بالرضاعة الطبيعية الحصرية لمدة 6 أشهر، والاستمرار في الرضاعة حتى بعد تقديم الأطعمة الصلبة حتى سن سنة واحدة على الأقل أو حتي توافق كلاً من الأم والطفل على ما يطلق عليه "الفطام".

 

توصي منظمة الصحة العالمية بالرضاعة الطبيعية حتى عمر سنتين أو أكثر، لأن فوائد الرضاعة الطبيعية تستمر لفترة طويلة، توصي أيضاً بالبدء مبكراً في الرضاعة بعد ساعة من الولادة للحصول على أكبر قدر ممكن من الفوائد.

 

سنتعرف في هذه المقالة على فوائد الرضاعة الطبيعية لكل من الرضيع والأم على حدٍ سواء:-

 

•   أولاً :- فوائد الرضاعة الطبيعية للرضيع :-

 

1.  يوفر حليب الأم تغذية مثالية للطفل:-

 

    

 

يوصي معظم المتخصصين في الرعاية الصحية بضرورة الرضاعة الطبيعية الحصرية لمدة 6 أشهر على الأقل، حيث يحتوي لبن الأم على كل ما يحتاجه الطفل خلال الستة أشهر الأولى من عمره، وبجميع النسب الصحية التي تناسب تغير الطفل المستمر وتطوره خاصةً خلال الشهر الأول من العمر.

 

خلال الأيام الأولي بعد الولادة ينتج ثدي الأم سائلاً سميكاً  ومصفر يسمى "اللبأ"، يعتبر اللبأ هذا غنياً بالبروتين وقليل السكرومحمل بالمركبات المفيدة، فهو حقاً طعام رائع لا يمكن استبداله.

 

 اللبأ هو الحليب الأول المثالي الذي يساعد الجهاز الهضمي غير الناضج لحديثي الولادة على النمو، بعد الأيام القليلة الأولى يبدأ ثدي الأم في إنتاج كميات أكبر من الحليب تتناسب مع نمو معدة الطفل.

 

الشيء الوحيد الذي قد ينقص الطفل من مخزون الحليب السحري هو فيتامين D، ما لم يكن لدي الأم مستويات عالية من تناول فيتامين D وفي الغالب لا، فلن يوفر حليب الأم ما يكفي، لذلك قد يوصي عادة باستخدام قطرات فيتامين D.

 

2.  يحتوي حليب الأم على أجسام مضادة مهمة :-

 

    

حليب الأم مليء بالأجسام المضادة التي قد تساعد طفلكِ على محاربة الفيروسات والبكتيريا، وهو أمر بالغ الأهمية في الأشهر الأولى الرقيقة، وهذا ينطبق بشكل خاص علي اللبأ.

 

حيث يوفر اللبأ كميات كبيرة من الغلوبولين المناعي( A (IgA بالإضافة إلى العديد من الأجسام المضادة الأخري، يحمي الغلوبولين المناعي الطفل من الإصابة بالأمراض عن طريق تكوين طبقة واقية في أنف الطفل وحلقه وجهازه الهضمي.

 

كما تظهر الأبحاث أن الأطفال الذين لا يرضعون رضاعة طبيعية أكثر عُرضة للإصابة بالمشاكل الصحية مثل الالتهاب الرئوي، والإسهال، والعدوي.

 

3.  الرضاعة الطبيعية تقلل من خطر إصابة الطفل بالأمراض:-

 

  

 

الرضاعة الطبيعية الحصرية مصدر موثوق، فالطفل يحصل على حليب الثدي فقط لذلك فهي مفيدة ومضمونة بشكل خاص.

 

قد تقلل الرضاعة الطبيعية من خطر إصابة طفلكِ بالعديد من الأمراض بما في ذلك :-

• التهاب الأذن الوسطى.

•  التهاب الجهاز التنفسي.

•  التهاب الأمعاء.

• متلازمة موت الرضيع المفاجئ.

•  أمراض الحساسية مثل الربو والتهاب الجلد والإكزيما.

•  داء السكري من النوع الأول والثاني.

• الإصابة بسرطان الدم.

 

4.  تعزيز الوزن الصحي للطفل :-

 

    

 

تساعد الرضاعة الطبيعية على تعزيز الوزن الصحي للطفل، حيث أنها تساعد على زيادة الوزن بشكل صحي وتساعد على الوقاية بأمراض السمنة لدى الأطفال.

 

أظهرت الدراسات أن الرضاعة الطبيعية لمدة تزيد عن 4 أشهر تؤدي إلى انخفاض كبير في فرص إصابة طفلكِ بزيادة الوزن والسمنة، يرجع ذلك إلى تطور بكتيريا الأمعاء المختلفة، حيث أن الأطفال الذين يرضعون من الثدي يمتلكون كميات أعلى من بكتيريا الأمعاء المفيدة، والتي قد تؤثر على مخزون الدهون لديهم.

 

كما أن لبن الأم يحتوي علي هرمون اللبتين مما يجعل الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية يحصلون على كميات كبيرة منه مقارنة بأولئك الذين لا يرضعون رضاعة طبيعية، هرمون اللبتين هرمون رئيسي في عملية تنظيم الشهية وتخزين الدهون.

 

5.  الرضاعة الطبيعية قد تجعل الطفل أكثر ذكاءاً :-

 

    

 

تشير الدراسات إلى أنه قد يكون هناك إختلاف في نمو الدماغ لدى الأطفال الذين يرضعون من الثدي والأطفال الذين يرضعون حلياً صناعياً، قد يكون هذا الإختلاف بسبب العلاقة الجسدية واللمس والاتصال بالعين المرتبط بعملية الرضاعة الطبيعية، وكذلك بسبب المحتوى الغذائي الكبير لحليب الأم.

 

تشير الدراسات أيضاً إلى أن الأطفال الذين يرضعون من الثدي لديهم درجات ذكاء أعلي، وأقل عُرضة لتطور مشاكل سلوكيات التعلم مع تقدمهم بالعمر.

 

•  ثانياً :- فوائد الرضاعة الطبيعية للأم :-

 

1.  تساعد الرضاعة الطبيعية في فقدان وزن الأم بعد الولادة :-

 

    

 

في حين أن بعض الأمهات يزداد وزنهن أثناء الرضاعة الطبيعية، هناك أخريات يفقدن الوزن بسهولة، تساعد الرضاعة الطبيعية علي حرق المزيد من السعرات الحرارية، مما يساعد في فقدان بعض الوزن المكتسب ُناء فترة الحمل.

 

 بعد ثلاث أشهر من الرضاعة الطبيعية من المحتمل أن تواجه النساء اللاتي يقمن بالرضاعة الطبيعية زيادة في حرق الدهون مقارنةً بالأمهات غير المرضعات.

 

2.   الرضاعة الطبيعية تساعد على تقلص الرحم :-

 

   

 

أثناء فترة الحمل ينمو الرحم بشكل كبير، ويتسع من حجم الكمثرى التي كان عليها إلى ملء مساحة البطن بالكامل تقريباً، بعد الولادة يمر الرحم بعملية تسمى الالتفاف مما يساعده على العودة إلى حجمه السابق.

 

يفرز جسمكِ كميات كبيرة من هرمون يسمى الأوكسيسوسين أثناء المخاض للمساعدة في ولادة الطفل وتقليل النزيف، ويمكن أن يساعدكِ على الإرتباط بطفلكِ الجديد، ويساعد أيضاً هرمون الأوكسيسوسين في عملة تقلص الرحم.

 

يزداد إفراز هرمون الأوكسيسوسين أثناء فترة الرضاعة الطبيعية، ويساعد على تقلصات الرحم، ويقلل من النزيف ويساعد على العودة إلى الحجم الطبيعي للرحم.

 

3.   الرضاعة الطبيعية تقلل من مخاطر الإصابة بالإكتئاب :-

 

   

 

إكتئاب ما بعد الولادة هو نوع من الإكتئاب الذي قد يصيب الأمهات بعد الولادة بفترة وجيزة.

 

ولكن يبدو أن النساء اللاتي يرضعن أطفالهن من الثدي أقل عُرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، مقارنة باللاتي لا يقمن بالرضاعة الطبيعية.

 

4.  تقلل الرضاعة الطبيعية مخاطر الإصابة ببعض الأمراض لدى الأم:-

 

   

يبدو أن الرضاعة توفر لكِ حماية طويلة الأمد ضد مرض السرطان والعديد من الأمراض الأخري.

 

يرتبط الوقت الذي تقضيه الأم في الرضاعة الطبيعية بتقليل خطر الإصابة بأنواع سرطان مختلفة مثل سرطان الثدي وسرطان المبيض.

 

كما ترتبط الرضاعة الطبيعية بانخفاض خطر بعض الأمراض الأخري مثل:-

• ارتفاع ضغط الدم.

• التهابات المفاصل.

•  ارتفاع دهون الدم.

•  الأمراض القلبية.

•  السكر من النوع الثاني.

 

5.   الرضاعة الطبيعية قد تمنع الدورة الشهرية :-

 

    

 

استمرار الرضاعة الطبيعية يوقف الإباضة والدورة الشهرية، وقد يكون وقف الدورة الشهرية في الواقع طريقة طبيعية لضمان وجود بعض الوقت بين فترات الحمل.

 

يمكنكِ اعتبار هذا الوقت بمثابة فائدة إضافية تحدثها الرضاعة الطبيعية لتستمتعين بوقتكِ الثمين مع مولودكِ الجديد.

 

6.  الرضاعة الطبيعية توفر المال والوقت :-

 

    

 

الرضاعة الطبيعية مجانية، باستثناء نفقات قد تقومين بإنفاقها حول بعض بعض الإستشارات حول الرضاعة الطبيعية فهي تعتبر في الغالب مجانية ولا تكلف الكثير، بعكس إنفاق الكثير من المال على وسائل الرضاعة الغير طبيعية.

 

يستهلك تحضير الرضعات الصناعية الكثير إلى جانب المال الكثير من الوقت، توفر الرضاعة الطبيعية الوقت  فحليب الأم دائماً عند درجة الحرارة المناسبة وحاضراً في الوقت المناسب.

 

أياً كان خياركِ بأن طريقة رضاعة طفلكِ الجديد فهو  قرار شخصي بحت، لكن يمكنكِ الرجوع إلى هذه الفوائد قبل إتخاذ أي قرار، كما يمكنكِ إستشارة أخصائي الرعاية الصحية الخاص بكِ لإرشادكِ للخيار المناسب لكِ ولطفلكِ.