العلاقة بين الاكتئاب ومرحلة انقطاع الطمث

العلاقة بين الاكتئاب ومرحلة انقطاع الطمث

 

تٌظهر الأبحاث أن هٌناك علاقة بين انقطاع الطمث وإصابة النساء بالاكتئاب، حيث أنه وفقًا لهذه الأبحاث، فإن هٌناك حوالي 41% من النساء يشعرن بالاكتئاب بعد انقطاع الطمث.

 

من المٌهم معرفة أعراض الاكتئاب للمساعدة في طلب العون وقت الحاجة، وتشكيل خطط علاجية مع مقدم الرعاية الصحية، لذا، في هذه المقالة سوف نتعرف على العلاقة بين الاكتئاب ومرحلة انقطاع الطمث، وأعراضه، وكيفية إدارته.

 

العلاقة بين الاكتئاب ومرحلة انقطاع الطمث

في الغالب، تٌعتبر النساء أكثر عٌرضة للإصابة بالاكتئاب بمقدار 2.5 مرة مقارنة بالرجال، وتٌظهر الأبحاث أن هذه النسب تزيد خلال فترة انقطاع الطمث، وهي الفترة الانتقالية بين سن الإنجاب وعدم الإنجاب.

 

بالإضافة إلى ذلك، فإن النساء اللاتي يمتلكن تاريخ من الإصابة بالاكتئاب، تزيد فرصة الإصابة لديهن بالاكتئاب بمقدار الضعف خلال فترة انقطاع الطمث.

 

إلى جانب ذلك، قد تٌشكل بعض الأعراض لفترة انقطاع الطمث مخاطر إضافية للاصابة بالاكتئاب خلال هذه الفترة، مثل الهبات الساخنة والتعرق الليلي والأرق.

 

أسباب الاكتئاب خلال مرحلة انقطاع الطمث

تٌظهر الأبحاث وجود مجموعة من الأسباب لإصابة النساء بالاكتئاب خلال فترة انقطاع الطمث، مثل التغيرات الهرمونية ومشاكل النوم والتوتر خلال هذه الفترة، جميعها تٌساهم بشكل كبيرة في الإصابة بالاكتئاب.

 

ومع ذلك، فإن فك تشابك العوامل المٌختلفة التي قد تٌساهم في الإصابة بالاكتئاب خلال فترة انقطاع الطمث يُعد أمرًا مٌعقدًا، وتشمل الأسباب المٌحتملة للإصابة بالاكتئاب خلال فترة انقطاع الطمث ما يلي:-

 

التغييرات الهرمونية

خلال فترة انقطاع الطمث، تكون الهرمونات في حالة تغير مٌستمرة، مما يُساهم في ظهور أعراض جسدية وعقلية متغيرة ومختلفة، على وجه الخصوص، قد يكون اضطراب هرمون الإستروجين Estrogen خلال هذه الفترة مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بإصابة النساء بالاكتئاب.

 

يُساعد هرمون الإستروجين Estrogen على تعزيز السيروتونين Serotonin، وهو عبارة عن هرمون السعادة ويُشار إليه في حالات الاكتئاب، حيث أنه عندما تنخفض مستويات هرمون الاستروجين خلال فترة انقطاع الطمث، يُمكن أن يؤدي ذلك إلى انخفاض مستويات السيروتونين أيضًا، وبالتالي يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب.

 

لهذا، قد وضع الباحثون نظرية حول العلاقة بين هرمون الإستروجين وانقطاع الطمث والاكتئاب، حيث وُجد أن انقطاع الطمث المبكر يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالاكتئاب، بينما انقطاع الطمث المتأخر يرتبط بتقليل مخاطر الإصابة بالاكتئاب، وعليه يرى الباحثون أن هرمون الإستروجين قد يكون له تأثيرات وقائية ضد الإصابة بالاكتئاب.

 

اضطرابات النوم

قد تٌساهم اضطرابات النوم خلال فترة انقطاع الطمث أيضًا في زيادة مخاطر إصابة النساء بالاكتئاب، وثبُت أنه يوجد علاقة وثيقة بين هذه الاضطرابات والاكتئاب، حيث وٌجد أن سوء نوعية النوم يُزيد من مخاطر الإصابة بالاكتئاب.

 

بالإضافة إلى ذلك، وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من الأرق لديهم مخاطر مٌتزايدة للإصابة بالاكتئاب مرتين أكثر من الأشخاص الذين لا يعانون من مشاكل في النوم.

 

إلى جانب ذلك، يُمكن أن تؤدي بعض أعراض فترة انقطاع الطمث، مثل الهبات الساخنة والتعرق الليلي، إلى الإصابة بالأرق وصعوبة النوم، وبالتالي الإصابة بالاكتئاب.

 

عوامل انقطاع الطمث الأخرى

بالنسة لمٌعظم النساء، يحدث انقطاع الطمث خلال فترة انتقالية قد تتغير فيها أدوار الحياة، حيث أنه قد يُصاحب انقطاع الطمث، الذي يحدث غالبًا في أواخر الأربعينات حتى الخمسينات من العمر، أحداث حياتية مثل نمو الأطفال ومغادرهم المنزل، وزيادة مسئوليات العمل، وغير ذلك، وهذا كله يعمل على زيادة الضغوطات، مما يزيد من فرص الإصابة بالاكتئاب.

 

أعراض اكتئاب انقطاع الطمث

قد تتداخل بعض أعراض الاكتئاب مع أعراض مرحلة انقطاع الطمث، مثل صعوبة النوم أو قلة التركيز أو التقلبات المزاجية، لهذا من المهم أن يكون الفرد على دراية بالعلامات والأعراض الخاصة بالاكتئاب للمساعدة على الحصول على الدعم عند الحاجة، والتمكن من اتخاذ إجراءات استباقية في طلب العلاج.

تشمل بعض أعراض الإصابة بالاكتئاب ما يلي:-

• المزاج السيء.
• مشاعر التشاؤم واليأس، وعدم الإحساس بالقيمة، والعجز.
• فقدان الاهتماخ بالأشياء التي كان يستمتع بها الشخص مٌسبقًا.
• مشاكل النوم، سواء كان كثرة النوم أو قلة النوم.
• التعب وانخفاض مستويات الطاقة.
• صعوبات في التركيز.
• التهيج والتوتر.
• تغيرات في الشهية والوزن.
• التطرق إلى أفكار الموت والانتحار.

 

علاج الاكتئاب المرتبط بمرحلة انقطاع الطمث

تُعاني العديد من النساء من الاكتئاب خلال فترة انقطاع الطمث، ويُمكن أن يُساعد معرفة أعراض الاكتئاب وتحديدها في الحصول على العلاج بشكل أسرع والعودة إلى الشعور الجيد.

 

قد تشمل علاجات الاكتئاب المرتبط بمرحلة انقطاع الطمث ما يلي:-

• أدوية مضادات الاكتئاب.
• العلاج النفسي عن طريق الكلام.
• معدلات مستقبلات هرمون الاستروجين الانتقالية SERMs.

 

قد يُستخدم العلاج الهرموني أحيانًا في علاج أعراض الاكتئاب التي تحدث جنبًا إلى جنب مع أعراض انقطاع الطمث الأخرى، مثل الهبات الساخنة.

 

بالإضافة إلى ذلك، قد يكون إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة فعّالًا بشكل إيجابي في إدارة وعلاج الاكتئاب المرتبط بمرحلة انقطاع الطمث، حيث ثبت أن الأنظمة الغذائية المٌخصصة، مثل النظام الغذائي مٌنخفض السكر في الدم (الذي يحتوي على الأطعمة مٌنخفضة الكربوهيدرات التي لا يُمكن أن ترفع مستويات السكر في الدم)، يُمكن أن تٌساعد في علاج أعراض انقطاع الطمث، مثل الهبات الساخنة، وبالتالي تقليل مخاطر الإصابة بالاكتئاب.

 

لكن يجب استشارة مقدم الرعاية الصحية قبل إجراء أي تغييرات مٌهمة على نمط الحياة، حيث يُمكنه تقديم النُصح بشأن التغييرات الفعّالة والطُرق المٌناسبة للمساعدة في إدارة الاكتئاب.

 

التحدث إلى مقدم الرعاية الصحية

قد تكون النساء في فترة ما قبل انقطاع الطمث غير قادرات على التمييز بين أعراض انقطاع الطمث وأعراض الاكتئاب، حيث أنه قد تؤدي التغييرات الهرمونية خلال فترة انقطاع الطمث إلى حدوث التقلبات المزاجية وصعوبات النوم.

 

ومع ذلك، إذا كنتِ في حالة مزاجية مٌنخفضة بشكلٍ مٌستمر، مع فقدان الاهتمام بالأشياء التي اعتدتِ الاستمتاع بها، أو زيادة الشعور بالذنب أو اليأس، فقد تكونِ مٌصابة بالاكتئاب، وفي هذه الحالة من الضروري التحدث مع مقدم الرعاية الصحية بشكلٍ عاجل.

 

بالإضافة إلى ذلك، إذا كانت أعراض مرحلة انقطاع الطمث تؤثر على قدرتكِ على أداء الواجبات والمهام والأدوار الحياتية الخاصة بكِ، وكذلك تعوق هواياتكِ العادية، عليكِ التحدث أيضًا مع مقدم الرعاية الصحية.

 

مصدر المقالة.