كيف تعتني بطفلك في الأسابيع الأولى بعد الولادة

كيف تعتني بطفلك في الأسابيع الأولى بعد الولادة

 

 تبدأ فترة حديثي الولادة Neonatal Period منذ لحظة ولادة الطفل وتستمر حتى نهاية الشهر الأول من عمره، أي خلال الأسابيع الأربعة الأولى بعد الولادة. هذه الفترة تعتبر حساسة جدًا، حيث يكون الطفل حديث الولادة في مرحلة انتقالية من الحياة داخل الرحم إلى الحياة الخارجية.

 

خلال هذه الفترة، يتعين على الوالدين الاهتمام بعدة جوانب أساسية تتعلق برعاية الطفل، مثل التغذية، النظافة، النوم، الترابط، والرعاية الصحية. كذلك، يكون الطفل في هذه المرحلة أكثر عرضة لبعض التحديات الصحية مثل اليرقان الوليدي، فقدان الوزن الطبيعي بعد الولادة، ومشاكل الجهاز التنفسي.

 

الرعاية الجيدة والدعم خلال هذه الفترة يساهمان بشكل كبير في نمو وتطور الطفل بشكل صحي وسليم.

 

في هذه المقالة سوف نتعرف بشكلٍ تفصيلي ماهية فترة حديثي الولادة، بالإضافة إلى تطورات الطفل خلال الأربعة أسابيع الأولى من حياته، وكيفية الاعتناء به خلال رحلة نموه.

 

ما هي أهمية فترة حديثي الولادة؟

تتم مراقبة الأطفال حديثي الولادة عن كثب في الساعات القليلة الأولى  من الحياة، وينطبق هذا بشكلٍ خاص على الولادات المٌبكرة، التي تحدث قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل، أو إذا كانت هٌناك أي مٌضاعفات خلال عملية الولادة.

 

يمر الجنين بنمو مٌهم طوال فترة الحمل، بما في ذلك الأشهُر والأسابيع الأخيرة، يُمكن أن يُعاني الأطفال المبتسرين، الذين ولدوا قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل (الولادة المُبكرة)، من مشاكل مُتعددة بما في ذلك الرئتان غير مُكتملة النمو، وصعوبة تنظيم درجة حرارة الجسم، وسوء التغذية، وبطء زيادة الوزن، وزيادة مخاطر الوفاة، حيث أنه في عام 2018 قد شكلت الولادة المٌكبرة وانخفاض الوزن عن الولادة حوالي 17% من وفيات الرُضع قبل عمر سنة واحدة.

 

بعد الولادة مٌباشرةً، يقوم الفريق الطبي بفحص العلامات الحيوية للطفل ومدى يقظته وصحته العامة بسرعة، يُمكن توفير الأكسجين الإضافي والرعاية الطارئة الأخرى إذا كان الطفل يُعاني من صعوبات في التنفس.

 

بالإضافة إلى ذلك، وقد تسمعين أيضًا أن الطفل حتى حصل على فحص أبغار Apgar score، والذي يشمل الفحوصات التالية:-

• تقييم اللون.

• معدل ضربات القلب.

• الاستجابة للمٌحفزات.

• النشاط العضلي.

• التنفس.

 

تتم إضافة النتائج الرقمية لكل الفحوصات السابقة وإعادة تقييمها كل خمس دقائق خلال أول 20 دقيقة من حياة الطفل، حيث أن درجة أبغار تساعد الأطباء والممرضات على اتخاذ قرارات سريعة حول الرعاية الضرورية للمولود في أولى لحظات حياته.

 

المخاطر والمٌضاعفات في فترة حديثي الولادة

تٌعتبر فترة حديثي الولادة هي الفترة الأكثر خطورة بعد الولادة، في جميع أنحاء العالم، توفي حوالي 2.4 مليون رضيع في الشهر الأول خلال عام 2019، وقد انخفضت مٌعدلات الوفيات خلال هذه الفترة في السنوات الأخيرة، لكن المُضاعفات خلال الحمل والولادة لا تزال كبيرة، حيث تحدث 75% من وفيات الرٌضع خلال الأسبوع الأول من الحياة.

 

مع الرعاية المٌناسبة قبل الولادة، يُمكن تحديد بعض المٌضاعفات أو الحالات قبل الولادة، ويُمكن تصنيف بعض الرٌضع على أنهم معرضون لمخاطر كبيرة حتى قبل ولادتهم، وهذا يمنح الفرق الطبية تحذيرًا كافيًا للتأكد من أن الأدوات اللازمة لرعاية الرضيع موجودة وقت الولادة.

 

حتى بالنسبة للرُضع الذين لم يتم تصنيفهم على أنهم معرضون لمخاطر قبل الولادة، سيراقب مقدمو الرعاية الصحية الطفل عن كثب بعد الولادة، و يلاحظون بشكل مثالي أي مرض أو مٌضاعفات خلال أول ساعتين من الحياة.

 

يُمكن أن تشمل المٌضاعفات أو المٌشكلات المٌحتملة أثناء عملية الولادة وفترة حديثي الولادة ما يلي:-

• العيوب الخلقية.

• إصابات الولادة.

• مشاكل في التنفس.

• العـــــــــــــــدوى.

• اليرقـــــــــــــــان.

• انخفاض الوزن عند الولادة.

• انخفاض نسبة السكر في الدم.

• مشاكل عصبية، مثل النوبات.

• صعوبات التغــــذية.

• مشاكل التحكم في درجة الحرارة.

• تأخــــــــــــر النمو.

• مشاكل في الرؤية.

• مشاكل في السمع.

• فقـر الـــــــــــدم.

• خلل في الهرمونات، مثل خلل الغدة الدرقية.

• اضطرابات في القيء والبراز.

 

قد يحتاج الرٌضع الذين يحتاجون إلى رعاية مٌكثفة بسبب الولادة المٌبكرة أو غيرها من مٌضاعفات فترة حديثي الولادة إلى تلقي العلاج في وحدة العناية المٌزكزة لحديثي الولادة بعد الولادة.

 

إذا لم تحدث أي مٌضاعفات، يبدأ فريق الولادة بوضع خطط لنقل الأطفال إلى رعاية ما بعد الولادة بعد ساعات من الولادة، يُطلب من المستشفيات تقديم إقامة في المٌستشفي لمٌدة 48 ساعة على الأقل بعد الولادة الطبيعية، و96 ساعة على الأقل بعد الولادة القيصرية.

 

ماذا يحدث في فترة حديثي الولادة؟

يحدث الكثير خلال فترة حديثي الولادة خاصةً بعد الولادة مٌباشرةً، بينما يتحرك كل طفل بوتيرة مٌختلفة، إلا أن هٌناك بعض المعالم العامة التي يجب توقعها من كل طفل خلال هذه الفترة.

 

تشمل تطورات الطفل خلال فترة حديثي الولادة ما يلي:-

1. في المٌستشفى

سيخضع الطفل للعديد من الفحوصات والاختبارات للأمراض الشائع ومشاكل السمع وغير ذلك الكثير، كما يتلقى الطفل أيضًا الجٌرعة الأولى من لقاح التهاب الكبد B، بالإضافة إلى حٌقنة فيتامين ك في العضل لمنع مُضاعفات النزيف، وسيتم وضع مرهم للعين لمنع بعض أنواع العدوى التي يُمكن أن تنتقل أثناء الولادة.

 

قد يطلب مٌقدم الرعاية الصحية اختيار طبيب أطفال قبل الولادة، أو سيُساعد الفريق الطبي في العثور على الطبيب المٌناسب، يجب قبل مٌغادرة المٌستشفى أن يكون لدى الأم خطة رعاية مٌتكاملة للطفل. 

 

2. خلال الأسبوع الأول من الولادة

في الأسبوع الأول بعد الولادة، سيتعرف كلًا من الطفل والوالدان على بعضهما البعض، حيث يُعتبر الارتباط والتغذية من المهام الأساسية في هذا الأسبوع الأول، سواء كانت الأم تقوم بالرضاعة الطبيعية أو تستخدم التركيبات، فإن أنماط التبول والتبرز ستُشير للأم ما إذا كان الطفل يحصل على ما يكفي من التغذية.

 

من الشائع أن يفقد الأطفال الوزن  بعد الولادة، كما أنهم ينامون كثيرًا في الأسبوع الأول، لذا يجب عدم القلق، من المٌعتاد أن ينام الأطفال حديثي الولادة لمٌدة تتراوح بين 14-17 ساعة يوميًا في الأسابيع الأولى من الحياة، لكنهم يستيقظون أيضًا كل ساعتين إلى أربعة ساعات من أجل الرضاعة، كما يجب على الوالدين توقع زيارة المٌتابعة الأولى مع طبيب أطفال خارج المٌستشفى بعد يوم إلى أربعة أيام من الولادة.

 

3. خلال الأسبوع الثاني من الولادة

يُعتبر كلًا من النوم والتغذية غير منتظمين  في هذه المرحلة، ربما يمر الطفل بطفرة نموه الأولى، بعد أن عاد إلى وزنه عند الولادة، يستهلك مٌعظم الأطفال  ما بين 450-680 جرام من حليب الثدي أو التركيبات يوميًا خلال هذه الفترة.

 

بالإضافة إلى ذلك، يجب التحدث إلى مٌقدم الرعاية الصحية على الفور إذا كان هٌناك مٌشكلة في التغذية أو عند مٌلاحظة انخفاضًا في أعداد الحفاضات الرطبة أو المٌتسخة.

 

4. خلال الأسبوع الثالث من الولادة

لا تزال جداول التغذية والنوم غير مٌتناسقة، لكن الطفل سيبدأ في تحسين سيطرته على عضلاته في هذه المرحلة، يبدأ مٌعظم الأطفال في رفع رؤوسهم، كما يجب أن يحصلوا على وقت البطن Tummy time بشكلٍ مٌنتظم، وهو عبارة عن عملية وضع الطفل على بطنه وهو مٌستيقظ لتشجيع نمو عضلات الرقبة والجذع ومنع تشوهات الجمجمة تحت إشراف الوالدان.

 

بالإضافة إلى ذلك، سيقوم طبيب الأطفال الخاص بك بمٌراقبة وزن الطفل ونموه عن كثب في الأسابيع القليلة الأولى من الحياة لتحديد أي مشاكل تغذية مٌبكرة.

 

5. خلال الأسبوع الرابع من الولادة

لقد وصل الطفل رسميًا إلى نهاية فترة حديثي الولادة، بالنسبة للعديد من الآباء، تٌصبح التغذية والنوم أكثر روتينًا في هذه المرحلة، قد يستجيب الطفل أكثر مع تطور حواسه، مثل السمع والبصر.

 

قد تبدأ الأم أيضًا في التعرف على أنماط الأصوات والبكاء التي يٌصدرها الطفل، كما يجب توقع زيارة أخرى إلى طبيب الأطفال الخاص بك في هذه المرحلة لمٌراجعة نمو الطفل ومناقشة الرعاية للمراحل التالية والحصول على تطعيمات إضافية.

 

كيفية التكيف خلال فترة حديثي الولادة

قد يكون التعامل مع تحديات فترة حديثي الولادة أمرًا صعبًا، خاصةً في حالة إنجاب الطفل الأول، فسوف تواجه الأم تحديات هرمونية وجسدية منذ الولادة، وأي مٌضاعفات قد تكون لديه، حتى بالنسبة للأباء قد يواجهون أيضًا صعوبة في النوم وجداول التغذية وحتى الترابط مع الطفل الجديد.

 

بالإضافة إلى ذلك، يجب التحدث إلى مٌقدم الرعاية الصحية إذا كانت الأم تجد صعوبة في رعاية الطفل، كما يجب التأكد من إنشاء دعم جيد قبل الولادة، وعدم الخوف من طلب المٌساعدة عند الحاجة.

 

إلى جانب ذلك، يجب أن تكون الأم على دراية بعلامات اكتئاب ما بعد الولادة، ويجب أن يقوم طبيب الأطفال أو مقدمو الرعاية الصحية في المستشفى بمٌراجعة الرعاية الأساسية لحديثي الولادة مع الوالدين والمٌساعدة على البقاء على المسار الصحيح للنمو والتطور.

 

في النهاية، تٌعد فترة ما بعد الولادة  وقتًا مٌثيرًا حيث يبدأ الطفل في النمو وتبدأ الأم في الارتباط به، ولكن قد تكون هذه الفترة أيضًا صعبة بسبب جداول النوم والتغذية غير المٌنتظمة، لذا، يجب عدم الخوف من طلب المٌساعدة والدعم من العائلة والأصدقاء والأخصائيين والخبراء.

مصدر المقالة.