متلازمة تكيس المبايض (PCOS).. تعريفها، أسبابها، وكيفية علاجها!
رضوي حسني
يونيو, 2021, 8:42 م
متلازمة تكيس المبايض (PCOS).. تعريفها، أسبابها، وكيفية علاجها!
تُعرف متلازمة تكيس المبايض (PCOS) بكونها حالة مرضية أنثوية تصاب فيها النساء بارتفاع في مستويات الإندروجين بالجسم (الهرمونات الذكورية) عن المعدلات الطبيعية، وهو ما يحدث خلل بالجسم حيث من الطبيعي أن تتواجد هذه الهرمونات في الإناث؛ لكن بنسب بسيطة، فيما عدا ذلك فهي متلازمة تكيس المبايض.
وسبب هذه التسمية تحديدًا - تكيسات المبايض (PCOS) - يرجع لكون هذه الحالة غالبًا ما تكون مصاحبة لظهور بعض الأكياس المحتوية على سوائل، والمتكونة داخل المبايض؛ رغم أن في حالات أخرى لهذه المتلازمة قد لا تتكون هذه التكيسات في حين أنها قد تظهر في حالات أخرى لا تعاني أساسًا من تكيسات المبايض!
ما هي متلازمة تكيس المبايض (PCOS)؟
وحتى نتعرف تفصيليًّا على متلازمة تكيس المبايض، دعينا نبدأ سويًّا في شرح عملية التبويض، وما يتعلق بها. في البداية، وكما هو معروف لدى الإناث البالغات يقوم المبيض بإخراج احدى بويضاته، وإرسالها عبر قناة فالوب إلى الرحم، وفي حال تخصيبها من الحيوان المنوي للذكر يتكون الجنين داخل الرحم؛ أما في حالة عدم الإخصاب تخرج البويضة من الرحم في صورة الدورة الشهرية.
أما في بعض الحالات لا يستطيع جسم الأنثى إفراز الهرمونات الأنثوية بمعدلاتها الطبيعية مما يؤثر على عملية التبويض، فيتسبب ذلك في انقطاع الدورة الشهرية لفترة، وفي الوقت ذاته الذي يمتنع فيه الجسم عن التبويض تقوم المبايض كرد فعل منها بتكوين بعض الأكياس داخلها، والتي ينتج عنها فيما بعد ارتفاع في مستويات الأندروجين، ربما تجدين العملية معقدة بعض الشئ إلا أنها عبارة عن خطوات مترتبة على بعضها البعض. وهو ما يسبب مشاكل للنساء تتعلق بالدورة الشهرية، بالإضافة إلى ظهور بعض الأعراض نتعرف عليها فيما يلي.
أما بالنسبة للعلاج، مع أنه لا توجد علاجات نهائية لمتلازمة تكيس المبايض (PCOS) إلا أنه يوجد بعض الأدوية، والإرشادات الصحية التي تمنع المشاكل الصحية المتسببة في ظهورها، أو تقلل حدة أعراضها.
ما هي أسباب متلازمة تكيس المبايض (PCOS)؟
ما زال السبب الرئيسي للإصابة بمتلازمة تكيس المبايض غامضًا حتى الآن إلا أن هناك بعض المحفزات، أو العوامل المشتركة بين حالات النساء المصابات بهذه المتلازمة.
فمثلًا لمقاومة الإنسولين دور في ذلك حيث يفقد الجسم قدرته على التحكم بهرمون الإنسولين بكفاءة، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع نسبته بالجسم، ومن ثم ارتفاع مستويات الهرمونات الذكورية (الإندروجين) فتتكون أكياس المبايض، كما للسمنة دور أيضًا في ذلك حيث ترفع من مستوى الإنسولين في الدم، فتتطور حالة المتلازمة إلى وضع أكثر سوءً.
كما يُرجع الأطباء أيضًا الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض إلى عامل الوراثة حيث تنتشر بين الأمهات، والبنات، والأخوات. ويمكننا حصر المخاطر المتسببة في الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض (PCOS؛ لتتجنبيها، وتقي نفسكِ من الإصابه بها، وهي:
- الوراثة
- السمنة
- مقاومة الإنسولين
- اعتماد أسلوب حياة غير صحي
- تناول الأطعمة السريعة، والمهدرجة
- الامتناع عن ممارسة الرياضة
ما هي أعراض متلازمة تكيس المبايض (PCOS)؟
هناك الكثير من الأعراض يمكنكِ أن تستشفي منها إصابتكِ بالمتلازمة، كما يتتبعها الأطباء عند الفحص، منها:
- انقطاع الدورة الشهرية، أو عدم انتظامها، أو نزولها بكميات بسيطة.
- كبر حجم المبيض، أو احتوائه على الكثير من التكيسات.
- كثرة نمو شعر الجسم، وتحديدًا في منطقة الصدر، والبطن، والظهر، والوجه.
- اكتساب الوزن الزائد لا سيما حول البطن.
- ظهور حبوب البشرة، وكثرة إفرازها الدهني.
- تساقط الشعر، والتعرض للصلع الذكوري
- تأخر الحمل، والعقم
- ظهور الزوائد الجلدية في الرقبة، والإبطين.
- ظهور بقع داكنة بالرقبة، والظهر، والإبطين، وتحت الثديين.
كيف يتم تشخيص متلازمة تكيس المبايض (PCOS)؟
يتم تشخيص الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض (PCOS) بسؤال الطبيب المعالج عن تاريخكِ المرضي، وما تعانيه من أعراض، إلى جانب فحصكِ سريريًّا لا سيما منطقة الحوض، وأعضاء الجهاز التناسلي خارجيًّا، وداخليًّا بواسطة جهاز السونار مثلًا.
ولأن أعراض الإصابة بتكيس المبايض قد تتشابه مع غيرها من الأعراض المرتبطة بمشاكل صحية أخرى، فهناك بعض الفحوصات التي تجرى لقطع الشك باليقين، وهي:
- الموجات فوق الصوتية؛ لتصوير الأوعية الدموية، وأعضاء الجهاز التناسلي الداخلي، ومعاينة حجم المبيض، وما إذا كان يحتوي على تكيسات، أو لا، وكذلك اختبار سمك جدار الرحم، وغيرها.
- اختبار الدم؛ لفحص معدلات الهرمونات الأنثوية، وهرمونات الإندروجين بالدم، بالإضافة إلى معاينة نسب الجلوكوز، والكوليسترول، والدهون الثلاثية كذلك.
ما العلاج المناسب لمتلازمة تكيس المبايض (PCOS)؟
يعتمد علاج تكيس المبايض على عدة عوامل أهمها: عمركِ، حدة الأعراض المصابة بها، وحالتكِ الصحية العامة، كما يعتمد أيضًا على إذا ما كنتِ تريدين الحمل في المستقبل؛ لإنه إن كنتِ تخططين لهذا فخطة علاجكِ قد تعتمد على:
- تعديل نظامكِ الغذائي، ومستوى نشاطكِ الرياضي: حيث تضطرين حينها إلى اتباع حمية صحية مناسبة لحالتكِ، وزيادة مستوى نشاطكِ البدني من خلال المواظبة على ممارسة التمارين الرياضية بهدف إنقاص وزنكِ الزائد، والتخلص من الدهون المتراكمة في محيط البطن، وهو ما يسهم أيضًا في استهلاك معدلات الإنسولين العالية، وضبط مستويات السكر بالدم، وتحفيز عملية التبويض.
- الأدوية المحفزة للتبويض: ولهذه الأدوية بعض المخاطر حيث أنها قد تحفز عملية التبويض، وتسبب إطلاق أكثر من بويضة للتخصيب مما يزيد من احتمالية الحمل بتوائم ثنائية، أو ثلاثية، أو حتى أكثر، كما أنها قد تسبب انتفاخات المعدة، وآلام الرحم.
وفي حال أنكِ لا تخططين للحمل، فإلى جانب تعديل نظامك الغذائي، والرياضي، قد تشتمل خطة علاجكِ على التالي:
- حبوب منع الحمل: فهي تتحكم في الدورة الشهرية، وتقلل من إفراز هرمونات الإندروجين، كما تحد من ظهور حب الشباب.
- أدوية السكري: حيث بإمكانها التغلب على مقاومة الإنسولين، وتقليل معدلات هرمونات الإندروجين، وإبطاء نمو شعر الجسم، كما تنشط عملية التبويض، وتنظمها.
- علاجات أخرى للتحكم في الأعراض كتقليل نمو الشعر، والحد من ظهور حب الشباب.
ما هي مضاعفات متلازمة تكيس المبايض (PCOS)؟
قد تتعرض النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض - في حالة المماطلة في تلقي العلاج المناسب - إلى بعض المضاعفات أهمها:
- الإصابة بالنوع الثاني من السكري
- الإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية
- ارتفاع ضغط الدم
- سرطان الرحم
- التأثير على الخصوبة، وتأخير الحمل، أو الإصابة بالعقم
كيف تتأقلمين مع متلازمة تكيس المبايض (PCOS)؟
إن كنتِ مصابة بتكيس المبايض، وتبحثين عن حلولٍ؛ للعيش مع هذه المتلازمة بأمان، والتأقلم مع أعراضها، فلا تيأسي أبدًا، أنتِ فقط بحاجة للبحث عن الوسيلة المُرضية بالنسبة لكِ، فبعض السيدات اللاتي يعانين من نمو الشعر الزائد يعتمدن وسائل إزالة الشعر الزائد بالليزر، وغيره، وأنتِ يمكنكِ أيضًا التأقلم مع هذه الأعراض، والتغلب عليها حتى، فقط كل ما عليكِ هو التحدث مع طبيبكِ المعالج؛ لاستشارته، وتلقي العلاج المناسب.
متى يتوجب عليكِ استشارة الطبيب؟
هناك بعض العلامات التي بمجرد ملاحظتكِ لها عليكِ بسرعة التوجه إلى الطبيب؛ لاستشارته، وتقييم حالتكِ، وهذه العلامات هي:
- عدم انتظام الدورة الشهرية، أو انقطاعها
- نمو الشعر الزائد
- زيادة ملحوظة بالوزن