تعرفي على حقيقة مرض فقدان الشهية العصبي Anorxia Nervosa.
أغسطس, 2021, 11:56 م
تعرفي على حقيقة مرض فقدان الشهية العصبي Anorxia Nervosa.
يعد فقدان الشهية العصبي أحد أنواع إضطرابات الطعام، ويتميز بخسارة الوزن إما في صورة عدم القدرة على إكتساب الوزن في الأطفال، أو صعوبة في الحفاظ على الوزن بالتناسب مع العمر، والطول، والقامة مما ينتج عنه انحراف في صورة الجسم.
ويعاني الأشخاص المصابون من فقدان الشهية العصبي من خوف شديد من اكتساب الوزن كما أنهم يعانون من استقبال شكل أجسامهم بصورة خاطئة، ويجدون أنفسهم في حالة ماسة للحفاظ على وزنهم، وشكل أجسادهم حتى وإذا تعارض الأمر مع حياتهم.
ومن الطرق التي يلجأ إليها مرضى فقدان الشهية العصبي للتحكم في الوزن هي:
- تقليل السعرات الحرارية بشكل كبير.
- تقليل أنواع الأطعمة.
- التمرن بشكل قهري.
- التخلص من الطعام عن طريق استخدام الملينات أو التقيؤ، أو الحقن الشرجية مع/ أو تناول الطعام بكميات كبيرة.
وكغيره من اضطرابات الطعام؛ فقدان الشهية العصبي قد يصبح مشكلة كبيرة يصعب التخلص منها وقد تهدد حياة الانسان أحيانًا. وعادةً ما ينتج فقدان الشهية العصبي نتيجة لاضطرابات، أو مشاكل نفسية، أو عاطفية؛ لذا يتم استخدام الطعام كوسيلة للتعامل مع هذه المشاعر، فيصبح الشخص المصاب بفقدان الشهية العصبي يرى قيمته تتحدد عن طريق وزنه، وشكل جسده؛ فيسعى بأقصى جهد أن يكون أكثر نحافة أكثر، وأكثر، وأكثر.
كما يمكن أن يصاب الجميع بفقدان الشهية العصبي أيًا كان سنهم، أو جنسهم، أو عرقهم. يروي المؤرخون قصصًا لأناسٍ عانوا من فقدان الشهية العصبي عبر آلاف السنين. وينشأ هذا المرض في الغالب لدى المراهقين ولكن تشير البيانات إلى تزايد أعداد الأطفال، والبالغين الذين يصابون بهذا المرض. وهذا لا يعني بالضرورة أن هذا المرض حكرًا على الشخص النحيف؛ فقد ترين شخصًا وزنه زائد، ويعاني من فقدان الشهية العصبي؛ لذا فالتشخيص لا يتم عبر الحكم على المظهر، وحسب.
ما هي أسباب فقدان الشهية العصبي؟
السبب وراء فقدان الشهية العصبي غير معروف في الوقت العالي؛ ولكن يعتقد أنه كغيره من الاضطرابات عبارة عن مزيج بين العوامل البيولوجية، والنفسية، والبيئية.
1- العوامل البيولوجية:
لا يعرف على وجه التحديد أي من الجينات هو المسئول عن فقدان الشهية العصبي، فقد يكون هناك تغير جيني ما هو الذي يجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب. فقد يكون لدى بعض الناس ميول جيني إلى المثالية، أو الحساسية، أو النظام.
2- العوامل النفسية:
قد يكون لدى بعض مرضى فقدان الشهية العصبي سمات الشخصية المصابة بالوسواس القهري، والتي تجعل من السهل بالنسبة لهم إتباع تلك الأنظمة الغذائية الصارمة رغم الشعور بالجوع.وقد يكون لديهم دافع شديد للمثالية، والذي يولد لديهم الشعور بأنهم غير نحيفين كفاية مصاحب بمستويات عالية من القلق؛ لذا يحدون تناولهم للطعام؛ للتحكم في قلقهم.
3- العوامل البيئية:
يلخص العصر الحالي صورته عن الجمال في النحافة، وهو ما قد يربط النجاح، والاستحقاق بالنحافة، وهو ما يمكن ملاحظته بوضوح في أساليب الضغط الممارس من الزملاء في المدارس، أو أماكن العمل، وترتفع نسب الضغط المجتمعي خاصةً بين الفتيات المراهقات، والشابات.
ما هي عوامل الخطورة المرتبطة بفقدان الشهية العصبي؟
تعد الفتيات، والنساء أكثر عرضة للإصابة بفقدان الشهية العصبي؛ لكن هذا لا ينفي عدم انتشارها بين الرجال، والفتيان الذين زاد انتشار اضطرابات الطعام بينهم نتيجة لزيادة للضغط المجتمعي. وعلى رغم كونها أكثر حدوثًا بين المراهقين فقد يصاب بها الأشخاص من أي عمر؛ ولكن يندر انتشارها بين من هم فوق سن الأربعين. ويعد المراهقين أكثر عرضة بسبب التغيرات الكبيرة التي تحدث لأجسادهم، وزيادة الضغط من زملائهم، ولأنهم أكثر حساسية للانتقاد، أو التعليقات العابرة عن أوزانهم، أو شكل أجسادهم.
وقد تزيد بعض العوامل من احتمالية حدوث فقدان الشهية العصبي، وتتضمن:
-
الجينات: التغير الجيني قد يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بهذا الإضطراب، كما أن وجود قريب من الدرجة الأولى يعاني من فقدان الشهية العصبي يزيد من إحتمالية إصابة الشخص به.
- الأنظمة الغذائية، والحرمان من الطعام: فالأنظمة الغذائية غير الصحية هي أحد العوامل المرتبطة بتطور اضطرابات الطعام. وهناك دلائل قوية على وجود علاقة وثيقة بين أعراض فقدان الشهية العصبي، وأعراض المجاعة (الحرمان من الطعام) حيث تؤثر المجاعة على الدماغ، وتحدث تغيرات مزاجية مثل: الجمود في التفكير، والقلق، وفقدان الشهية. وفي الأشخاص المعرضين للإصابة بهذه الاضطرابات قد تغير المجاعة، وفقدان الوزن الطريقة التي يعمل بها الدماغ، والتي تغير عادات الطعام، وتجعل من الصعب أن يعود الشخص لعاداته الغذائية القديمة.
- الانتقال: سواء كان هذا الانتقال لمدرسة جديدة، أو بيت جديد، أو وظيفة جديدة، أو حتى انتقال من حالة لحالة كالانفصال، أو فقدان شخض عزيز بالموت، أو مرض أحد المقربين، أو غيرها من الصور، فقد يؤدي هذا الانتقال إلى ضغط عاطفي، ويزيد من احتمالية الإصابة بفقدان الشهية العصبي.
ما هي أعراض فقدان الشهية العصبي؟
تشمل أعراض فقدان الشهية بعض الأعراض الجسدية الناتجة عن تجويع الجسم، وأخرى سلوكية، وعاطفية.
الأعراض الجسدية:
- خسارة شديدة في الوزن، أو عدم زيادة الوزن بالشكل الطبيعي لمراحل النمو.
- النحافة.
- فحصوات صورة دم غير طبيعية.
- التعب.
- الأرق.
- الدوخة، أو الإغماء.
- زرقة أصابع اليد.
- ضعف الشعر، وتساقطه.
- زيادة نعومة، ورقة الشعر المغطي للجسد.
- انقطاع الحيض.
- جفاف الجلد، واصفرار البشرة.
- عدم القدرة على تحمل البرد.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- انخفاض ضغط الدم.
- الجفاف.
- تورم في الذراعين، أو الساقين.
- وجود تكلسات على المفاصل بسبب القئ المستحث.
- تقلصات في المعدة، ومشاكل أخرى في الجهاز الهضمي مثل: ارتجاع الحمض، أو الإمساك، وغيرها.
- الأنيميا (فقر الدم).
- انخفاض مستوى هرمون الغدة الدرقية.
- انخفاض البوتاسيوم.
- مشاكل في الأسنان مثل: تآكل مينا الأسنان، والتسوس، وحساسية الأسنان.
قد يقوم بعض الأشخاص المصابون بفقدان الشهية العصبي بالأكل بشراهة، ومن ثم التخلص من الأكل عن طريق التقيؤ، أو غيره من الطرق مثل: مرضى الشره المرضي؛ ولكن مرضى الشره المرضي يكون وزنهم طبيعي، أو أكثر من الطبيعي في حين يعاني مرضى فقدان الشهية العصبي في الغالب من انخفاض الوزن.
الأعراض النفسية والسلوكية:
1- الأعراض السلوكية، قد تتضمن:
- تقليل الطعام بشكل كبير عن طريق اتباع نظام غذائي ما، أو عن طريق الصيام.
- ممارسة الرياضة بشكل مفرط.
- الشراهة، واستهلاك كمية كبيرة من الطعام، ثم التخلص منها عن طريق القئ المستحث، أو استخدام الملينات، أو الحقن الشرجية، أو الأعشاب، وغيرها.
2- الأعراض العاطفية والنفسية، وتتضمن:
- الانشغال الشديد بالطعام، على سبيل المثال إعداد وجبات متقنة للآخرين دون التناول منها.
- رفض تناول الطعام، أو تفويت وجبات.
- رفض الاعتراف بالجوع، أو تقديم أعذار لعدم تناول الطعام.
- تناول أنواع معينة من الأطعمة، والتي تعد آمنة بالنسبة لهم؛ لاحتوائها على كميات قليلة من الدهون، وكذلك عدد محدود من السعرات الحرارية.
- اتباع أنظمة غذائية صارمة، أو تبني عادات أكل معينة مثل: بصق الطعام بعد مضغه.
- عدم الرغبة في تناول الطعام في الأماكن العامة أو أمام الآخرين.
- الكذب بشأن كمية الطعام الذين قاموا بتناولها.
- الخوف من زيادة الوزن، وقد يظهر هذا عند وزنهم أنفسهم، أو أخذ مقاساتهم بإستمرار.
- النظر دائمًا في المرآة لتبين العيوب الموجودة في أجسادهم.
- الشكوى من كونهم بدناء، أو يعانون من السمنة في بعض المناطق.
- لبس طبقات من الملابس.
- المزاج المسطح أي الخالي من المشاعر.
- التباعد المجتمعي، والرغبة في الانعزال.
- العصبية.
- الأرق.
- نقص الرغبة في ممارسة الجنس.
- الشعور برغبة قوية في التحكم.
- جمود التفكير.
- الشعور بعدم التأثير.
مضاعفات فقدان الشهية العصبي:
قد يؤدي فقدان الشهية العصبي إلى العديد من المضاعفات التي قد تصل إلى الموت المفاجئ في الحالات الخطيرة، والتي لا يشترط أن يكون وزن الشخص فيها أقل من الطبيعي بشكل كبير. قد ينتج الموت بسبب عدم انتظام ضربات القلب، أو خلل في الإلكترونات، والمعادن مثل: الصوديوم، والبوتاسيوم، والكالسيوم، والتي تحافظ على توازن السوائل في الجسم. ويوجد مضاعفات أخرى لفقدان الشهية العصبي مثل:
- فقر الدم (الأنيميا)
- مشاكل القلب، مثل تدلي الصمام الميترالي، أو عدم انتظام ضربات القلب، أو قصور القلب.
- فقدان كثافة العظام (هشاشة العظام)، مما يزيد من خطر الإصابة بالكسور.
- فقدان العضلات
- في الإناث، انقطاع الدورة الشهرية.
- في الذكور، انخفاض هرمون التستوستيرون.
- مشاكل الجهاز الهضمي مثل: الإمساك، والانتفاخ، والغثيان.
- خلل في الإلتكرونات مثل: انخفاض البوتاسيوم في الدم، والصوديوم، والكلوريد.
- مشاكل في الكلى.
قد ينتهي الحال بمريض فقدان الشهبة العصبي إلى تدمير كل عضو في جسده، حينما يعاني جسده نقصًا شديدًا في التغذية مثل: القلب، والكلى، والدماغ. وقد يكون هذا الضرر الذي يحدثه نقص التغذية دائم أي لا يمكن إعادة العضو المتضرر إلى حالته الطبيعية حتى بعد التحكم في فقدان الشهية العصبي، بالإضافة إلى هذه المخاطر الجسدية، قد يعاني مريض فقدان الشهية العصبي من العديد من المشاكل النفسية، مثل:
- الاكتئاب، والقلق، واضطرابات المزاج الأخرى.
- تقلبات الشخصية.
- اضطرابات الوسواس القهري.
- تعاطي الكحول، والمواد المخدرة.
- إيذاء النفس، أو الميول إلى الأفكار الانتحارية، أو محاولات الانتحار.
متى يتوجب عليكِ الذهاب لرؤية الطبيب؟
في البداية قد يمتنع معظم مرضى فقدان الشهية العصبي عن العلاج حيث تتغلب رغبتهم في الحفاظ على جسدهم النحيف على خوفهم على صحتهم؛ لذا إذا كان لديكِ شخص قريب منكِ يعاني من هذه الأعراض؛ انصحيه بضرورة التوجه إلى الطبيب. وإذا كنتِ أنتِ نفسك هذا الشخص الذي يعاني من بعض هذه الأعراض، أو لديكِ شك في إصابتكِ باضطراب في الطعام؛ فعليك كذلك بسرعة التوجه إلى الطبيب للحصول على المساعدة الطبية اللازمة.
كيف يتم تشخيص فقدان الشهية العصبي؟
يتم تشخيص هذا المرض عن طريق عدة عوامل أساسية يجب توافرها في المريض، وهي:
1- تقليل كمية الطاقة المأخوذة بالنسبة لمتطلبات الجسم، والتي تؤدي إلى إنخفاض وزن الجسم بشكل ملحوظ بالنسبة للسن، والجنس، ومسار النمو، والصحة الجسدية.
2- الخوف الشديد من زيادة الوزن حتى إذا كان وزنه أقل من الطبيعي فإن المريض يستمر لديه هذا الشعور.
3- اضطراب في استقبال الشخص لصورة جسده، وتتحكم هذه الرؤية في تقديره لذاته؛ بالإضافة إلى رفض الاعتراف بخطورة انخفاض وزنه الشديد.
وفي بعض الأحيان قد لا تتوافر هذه الشروط في الشخص؛ ولكن يتم تشخيصه بفقدان الشهية العصبي لوجود اضطراب في الطعام واضح جدًا بالنسبة للطبيب. وتعرف هذه الحالة بفقدان الشهية العصبي غير النمطي، وتوجد لدى الأشخاص الذين تنطبق عليهم العوامل التشخيصية؛ ولكن يندرج وزنهم تحت المعدل الطبيعي رغم الفقدان الملحوظ للوزن. وتشير الأبحاث أنه لا يوجد فرق في التأثيرات الطبية، والنفسية بين فقدان الشهية العصبي، وفقدان الشهية العصبي غير النمطي.
كيف تتجنبين الإصابة بمرض فقدان الشهية العصبي؟
لا توجد طريقة واحدة مضمونة لتجنب الإصابة بفقدان الشهية العصبي. فقط قد يلاحظ أطباء الأسرة، أو أطباء الأطفال الأعراض الأولية لدى الأشخاص المصابين بهذا المرض، وبالتالي يتخذون الإجراءات اللازمة لعلاجه من البداية قبل تطور الحالة. فإذا لاحظتِ الأعراض المذكورة بالأعلى على حالتكِ، أو حالة غيركِ من المقربين توجهوا إلى أحد المختصين على الفور.