أعراض مرض باركنسون: التعرف على العلامات المبكرة والمتقدمة
نوفمبر, 2024, 4:22 ص
أعراض مرض باركنسون: التعرف على العلامات المبكرة والمتقدمة
يُعتبر مرض باركنسون Parkinson's Disease اضطرابًا عصبيًا مزمن يؤثر بشكل رئيسي على حركة الجسم، ويزداد تأثيره تدريجيًا مع مرور الوقت. يظهر المرض عندما تتعرض الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين في الدماغ للتلف أو التراجع، مما يؤدي إلى نقص في مستويات الدوبامين، وهو الناقل العصبي المسؤول عن تنظيم الحركة والتنسيق بين أجزاء الجسم.
تبدأ أعراض باركنسون عادةً بارتعاشات خفيفة في اليدين، تيبس في العضلات، أو بطء في الحركة، وقد تتطور مع تقدم المرض لتؤثر على التوازن، الكلام، والنشاطات اليومية. في حين أن أسباب المرض لا تزال غير مفهومة بالكامل، إلا أن التشخيص والعلاج المبكر يمكن أن يساعدا في تحسين نوعية حياة المصابين والتحكم في الأعراض.
في هذه المقالة، سوف نتعرف على أعراض مرض باركنسون بشكلٍ تفصيلي، بما في ذلك الأعراض الشائعة، والنادرة، ومٌضاعفات تطور المرض.
الأعراض الشائعة لمرض باركنسون
عادةً ما تبدأ مرض باركنسون بشكلٍ خفيف وتتفاقم عبر السنوات. قد لا تظهر جميع الأعراض التالية لدى الأشخاص المٌصابين بهذه الحالة، لكنها شائعة لدى مٌعظم المٌصابين.
تشمل الأعراض الشائعة لمرض باركنسون ما يلي:-
1. الارتعاشات
ارتعاشات مرض باركنسون هي ارتعاشات تحدث أثناء الراحة، حيث تختفي مع الحركة، لكنها تعود غالبًا عند تثبيت اليد في موضع مٌعين، مثل عند رفع الملعقة إلى الفم، وهذا هو السبب في أن المرضى المٌصابين بمرض باركنسون غالبًا ما يٌسكبون الأشياء.
توصف الارتعاشات في مرض باركنسون عادةً بأنها "حركة ودحرجة للحبة"، وهي عبارة عن ارتعاشات بطئية التردد ومتفاوتة الشِدة. غالبًا ما تبدأ في يد واحدة أولًا ثم تنتشر إلى الجانب الآخر من الجسم. لكنها عادةً ما تبقى غير متساوية في شِدتها على الجانبين.
عادةً ما تؤثر الارتعاشات على اليدين والذراعين، لكنها قد تشمل أيضًا الذقن والساقين.
2. التيبس
يٌسبب مرض باركنسون عادةً التيبس (التصلب الوضعي) في جميع أنحاء الجسم. مثل الارتعاشات، يبدأ التيبس غالبًا في جانب واحد، عادةً في نفس جانب الجسم الذي يحدث فيه الارتعاش، لكنه يؤثر لاحقًا على الجانبين من الجسم.
يُعاني حوالي 60% من الأشخاص بمرض باركنسون من الألم نتيجة التيبس والتصلب العضلي. يؤثر الألم المٌرتبط بمرض باركنسون على العضلات أو المفاصل دون وجود إصابة واضحة.
3. الخطوات المٌترنحة
غالبًا ما يسير الأشخاص المٌصابين بمرض باركنسون ببطء ملحوظ، مع حركات بطيئة في القدمين، وميل إلى إبقاء الساقين مٌستقيمتين نسبيًا، بدلًا من ثني الساقين أثناء المشي.
بالإضافة إلى ذلك، عندما يمشي الأشخاص المٌصابين بمرض باركنسون، تبقى القدمين قريبة من الأرض بدلَا من رفعهما مع كل خطوة.
4. الحركة البطيئة
يتمتع مٌعظم المٌصابين بمرض باركنسون بحركة بطيئة، أو ما يُعرف باسم البطء الحركي bradykinesia. يبدأ هذا العَرض في وقتٍ مٌبكر من مسار المرض. لكن مثل مٌعظم الأعراض الأخرى، قد لا يتم مٌلاحظة هذا العَرض إلا بعد تشخيص المرض.
5. مشاكل في الكلام
تٌعد مشاكل الكلام شائعة لدى مرضى باركنسون، وتتميز بصوت ضعيف، وأحيانًا صوت أنفي أو رتيب، مع نٌطق غير دقيق. إلى جانب ذلك، قد يكون الكلام بطيئًا لدى بعض المرضى، بينما قد يكون سريعًا لدى آخرين.
6. الكتابة الصغيرة باليد
تٌعد الميكروجرافيا micrographia في مرض باركنسون ملحوظة، حيث تٌصبح الكتابة أصغر حجمًا وأقل وضوحًا مع تقدم المرض.
إذا كان الشخص يُعاني من الميكروجرافيا نتيجة مرض باركنسون، فغالبًا ما تكون الكتابة صغيرة، لكنها واضحة. تٌصبح الحروف والكلمات أصغر فأصغر مع الاستمرار في كتابة الجٌمل الإضافية، وغالبًا ما تبدأ الكلمات بالميل لأسفل على طول الصفحة بعد عِدةً جُمل أو فقرات.
7. غياب تعابير الوجه
إحدى العلامات المٌميزة لمرض باركنسون هي غياب تعابير الوجه. إذا كان الشخص في المراحل المٌبكرة من مرض باركنسون، قد لا يتم مٌلاحظة هذا العَرض من قِبل المُصاب، لكنّ الأشخاص من حوله سيٌلاحظون.
يُظهر غياب تعابير الوجه الشخص المٌصاب بأنه غير مٌهتم بما يفعله أو يقوله الأخرون، رغم أنه يكون مٌهتمًا بالفعل.
8. اللامبالاة
من ناحية أٌخرى، تٌعد اللامبالاة غيابًا حقيقًا للاهتمام، يشعُر العديد من المُصابين بمرض باركنسون بهذا الشعور أحيانًا. في الواقع قد تكون اللامبالاة واحدة من أولى تأثيرات المرض.
9. قلة رمش العين
من الأعراض الشائعة لمرض باركنسون هي قلة رمش العين. قد يجعل هذا العَرض المٌصاب يبدو كما لو أنه يٌحدق في شخص أو شيء ما. كما أن قلة الرمش قد تؤدي إلى جفاف العينين.
10. جفاف الجلد
إذا كان الشخص مٌصابًا بمرض باركنسون، فمن المٌحتمل أن يُعاني من جفاف الجلد وتقشره، بالإضافة إلى جفاف فروة الرأس.
11. مشاكل النوم
يُعاني غالبية الأشخاص المٌصابين بمرض باركنسون من صعوبة في النوم. يُمكن أن تتراوح هذه الصعوبات من مٌشكلة في النوم، مثل صعوبة النوم أو الاستمرار فيه، إلى الشعور بالنعاس أثناء النهار. تؤدي مشاكل النوم في النهاية إلى الشعور بالتعب والإرهاق.
الأعراض النادرة لمرض باركنسون
هٌناك بعض الأعراض الأخرى الأقل شيوعًا لمرض باركنسون، وتشمل ما يلي:-
-
نوبات البكاء غير المٌبررة
-
انخفاض ضغط الدم
-
النسيان
أعراض مرض باركنسون في المراحل المٌتقدمة
يُعتبر مرض باركنسون مرضًا تقدميًا، وتزداد احتمالية حدوث مٌضاعفات شديدة في المراحل المٌتقدمة من المرض، وتشمل ما يلي:-
1. الوضعية المٌنحنية
قد يتطور مع مرض باركنسون وضعية انحناء ملحوظة في الجسم، حيث يبدأ المرضى بالانحناء إلى الأمام. غالبًا ما يبدأ هذا في مراحل مٌتأخرة من المرض، ويُمكن أن يٌساهم في حدوث آلام في الرقبة والظهر.
2. التجمد
قد يٌسبب مرض باركنسون أيضًا تجمدًا مؤقتًا للعضلات وهو أكثر شِدة من التيبس. غالبًا ما يؤثر ذلك على العضلات التي تكون بالفعل هي الأكثر تيبسًا، لكنه لا يُصيب جميع مرضى باركنسون، وعادةً ما يتطور في مراحل لاحقة من مسار المرض.
3. صعوبات البلع
في بعض الأحيان، يُمكن أن يُعيق تباطؤ حركات العضلات في مرض باركنسون تنسيق وتحريك عضلات البلع، مما يجعل من الصعب مضغ الطعام وبلعه بأمان.
4. مشاكل التوازن
يُمكن أن يؤثر مرض باركنسون على التوازن، مما يجعل من الصعب مٌمارسة التمارين الرياضية أو حتى القيام بالمهام اليومية، مثل صعود والهبوط من السلالم. مع تقدم المرض، يُصبح من الصعب الوقوف دون الاعتماد على شيء للدعم.
5. الإمساك واحتباس البول
يُمكن أن تؤثر حركة العضلات البطيئة المٌرتبطة بمرض باركنسون على عضلات الأمعاء والمثانة، مما يؤدي إلى حدوث الإمساك أو احتباس البول.
6. التقلبات العاطفية
يُعاني بعض الأشخاص المٌصابين بمرض باركنسون، خاصةً في المراحل المٌتأخرة، من تقلبات عاطفية سريعة. ويُعتبر الحٌزن هو الشعور الأكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين يعيشون مع مرض باركنسون.
7. الهلوسات
قد تٌسبب الأدوية المٌستخدمة في علاج مرض باركنسون في حدوث هلوسات. قد تكون هذه الهلوسات عادةً بصرية، لكن يُمكن أن تحدث أيضًا هلوسة سمعية، أو بصرية، أو لمسية، لكنها أقل شيوعًا.
غالبًا ما يكون لدى المرضى إدراك جيد لحقيقة أنهم يُعانون من هلوسات، لكن مع تدهور القٌدرات الإدراكية، يقل هذا الإدراك. تٌعد الهلوسات المٌتشكلة، مثل رؤية أشخاص أو حيوانات، شائعة للغاية، وكذلك الاعتقاد الخاطيء بوجود مطر أو حريق في الجوار.
ضرورة زيارة مٌقدم الرعاية الصحية
إذا كان الشخص يُعاني من أي أعراض، مثل الارتعاشات، التيبس، صعوبات التوازن، النسيان، صعوبات النوم، يجب عندها تحديد موعد مع مٌقدم الرعاية الصحية لتقييم هذه الأعراض. قد تكون هذه الأعراض مٌرتبطة بمرض باركنسون أو قد لا تكون، لكن تقييمها بشكلٍ أكثر دِقة من قِبل مٌقدم أخصائي الرعاية الصحية يٌساعد في إدارة الحالة.
من السهل أحيانًا إيجاد تفسيرات أٌخرى لبعض الأعراض المٌبكرة لمرض باركنسون. وهذا، بالإضافة إلى الخوف من التشخيص، غالبًا ما يمنع الأشخاص من السعي لإجراء تقييم. لكن يجب العلم أن العديد من أعراض مرض باركنسون تكون قابلة للعلاج، وأن العلاج المٌبكر هو أفضل طريقة لإدارتها.
رغم أن مرض باركنسون يٌسبب بعض الاضطراب في الحياة، إلا أنه لحٌسن الحظ ليس مٌميتًا، وغالبًا ما يعيش الأشخاص المصابون به حياة طويلة وصحية ومنتجة.