ما هي المياه الفوارة؟، وتأثيرها على الصحة
يناير, 2025, 5:02 ص
ما هي المياه الفوارة؟، وتأثيرها على الصحة
أصبحت المياه الفوارة في الآونة الأخيرة خيارًا شائعًا بين الأشخاص الذين يبحثون عن بديل صحي للمشروبات الغازية التقليدية المٌحلاة. هذا المشروب الفوار، الذي يتميز بفقاعاته المنعشة ونكهاته المتنوعة، ليس مجرد خيار ممتع لتروي العطش، بل يحمل معه مجموعة من الفوائد التي تجعله يستحق مكانًا في نمط الحياة اليومي. لكن، ما هي المياه الفوارة؟ وهل هي بديل آمن وصحي؟
يتساءل الكثير من الناس عما إذا كانت المياه الفوارة يُمكن أن تؤثر سلبًا على صحة الأسنان أو الجهاز الهضمي أو العظام. ومع ذلك، غالبًا ما تٌعتبر هذه المياه مشروبًا مٌنعشًا يٌساعد في الحفاظ على ترطيب الجسم.
في هذه المقالة، سوف نتعرف على ما هي المياه الفوارة، وتأثيرها على الصحة.
ما هي المياه الفوارة؟
المياه الفوارة أو المٌكربنة carbonated water هى عبارة عن ماء ثم ضخ غاز ثاني أكسيد الكربون فيها تحت الضغط. ينتج من ذلك مشروب فوار مليء بالفقاعات، وتٌعرف هذه العملية باسم الكربنة.
تحتوي المياه الفوارة عادةً على أملاح مٌضافة لتحسين مذاقها. وفي بعض الأحيان، تٌضاف كميات صغيرة من بعض المعادن لتعزيز جودة المياه.
بالإضافة إلى ذلك، هٌناك أيضًا المياه الفوارة الطبيعية هي نوع من المياه الغنية بثاني أكسيد الكربون بشكل طبيعي، مما يمنحها الفقاعات المميزة التي تجعلها فوارة. تنبع هذه المياه عادة من ينابيع طبيعية تحت الأرض، حيث يذوب ثاني أكسيد الكربون في الماء بفعل الضغط الطبيعي الموجود في الطبقات الجوفية.
هل المياه الفوارة حمضية؟
يتفاعل غاز ثاني أكسد الكربون مع المياه كيميائيُا لينتج حمض الكربونيك، وهو عبارة عن حمض ضعيف أثبتت الدراسات أنه يٌحفز نفس مٌستقبلات الأعصاب في الفم التي يٌفزها الخردل، يؤدي ذلك إلى الشعور بإحساس حارق ووخز يُمكن أن يكون مٌزعجًا ومٌمتعًا في نفس الوقت.
تتراوح درجة حموضة المياه الفوارة بين 5-6 مما يعني أنه حمضية قليلًا. ومع ذلك، فإن شُرب مشروب حمضي مثل المياه الفوارة لا يجعل الجسم أكثر حمضية.
تعمل الكلى والرئتان على على إزالة ثاني أكسيد الكربون الزائد، مما يٌحافظ على درجة حموضة الدم قلوية قليلًا بين 7.35-7.45 بغض النظر عن ما يأكله أو يشربه الإنسان.
تأثير المياه الفوارة على صحة الأسنان
أحد أكثر المخاوف المٌتعلقة بالمياه الفوارة هو تأثيرها على صحة الأسنان، حيث تتعرض مينا الأسنان مٌباشرةً للأحماض.
تٌشير الأبحاث إلى أنه على الرغم من أن المياه الفوارة قد تكون ضارة بصحة الأسنان، إلا أنها ليست بنفس درجة الضرر الناتج عن المشروبات الأخرى، مثل تلك التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر.
على الرغم من ذلك، إذا كنت قلقًا بشأن صحة أسنانك، جرب تناول المياه الفوارة مع وجبة الطعام، أو مضمضة الفم بالماء العادي بعد شٌرب المياه الفوارة.
تأثير المياه الفوارة على صحة الجهاز الهضمي
قد تٌفيد المياه الفوارة صحة الجهاز الهضمي بعِدة طٌرق، تشمل ما يلي:-
-
تحسين قٌدرة البلع: تٌشير الدراسات إلى أن المياه الفوارة قدٌرة البلع لدى كلًا من البالغين الشباب وكبار السن.
-
تٌزيد من مشاعر الشبع: قد تٌساعد المياه الفوارة أيضُا في تعزيز مشاعر الشبع بعد الوجبات بشكلٍ أكبر مٌقارنةً بالمياه العادية. قد تٌساعد المياه الفوارة الطعام على البقاء في المعدة لفترات أطول، مما قد يٌعزز شعورًا أكبر بالشبع.
تأثير المياه الفوارة على صحة العظام
يعتقد العديد من الأشخاص أن المشروبات الفوارة قد تكون ضارة بصحة العظام، ويرجع ذلك لمحتواها العالي من الأحماض. ومع ذلك، لا توجد حاليًا أي أدلة تٌشير إلى أن المياه الفوارة قد تمتلك تأثيرات سلبية على صحة العظام.
في الواقع، تٌشير مُؤسسة هشاشة العظام الأمريكية إلى أن المياه الفوارة الطبيعية المعدنية قد تٌساعد في تحسين صحة العظام.
تأثير المياه الفوارة على صحة القلب
تٌشير الأبحاث إلى أن المياه الفوارة قد تٌحسن صحة القلب، على الرغم من أن الأدلة مٌحددة جدًا. وجدت دراسة واحدة عام 2023 أن تناول المياه الفوارة قد يٌساعد في زيادة تدفق الدم إلى القلب، وبشكل أكثر تحديدًا في الشٌريان الدماغي الأوسط.
في النهاية، لا توجد أدلة تٌشير إلى أن المياه الفوارة ضارة لصحة الجسم. من المٌثير للإهتمام أن مشروبًا فوارًا قد يُعزز من صحة الهضم من خلال تحسين قٌدرة البلع، كما أنه مشروبًا خاليًا من السُعرات الحرارية، ويولد إحساسًا مٌنعشًا بالفقاعات، مما يجعل الكثير من الناس يفضلون تناوله مقارنةً بالمياه العادية، مما يجعلها خيارًا رائعًا لتعزيز ترطيب الجسم.