تأثير هرمونات جسمكِ على خسارة الوزن

تأثير هرمونات جسمكِ على خسارة الوزن

 

 

هل تحاولين الالتزام باتباع نظامكِ الصحي قدر الإمكان؛ لخسارة وزنكِ الزائد غير أنكِ لا تحصلين على النتيجة المطلوبة؟

ربما بحثتِ كثيرًا في الأمر رغبةً منكِ في معرفة السبب الذي قد يرجع ببساطة إلى تغير مستويات الهرمونات بجسمكِ، فبرغم أن الهرمونات ما هي إلا مواد كيميائية يرسل المخ سيالات عصبية (إشارات عصبية) لغدد الجسم من أجل إفراز هذه الهرمونات التي تنتقل خلال الدم إلى أعضاء الجسم المختلفة؛ لحثها على القيام بوظائفها الحيوية المختلفة، ومثلما تؤدي هذه الهرمونات وظائفها بدقة عالية عند إفرازها بمعدلات طبيعية، يمكن لها أيضًا أن تحدث خللًا، واضطرابًا في وظائف، وشكل الجسم عندما تفرز بنسب أقل، أو أكبر من الطبيعي، وقد تترجم أحد هذه الاضطربات إلى زيادة الوزن، أو فقده، وفي هذا المقال نسلط الضوء على تأثير الهرمونات المختلفة على وزن الجسم.

 

 

كيف تؤثر الهرمونات على وزن الجسم؟

 

 

فكما ذكرنا مسبقًا أن الهرمونات مسؤولة بشكل مباشر على اتمام العديد من الوظائف الحيوية، وتعزيز نمو الجسم، وبنائه، وزيادة كتلته العضلية، إلى جانب تأثيرها المباشر على وزن الجسم، وتجربة بعض المشاعر كالجوع، والخوف، والإثارة، وهكذا.

 

ولأن العوامل الوراثية، والبيئية تؤثر على مستويات الهرمونات الطبيعية التي يفرزها الجسم، فمن الممكن أن تؤثر هذه الهرمونات مباشرةً على وزن الجسم، أي أن في حالة إصابتها بالخلل قد تؤدي إلى زيادة الوزن الملحوظة، أو المفرطة.

 

ومع ذلك فالأمر ليس مقلقًا بدرجة كبيرة حيث يمكنكِ التحكم في الأمر من خلال مراجعة طبيبكِ الخاص، وتناول سعرات حرارية يومية أقل من المسموح بها بحوالي 300 – 500 سعر حراري، كما يمكنكِ التغلب أيضًا على هذه الاضطرابات الهرمونية من خلال اتباع بعض النصائح، والإرشادات الصحية التي سنناقشها فيما يلي. 

 

 

الهرمونات التي تتحكم بوزن الجسم:

 

فهناك بعض الهرمونات المعروفة التي ترتبط مباشرة بوزن الجسم، فيتضح تأثيرها جليًّا على زيادته، وهي:
 

هرمونات الاستروجين، والبروجيستيرون:

 

 

هي الهرمونات الأنثوية الأساسية، والتي تؤثر على وظائف الجهاز التناسلي للمرأة، وتتغير معدلات هذه الهرمونات في حالة التغيرات الطارئة على جسد المرأة كالدورة الشهرية، والحمل، وسن انقطاع الطمث، وهكذا.

والحفاظ على التوازن بين مستويات هذين الهرمونين يساعد على خسارة دهون الجسم، والتمتع بصحة جيدة، أما في حالة ارتفاع مستوى الاستروجين عند حدوث الدورة الشهرية، فينتج عنه أعراضها المؤلمة، والشعور بالتعب، بالإضافة إلى زيادة الوزن.

 كما أن هرمون البروجيستيرون يؤثر مباشرة على هرمونات الغدة الدرقية مما يسبب التقلبات المزاجية المصاحبة للأيام القليلة ما قبل الدورة الشهرية، وهذا ما ينتج عنه زيادة شهيتك، وشعورك بالجوع، والرغبة في تناول المزيد من السعرات الحرارية مقارنة بأيام الدورة نفسها التي يقل بها هذا الشعور.

قد لا يمكنكِ التحكم في رغبتكِ الشديدة في تناول الطعام؛ ولكن يمكنكِ تقليل سعراتكِ الحرارية في وجباتكِ قدر الإمكان، أي أن التغلب على تقلبات الهرمونات الأنثوية يمكن أن يحدث فقط من خلال اتباع نظام غذائي صحة، وممارسة التمارين الرياضية باستمرار.

 

هرمون الكورتيزول:

 

 

هو الهرمون المقاوم للتوتر، ويُفرز من الغدة الكظرية حيث يساعد على حدة تخفيف التوتر الذي يشعر به الجسم من وقت لآخر، وفي حالة التعرض المستمر لمسببات التوتر يُفرز هذا الهرمون بكميات كبيرة مما يتسبب في ضعف المناعة، وتراكم دهون البطن، وزيادة وزن الجسم على المدى البعيد.

ويمكن تخفيف حدة توتر الجسم عن الطريق النوم لساعات كافية يوميًّا، والحد من تناول المنبهات، وممارسة تمارين التأمل، والتمارين الرياضية عمومًا.

 

هرمونات الغدة الدرقية:

 

 

هي الهرمونات المسؤولة عن تنظيم عملية التمثيل الغذائي بالجسم (عملية الحرق)، وكلما كان إفراز هذه الهرمونات بمستويات منتظمة، أو مرتفعة كلما تمكن الجسم من خسارة وزنه الزائد، وفي حالة خمول الغدة الدرقية تُفرز هرموناتها بمستويات منخفضة، وهو ما يؤدي إلى تراكم دهون الجسم، وصعوبة خسارة الوزن الزائد، وقد يكون السبب وراثيًّا، أو بيئيًّا؛ لذا في هذه الحالة عليكِ استشارة طبيبكِ الخاص، وكذلك أخصائي التغذية الخاص بكِ للربط بين علاجكِ المناسب، والنظام الغذائي الصحي الذي يمكنكِ من خسارة دهون الجسم، وفقد الوزن الزائد.

 

 

كيف تتغلبين على الاضطرابات الهرمونية بجسمكِ، وتخسرين الوزن الزائد؟

 

 

إن كنتِ تظنين أن التغلب على اضطراب الهرمونات، وعلاج مشاكلها بالأمر المستحيل فأنت مخطئة، فالمسألة فقط تحتاج لاتباع روتين حياتي صحي، وبعض الوقت حتى تبدأ النتائج الصحية في ظهورها، ومن أهم أساليب الروتين الصحي التي تتغلب على اضطراب هرمونات الجسم، وتفقده وزنه الزائد:

 

• تحسين جودة النظام الغذائي:

 

فالأهم من اتباع نظام غذائي لخسارة دهون الجسم هو الجودة التي يُبنى على أساسها هذا النظام، فعليكِ أن تختاري النظام الصحي الذي يحتوي على نسب عالية من البروتين، والمعادن، والفيتامينات، ونسب أقل من الكربوهيدرات، والدهون، وأكثري من تناول الفواكه، والخضراوات، والبقوليات، والحبوب الكاملة، والكربوهيدرات المعقدة.  

 

• الحد من التعرض لهرمون الاستروجين الخارجي:

 

فهناك عدة عوامل بيئية خارجية قد تتسبب في ارتفاع مستويات هرمون الاستروجين دون إرادتكِ، أو درايتكِ، وهو ما يؤدي إلى عدم توازن الهرمونات الأنثوية بجسمكِ، وزيادة وزنكِ، وللتغلب على هذا الارتفاع عليكِ بتناول الخضراوات كالبروكلي، والكرنب، والقرنبيط، وغيرها من الخضراوات التي تساعد على اتزان مستويات الهرمونات بالجسم، ومن ثم تسهل عملية فقدان الوزن، وخسارة دهون الجسم.

 

• ممارسة الأنشطة اليومية:

 

فلو كنتِ نادرًا ما تمارسين الأنشطة البدنية خلال يومكِ، فاعلمي أن هذه العادة الخاطئة يمكنها أن تسبب لكِ مع الوقت خللًا بهرمونات جسمكِ، وتراكم الدهون به، وزيادة وزنه، أما لو كنتِ نشطة خلال يومكِ، فبذلك تضمنين توازن مستويات الهرمونات بجسمكِ، وسهولة تخلصك من الدهون المتراكمة به، ووزنه الزائد، كما تضمنين أيضًا التمتع بصحة جيدة، بالإضافة إلى تحسين كفاءة الأوعية الدموية، والقلب، وانخفاض مستويات السكر بالدم.

 

• الحد من التوتر:

 

قد تجدين أن هذا الحل شبه مستحيلًا نتيجة لعدم قدرتكِ على التحكم في الظروف التي تعرضكِ للتوتر؛ ولكن باتباع بعض العادات الصحية ستتمكنين من الحد من شعوركِ بالتوتر، وهذه العادات مثل: النوم يوميًّا من 6 إلى 8 ساعات، وممارسة تمارين التأمل، واليوغا، وهو ما يؤدي مع الوقت إلى انتظام هرمون الكورتيزول بالدم، وحماية الجسم من التعرض لمسببات زيادة الوزن مما يسهل عليكِ اتباع الأنظمة الصحية التي تساعد على إنقاص الوزن، والتخلص من دهون الجسم.