إليكِ كل ما يتعلق بقياس توازن السوائل في الجسم

مريم مجدي

مريم مجدي

ديسمبر, 2020, 4:12 م

إليكِ كل ما يتعلق بقياس توازن السوائل في الجسم

 

 

يعتبر الماء من أساسيات الحياة على وجه الأرض، واذا تطرقنا لأهميته بالنسبة للصحة فهو ضروري للحفاظ على التوازن، وعلى صحة الجسم بشكل عام؛ ولكن يبدو أن معظم الأشخاص يتجاهلون شرب المياه بشكل كافي خصوصًا المرضى في المستشفيات مما يتسبب في مشاكل صحية عدة. وفي هذه المقال سوف نتطرق إلى معرفة الكثير عن توازن السوائل في الجسم، وكيف ولماذا يتم قياسه، كما سنناقش أهمية قياس توازن السوائل داخل الجسم بدقة، ونتعرف أكثر عن الآثار الصحية للجفاف، والإفراط في الماء أيضًا.

 

 

ما هو توازن السوائل؟

 

 

توازن السوائل هو مصطلح يستخدم لوصف توازن مدخلات، ومخرجات السوائل من، وإلى الجسم؛ للسماح لعمليات التمثيل الغذائي بالعمل بشكل صحيح، علماً بأن تشكل السوائل 52% من إجمالي وزن الجسم لدى النساء، و 60٪ لدى الرجال،  كما تتوازن إلكتروليتات (الأيونات) البلازما في الدم، ولابد من أن تكون النسب مناسبة، وخاصةً نسب الصوديوم، والبوتاسيوم، والمغنيسيوم. فيمكن أن يؤدي كثرة، أو حتى قلة هذه الإلكتروليتات إلى عدم انتظام ضربات القلب.

يتكون ثلثا إجمالي سوائل الجسم داخل الخلايا، والثلث المتبقي عبارة عن سائل خارج الخلية، والذي ينقسم إلى بلازما، وسوائل خلالية، وهناك أيضًا مساحة ثالثة  تُعرف باسم "السائل العابر للخلايا" ، والتي توجد في تجاويف الجسم مثل: السائل الدماغي الشوكي، والسوائل الزليليّة. ومن المهم أن نتذكر أنه على الرغم من تصنيف هذه الأجزاء السائلة كمناطق منفصلة، فإن الماء والكهارل يدوران باستمرار بينها.

 

 

حركة السوائل:

 

 

المقصود بحركة السوائل هي دوران السائل بين الحجيرات عن طريق الانتشار، وتستمر هذه الحركة العشوائية إلى أن يتم توزيع السائل بالتساوي؛ ولكن كيف تتكون السوائل في الأنسجة؟!

يتم توزيع، وتحديد كمية المياه داخل الخلايا عن طريق الضغوط الهيدروستاتيكية، ويحدث هذا عن طريق ضخ الدم في القلب، وتأثير الجاذبية على الدم داخل الأوعية الدموية، وأيضًا إنشاء الضغط الاسموزي بواسطة الجزيئات الموجودة في المحلول، وهذا يحدث نتيجة لوجود جزيئات البروتين في المحلول، ويطلق عليه ضغط الأورام الغروانية، ويسمى الضغط الاسموزي الناتج عن الإلكتروليتات المذابة في المحلول بالضغط الورمي البلوري،  وعادةً ما تكون جزيئات البروتين كبيرة جدًا في الأشخاص الأصحاء بحيث لا يمكن تمريرها من الشعيرات الدموية إلى السائل الخلالي.

 

 

المحافظة على توازن السوائل:

 

 

إجمالي حجم السوائل في الجسم لايتعدي الـ 1%؛ لهذا يجب الانتباه إلى آلية عمل توازن السوائل بالجسم. وعادة ما يتم الحصول على السوائل عن طريق شرب الماء، والطعام أيضًا، ويتم التخلص من المياه عن طريق إخراج البول، والبراز، والعرق، والتنفس. فالمياه المفقودة من خلال البراز، والعرق، والتبخر لا يمكن تنظيمها بنفس الطريقة من قبل الجسم، وتتأثر بالمدخول الغذائي، والمرض، والبيئة، وفي أوقات نقص السوائل تفرز الغدد الكظرية هرمون الألدوستيرون الذي يحفز على إعادة امتصاص الصوديوم من الأنابيب الكلوية البعيدة، وقنوات التجميع، ويؤدي امتصاص الصوديوم هذا إلى إعادة امتصاص الماء في قنوات التجميع، مما يحافظ على التوازن.

 

 

الجفاف:


 

يحدث الجفاف عندما استخدام، أو فقد سوائل أكثر من التي تتناولينها، ولا يوجد ماء كافٍ، أو سوائل أخرى كافية في جسدك؛ لأداء وظائفه الطبيعية. وإذا لم تعوضي السوائل المفقودة، فستُصابي بالجفاف، وأي شخص مُعرض للإصابة بالجفاف؛ ولكن لا تكون الحالة خطيرة إلا لدى الأطفال الصغار، وكبار السن.

 

وتشمل الأعراض الجسدية للجفاف الخفيف ما يلي:

  • ضعف وظائف الجسم

 

  • انخفاض الأداء البدني

 

  • الصداع، والتعب.

 

 

وجفاف الجلد يمكن أن يتسبب في انخفاض ​​حجم الدورة الدموية مما يؤدي الي الآتي:

 

  • انخفاض ضغط الدم

 

  • ضعف نبضات القلب

 

  • برود اليدين، والقدمين

 

  • انخفاض عدد مرات التبول

 

تعتبر أعراض الجفاف هذه بداية لمشكلة نقص حجم الدم في الجسم، والتي من الممكن أن تؤدي إلى فشل الأعضاء، والموت احياناً.

 

 

أسباب الجفاف:

 

  • الإسهال، القيء: وهذا يعني الإسهال الذي يخرج فجأة، وبقوة، ويمكن أن يؤدي إلى فقدان بالغ للماء، والحمى، وبشكل عام، كلما ارتفعت درجة الحمى، زادت حالة الجفاف، وتفاقمت المشكلة في حالة الإصابة بالحمى، بالإضافة إلى الإسهال، والقيء.

 

  • فرط التعرُّق: في حالة ممارسة نشاط قوي، وخروج السوائل المفقودة من الجسم -في حالة عدم شرب المياه- أثناء استمرار الممارسة، يُصاب الشخص بالجفاف، كما يزيد الطقس الحار، والرطب مقدار التعرُّق، ومقدار فقدان السوائل.

 

  •  في بعض الأحيان يحدث الجفاف نتيجة أسباب بسيطة مثل: عدم الشرب الكافي للسوائل؛ بسبب المرض، أو الانشغال، أو بسبب نقص الحصول على مياه الشرب الآمنة عند السفر، أو الذهاب للتجول، أو المخيمات.