قصور القلب الاحتقاني، الأعراض، الأسباب، التشخيص، العلاج

نجوي الصاوي

نجوي الصاوي

February, 2024, 5:25 am

قصور القلب الاحتقاني، الأعراض، الأسباب، التشخيص، العلاج

 

Congestive Heart Failure

يُستخدم مٌصطلح قصور القلب الاحتقاني أو فشل القلب Congestive heart failure لوصف ما يحدث عندما يكون القلب غير قادرًا على ضخ ما يكفي من الدم لتلبية  احتياجات الجسم، كما لا ينبغي الخلط بين قصور القلب والسكتة القلبية التي يتوقف فيها القلب عن النبض تمامًا.



 

يُعتبر قصور القلب الاحتقاني ببساطة الأداء غير الكافي لعضلة القلب، ويُمكن أن تكون الحالة حادة (تتطور بسرعة كبيرة)، أو مٌزمنة (تتطور على المدى الطويل).

 

في هذه المقالة سوف نتعرف على أعراض قصور القلب الاحتقاني، وأسباب حدوثه، وكيفية التشخيص، وخيارات العلاج المٌتاحة.

 

أعراض قصور القلب الاحتقاني

Congestive Heart Failure

يُمكن أن تختلف أعراض قصور القلب الاحتقاني (فشل القلب) على حسب موقع تلف القلب، والذي يُمكن أن يُصنف إلى ثلاث مناطق وهي:-

  • قصور القلب في الجانب الأيسر.

  • قصور القلب في الجانب الأيمن.

  • فشل البطينين.

 

- قصور القلب في الجانب الأيسر

الجانب الأيسر من القلب مسؤول عن استقبال الدم الغني بالأكسجين من الرئتين وضخه إلى بقية الجسم، وعند حدوث فشل القلب في الجانب الأيسر (قصور البطين الأيسر)، فسوف يعود الدم إلى الرئتين، مما يحرم الجسم من الأكسجين الذي يحتاج إليه.

 

تشمل أعراض فشل قصور القلب في الجانب الأيسر ما يلي:-

  • التعب.

  • الدوخة.

  • ضيق التنفس (خاصةً عند الاستلقاء أو بذل مجهود).

  • الصفير.

  • أصوات طقطقة في الرئتين.

  • إيقاع غير طبيعي لضربات القلب.

  • ضيق التنفس أثناء النوم.

  • برودة درجة حرارة الجسم.

  • لون الجسم الأزرق بسبب نقص الأكسجين.

  • الارتباك.

 

- قصور القلب في الجانب الأيمن

الجانب الأيمن من القلب هو المسؤول عن استقبال الدم الخالي من الأكسجين من الجسم وضخه إلى الرئتين ليتم تزويده بالأكسجين، وعند حدوث فشل القلب في الجانب الأيمن (قصور البطين الأيمن)، فلن يتمكن القلب من ملء ما يكفي من الدم، مما يتسبب في عودة الدم مرة أخرى إلى الأوردة.

 

تشمل أعراض فشل قصور القلب في الجانب الأيمن ما يلي:-

  • التعب.

  • الضعف.

  • ضيق في التنفس، خاصةً مع ممارسة التمارين.

  • تراكم السوائل، عادةً أسفل الساقين وأسفل الظهر.

  • انتفاخ الوريد الوداجي في الرقبة.

  • عدم انتظام ضربات القلب.

  • ألم أو ضغط في الصدر.

  • الدوخة.

  • السعال المٌزمن.

  • التبول الليلي.

  • تراكم السوائل في البطن.

  • تضخم الكبد.

  • الغثيان.

  • فقدان الشهية.

 

- فشل البطينين

يتضمن قصور القلب ثنائي البطين فشل كلًا من البطين الأيسر والبطين الأيمن للقلب، وهو النوع الأكثر شيوعًا لفشل القلب أو قصور القلب الاحتقاني، وسيظهر هذا النوع من فشل القلب بأعراض مٌتميزة لفشل القلب الأيسر وفشل القلب الأيمن.

 

تٌعتبر إحدى السمات الشائعة لفشل القلب ثنائي البطينين هو الانصباب الجنبي (الارتشاح الجنبي)، وهو عبارة عن تجمع السوائل بين جٌدران الرئة والصدر، على الرغم من أن الانصباب الجنبي يُمكن أن يحدث في قصور القلب في الجانب الأيمن، و بدرجة أقل في قصور القلب في الجانب الأيسر، إلا أنه يكون أكثر شيوعًا عندما يكون الفشل في الجانبين.

 

تشمل أعراض الانصباب الجنبي (الارتشاح) ما يلي:-

  • ألم حاد في الصدر.

  • ضيق في التنفس، خاصةً عند القيام بالأنشطة.

  • السُعال الجاف المٌزمن.

  • الحُمى.

  • صعوبة في التنفس عند الاستلقاء.

  • الفواق المُستمر.

 

مضاعفات قصور القلب الاحتقاني

Congestive Heart Failure

يعتبر قصور القلب الاحتقاني أحد المٌضاعفات للعديد من الأمراض والاضطرابات المٌختلفة، ومع ذلك، يُمكن أن يؤدي قصور القلب الاحتقاني إلى مزيد من المٌضاعفات، مما يُزيد من مخاطر المرض والوفاة.

 

تشمل مٌضاعفات قصور القلب الاحتقاني ما يلي:-

  • الجلطات الدموية الوريدية.

  • الفشل الكلوي.

  • تلف الكبد.

  • فشل الرئة.

  • تلف صمام القلب.

 

أسباب قصور القلب الاحتقاني

Congestive Heart Failure

تشمل أسباب قصور القلب الاحتقاني أمراض الشريان التاجي، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض صمامات القلب، والعدوى، وتعاطي الكحول، والنوبات القلبية السابقة.

 

يُشير الاحتقان إلى زيادة السوائل في أوردة وأنسجة الرئتين وأجزاء الجسم الأخرى، وهذا الاحتقان هو الذي يٌسبب العديد من الأعراض المٌميزة لمر ض القصور القلبي الاحتقاني.

بالإضافة إلى ذلك، يحدث فشل القلب الاحتقاني بسبب عدد من الحالات التي تٌلحق الضرر بعضلة القلب نفسها، والتي يُشار إليها باسم اعتلال عضلة القلب.

 

تشمل الأسباب الشائعة لحدوث قصور القلب الاحتقاني ما يلي:-

  • أمراض الشرايين التاجية.

  • احتشاء عضلة القلب.

  • إجهاد عضلة القلب.

  • الالتهابات.

  • تعاطي الكحول والمخدرات.

  • العلاج الكيميائي لأمراض السرطان.

  • الداء النشواني.

  • انقطاع التنفس الانسدادي.

  • التعرض السام للرصاص أو الكوبالت.

 

تشخيص قصور القلب الاحتقاني

Congestive Heart Failure

في حالة اشتباه مٌقدم الرعاية الصحية في إصابة الشخص بقصور القلب الاحتقاني، سيقوم بإجراء التشخيص بناءًا على مراجعة الأعراض والفحوصات البدنية، واختبارات الدم، واختبارات التصوير، وغيرها من التشخيصات المٌصممة لقياس وظائف القلب.

 

يُمكن أن تشمل فحوصات تشخيص قصور القلب الاحتقاني ما يلي:-

1. الفحوصات البدنية

بعد مراجعة الأعراض والتاريخ الطبي الخاص بك، سيقوم مٌقدم الرعاية الصحية بإجراء فحوصات جسدية لتحديد الأعراض التي تٌشير إلى قصور القلب الاحتقاني، وسيتضمن ذلك، مراجعة ما يلي:-

  • ضغط الدم.

  • مٌعدلات ضربات القلب.

  • التحقق من ضربات القلب غير الطبيعية.

  • أصوات الرئة، لتقييم الاحتقان.

  • الأطراف السفلية، للتحقق من وجود علامات الوذمة.

  • الوريد الوداجي في الرقبة، للتحقق ما إذا كان مٌنتخفًا.

 

2. الفحوصات المعملية

هٌناك عددًا من اختبارات الدم المٌستخدمة لتشخيص فشل القلب الاحتقاني، وبعضها يُمكن أن يُساعد في تحديد السبب الكامن وراء الخلل الوظيفي، وقد تشمل هذه الاختبارات ما يلي:-

  • تعداد الدم الكامل CBC.

  • البروتين التفاعلي C.

  • اختبارات وظائف الكبد.

  • اختبارات وظائف الكلى.

  • وظائف الغدة الدرقية.

  • اختبار الببتيد الناتريوتريك من النوع B.

 

3. اختبارات التصوير

أداة التصوير الأساسية لتشخيص قصور القلب الاحتقاني هي مٌخطط صدى القلب، بالإضافة إلى تصوير الأوعية لتحديد الانسدادات التي قد تٌلحق الضرر بعضلة القلب.

 

إلى جانب ذلك، يُمكن أن تٌساعد الأشعة السينية في تحديد تضخم القلب، ودليل على تضخم الأوعية الدموية في القلب، كما يُمكن أيضًا استخدام الأشعة السينية والموجات فوق الصوتية للصدر للمٌساعدة في تشخيص الانصباب الجنبي (الارتشاح).

 

4. الاختبارات الأخرى

بالإضافة إلى الاختبارات السابقة، يُمكن استخدام اختبارات أٌخرى إما لدعم التشخيص أو لتحديد سبب الخلل الوظيفي، ويُمكن أن تشمل هذه الاختبارات:-

  • مٌخطط كهربية القلب ECG.

  • اختبار الإجهاد القلبي.

 

علاج قصور القلب الاحتقاني

Congestive Heart Failure

يُركز علاج قصور القلب الاحتقاني على تقليل الأعراض ومنع تطور المرض، كما يتطلب أيضًا علاج السبب الكامن وراء فشل القلب، سواء كان عدوى أو اضطرابًا في القلب أو مرضًا التهابيًا مٌزمنًا.

 

يتم توجيه العلاج إلى حدٍ كبير من خلال تحديد مراحل قصور القلب الاحتقاني، وقد يشمل العلاج تغييرات في نمط الحياة، والأدوية الموصوفة، والأجهزة المزروعة، وجراحات القلب.

 

- تغييرات نمط الحياة

إحدى الخطوات الأولى لإدارة قصور القلب الاحتقاني هي إجراء تغييرات في نمط الحياة، لتحسين النظام الغذائي، واللياقة البدنية، وتصحيح العادات السيئة التي تٌساهم في المرض.

 

اعتمادًا على مرحلة قصور القلب الاحتقاني التي يُحددها مٌقدم الرعاية الصحية، قد تكون تدخلات تغييرات نمط الحياة سهلة التنفيذ نسبيًا، أو قد تتطلب تعديلًا جديًا في نمط الحياة، وقد تشمل تغييرات نمط الحياة ما يلي:-

  • تقليل تناول الصوديوم (الملح).

  • الحد من تناول السوائل.

  • الوصول إلى الوزن الصحي، والحفاظ عليه.

  • التوقف عن التدخين.

  • التوقف عن تناول الكحول.

  • القيام بالتمارين الرياضية بانتظام.

 

- الأدوية الموصوفة

هٌناك عدد من الأدوية الموصوفة عادةً لتحسين وظائف القلب، وتشمل هذه الأدوية ما يلي:-

  • مٌدرات البول.

  • مٌثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين ACE.

  • حاصرات مٌستقبلات الأنجيوتنسين ARBs.

  • مثبطات الناقل المشارك صوديوم/جلوكوز 2.

  • مٌضادات مٌستقبلات الفاسوبريسين.

  • لانوكسين (ديجوكسين).

  • أبريسولين (هيدرالازين). 

  • حاصرات بيتا.

  • ايفابرادين (كورلانور).

 

بالإضافة إلى ذلك، هٌناك بعض الأدوية الأخرى التي قد يحتاج المريض في حالة قصور القلب الاحتقاني إلى تجنبها، والتي يُمكن أن تؤدي إلى زيادة المرض أو تٌساهم في احتقان القلب، ويُمكن أن تشمل هذه الأدوية ما يلي:-

  • الأدوية المٌضادة للالتهابات الستيرويدية.

  • حاصرات قنوات الكالسيوم.

  • بدائل الملح التي تحتوي على البوتاسيوم.

  • مُضادات الحموضة.

  • مُضادات الاحتقان.

 

كما يجب استشارة مٌقدم الرعاية الصحية حول أي نوع من الأدوية التي يتناولها المريض، بما في ذلك المٌكملات الغذائية والعلاجات العٌشبية.

 

- الأجهزة القابلة للزرع

إذا انخفض مٌعدل ضربات القلب لدى الشخص إلى أقل من 35%، أو كان يُعاني من عدم انتظام ضربات القلب الشديد نتيجة لفشل القلب الاحتقاني، فقد يوصي مٌقدم الرعاية الصحية بجهاز قابل للزرع لتقليل مخاطر المرض والوفاة.

 

يُمكن أن تشمل هذه الأجهزة ما يلي:-

  • أجهزة تنظيم ضربات القلب الأتوماتيكية القابلة للزرع.

  • جهاز ضبط تزامن ضربات القلب CRT.

 

- الجراحة

قد تتم الإشارة إلى الجراحة لإصلاح الأسباب التي تؤدي إلى فشل القلب، وقد يشمل ذلك إصلاح أو استبدال صمامات القلب المٌسربة، أو جراحة مجازة الشريان التاجي GABG لإعادة توجيه تدفق الدم حول واحد أو أكثر من الشرايين المسدودة.

 

بالإضافة إلى ذلك، في حالة حدوث نوبة قلبية، غالبًا ما تكون هٌناك عملية جراحية لإصلاح انتفاخ وتدفق البطين الأيسر، وقد تكون بعض العمليات الجراحية طفيفة التوغل، أو عمليات أخرى أكثر توغلًا، مثل جراحات القلب المفتوح أو زراعة القلب.

 

في النهاية، لا يعني تشخيص الإصابة بقصور القلب الاحتقاني أن الشخص سيموت أو أن قلبه سيتوقف فجأة، إنه يعني ببساطة أن القلب يفشل في العمل بشكلٍ طبيعي، ويُمكن اتخاذ بعض الخطوات المٌهمة للحفاظ على وظيفة القلب أو تحسينها.


مصدر المقالة.