أهمية البروبيوتيك لفقدان الوزن

نجوي الصاوي

نجوي الصاوي

يناير, 2022, 3:19 ص

أهمية البروبيوتيك لفقدان الوزن

 

 

في الأونة الاخيرة ظهرت العديد من المكملات والعلاجات التي تعمل على فقدان الوزن، والتي تعد بنتائج كبيرة لمستخدميها في الحصول علي الوزن المثالي وغيرها من النتائج الصحية الأخرى، لكن هل تلك العلاجات صحية في المقام الأول أولا، في هذه المقالة سوف نتعرف سوياً على إحدي المكملات وهي مكملات البروبيوتيك، ونتعرف على قدرتها على إدارة الوزن والتخلص من الدهون.

 

تعتبر البروبيوتيك من أكثر المكملات الغذائية شيوعاً في الأسواق، كما أن لها العديد من الفوائد الصحية المرتبطة بصحة الأمعاء و الوظائف المناعية، إلى جانب أن بعض الدراسات تشير إلى أنها قد تؤثر على فقدان الوزن.

 

ومع ذلك هناك مخاوف تتعلق بالسلامة المتعلقة بالإستخدام الواسع النطاق لمكملات البروبيوتيك أيضاً، وهذا ما سوف نتعرف عليه بالتفصيل فى هذه المقالة ايضاً.



 

  •  أولاً :- ما هي البروبيوتيك؟

 

 

على حسب مجلة Frontiers in Microbiology  فإن تعريف البروبيوتيك هو عبارة عن كائنات دقيقة حية، عندما تعطى بكميات كافية تمنح فوائد صحية للجسم.

 

أو بالمعني المتعارف عليه فإن البروبيوتيك هي عبارة عن بكتيريا توجد بشكل طبيعي في أماكن متعددة من الجسم ومنها الجهاز الهضمي، وتعمل علي صحة المكان الموجودة فيه عن طريق تحقيق التوازن الطبيعي بين البكتيريا النافعة، والبكتيريا الضارة.

 

تحتوي بعض الأطعمة بشكل طبيعي على البروبيوتيك، بينما يضيف بعض المصنعين جرعات مركزة إلى أطعمة أخري، ومع ذلك تركز هذه المقالة فقط على مكملات البروبيوتيك.
 

تحتوي مكملات البروبيوتيك على جرعات عالية من البكتريا الحية، عادة ما تكون Lactobacilli و Bifidobacteria ، والتي تساهم في تحسين تكوين بكتيريا الأمعاء القولونية وتعزيز الصحة.

 

في العشرين عاماً الماضية زاد بشكل كبير البحث عن الآثار الصحية للبروبيوتيك، وكذلك مبيعات مكملات البروبيوتيك، هناك بعض التقارير التي تتنبأ بأن مبيعات مكملات البروبيوتيك سوف تتجاوز 64 مليار دولار بحلول عام 2023، ويرجع ذلك إلى الروابط العديدة بين البروبيوتيك والفوائد الصحية المختلفة.

 

على الرغم من أن العلماء ما يزالون يبحثون عن كيفية عمل البروبيوتيك في الجسم، فقد أظهرت الأبحاث الأولية أنها تلعب دوراً في تعزيز وظائف المناعة، وتقليل الالتهاب، كما أن لها تأثيرات إيجابية على وظائف الجهاز العصبي.

 

بالإضافة إلى ذلك تشير بعض التقارير إلى أن البروبيوتيك قد تكون علاجاً محتملاً لزيادة الوزن والسمنة. 



 

  •  ثانياً:- العلاقة بين ميكروبيوم الأمعاء ووزن الجسم :-

 

 

حدد الباحثون وجود علاقة بين ميكروبيوم الأمعاء ووزن الجسم، حيث أن هناك أكثر من 1000 نوع من البكتيريا بما في ذلك البكتيريا الشعاعية والبكتيريا المغزلية والبكتيريا المتولدة، والبكتيريا الزرقاء التي تسكن الأمعاء، تؤدي هذه البكتيريا وظائف تؤثر على الصحة العامة، كما يمكن أن يؤدي اضطراب التركيب البكتيري إلى نتائج صحية ضارة، وتسبب العديد من الأمراض.

 

على هذا النحو، افترض الباحثون أن التغييرات في تكوين بكتيريا الأمعاء قد يساهم في زيادة الوزن والسمنة بعدة طرق، بما في ذلك زيادة مقاومة الأنسولين والالتهابات وتخزين الدهون.

 

حيث أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة لديهم تركيبة بكتيريا أمعاء مختلفة عن الأشخاص الذين لا يعانون من زيادة الوزن.

 

كما أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة لديهم نسبة أعلى من الجراثيم إلى البكتيريا في أمعائهم، ووفقاً للعديد من الأبحاث فإن التغييرات في بكتيريا الأمعاء الناتجة من استخدام المضادات الحيوية، ترتبط أيضاً بزيادة الوزن.



 

  •  ثالثاً:- هل البروبيوتيك مفيدة في عملية فقدان الوزن؟

 

 

على الرغم من أن استمرار البحث، فقد أظهرت بعض الدراسات أن مكملات البروبيوتيك قد تعزز فقدان الوزن، و تمنع من زيادة الوزن لدى الأشخاص، حيث وُجد أن أولئك الذين تناولوا مكملات البروبيوتيك كان لديهم انخفاض كبير في وزن الجسم ومحيط الخصر ودهون الجسم ومؤشر كتلة الجسم، أكثر من الأشخاص الذين لم يتناولونها.

 

كما أثبتت الدراسات أيضاً أن الأشخاص الذين تلقوا جرعات أعلى من البروبيوتيك متعدد السلالات شهدوا فقداً أكبر في دهون الجسم، مقارنة بأولئك الذين تلقوا سلالة واحدة من البروبيوتيك.

 

بالإضافة إلى ذلك، تشير بعض الأبحاث إلى أن البروبيوتيك قد يساعد في الحماية من زيادة الوزن، حيث وجدت دراسة أن الأشخاص المصابين بالسمنة الذين تناولوا مكمل البروبيوتيك متعدد السلالات، اكتسبوا وزناً أقل ، ودهون جسم أقل، وذلك عند اتباعهم لنظام غذائي عالي السعرات الحرارية والدهون لمدة 4 أسابيع، مقارنة بأولئك الذين لم يتناولوا.

 

يعتقد الباحثون أن البروبيوتيك قد يعزز فقدان الوزن عن طريق زيادة كمية البكتيريا المنتجة للأحماض الدهنية قصيرة السلسلة (SCFA)، والتي تزيد من أكسدة الأحماض الدهنية وتقلل من تخزين الدهون.




 

  •  رابعاً :- الفوائد الصحية الأخري لمكملات البروبيوتيك:-

 

 

إلى جانب علاقتة القوية بعملية فقدان الوزن، فإن مكملات البروبيوتيك لها العديد من الفوائد الصحية الأخري مثل  :-

 

  1.  تقليل الالتهابات.

  2.  تؤثر على الشهية والتمثيل الغذائي.

  3.  تنظيم الجينات المسببة للإلتهابات.

  4.  تقليل تراكم الدهون.

  5.  تحسين حساسية الأنسولين.

 

ومع ذلك يجب الوضع في الإعتبار أن الأبحاث ما تزال تبحث عن الأثار المحتملة للبروبيوتيك على فقدان الوزن.



 

  •  خامساً:- مخاطر تناول البروبيوتيك :-

 

 

أثار العلماء مخاوف بشأن الاستخدام الواسع النطاق لمكملات البروبيوتيك، ويحذرون من أنهم لا يعرفون سوى القليل عن سلامة مكملات البروبيوتيك على المدى الطويل.

 

اقترح الباحثون أنه نظراً لأن مكملات البروبيوتيك تحتوي في الغالب على كميات كبيرة من البروبيوتيك من نفس النوع، فإن تناول المكملات الغذائية قد يؤدي إلى تقليل الجينات المقاومة لمسببات الأمراض المعدية، وقد يؤدي ذلك إلى مقاومة المضادات الحيوية، وعواقب صحية ضارة أخرى.

 

كما قد يؤدي استخدام البروبيوتيك أيضاً إلى فرط نمو البكتيريا في الأمعاء، وزيادة خطر الإصابة بالعدوى الانتهازية، وقد يتسبب في التهابات مهددة للحياة لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

 

من الضروري فهم أنه على الرغم من استخدام مكملات البروبيوتيك على نطاق واسع ووضعها من قبل مقدمي الرعاية الصحية، إلا أن العلماء لم يحددوا مصدر موثوق أن البروبيوتيك أمن وفعال عالمياً.

 

لذلك يجب على الأشخاص، وخاصةً أولئك الذين يعانون من نقص المناعة، عدم تناول البروبيوتيك إلا إذا طلب منهم مقدم رعاية صحية مؤهل.

وإذا ارتي اتباع نظام غذائي قائم في الأساس على ميكروبيوم الأمعاء والبروبيوتيك، يمكنكِ اتباع نظام الميكروبيوم الغذائي.