هل يعتبر مؤشر كتلة الجسم مؤشراً دقيقاً علي الصحة؟!

نجوي الصاوي

نجوي الصاوي

نوفمبر, 2021, 4:41 ص

هل يعتبر مؤشر كتلة الجسم مؤشراً دقيقاً علي الصحة؟!

 

 

 

مؤشر كتلة الجسم أو ما يعرف ( BMI )، هو أداة تقييم قياسية صحية تتوفر في معظم مرافق الرعاية الصحية، على الرغم من أنه تم استخدام هذا المؤشر كمقياس للصحة بناءاً على حجم الجسم، قد تم انتقاده على نطاق واسع بسبب تبسيطه المفرط لما يعنيه التمتع بالصحة الجيدة حقاً.

 

في الواقع يعتقد الكثيرين أن مؤشر كتلة الجسم مقياس قديم وغير دقيق ولا ينبغي استخدامه في الإعدادت الطبية، واللياقة البدنية، فى هذه المقالة سوف تتعرفين علي كل ما تحتاجين إلى معرفته حول مؤشر كتلة الجسم، وتاريخه، وما إذا كان مؤشراً دقيقاً للصحة وبدائل له.



 

  •  أولاً:- ما هو مؤشر كتلة الجسم؟:-

 

  

 

مؤشر كتلة الجسم أو BMI هو مقياس تم تطويره من قِبل عالم رياضيات بلجيكي لتقدير درجة زيادة الوزن والسمنة بسرعة في مجموعة سكانية معينة، يعتمد مؤشر كتلة الجسم على صيغة رياضية معينة تحدد ما إذا كان الشخص يتمتع بوزن صحي.

 

يتم حساب مؤشر كتلة الجسم عن طريق قسمة الوزن بالكيلوجرام على مربع الطول بالمتر، بمجرد حساب مؤشر كتلة الجسم تتم مقارنتها بالقيم المرجعية لمقياس مؤشر كتلة الجسم لتحديد ما إذا كانت تندرج في نطاق الوزن الطبيعي أم لا كالأتي:-



 

مؤشر كتلة الجسم

      معدل الوزن الطبيعي

             معدل المخاطر الصحية

أقل من 18.5

تحت

مرتفع

18.5 - 24.9

طبيعي

منخفض

25.0 - 29.9 

وزن زائد

منخفض - متوسط

30.0 - 34.9 

سمنة متوسطة

مرتفع

35.0 - 39.9

سمنة مرتفعة

مرتفع جداً

40 وأعلى 

سمنة مفرطة

شديد الارتفاع

 

وفقاً لهذا الحساب ، قد يقترح أخصائي الرعاية الصحية تغييرات في الصحة ونمط الحياة إذا لم تندرج نتائجكِ ضمن فئة الوزن الطبيعي.

 

علي الرغم من أن هذا قد يمنح مقدم الرعاية الصحية فكرة سريعة عن صحة الشخص بناءاً على وزنه، إلا أنه لا يأخذ بعين الاعتبار عوامل أخرى مثل العمر، الجنس، العرق، الوراثة، كتلة الدهون، كتلة العضلات، كثافة العظام.



 

  •  ثانياً:- هل يعتبر مؤشر كتلة الجسم مقياساً للصحة العامة؟:-

 

   

 

على الرغم من المخاوف من أن مؤشر كتلة الجسم لا يحدد بدقة ما إذا كان الشخص يتمتع بصحة جيدة، فإن معظم الدراسات تظهر بأن الشخص بالأمراض المزمنة وحتى الوفاة المبكرة إذا كان لدية مؤشر كتلة جسم أقل من 18.5 أو أكثر من 30.0.

 

أظهرت الدراسات أن أولئك الذين يعانون من مؤشر كتلة الجسم في نطاق السمنة لديهم مخاطر متزايدة بنسبة قد تصل إلى 20% للوفاة بسبب أمراض القلب مقارنة بأولئك الذين مؤشر كتلة أجسامهم في النطاق الطبيعي.

 

كما أثبتت الدراسات أن مؤشر كتلة الجسم الذي يزيد عن 30.0 يتسبب في زيادة مخاطر الإصابة بالمشاكل الصحية المزمنة مثل :-

  • السكري من النوع الثاني.

  •  أمراض القلب.

  •  صعوبة التنفس.

  •  امراض الكلي.

  •  مرض الكبد الدهني.

  •  مشاكل التنقل.

 

كما ارتبط انخفاض مؤشر كتلة الجسم بانخفاض معدلات متلازمة التمثيل الغذائي وأمراض القلب والسكري من النوع الثاني، ومع ذلك لا ينبغي أن يكون مؤشر كتلة الجسم أداة التشخيص الوحيدة التي يستخدمها مقدم الرعاية الصحية، أو التي تعتمدين عليها في الشعور بالصحة بوجه عام.



 

  •   ثالثاً:- سلبيات مؤشر كتلة الجسم :-

 

   

 

  1.  لا يهتم بعوامل الصحة الأخري:-

 

يجيب مؤشر كتلة الجسم بنعم أو لا فيما يتعلق بما إذا كان الشخص لديه وزن طبيعي، دون أى توضيح يتعلق بالسن أو الجنس أو الوراثة أو نط الحياة أو التاريخ الطبي أو أى عوامل أخري.

 

لذلك الاعتماد فقط على مؤشر كتلة الجسم قد يُهمل قياسات أخري مهمة للصحة مثل الكوليسترول، وسكر الدم ، ومعدل ضربات القلب، وضغط الدم، ومستويات الالتهابات.

 

علي الرغم من الإختلاف الكبير بين تكوينات الجسم للرجال والنساء، حيث يمتلك الرجل كتلة عضلية أكبر ودهون أقل من التي تمتلكها المرأة، إلا أن مؤشر كتلة الجسم يستخدم نفس الحسابات في كلا الجانبين.

 

  1.  يفترض أن كل الوزن متساوي :-

 

علي الرغم من أن 1 كجم من العضلات يزن نفس 1 كجم من الدهون، إلا أن العضلات أكثر كثافة وتشغل مساحة أقل من الجسم، لذلك قد يكون الشخص نحيل جداً ولكن لديه كتلة عالية أثقل علي الميزان.

 

إذا تم أخذ مؤشر كتلة الجسم في الاعتبار فقط فقد يؤدي ذلك بسهولة إلى تصنيف الشخص بأنه يعاني من زيادة الوزن أو السمنة، علي الرغم من انخفاض كتلة الدهون لديه.

 

لذلك من المهم مراعاة كتلة العضلات والدهون والعظام لدى الشخص بالإضافة إلى وزنه.

 

  1.  لا يأخذ في الاعتبار توزيع الدهون :-

 

على الرغم من أن مؤشر كتلة الجسم  الأكبر يرتبط بنتائج صحية سيئة، إلا أن موقع الدهون في الجسم قد يحدث فرقاً كبيراً، حيث أن أولئك الذين ليهم دهون مخزنة حول المعدة أو أنواع أجسامهم علي شكل تفاحة، يكونون أكثر عرضة للأمراض المزمنة، مقارنةً بأولئك الذين لديهم دهون مخزنة في الوركين أو الأرداف والفخذين، ويمتلكون أجسام علي شكل كمثري.

 

في الواقع لا يأخذ مؤشر كتلة الجسم في الاعتبار مكان تخزين الدهون في الجسم، مما قد يصنف الشخص بشكل خاطئ على أنه غير صحى أو معرض لخطر الإصابة بالأمراض.

 

  1.  قد يكون متحيزاً للوزن:-

 

من المتوقع أن يستخدم مقدم الرعاية الطبية أفضل أحكامه، مما يعني أنه سيأخذ نتيجة مؤشر كتلة الجسم إلى جانب العديد من المؤشرات الأخرى لتقييم الشخص.

 

 ومع ذلك هناك بعض المهنيين الصحيين يستخدمون فقط مؤشر كتلة الجسم لقياس صحة الشخص قبل تقديم أى توصيات طبية، مما قد يؤدي إلى الإنحياز فقط للوزن وسوء جودة الرعاية الصحية.



 

  •   رابعاً:- بدائل أفضل لمؤشر كتلة الجسم :- 


 

   

علي الرغم من العيوب العديدة لمؤشر كتلة الجسم إلا أنه لا يزال يستخدم كأداه تقييم أولية، لأنه مناسب وفعال من حيث التكلفة وسهل الوصول إليه في جميع أماكن الرعاية الصحية.

 

ومع ذلك فإن هناك بدائل لمؤشر كتلة الجسم أفضل لصحة الشخص، على الرغم من أن كل واحد منها يأتي مع مجموعة من المزايا والعيوب الخاصة به.

 

  1.  قياس محيط الخصر :-

 

يشير محيط الخصر الأكبر والذي يزيد عن (85 سم) عند النساء إلى زيادة الدهون في منطقة البطن، وهو ما يرتبط بزيادة مخاطر الاصابة بالأمراض المزمنة.

 

  1.  نسبة الخصر إلى الورك :-

 

تير النسبة المرتفعة أكبر من 0.80 عن النساء إلى وجود مخزون أعلي من الدهون في منطقة المعدة، مما يجعلها ترتبط بزيادة الإصابة بالأمراض المزمنة، وتشير النسبة المنخفضة أقل من أو تساوي 0.80 إلى زيادة تخزين الدهون في الورك وهو ما يرتبط بصحة أفضل.

 

  1.  نسبة الدهون في الجسم :-

 

نسبة الدهون في الجسم هي النسبة الكلية لمقدار ما يحتويه الجسم من دهون، يساعد هذا المقياس في التمييز بين كتلة الدهون والكتلة الخالية من الدهون، وهو مقياس أكثر دقة للمخاطر الصحية من مؤشر كتلة الجسم.

 

  1.  الفحوصات المخبرية :-

 

الاختبارات المعملية هي القياسات المختلفة للدم والعلامات الحيوية التي يمكن أن تسير إلى مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل ضغط الدم والكوليسترول ومعدل ضربات القلب.



 

لذلك على الرغم من أن مؤشر كتلة الجسم قد يكون مؤشر صحة للجسم في البداية، لا تجعليه هو المقياس الوحيد لمدي صحتكِ.