مراحل نمو الطفل الطبيعي في السنة الأولى

نجوي الصاوي

نجوي الصاوي

June, 2024, 2:55 am

مراحل نمو الطفل الطبيعي في السنة الأولى

 

baby's first year

تٌعتبر السنة الأولى من حياة الطفل وقتًا مٌثيرًا ومٌربكًا في بعض الأحيان للوالدين، مع التطورات الجديدة والكبيرة التي يومًا بعد يوم وأسبوعًا بعد أسبوع وشهرًا بعد شهر، وقد يكون من الصعب على الوالدين مواكبة كل هذه التطورات.

 

باعتبار استقبال فرد جديد في العائلة، سيكون الوالدان مشغولين بتعلم كيفية رعاية الطفل والاستمتاع بكل لحظة في مراحل نموه، وعلى الرغم من أن نمو كل طفل يختلف، إلا أن هٌناك بعض الأمور التي يُمكن توقعها لمٌعظم الأطفال خلال السنة الأولى من حياتهم، وكيفية التعامل مع التغييرات المٌستمرة التي تحدث لهم.

 

في هذه المقالة سوف نتعرف على الدليل الشامل لنمو الطفل الطبيعي خلال السنة الأولى، ومعرفة كل التغييرات والقرارات التي يمكن إجراؤها لكلٍ من الطفل والوالدين.

 

مراحل نمو الطفل الطبيعي في السنة الأولى

baby's first year

تشمل مراحل نمو وتطور الطفل خلال السنة الأولى ما يلي:-

- الأسبوع الأول

تهانينا! لقد أصبحت أحد الوالدين بين عشيةً وضُحها، وتغيرت حياتك كلها، يدور الأسبوع الأول من حياة الطفل حول التكيف وكيفية البقاء والاستمرار والحصول على أكبر قدر مٌمكن من الراحة حتى تشعر بالأبوة بشكلٍ جيد.

 

في الأسبوع الأول، توقع حصول الطفل على قسطٍ وافر من النوم، وحصول الأم على الوقت للشفاء بعد الولادة، ويُمكن معرفة المزيد عن ردود أفعال الطفل الطبيعية التي قد تكون مٌفاجئة في البداية، ومعرفة أنماط التنفس غير المٌنتظمة التي يُعاني منها الطفل حديث الولادة "خاصةً أثناء الغفوة"، والتعرف على إرشادات النوم الآمن التي تضمن سلامته أثناء الليل.

 

سيكون إطعام الطفل الصغير هو محور الاهتمام الأساسي هذا الأسبوع، حتى تتمكن الأم من الاستعداد لتزويد الطفل بحليب الثدي، والحصول على المٌساعدة في مشاكل الرضاعة الطبيعية الشائعة، مثل ضعف التقام الثدي، وانسداد القنوات، أو اختيار الحليب المٌناسب للطفل.

 

يُمكن أيضًا معرفة ما يجب فعله في حالة عدم توقف الطفل عن البكاء، وتحديد كمية الحليب التي يحتاج إليها، ومعرفة المٌدة المتوقعة لاستمرار الحفاضات.

 

- الأسبوع الثاني

خلال الأسبوع الثاني، يُمكن التعرف على علامات الجوع لدى الطفل، وفك رموز الأصوات التي يُصدرها، وفهم سبب عودته إلى وزنه عند الولادة بعد فٌقدان بضعة جرامات خلال الأسبوع الأول.

 

بالإضافة إلى ذلك، قد يكون الأسبوع الثاني وقتًا مٌناسبًا لإخراج حوض استحمام الطفل بعد سقوط الحبل السُري، وبفضل طفرة النمو الأولى قد تحظى الأم أيضًا بمٌتعة التغذية العنقودية "وهي الرضاعة الطبيعية عِدة مرات على فترات مٌتقاربة".

 

يُعد الأسبوع الثاني أيضًا وقتًا مٌهمًا لمٌعالجة أي مخاوف جسدية قد تكون ظهرت في الأسبوع الأول، مثل التهاب الضرع، أو اكتئاب ما بعد الولادة، والشفاء بعد عملية الولادة.

 

- الأسبوع الثالث

خلال الأسبوع الثالث قد يبدأ المغص بالنسبة لبعض الأطفال، لذا من المٌهم على الوالدين معرفة كيفية التعامل معه، وما يُمكن توقعه، خاصةً عندما يكون بُكاء الطفل أمرًا أكثر خطورة.

 

في عمر الثلاثة أسابيع، يُمكن البدء في تقديم وقت مٌنتظم للطفل لتطوير العضلات التي يحتاجها لرفع رقبته في النهاية، بالإضافة إلى أنه إذا كان الطفل يُعاني من أي مشاكل جلدية، مثل قٌبعة المهد أو حب الشباب عند الأطفال، يُمكن تجربة استراتيجيات مثل تمديد الوقت بين الحمامات واستخدام مٌنظف آمن ولطيف للأطفال.

 

- الأسبوع الرابع

يُعتبر الأسبوع الرابع هو الوقت المٌناسب للتعامل مع طفح الحفاضات، والتعرف على كريم طفح الحفاض الذي يحب شراؤه للطفل، وكيفية استخدامه بشكلٍ صحيح، ويُمكن أيضًا للأم معرفة كيفية ضخ حليب الثدي للتخزين.

 

في عمر الأربعة أسابيع أو الشهر، قد يتلقى الطفل لقاحات روتينية أثناء الزيارة الدورية للفحص، بما في ذلك الجرعة الثانية من لقاح التهاب الكبد B، ويجب على الوالدين التحدث مع مُقدم الرعاية الصحية حول أي مخاوف واكتشاف كيفية تقليل مخاطر إصابة الطفل بمتلازمة موت الرضٌع المٌفاجئ SIDS.

 

- الأسبوع الخامس

لن يتمكن الطفل من استخدام الألعاب بعد، ولكنه قد اقترب من ذلك، يُمكن أن يستخدم الخشخيشة، في هذه الأسبوع أيضًا سيُحقق الطفل معالم نمو مهمة أخرى، وإذا كانت الأم تٌخطط للعودة إلى العمل قريبًا، فيُمكن الحصول على الكثير من النصائح والإرشادات والإلهام من الأباء الآخرين الذين مروا بهذا الموقف.

 

- الأسبوع السادس

قد يعود الوالدان إلى العمل بحلول هذا الوقت تقريبًا، قد يكون هٌناك الكثير من المشاعر المٌتضاربة، لكن بغض النظر عن هذه المشاعر، يُمكن الاستعداد من خلال تعلم كيفية تخزين حليب الثدي، والتوفيق بين العمل من المنزل والمكتب.

 

إذا كان هٌناك شخصًا آخر غير الوالدين يقوم برعاية الطفل، فيجب التأكد من قدرته على القيام بالإنعاش القلبي الرئوي، وأنه مٌتطلع على معايير السلامة الحالية.

 

- الأسبوع السابع

على الوالدين التواصل مع بعضهما البعض أثناء التكيف مع الأبوة معًا، وإذا كنت ستستأنفين العلاقة الحميمة الجسدية، فناقش وسائل من الحمل إن أمكن، واستمر أيضًا في إجراء مٌحادثات مفتوحة وصادقة حول علامات اكتئاب ما بعد الولادة، ومن المٌهم أن يكون هٌناك خطة لطلب المٌساعدة، لأنه كما هو الحال مع أي حالة طبية أٌخرى، فإن التدخل المٌبكر هو المٌفتاح للعلاج.

 

بالإضافة إلى ذلك، يجب التأكد من منح الطفل الكثير من الوقت على بطنه لتقوية تلك العضلات المٌهمة، مع نمو الطفل، قد يكون هٌناك حاجة أيضًا إلى مٌساعدة في اختيار الرعاية النهارية أو الحصول على حاملة الطفل، لا يجب القلق، فكل هذه الأمور صعبة على الجميع في البداية.

 

- الشهر الثاني

خلال فحص الطفل الذي يبلغ شهرين، سيحصل على لقاحات مٌهمة تحميه من أمراض مٌعينة، مع نمو الطفل الصغير وخروجه من المنزل أكثر، يجب تفهم بعض المخاوف المٌتعلقة بسلامة السيارة، مثل كيفية استخدام مقعد السيارة بشكلٍ صحيح، ويجب أيضًا القراءة عن استراتيجيات التي تٌقلل من مخاطر نسيان الطفل عن طريق الخطأ في سيارة ساخنة.

 

- الشهر الثالث

خلال الشهر الثالث للطفل يُمكن توقع بعض الأخبار الجيدة، حيث يتوقع أن يهدأ الطفل عن الانزعاج المسائي خلال هذا الشهر، كما سيتم مٌلاحظة تغير لون البراز، لذا من المٌهم تعلم كيفية فك رموز جميع ألوان البراز المٌختلفة.

 

إذا كانت الأم ما تزال تٌرضع الطفل رضاعة طبيعية، فقد تحتاج في هذا الشهر إلى الدعم إذا واجهت نخفاضًا في إمدادات الحليب، أو نقصًا في موارد الضخ، أو حالات صحية تتطلب أدوية لا تتعارض مع الرضاعة الطبيعية.

 

- الشهر الرابع

في هذا الشهر سوف يستمتع الطفل بالألعاب المٌناسبة لعمر أكثر فأكثر، يجب على الوالدين التشجع واللعب مع الطفل بطريقة عملية، من خلال النزول على الأرض، والحكي عن الأنشطة اليومية التي قاما بها، وتقديم الكثير من التنوع في الألعاب.

 

بالإضافة إلى ذلك، يُمكن أيضًا اتخاذ خطوات لمٌساعدة الطفل على تطوير العضلات اللازمة للجلوس بمفرده، وهو حدث رائع سيأتي قبل أن تعرف.

 

- الشهر الخامس

هٌناك العديد من الأسباب التي تٌحتم بقاء الطفل في المنزل، مثل الحمى، السعال المستمر، صعوبة التنفس، القيء، والإسهال - بالإضافة إلى الأمراض المعدية مثل السعال الديكي.

 

قد يكون من الصعب السيطرة على الأمراض عند الأطفال، لذا يجب على الوالدين تعلم طٌرقًا لخفض الحمى بشكلٍ طبيعي، أيضًا يجب عدم إعطاء الطفل الأسبرين أبدًا.

 

- الشهر السادس

لقد وصلت إلى مٌنتصف السنة الأولى للطفل، وهذا ليس بالأمر الهين، بالنظر إلى عدد الليالي التي ربما لم ينل فيها الوالدان قسطًا من النوم حتى الآن، لذا يُمكن الاحتفال بذلك عن طريق معرفة ما إذا كان الطفل جاهزًا لتناول الأطعمة الصلبة هذ الشهر، كما يجب صُنع طعام الطفل من قِبل الوالدان أنفسهم.

 

عندما يبدأ الطفل في تناول المزيد من المواد الصلبة، قد تجد الأم المٌرضعة أن الدورة الشهرية قد عادة، أو رٌبما تكون قد عادت في وقتٍ أبكر بكثير، على كلٍ إذا كانت الأم لا تخطط لحمل آخر في وقتٍ قريب، فيحب عليها مٌناقشة وسائل منع الحمل، حيث يُمكن الحمل مرة أخرى في وقتٍ أقرب مما تعتقد.

 

- الشهر السابع

هل يُمكن السماح للطفل بمٌشاهدة البرامج؟، حيث قد يرغب الوالدان في الحصول على استراحة أبوية من خلال تشغيل بعض الرسوم المٌتحركة للطفل، لكن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال توصي بعدم استخدام الشاشات لجميع الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 شهرًا.

 

بالإضافة إلى ذلك، في الشهر من المُحتمل أن يبدأ الطفل في مرحلة التسنين، لذا يجب تنظيف أسنانه في أسرع وقت ممكن، يُمكن أيضًا معرفة كيفية التعامل مع قلق الانفصال عن الطفل، ومعرفة كيفية تأمين المنزل ضد المخاطر للأطفال لمنع حدوث أي حوادث أو إصابات.

 

- الشهر الثامن

هل وزن الطفل طبيعي لعمر ومرحلته؟، يُمكن معرفة ذلك من خلال معرفة متوسط طول ووزن الأطفال الرٌضع في هذه المرحلة، لكن يجب الوضع في الاعتبار أن جميع الأطفال ينمون بٌمعدلات مختلفة، وهٌناك العديد من العوامل التي تلعب دورًا في نموهم.

 

ويجب على الوالدين التركيز في هذا الشهر على الألعاب التفاعلية أثناء وقت اللعب، يجب النزول على الأرض واللعب مع الطفل الصغير أيضًا، بالإضافة إلى أنه بحلول الشهر الثامن، من المٌحتمل أن يتناول الطفل المزيد من المواد الصلبة، وربما يٌلاَحظ تغييرات في  حركة الأمعاء، وإذا كان الطفل يُعاني من صعوبة في مضغ الطعام أو بلعه، فيجب على الوالدين التحدث مع مٌقدم الرعاية الصحية لاستبعاد أي مٌضاعفات طبية قد تٌسبب القيء.

 

- الشهر التاسع

إذا كان يتم تقديم المزيد من الأطعمة الطفل، فيجب على الوالدين مٌراقبة علامات حساسية الطعام، والتي يُمكن أن تشمل الطفح الجلدي والإسهال والغازات وضيق التنفس والصفير والقيء.

 

في هذا الشهر قد يتقطع النوم لدى الطفل بسبب التسنين أو طفرات النمو، لكن يجب أن لا يُثبط ذلك من عزيمة الوالدين، عليهم الالتزام بروتين النوم المٌعتاد، والعمل على تجريب تقنيات جديدة لتهدئة الطفل.

 

- الشهر العاشر

الأطفال في عٌمر العشرةً أشهر عبارة نحل لا يتوقف عن العمل، ومع زيادة مستوى نشاطهم، يزداد أيضًا مخاطر الوقوع في المشاكل والإصابات، مثل وضع كل شيء مٌتاح في أفواههم.

 

لذا من المهم على الوالدين معرفة مخاطر الاختناق الشائعة للأطفال، وتجنب الأطعمة التي قد تٌسبب الاختناق، مثل الفشار والعنب والهوت دوج والمكسرات، كما يجب التأكد من أن كل من يهتم بالطفل يعرف ما يجب فعله في حالة اختناق الطفل.

 

- الشهر الحادي عشر

مع اقتراب عيد الميلاد الأول للطفل، قد يبدأ الوالدان بالتفكير في بعض التحولات الكبيرة، مثل الفطام أو التخلص من وقت القيلولة، ويُمكن أن يكون الطفل قد بدأ بأخذ أول خطواته، بالإضافة إلى أنه يجب على الوالدين تهنئة أنفسهم على اجتياز السنة الأولى من الأبوة.


مصدر المقالة.