أعراض القرحة الهضمية، الأسباب، التشخيص، العلاج

أعراض القرحة الهضمية، الأسباب، التشخيص، العلاج

 

تُعد القرحة الهضمية Peptic Ulcers عبارة تقرحات في بِطانة المعدة أو الجزء السفلي من المريء أو الأمعاء الدقيقة، والتي قد تنتج عن تآكل حمض المعدة أو حدوث التهاب من عدوى البكتيريا، مثل عدوى جرثومة المعدة H.Pylori.

 

تٌعتبر القرحة الهضمية مشكلة صحية شائعة إلى حدٍ ما، وتنقسم إلى ثلاث أنواع رئيسية، وهي:-

• قٌرحة المعدة Gastric ulcer:- وهي عبارة عن القٌرح التي تتطور داخل المعدة.

• قٌرح المريء Esophageal ulcer:- وهي عبارة عن القٌرح التي تتطور داخل المريء.

• قٌرحة الاثني عشر Duodenal ulcer:- وهي عبارة عن القٌرح التي تتطور في الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة.

 

في هذه المقالة سوف نتعرف على أسباب حدوث القرحة الهضمية، وأعراضها، وكيفية تشخيصها، وخيارات العلاج المٌتاحة.

 

أسباب القرحة الهضمية

يُمكن للعديد من العوامل المٌختلفة أن تتسبب في إنهيار بِطانة المعدة والمريء والأمعاء الدقيقة، مما يتسبب في ظهور القٌرح في هذه الأماكن، وتشمل هذه العوامل والأسباب ما يلي:-

• جرثومة المعدة H.Pylori:- وهي عبارة عن نوع من البكتيريا يُمكن أن يُسبب عدوى والتهابًا في المعدة، ينتج عنه حدوث قرحة المعدة.

• الاستخدام المٌتكرر للأدوية المٌضادة للالتهابات غير الستيرويدية:- يُمكن أن يٌسبب الاستخدام المٌتكرر لأدوية الأسبرين والإيبوبروفين إلى زيادة مخاطر حدوث القٌرج، ويزداد الخطر المٌرتبط بهذا السلوك لدى النساء والأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا.

• التدخين، وتناول أنواع التبغ الأخرى.

• تناول المشروبات الكحولية.

• التعرض للعلاج الإشعاعي.

• سرطان المعدة.

 

أعراض القٌرحة الهضمية

يُعتبر العرض الأكثر شيوعًا للإصابة بالقٌرحة الهضمية هو الشعور بألم حارق في البطن يمتد من السُرة إلى الصدر، ويُمكن أن تتراوح شِدة هذا الألم من الخفيف إلى الشديد، كما في بعض الحالات يُمكن يتسبب ألم البطن هذا إلى أن يوقظ المٌصابين أثناء الليل.

 

بالإضافة إلى ذلك، قد لا ينتج عن القٌرحة الهضمية الصغيرة أي أعراض في المراحل المٌبكرة، ويُمكن أن تشمل الأعراض الشائعة الأخرى للقٌرحة الهضمية ما يلي:-

• تغيُرات في الشهية.

• الشعور بالغثيان.

• البراز الداكن أو الدموي.

• فٌقدان الوزن غير المٌبرر.

• القيء، قد يحتوي على دم.

• ألم في الصدر.

 

كيفية تشخيص القرحة الهضمية

يتوفر نوعان من الاختبارات المٌتاحة لتشخيص القٌرحة الهضمية، يُطلق عليهما سلسلة التنظير الداخلي العلوي، وسلسلة الجهاز الهضمي العلوي GI.

 

- التنظير الداخلي العلوي Upper endoscopy

في هذا الإجراء يقوم مٌقدم الرعاية الصحية بإدخال أنبوب طويل مٌزود بكاميرا أسفل الحلق وإلى المعدة والأمعاء الدقيقة لفحص المنطقة بحثًا عن القٌرحة، وتسمح هذه الأداة أيضًا لمٌقدم الرعاية الصحية بإزالة عينات من الأنسجة لفحصها في المٌختبر.

 

بالإضافة إلى ذلك، لا تتطلب جميع الحالات إجراء تنظير داخلي علوي، ومع ذلك، يوصى بهذا الإجراء للأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة بسرطان المعدة، ويشمل ذلك الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 45 عامًا، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من:-

• فقر الدم (الأنيميا).

• فٌقدان الوزن.

• نزيف الجهاز الهضمي.

• صعوبات في البلع.

 

- سلسلة الجهاز الهضمي العلوي GI

إذا لم يُكن الشخص يُعاني من صعوبات في البلع، وكانت مخاطر الإصابة بسرطان المعدة لديه مٌنخفضة، فقد يوصي مٌقدم الرعاية الصحية بإجراء اختبار سلسلة الجهاز الهضمي العلوي بدلًا من ذلك، في هذا الإجراء، سيقوم المريض بٌشرب سائلًا سميكًا يُسمى (الباريوم)، بعد ذلك، يقوم الفني بإجراء أشعة سينية على المعدة والمريء والأمعاء الدقيقة، حيث يُتيح السائل لمقٌدم الرعاية الصحية رؤية القٌرحة وعلاجها.

 

بالإضافة إلى ذلك، نظرًا لأن جرثومة المعدة تٌعد أحد أسباب الإصابة بالقٌرح الهضمية، لذا، قد يقوم مٌقدم الرعاية الصحية أيضًا بإجراء الاختبارات للتحقق من هذه العدوى في المعدة.

 

كيفية علاج القٌرحة الهضمية

يعتمد علاج القٌرحة الهضمية على الأسباب الكامنة وراء القٌرحة، إذا أظهرت الاختبارات والفحوصات أن لدى الشخص عدوى جرثومة المعدة، فسوف يصف مٌقدم الرعاية الصحية مجموعة من الأدوية للتناول لمُدة تصل إلى أسبوعين، ويٌمكن أن تشمل هذه الأدوية:-

• المٌضادات الحيوية، للمٌساعدة في قتل العدوى.

• مٌثبطات مضخة البروتون PPIs، للمٌساعدة في تقليل حمض المعدة.

 

بالإضافة إلى ذلك، إذا قرر مٌقدم الرعاية الصحية أن الشخص لا يٌعاني من عدوى جرثومة المعدة، فقد يوصى بوصفة طبية أو مٌثبطات مضخة البروتون بدون وصفة طبية لمٌدة تصل إلى ثمانية أسابيع لتقليل حمض المعدة ومٌساعدة القرحة على الشفاء.

 

مٌضاعفات القٌرحة الهضمية

يُمكن أن تٌصبح القٌرحة غير المٌعالجة أسوأ بمرور الوقت، حيث يُمكن أن تؤدي إلى مٌضاعفات صحية أٌخرى أكثر خطورة، وتشمل هذه المٌضاعفات ما يلي:-

• النزيف الداخلي Internal bleeding:- يُمكن أن تؤدي القٌرح النزفية إلى فٌقدان كمية كبيرة من الدم، وبالتالي تتطلب الدخول إلى المٌستشفى، وتشمل علامات القٌرحة النزفية الدوار والدوخة والبراز الداكن (الأسود).

• الانثقاب Perforation:- يحدث ثٌقب في بِطانة المعدة أو الأمعاء الدقيقة ويتسبب في حدوث عدوى، وتشمل علامات القٌرحة المثقوبة الشعور بألم مٌفاجيء وشديد في البطن.

• النسيج الندبي Scar tissue:- هذا عبارة عن نسيج سميك يتطور بعد الإصابة بالقٌرحة، ويجعل هذا النسيج من الصعب مرور الطعام عبر الجهاز الهضمي، وتشمل علامات النسيج الندبي القيء وفٌقدان الوزن.

 

تٌعتبر جميع المٌضاعفات الثلاثة المذكورة أعلاه خطيرة وقد تتطلب إجراء تدخل جراحي، لذا يجب طلب العناية الطبية العاجلة في حالة ظهور الأعراض التالية:-

• ألم مٌفاجيء وحاد في البطن.

• الإغماء أو التعرق الزائد أو الارتباك (علامات الصدمة).

• وجود دم في القيء أو البراز.

• ألم في البطن عند لمسها.

• ألم في البطن يزداد مع الحركة، لكنه يتحسن مع الاستلقاء التام.

 

مع العلاج المٌناسب، تٌشفى مٌعظم الٌقرح الهضمية، ومع ذلك، قد لا تٌشفى بشكلٍ جيد إذا ترك الشخص تناول الأدوية مٌبكرًا، أو استمر في تناول التبغ والمشروبات الكحولية أو مٌسكنات الألم غير الستيرويدية أثناء العلاج.

 

بالإضافة إلى ذلك، بعض القرح، والتي تٌعرف باسم القٌرح المقاومة، قد لا تٌشفى بالعلاج، إذا لم تٌشفى القٌرحة بالعلاج الأولي، فقد يٌشير ذلك إلى حالات أخرى مثل:-

• الإفراط في إنتاج حمض المعدة.

• وجود بكتيريا أخرى في المعدة غير جرثومة المعدة.

• وجود مرض آخر، مثل سرطان المعدة أو مرض كرون.

 

في هذه الحالات، يوصي مٌقدم الرعاية الصحية بطُرق مٌختلفة للعلاج، ويجري المزيد من الفحوصات والاختبارات للعلاج واستبعاد أو التأكد من بعض الحالات الأخرى.

 

كيفية الوقاية من القٌرحة الهضمية

يُمكن لبعض خيارات وعادات نمط الحياة أن تٌقلل من مخاطر الإصابة بالقٌرحة الهضمية، وتشمل هذه العادات ما يلي:-

• عدم عن تناول المشروبات الكحولية.

• التوقف عن التدخين، أو مٌنتجات التبغ الأخرى.

• الحفاظ على الوزن الصحي.

• تناول نظام غذائي متوازن يحتوي غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة.

• الحد من تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.

مصدر المقالة.