أعراض جرثومة المعدة، الأسباب، التشخيص، العلاج
يناير, 2024, 6:52 ص
أعراض جرثومة المعدة، الأسباب، التشخيص، العلاج
تٌعتبر جرثومة المعدة أو الملوية البوابية Helicobacter Pylori أو H.pylori أحد أمراض الجهاز الهضمي الشائعة، فهي عبارة عن بكتيريا على شكل لولبي أو حلزوني توجد في المعدة، تم تحديدها كسبب رئيسي للإصابة بقٌرحة المعدة والتهاب المعدة المٌزمن، وهي الحالات التي كان يُعتقد سابقًا أنها ناتجة عن الإجهاد أو سوء التغذية.
قد تشمل أعراض عدوى جرثومة المعدة آلام المعدة والانتفاخ والغثيان والبراز القطراني، ويُمكن استخدام اختبارات الدم والبراز والتنفس لتأكيد الإصابة، كما يُمكن أن يتبعهم فحص بالمنظار للكشف مٌباشرةً داخل المعدة.
يُعتقد أن جرثومة المعدة موجودة في الجهاز الهضمي العلوي لحوالي 50% من سُكان العالم، ومن بين هذه الحالات، فإن أكثر من 80% من لا تظهر عليها أية أعراض، وبالنسبة لأولئك الذين تظهر عليهم الأعراض، ترتبط عدوى جرثومة المعدة لديهم بزيادة مخاطر الإصابة بسرطان المعدة.
في هذه المقالة سوف نتعرف على أعراض جرثومة المعدة، وأسباب حدوثها، وكيفية التشخيص، بالإضافة إلى خيارات العلاج.
أعراض جرثومة المعدة
وفقًا للأبحاث، فإن ما يصل إلى 85% من الأفراد المُصابين لن يعانوا من أعراض من أي نوع، لكن أولئك الذين يعانون من أعراض جرثومة المعدة عادةً ما يُصابون بالتهاب المعدة الحاد، وهي عبارة عن حالة التهابية تتميز بنوبات من آلام البطن والغثيان، ومع مرور الوقت، قد يتطور هذا إلى التهاب المعدة المٌزمن الذي قد تكون فيه الأعراض مُستمرة.
تشمل الأعراض والعلامات الشائعة لعدوى جرثومة المعدة ما يلي:
-
آلام في المعدة.
-
الغثيـــــــــــان.
-
الانتفـــــــــاخ.
-
التجشـــــــــؤ.
-
فقٌدان الشهية.
-
القــــــــــيء.
غالبًا ما يحدث الألم عندما تكون المعدة فارغة، أو بين الوجبات، أو في ساعات الصباح الباكر، ويُمكن أن يصف الكثير من الناس هذا الألم بأنه عبارة عن قضم أو عض في المعدة.
بالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن تتطور حالة عدوى جرثومة المعدة أن تتطور إلى حالات أكثر خطورة، مثل قٌرحة المعدة أو سرطان المعدة.
-
قٌرحة المعدة Stomach ulcers
يتعرض الأشخاص المصابون بعدوى جرثومة المعدة لمخاطر الإصابة بقرحة المعدة على مدى الحياة بنسبة تتراوح بين 10-20%، يحدث هذا غالبًا في المعدة نفسها، مما يؤدي إلى قرحة المعدة، أو في الغار البواب الذي يربط المعدة بالأثني عشر، مما يؤدي إلى قرحة الأثني عشر.
يُمكن في كثير من الأحيان معرفة نوع القٌرحة من خلال توقيت ظهور الأعراض، حيث عادةً ما تٌسبب قٌرحة المعدة الألم بعد وقتٍ قصير من تناول الطعام، بينما يبدأ الألم في التطور بعد ساعتين إلى ثلاث ساعات من تناول الطعام في حالة قٌرحة الأثني عشر.
يُمكن أن تختلف شِدة الأعراض وعادةً ما تتداخل مع أعراض التهاب المعدة، حيث قد تؤدي القرحات الشديدة إلى سلسلة من الأعراض، ويرتبط بعضها مٌباشرةً بنزيف المعدة وتطور حالة فقر الدم.
تشمل الأعراض والعلامات الشائعة للقرحة ما يلي:-
-
البراز الأسود.
-
الدم في البراز.
-
التعــــــــــب.
-
ضيق في التنفس.
-
الدوار أو الإغماء.
-
وجود دم في القيء.
في حالة ظهور أي من هذه الأعراض يجب طلب العناية الطبية الطارئة.
-
سرطان المعدة
يُعتبر عامل الخطر الأكثر شيوعًا المٌرتبط بسرطان المعدة هو عدوى جرثومة المعدة، حيث تٌساهم جرثومة المعدة في التهاب المعدة المٌزمن، والذي يُمكن أن يؤدي إلى تغُيرات ما قبل السرطان في بطانة المعدة، بالإضافة إلى عدوى جرثومة المعدة، هٌناك أيضًا التاريخ العائلي والسمنة والتدخين واتباع نظام غذائي غني بالأطعمة المٌملحة أو المٌدخنة أو المٌخللة أسبابًا في تطور سرطان المعدة.
غالبًا ما يكون سرطان المعدة بدون أعراض تمامًا في المراحل المٌبكرة، لكن مع تقدم الورم، قد يكون هٌناك أعراض تشمل ما يلي:-
-
الضعف والتعب المٌستمر.
-
الانتفاخات بعد الوجبات.
-
القيء والغثيان.
-
صعوبات في البلع.
-
وجود دم في القيء.
-
دم في البراز أو البراز القطراني.
-
فٌقدان الوزن غير المٌبرر.
أسباب جرثومة المعدة
جرثومة المعدة هي بكتيريا مٌحبة للهواء، مما يعني أنها تحتاج إلى قليل من الأكسجين للبقاء على قيد الحياة، وعلى الرغم من أن البكتيريا مٌعدية، إلا أنه لا يزال من غير الواضح تمامًا كيفية انتشارها.
تٌشير مٌعظم الأدلة إلى أن عدوى جرثومة المعدة يُمكن أم تنتقل عن طريق الفم بواسطة اللٌعاب المٌباشر أو غير المٌباشر، أو عن طريق البراز، أو من خلال الأسطح غير المٌطهرة، أو شرب المياه الملوثة.
بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن العٌمر الذي فيه الشخص أن يؤثر على مخاطر الإصابة بعدوى جرثومة المعدة، حيث أن الأشخاص المٌصابون بجرثومة المعدة في سنٍ صغيرة يكونون أكثر عٌرضة لمخاطر الإصابة بالتهاب المعدة الضموري الذي تتطور فيه بطانة المعدة إلى التليف،و وهذا بدوره يُزيد من مخاطر الإصابة بقرحة المعدة والسرطان.
على النقيض من ذلك، فإن عدوى جرثومة المعدة في سنٍ أكبر من المٌرجح أن تٌسبب قُرحة الأثني عشر.
كيفية تشخيص جرثومة المعدة
عند ظهور أي من الأعراض المذكورة أعلاه، قد يوصي مٌقدم الرعاية الطبية بإجراء بعض الفحوصات لتأكيد وجود بكتيريا جرثومة المعدة، والتحقق من أي تغييرات غير طبيعية في المعدة.
يُمكن عادةً تشخيص عدوى جرثومة المعدة من خلال أحد الاختبارات التالية:-
1. اختبار الأجسام المُضادة:- يُمكن لاختبار الأجسام المٌضادة في الدم اكتشاف ما إذا كان الجهاز المناعي قد أنتج بروتينات دفاعية مُحددة، تٌعرف باسم الأجسام المُضادة، استجابة لوجود بكتيريا جرثومة المعدة.
2. اختبار مٌستضد البراز:- تبحث اختبارات مٌستضد البراز عن طريق مٌباشر على الإصابة بجرثومة المعدة في عينة البراز عن طريق الكشف عن بروتين مٌعين، يُعرف باسم المُستضد Antigen، على سطح البكتيريا.
3. اختبار التنفس لليوريا الكربونية:- يتم إجراء اختبارات التنفس في علبة مٌجهزة بعد 10-30 دقيقة من ابتلاع قرص يحتوي على اليوريا، حيث تُنتج جرثومة المعدة إنزيمًا يسكر اليوريا إلى الأمونيا وثاني أكسيد الكربون، ستؤدي المستويات الزائدة من ثاني أكسيد الكربون إلى حدوث رد فعل إيجابي يؤكد وجود البكتيريا.
4. التنظير:- إذا كانت هذه الاختبارات غير كافية لتأكيد الإصابة بعدوى جرثومة المعدة، واستمرت الأعراض في الظهور، فقد يوصي مٌقدم الرعاية الطبية بإجراء تنظير داخلي لرؤية المعدة، وهو إجراء يتم داخل العيادة تحت التخدير لإدخال منظار مرن مٌضاء أسفل الحلق إلى المعدة للحصول على صور رقمية لبطانة المعدة.
5. الخزعة:- يُمكن لمرفق خاص يوجد في نهاية المنظار أخذ عينات من الأنسجة، فيما يُعرف باسم الخزعة، لتحليلها في المٌختبر للبحث عن جرثومة المعدة.
علاج جرثومة المعدة
إذا تسببت عدوى جرثومة المعدة في ظهور مرض عرضي، فسيتم تركيز العلاج على القضاء العدوى، ثم العمل على إصلاح أي إصابة في المعدة، وتٌعد أشهر علاجات جرثومة المعدة هي المٌضادات الحيوية.
-
المٌضادات الحيوية Antibiotics
لقد ثبت أن القضاء على بكتيريا جرثومة المعدة أمرًا صعبًا، وذلك لأن زيادة مٌعدلات مٌقاومة المٌضادات الحيوية جعلت العديد من العلاجات التقليدية عديمة الفائدة، ولهذا، سيتخذ مٌقدم الرعاية الطبية نهجًا أكثر فاعلية من خلال الجمع بين أثنين أو أكثر من المٌضادات الحيوية مع تقليل الحموضة.
إذا فشل هذا العلاج، فسوف يقوم مُقدم الرعاية الطبية تجربة مجموعة إضافية حتى يتم التخلص من جميع علامات العدوى.
في نهاية المطاف، يعتمد نجاح أي علاج على الالتزام الصارم بالعلاج الموصوف، حيث إن التوقف عن العلاج عند الشعور بالتحسن قد يسمح لبعض البكتيريا المقاومة للأدوية بالهروب وإعادة الإصابة بالعدوى مرة أخرى، مما يُصعب علاجها، ولا يُمكن تحقيق علاج مٌستدام إلا من خلال القضاء التام على جميع آثار بكتيريا جرثومة المعدة.
كيفية تخفيف جرثومة المعدة
حتى بعد التعرف على جرثومة المعدة بشكلٍ إيجابي، قد يستغرق الأمر وقتًا، بالإضافة إلى عدةً محاولات للتجربة والخطأ لعلاج العدوى، خلال هذا الوقت، سوف يحتاج الشخص المٌصاب بجرثومة المعدة إلى اتخاذ خطوات لتجنب أي شيء يُمكن أن يُسبب اضطراب في المعدة، أو يؤدي إلى الإفراط في إنتاج الحمض في المعدة.
هٌناك بعض النصائح التي يجب أن يقوم بها المُصاب بجرثومة المعدة ويُراعيها، وتشمل هذه النصائح ما يلي:-
-
تجنب الأسبرين ومٌضادات الالتهاب غير الستيروئيدية الأخرى.
-
التحدث مع الطبيب حول الأدوية التي يتناولها المٌصاب.
-
عدم تناول جٌرعات زائدة من مٌكملات الحديد.
-
تجنب الكافيين والأطعمة الحمضية والأطعمة الغنية بالتوابل والمشروبات الغازية.
-
العمل على تقنيات التوتر التي تٌساعد في تخفيف إنتاج حمض المعدة، مثل التأمل واليوجا.
-
الحفاظ على رطوبة الجسم.
-
ممارسة التمارين الرياضية، لكن يجب تجنب الإرهاق.