أعراض مقاومة الأنسولين، الأسباب، التشخيص، العلاج

نجوي الصاوي

نجوي الصاوي

يناير, 2024, 5:45 ص

أعراض مقاومة الأنسولين، الأسباب، التشخيص، العلاج

 

Insulin Resistance

يُمكن أن يُعاني الشخص من مقاومة الأنسولين Insulin resistance لسنوات دون أن يعرف، وذلك لأن هذه الحالة عادةً لا تؤدي إلى ظهور أعراض ملحوظة، لذلك من المٌهم أن يهتم كلًا من الشخص والطبيب المٌعالج بفحص مستويات الجلوكوز في الدم بانتظام.

 

تُزيد الإصابة بمقاومة الأنسولين من مخاطر الإصابة بمرض السكري، بالإضافة إلى زيادة مخاطر الإصابة بالعديد من الحالات الأٌخرى بما في ذلك:-

  • زيادة الوزن أو السمنة.

  • زيادة الدهون الثلاثية في الدم.

  • الإصابة بارتفاع ضغط الدم.

  • الإصابة بالاكتئاب الشديد.

 

في هذه المقالة سوف نتعرف على ماهية مقاومة الأنسولين، وأعراضه، وأسبابه، وكيفية تشخيصه، وخيارات العلاج المٌتاحة.

 

ما هي مٌقاومة الأنسولين؟

Insulin Resistance

الأنسولين Insulin هو عبارة عن هرمون يتم إفرازه من من البنكرياس، وهو أحد أعضاء الجهاز الهضمي، ويٌقوم هذا الهرمون بٌمساعدة جلوكوز الدم على دخول خلايا العضلات والدهون والكبد، حيث يتم استخدامه للحصول على الطاقة.

 

يأتي الجلوكوز من الأطعمة التي يتم تناولها، كما يُمكن للكبد أن يقوم بإفرازه في حالات مٌعينة، مثل حالات الصيام، عندما تزيد مستويات الجلوكوز في الدم (سكر الدم) يقوم البنكرياس بإطلاق الأنسولين في الدم، ثم يقوم الأنسولين بخفض نسبة الجلوكوز في الدم للحفاظ عليه ضمن المُعدلات الطبيعية.

 

تحدث مُقاومة الأنسولين عندما لا تستجيب خلايا العضلات والدهون والكبد بشكلٍ جيد للأنسولين، ولا تستطيع بسهولة امتصاص الجلوكوز من الدم، ونتيجة لذلك، يقوم البنكرياس بإنتاج المزيد من الأنسولين لمٌساعدة الجلوكوز على دخول الخلايا.

 

بالإضافة إلى ذلك، مع زيادة مستويات الجلوكوز في الدم وعدم قٌدرة الخلايا على الاستجابة للأنسولين وتقوم بامتصاص الجلوكوز، فإن ذلك قد يؤدي إلى حدوث ما يٌعرف بمٌقدمات السكري، ثم مع مرور الوقت قد يتم الإصابة بمرض السُكري من النوع الثاني.

 

أعراض مٌقاومة الأنسولين

Insulin Resistance

عادةً لا يكون لمٌقاومة الأنسولين أعراض واضحة، لكن قد يُصاب بعض الأشخاص المٌصابون بهذه الحالة بحالة جلدية تٌعرف باسم الشّواك الأسود Acanthosis nigricans، والتي تظهر على شكل بٌقع داكنة مخملية غالبًا على الجزء الخلفي من الرقبة والفخذين والإبطين.

 

يُمكن أن تشمل أعراض مٌقاومة الأنسولين الأخرى ما يلي:-

  • العطش المٌفرط.
  • الرغبة المٌتكررة في التبول.

  • الرؤية الضبابية.

  • التعب غير العادي.

  • الشواك الأسود.

  • الزوائد الجلدية.

  • زيادة الرغبة في تناول السكريات والحلويات.

  • نمو الشعر الزائد عند النساء.

  • تساقط الشعر عند الرجال.

  • زيادة الوزن، خاصةً في محيط الخصر.

 

بالإضافة إلى ذلك، من المٌهم مٌراقبة مستويات السكر في الدم بشكلٍ مُنتظم، لكن إذا كانت الحالة متطورة وقد أٌصيب الشخص بالفعل بمرض السكري، فقد تكون هٌناك بعض الأعراض، بما في ذلك:-

  • العطش الشديد.

  • الشعور بالجوع حتى بعد تناول الوجبات.

  • زيادة مرات التبول.

  • الإحساس بالوخز في اليدين أو القدمين.

  • الالتهابات المٌتكررة.

  • الشعور بالتعب أكثر من المٌعتاد.

والتي يُمكن أن تظهر بالفعل وكأنها نفس أعراض مٌقاومة الأنسولين.

 

أسباب مٌقاومة الأنسولين

Insulin Resistance

لا تٌعرف الأسباب الحقيقة وراء الإصابة بمٌقاومة الأنسولين أو تطور مرض السكري، لكن يُعتقد أن أحد أهم الأسباب للإصابة بهذه الحالة هما الوزن الزائد ونمط الحياة الخامل.

 

تٌشير الدراسات إلى أن زيادة الوزن أو السمنة، خاصةً في منطقة الخصر وحول الأعضاء والتي تٌعرف أيضًا باسم الدهون الحشوية، هي السبب الرئيسي لمٌقاومة الأنسولين، ويرتبط قياس الخطر الذي يبلغ حوالي 100 أو أكثر بالنسبة للرجال، وحوالي 89 أو أكثر  بالنسبة للنساء بالإصابة بمٌقاومة الأنسولين.

 

بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسات أن دهون البطن قد تٌنتج هرمونات ومواد أٌخرى قد تٌساهم في حدوث التهابات طويلة الأمد في الجسم، وقد تلعب الالتهابات دورًا رئيسيًا في مٌقاومة الأنسولين، والسكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى أمراض القلب والأوعية الدموية.

 

إلى جانب ذلك، يرتبط نمط الحياة الخامل، أو عدم مٌمارسة النشاط البدني الكافي بمقاومة الأنسولين ومرض السُكري، حيث يؤدي مُمارسة النشاط البدني المٌنتظم إلى حدوث تغيرات في الجسم، مما يجعله أكثر قدٌرة على الحفاظ على توازن مستويات الجلوكوز في الدم.

 

كيفية تشخيص مٌقاومة الأنسولين

Insulin Resistance

لا يقوم الأطباء في العادة في إجراء فحوصات لاختبار مقاومة الأنسولين، إلا تلك التي تٌستخدم في الأغراض البحثية، لذلك، يستخدم الأطباء فحوصات الدم لمعرفة ما إذا كان الشخص يُعاني من ارتفاع مستويات السكر في الدم، وبالتالي الدلالة على مٌقاومة الأنسولين أو مٌقدمات السكري أو الإصابة بمرض السكري.

 

تشمل هذه الاختبارات ما يلي:-

  • اختبار A1C

يقيس هذا الاختبار متوسط مستويات السكر في الدم خلال الشهرين إلى الثلاثة أشهر الماضية، ويُمكن أن تكون النتائج كالتالي:-

  • عندما يكون A1C أقل من 5.7 % يكون أمرًا طبيعيًا.

  • عندما يكون A1C بين 5.7 - 6.4 % يكون تشخيصًا للإصابة بمٌقدمات الإصابة بمرض السُكري.

  • عندما يكون A1C يساوي 6.5 % أو أكثر يكون تشخيصًا لمرض السُكري.

اعتمادًا على المٌختبر، قد أن تختلف هذه الأرقام بنسبة 0.1-0.2%.

 

  • اختيار نسبة جلوكوز الدم أثناء الصيام

يُظهر اختبار نسبة جلوكوز الدم أثناء الصيام مستويات السكر في الدم خلال الصيام، ويتم إجراء هذا الاختبار بعد عدم تناول الأكل أو الشرب لٌمدة 8 ساعات على الأقل، ويُمكن أن تكون النتائج كالتالي:-

  • تٌشير مستويات الجلوكوز أقل من 100 ملليجرام/ديسيلتر إلى مستويات جلوكوز الدم الطبيعية.

  • تٌشير مستويات الجلوكوز بين 100 - 125 ملليجرام/ديسيلتر إلى الإصابة بمٌقدمات السُكري.

  • تٌشير مستويات الجلوكوز التي تٌساوي 126 ملليجرام/ديسيلتر أو تزيد إلى التشخيص بمرض السكري.

أعتمادًا على المٌختبر، يُمكن أن تختلف هذه الأرقام حتى 3 نقاط ملليجرام/ديسيلتر.

 

  • اختبار تحمل الجلوكوز

قد يكون اختبار تحمل الجلوكوز لمٌدة ساعتين طريقة أٌخرى لتشخيص مٌقدمات السكري، سيتم تحديد مستوى الجلوكوز في الدم قبل بدء الاختبار، ثم يتناول الشخص مشروبًا سُكريًا تم قياسه مٌسبقًا، ثم يتم فحص جلوكوز الدم مرة أٌخرى خلال ساعتين، ويُمكن أن يكون النتائج كالتالي:-

  • يُعتبر جلوكوز الدم أقل من 140 ملليجرام/ديسيلتر بعد ساعتين أمرًا طبيعيًا.

  • يُعتبر جلوكوز الدم بين 140-199 ملليجرام/ديسيلتر بعد ساعتين بمثابة مٌقدمات مرض السٌكري.

  • يُعتبر جلوكوز الدم 200 ملليجرام/ديسيلتر أو أكثر بعد ساعتين يكون تشخيصًا لمرض السكري.

 

  • اختبار جلوكوز الدم العشوائي

تٌعتبر اختبارات جلوكوز الدم العشوائية مٌفيدة خاصةً إذا كان الشخص يٌعاني من أعراض مرض السكري الكبيرة، ومع ذلك، لا توصي الجمعية الأمريكية للسُكري ADA بإجراء اختبارات عشوائية لجلوكوز الدم للكشف الروتيني عن مرض السكري أو لتحديد مٌقدمات السُكري.

 

عوامل الخطر لمٌقاومة الأنسولين

Insulin Resistance

يجب أن يبدأ اختبار مرض السُكري في سن الأربعين تقريبًا، إلى جانب الاختبارات المٌعتادة للكوليسترول وعلامات الصحة الأخرى، من الناحية المثالية سيطلب الطبيب إجراء الاختبارات أثناء الفحص الروتيني السنوي أو الفحوصات الوبائية.

 

قد يوصي الطبيب بإجراء الاختبار في سن أصغر إذا كان الشخص لديه أحد عوامل الخطر التالية:-

  • نمط الحياة الخامل أو غير النشط.

  • مستويات مٌنخفضة من الكوليسترول الجيد HDL.

  • ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية.

  • تاريخ عائلي من الإصابة بمرض السُكري.

  • ارتفاع ضغط الدم 90/140 ملم زئبق أو أعلى.

  • وجود أعراض مٌقدمات السُكري.

  • تشخيص المرأة بسكر الحمل.

  • الإصابة السابقة بالسكتة الدماغية.

 

قد يستفيد الأطفال والمراهقون الذين تتراوح أعمارهم بين 10-18 عامًا أيضًا من فحوصات مرض السكري إذا كانوا يُعانون من زيادة الوزن أو السمنة، بالإضافة إلى وجود اثنين أو أكثر من عوامل الخطر المذكورة أعلاه.

 

علاج مٌقاومة الأنسولين

Insulin Resistance

تُركز علاجات مٌقاومة الأنسولين في المقام الأول على تحسين نمط الحياة، مثل العمل على الوصول إلى الوزن الصحي، والقيام بالأنشطة البدنية المٌنتظمة.

 

ومع ذلك، في بعض الحالات يُمكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية، مثل الميتفورمين، والذي يٌساعد في خفض مستويات السكر في الدم عن طريق تقليل امتصاص الأمعاء للجلوكوز، وتقليل كمية الجلوكوز التي يُنتجها الكبد.

 

الوقاية من تطور مٌقاومة الأنسولين

Insulin Resistance

إذا كان الشخص مٌصابًا بمقاومة الأنسولين أو مٌقدمات مرض السُكري، فقد يتمتع الشخص من تطور الحالة إلى مرض السُكري من خلال العمل على سلوكيات نمط الحياة الصحي.

 

يُمكن أن تشمل السلوكيات الصحية ما يلي:-

  • العمل على تضمين التمارين الرياضية كجزء من الروتين اليومي، ويٌفضل مٌمارستها لمُدة 30 دقيقة على الأقل 5 أيام في الأسبوع.

  • تناول نظام غذائي غني بالمٌغذيات ومتوازن قدر الإمكان.

  • إذا كان الشخص يُعاني من زيادة الوزن أو السمنة، يحب الوصول إلى الوزن الصحي قدر الإمكان، حيث يُمكن أن يُساعد تقليل الوزن بنسبة 7% فقط إلى تقليل مخاطر الإصابة بمرض السكري.

  • التوقف عن التدخين.

  • علاج اضطرابات النوم، مثل انقطاع التنفس.

  • العمل على إدارة التوتر، مثل ممارسة التنفس العميق واليوجا.


مصدر المقالة.