عسر الهضم: الأعراض، الأسباب، وطرق العلاج الفعالة

نجوي الصاوي

نجوي الصاوي

سبتمبر, 2024, 7:12 ص

عسر الهضم: الأعراض، الأسباب، وطرق العلاج الفعالة

 

Dyspepsia

تُعد مشكلة عسر الهضم Dyspepsia من المشاكل الصحية الشائعة التي تؤثر على العديد من الأشخاص بشكل دوري. قد يشعر المصابون بعسر الهضم بألم أو عدم راحة في منطقة البطن، وقد يترافق ذلك مع أعراض مثل الانتفاخ، والغثيان، والحرقة. تتعدد أسباب عسر الهضم بين نمط الحياة غير الصحي، والضغوط النفسية، والعادات الغذائية الخاطئة، وقد تؤدي إلى تأثيرات سلبية على جودة الحياة اليومية. 

 

في هذه المقالة، سنستعرض أسباب عسر الهضم، الأعراض المرتبطة به، وكيفية التخفيف من حدته عبر تغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة.

 

أعراض عُسر الهضم

Dyspepsia

هٌناك مجموعة متنوعة من الأعراض التي تٌستخدم للمٌساعدة في تشخيص عُسر الهضم. ومع ذلك، فإن العديد من الأعراض شائعة أيضًا مع حالات أخرى. لاستبعاد الحالات الأخرى، من المٌهم استشارةً مٌقدم الرعاية الصحية حول الأعراض.

 

تشمل أعراض عٌسر الهضم ما يلي:-

  • التجشؤ "التكريع".

  • الانتفاخ "تورم البطن".

  • الشعور بالامتلاء غير المٌريح بعد تناول الطعام.

  • ألم أو حرقة في المعدة.

  • الغثيان.

  • تناول القليل من الطعام "الشبع المٌبكر".

 

أنواع عٌسر الهضم

Dyspepsia

يتم تشخيص عٌسر الهضم الوظيفي عندما لا يتم العثور على سبب جسدي للأعراض. يُمكن وصفها إما بمتلازمة الألم الشرسوفي epigastric pain syndrome، أو متلازمة الانزعاج بعد تناول الطعام postprandial distress syndrome. ومع ذلك، قد لا يكون من الضروري أو المٌفيد التمييز بين النوعين.

 

يتم تحديد متلازمة الألم الشرسوفي على النحو التالي:-

  • آلام مٌزعجة في المعدة، أو حرقان لمُدة يوم أو أكثر في الأسبوع خلال الثلاثة أشهر الماضية.

  • استمرار الأعراض لمُدة ستة أشهر على الأقل.

 

يتم تحديد متلازمة الانزعاج بعد تناول الطعام على النحو التالي:-

  • الأمتلاء غير المٌريح بعد تناول الطعام، أو الشبع المٌبكر بحيث لا يتمكن الشخص من إنهاء وجبته العادية، أو مٌمارسة الأنشطة المٌعتادة لمٌدة ثلاثة أيام أو أكثر في الأسبوع خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

  • استمرار الأعراض السابقة لمٌدة ستة أشهر على الأقل.

 

أسباب عسر الهضم

Dyspepsia

ليس من الواضح ما الذي يٌسبب عٌسر الهضم على وجه التحديد. يٌطلق عليه "اضطراب وظيفي" لأن الاختبارات لا تٌظهر سببًا جسديًا للأعراض. ومع ذلك، يُعتقد أن عٌسر الهضم قد يكون ناجمًا عن مٌشكلة في طريقة عمل المعدة.

 

عادةً ما تسترخي المعدة والحجاب الحاجز "العضلة التي تمتد بين الصدر والبطن" بعد تناول الوجبة، مما يُتيح للطعام مساحة وهو مهم في عمليات الهضم. بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من عُسر الهضم، قد لا تحدث هذه التغييرات في العضلات الطبيعية بعد تناول الطعام كما ينبغي.

 

يُمكن أن يؤدي ذلك إلى ظهور أعراض عُسر الهضم، بما في ذلك الانتفاخ أو حرقة المعدة أو الشعور بالشبع والامتلاء.

 

كيفية تشخيص عسر الهضم

Dyspepsia

في بعض الحالات، يتم تشخيص عٌسر الهضم دون إجراء الكثير من الاختبارات، خاصةً إذا كانت الأعراض خفيفة. في هذه الحالة قد تكون الأدوية كافية لتحسين الأعراض.

 

ومع ذلك، قد تكون هٌناك حاجة لإجراء اختبارات لبعض الأشخاص، خاصةً إذا كانت الأعراض شديدة أو كانت هٌناك أسباب لاستبعاد حالات أُخرى أكثر خطورة.

 

يُمكن أن تشمل اختبارات تشخيص عٌسر الهضم ما يلي:-

  • اختبارات الدم:- قد يطلب مٌقدم الرعاية الصحية إجراء فحص دم شامل CBC، لقياس خلايا الدم الحمراء والبيضاء، بالإضافة إلى فحوصات أخرى. عادةً لا تكون نتائج اختبارات الدم وحدها كافية لإجراء التشخيص. وبدلًا من ذلك، يتم استخدام النتائج جنبًا إلى جنب مع الاختبارات الأخرى لاستبعاد الحالات الأكثر خطورة.

  • اختبارات التنفس:- قد يُعاني بعض الأشخاص الذين يُعانون من عُسر الهضم أيضًا من عدوى بكتيريا "جرثومة المعدة H.pylori". وهي عبارة عن نوع شائع من العدوى يتم علاجه بالمٌضادات الحيوية. قد يطلب مٌقدم الرعاية الصحية إجراء اختبار لبكيتريا جرثومة المعدة إذا لم تتحسن الأعراض من خلال الاستخدام التجريبي لأدوية مٌعينة.

  • التنظير:- خلال التنظير، يتم تمرير أنبوب مزود بضوء و كاميرا في نهايته عبر الفم وصولًا إلى المعدة. يُمكن أن يُظهر هذا الاختبار لمٌقدم الرعاية الصحية ما إذا كان هٌناك أي مشاكل في المريء أو المعدة، مثل القٌرحة.

  • اختبارات الحركة:- قد تٌستخدم اختبارات لفحص عضلات المعدة والأعضاء الأخرى. هذه الاختبارات ليست مٌتاحة بسهولة، وقد تٌستخدم فقط للأشخاص الذين يٌعانون من أعراض شديدة، وتشمل هذه الاختبارات (اختبار مقياس ضغط المعدة، التصوير الومضي، التصوير المقطعي المحوسب، الكبسولة اللاسلكية لقياس الحركة).

 

خيارات علاج عُسر الهضم

Dyspepsia

يُمكن علاج عٌسر الهضم بأنواع مٌعينة من الأدوية. وهذا يشمل كلًا من الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية والأدوية الموصوفة طبيًا، ويُكمن أن تشمل خيارات العلاج ما يلي:-

 

1. مٌضادات الاكتئاب Antidepressants

يُمكن أن يكون للأدوية المعروفة باسم مُضادات الاكتئاب تأثيرات على الجهاز العصبي والجهاز الهضمي. يُمكن أن تٌساعد هذه الأدوية في استرخاء العضلات المعنية وتٌخفف أعراض عُسر الهضم. بالنسبة لعُسر الهضم، يتم إعطاء الأشخاص عادةً جٌرعات أقل مما هو مطلوب لعلاج الاكتئاب.

 

2. حاصرات مٌستقبلات H2

تٌتاح هذة الأدوية بدون وصفة طبية أو بوصفة طبية. تعمل هذه الأدوية على تقليل كمية الحمض الذي تٌنتجه المعدة، ويُمكن أن تشمل هذه الأدوية ما يلي:-

  • Axid AR (nizatidine)

  • Pepcid AC (famotidine) 

  • Tagamet HB (cimetidine)

 

3. العلاجات المُضادة للحموضة بدون وصفة طبية

تتوفر الأدوية المٌضادة للحموضة في الصيدليات بدون وصفة طبية، وتعمل هذه الأدوية على تقليل الحموضة، لذلك هي تٌعتبر العلاج الأولي لحالات عٌسر الهضم، ويُمكن أن تشمل ما يلي:-

  • Alka-Seltzer

  • Maalox

  • Mylanta

  • Rolaids

  • Riopan

 

4. مٌحفزات حركة الجهاز الهضمي

قد يتم تجربة مٌحفزات حركة الجهاز الهضمي عندما لا تٌحقق الأنواع الأخرى من الأدوية الفعالية المطلوبة. لا يوجد الكثير من الأدلة على فعالية هذه الأدوية، ولكن في بعض الحالات، قد تٌساعد على تفريغ المعدة بشكلٍ أسرع.

 

5. مٌثبطات مضخة البروتون PPIS

تٌقلل هذه الأدوية من كمية الحمض الذي تٌنتجه المعدة، مما قد يُساعد بعض الأشخاص الذين يُعانون من أعراض عُسر الهضم. تتوفر مُثبطات مضخة البروتون بوصفة طبية أو بدون وصفة طبية، وقد تشمل ما يلي:-

  • Prevacid (lansoprazole)

  • Prilosec (omeprazole)

  • Nexium (esomeprazole)

 

5. تغييرات نمط الحياة والنظام الغذائي

قد تٌساعد تغييرات نمط الحياة وتعديل الأطعمة التي يتم تناولها في تقليل الأعراض أو منعها. قد يوصي مٌقدم الرعاية الصحية أو أخصائي التغذية المٌعتمد بالتغيرات التالية في النظام الغذائي:-

  • تجنب تناول الأطعمة الحارة والدهنية والحمضية والدسمة.

  • تجنب أو الحد من تناول الكافيين.

  • تناول نظام غذائي صحي يحتوي على كمية كافية من الألياف والفواكه والخضروات.

  • الحفاظ على ترطيب الجسم عن طريق شرب كميات كافية من الماء.

 

أسباب رؤية مٌقدم الرعاية الصحية

Dyspepsia

أعراض عُسر الهضم مٌزعجة وقد تكون مؤلمة، لكنها عادةً ليست خطيرة. ومع ذلك، فهي مٌشابهة لأعراض حالات أخرى أكثر خطورة، والتي يجب استبعادها.

تشمل أسباب ضرورة زيادة مٌقدم الرعاية الصحية ما يلي:-

  • البراز الأسود أو الدامي "يبدو كالفحم".

  • وجود دم في البراز.

  • ظهور دم في القيء.

  • ألم يمتد إلى ما بعد المعدة "خاصةً في الذراع".

  • صعوبة في التنفس.

  • فٌقدان الوزن غير المٌبرر.

 

في النهاية، عٌسر الهضم مٌشكلة شائعة. قد يجد بعض الأشخاص راحة من الأعراض باستخدام الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية. ومع ذلك، بالنسبة للأعراض الشديدة، وخاصةً تلك التي تتداخل مع الحياة اليومية، قد تكون هٌناك حاجة إلى علاجات أخرى على حسب إرشادات مٌقدم الرعاية الصحية.

 

مصدر المقالة.