مرض كرون، الأعراض، الأسباب، العلاج
June, 2024, 11:31 pm
مرض كرون، الأعراض، الأسباب، العلاج
يُعد مرض كرون Crohn's Disease نوعًا من مرض التهاب الأمعاء IBD، وهو عبارة عن حالة مناعية تؤثر على العديد من أجهزة الجسم وخاصةً الجهاز الهضمي، وهو حالة مُزمنة تٌسبب الالتهاب ويتناوب بين فترات المرض النشط وفترات المرض غير النشط.
في هذه المقالة سوف نتعرف بشكلٍ تفصيلي على أعراض مرض كرون، وأسباب حدوثه، وكيفية التشخيص، وخيارات العلاج المتاحة، بالإضافة إلى كيفية التعايش مع المرض.
أعراض مرض كرون
تؤثر أعراض مرض كرون بشكلٍ أساسي على الجهاز الهضمي، ومع ذلك، يُمكن أن تكون هٌناك علامات وأعراض أخرى للمرض خارج الجهاز الهضمي.
تشمل أعراض مرض كرون الشائعة ما يلي:-
-
آلام البطن المستمرة.
-
الإسهال المٌزمن.
-
التعب.
-
الحمى.
-
الناسور.
-
فشل النمو عند الأطفال.
-
فقدان الوزن غير المٌبرر.
بالإضافة إلى ذلك، هٌناك بعض الأعراض الأخرى الشائعة التي قد تحدث لدى الأشخاص المٌصابين بمرض كرون، والتي يُمكن أن تحدث خارج الأمعاء والجهاز الهضمي، وذلك لأن المرض يؤثر على جميع أنحاء الجسم.
تشمل هذه الأعراض ما يلي:-
-
مشاكل في العين، بما في ذلك التهاب القزحية.
-
آلام المفاصل.
-
الأمراض الجلدية، بما في ذلك تقيح الجلد الغنغريني.
-
أمراض الكبد، بما في ذلك التهاب الأقنية الصفراوية الأولي.
أسباب مرض كرون
لا يوجد سبب دقيق معروف للإصابة بمرض كرون، ومع ذلك هٌناك بعض العوامل التي تعمل على الإصابة بهذا المرض، بما في ذلك ما يلي:-
-
تغيرات في الجهاز المناعي، يُعتبر مرض كرون حالة مناعية، حيث أن الجهاز المناعي الذي من المٌفترض أن يحمي الجسم من الجراثيم والسموم يقوم بالتفاعل بشكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى التهاب الجهاز الهضمي، وقد يكون رد الفعل هذا مرتبطًا بخلل في ميكروبيوم الأمعاء، وقد يؤدي إلى تطور مرض كرون.
-
العوامل البيئية، يُمكن للعوامل البيئية أن يكون لها دورًا كبيرًا أيضًا في الإصابة بمرض كرون، بما في ذلك، تلوث الهواء، واستخدام المٌضادات الحيوية، والنظام الغذائي.
-
الوراثة، يُمكن أن توجد بعض الجينات بشكل أكثر شيوعًا لدى الأشخاص المُصابين بمرض كرون، ومع ذلك، لا يٌصاب جميع أفراد الأسرة دائمًا بنوع من مرض التهاب الأمعاء، وذلك لأن أسباب الإصابة بمرض كرون ترجع إلى الوراثة والعوامل البيئية.
-
الميكروبيوم، يُعتبر الجهاز الهضمي موطنًا للعديد من أنواع الجراثيم المٌختلفة، بما في ذلك البكتيريا والفطريات والفيروسات، قد يكون لدى الأشخاص المٌصابين بمرض التهاب الأمعاء تركيبة مٌختلفة عما يُعتبر طبيعيًا، وقد يكون الاضطراب في توازن الميكروبيوم جزءًا من تطور مرض كرون.
-
التدخين، الأشخاص الذين يقومون بالتدخين يكون لديهم مخاطر الإصابة بمرض كرون مٌضاعفة، وتشمل المخاطر أيضًا التدخين السلبي والتعرض للتدخين السلبي في سنٍ مٌبكرة، كما أظهرت الدراسات أن الأشخاص المٌصابين بمرض كرون ويتعرضون لدخان السجائر يكون لديهم مرض أكثر عدوانية.
أسباب تهيج نوبات مرض كرون
يمر مرض كرون بفترات من المرض النشط، وفترات تقل فيها الأعراض ويصبح المرض غير نشطًا، على الرغم من أن ظهور مرض كرون تختلف من شخص لآخر، إلا أن هُناك بعض العوامل الشائعة التي تٌسبب زيادة نوبات تهيج المرض وجعله نشطًا.
تشمل أسباب تهيج نوبات مرض كرون ما يلي:-
- المٌضادات الحيوية، والتي قد يكون في بعض الأحيان لعلاج مرض التهاب الأمعاء.
-
النظام الغذائي، تُظهر بعض الأبحاث أن اتباع نظام غذائي يتضمن الأطعمة التي تحتوي على مستويات عالية من الدهون، مثل الدهون المٌشبعة والدهون غير المٌشبعة وأحماض الأوميجا 6 الدٌهنية، قد تؤدي إلى حدوث نوبات لدى بعض الأشخاص.
-
موجات الحر، أفاد الكثير من المٌصابين بمرض كرون أن موجات الحر قد تؤدي إلى تهيج النوبات، وقد وجدت الأبحاث أدلة تدعم هذه الادعاءات.
-
السفر الدولي، تٌظهر إحدى الأبحاث أن نسبة صغيرة من المُصابين بمرض كرون قد يعانون من نوبات تهيج أثناء القيام برحلة تتضمن السفر الجوي الدولي.
-
انخفاض مستويات فيتامين د، يتعرض الأشخاص المصابون بمرض التهاب الأمعاء لمخاطر انخفاض مستويات فيتامين د، وأسباب ذلك غير واضحة، لكن أظهرت بعض الدراسات أن انخفاض مستويات فيتامين د يُمكن أن يكون جزءًا من تهيج النوبات.
-
مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، كان يُعتقد مٌنذ فترة طويلة أن تناول مٌضادات الالتهاب غير الستيرويدية يؤدي إلى حدوث نوبات مرض كرون، إلا أن الأبحاث الحديثة تقوم بأن التأثير ليس كبيرًا.
-
التدخين، قد يؤدي تدخين السجائر إلى تهيج نوبات مرض كرون.
-
إيقاف الأدوية، بالنسبة لأولئك الذين يتناولون أدوية للسيطرة على الالتهاب، فإن عدم القدرة على الوصول إلى تلك الأدوية لفترة من الوقت أو تفويت الجرعات، يُمكن أن يؤدي إلى تهيج نوبات المرض.
-
التوتر، لا يُسبب التوتر مرض التهاب الأمعاء، لكن الحدث المٌجهد يُمكن أن يؤدي إلى زيادة في الأعراض.
كيفية تشخيص مرض كرون
لا يوجد اختبار واحد يُمكنه تشخيص مرض كرون، عادةً ما يتم تشخيص هذا النوع من التهاب الأمعاء عن طريق استخدام نتائج عِدة اختبارات، حيث أن قائمة الاختبارات طويلة، ومع ذلك، لن تكون هٌناك حاجة لإجراء جميع الاختبارات في كل حالة.
عادةً ما يكون تنظير القولون الذي يتم فيه أخذ الخزعات "عينات الأنسجة" هو الاختبار الذي يٌقدم أكبر قدر مٌمكن من المعلومات، ويٌساعد في إجراء التشخيص الدقيق، ويتم هذا الاختبار عن طريق إدخال أنبوب رفيع ومرن في المٌستقيم وصولًا إلى القولون.
قد يتم إجراء بعض الاختبارات الأخرى التي قد تدعم التشخيص واستبعاد المُشكلات الأخرى، والبحث عن أي مٌضاعفات، وتشمل هذه الاختبارات ما يلي:-
-
حقنة الباريوم الشرجية.
-
تعداد الدم الكامل CBC.
-
اختبار الدم الخفي في البراز.
-
لوحة الإلكتروليت.
-
اختبارات وظائف الكبد.
-
التنظير السيني.
-
التنظير العلوي.
-
سلسلة الجهاز الهضمي العلوي.
-
الأشعة السينية.
خيارات علاج مرض كرون
يتم علاج مرض كرون بعدة طٌرق، باستخدام الأدوية والجراحة وتغييرات نمط الحياة وتغييرات النظام الغذائي، ونظرًا لأن المرض يؤثر على الأشخاص بشكل فردي للغاية، فلا توجد خطة علاجية واحدة يُمكن استخدامها لجميع المٌصابين، بدلًا من ذلك، يعمل مقدم الرعاية الصحية والمريض معًا لإنشاء خطة مٌناسبة بشكلٍ أفضل.
-
الأدوية
تمت الموافقة على عِدةً أنواع مختلفة من الأدوية لعلاج مرض كرون، وفي بعض الحالات قد يتم وصف أكثر من نوع من الأدوية، خاصةً في حالة تفاقم المرض.
تشمل أدوية علاج مرض كرون ما يلي:-
-
المُضادات الحيوية.
-
الكورتيكوستيرويدات.
-
مٌنظمات المناعة.
-
الأدوية البيولوجية.
-
مثبطات جانوس كيناز.
-
الجراحة
تٌعد الجراحة خيارًا علاجيًا صالحًا لمرض كرون، تعتمد نوع الجراحة المٌستخدمة على مكان وجود المرض في الأمعاء وأهداف العلاج.
تشمل جراحات مرض كرون ما يلي:-
-
جراحة الفغرة، تشمل خلق فتحة، حيث يتم إخراج جزء صغير من الأمعاء عبر جدار البطن حتى يخرج البراز من الجسم عبر هذه الفتحة، ويتم ارتداء جهاز فوق الفغرة لجمع البراز ويتم إفراغه بعد ذلك.
-
استئصال القولون والمستقيم، في هذه الجراحة يتم إزالة الأمعاء الغليظة، حيث يتم توصيل نهاية الأمعاء الدقيقة بفتحة الشرج، ويخرج البراز من الجسم عبر فتحة الشرج.
-
جراحة الاستئصال، يتم في هذه الجراحة استئصال جزء من الأمعاء الدقيقة أو الغليظة المٌصابة بمرض كرون، ويتم إعادة الطرفين الصحيين للأمعاء بعد ذلك، وتُعتبر هذه الجراحة هي الأكثر شيوعًا لعلاج مرض كرون.
-
رأب وتوسيع التضييق، عندما يُصبح الجزء الداخلي من الأمعاء الدقيقة أو الغليظة ضيقًا جدًا في أحد الأقسام، يتم استخدام إحدى التقنيات الجراحية لتوسيعه مرة أخرى.
-
تغييرات نمط الحياة
يُمكن استخدام تغييرات نمط الحياة المتعددة للمُساعدة في إدارة مرض كرون، حيث يُمكن أن يعمل المرضى مع مقدمو الرعاية الصحية لفهم العوامل التي ستكون فعالة ومٌناسبة.
تشمل تغييرات نمط الحياة التي تٌساعد في إدارة مرض كرون:-
-
الطب التكميلي والبديل، مثل مُكملات الكوركومين والوخز بالإبر.
-
خفض مستويات التوتر وإدارته بشكلٍ جيد.
-
زيادة مستويات النشاط البدني.
-
زيادة الألياف الغذائية في فترات هٌدنة المرض.
-
التوقف عن التدخين.
-
تغييرات النظام الغذائي
يُعتبر النظام الغذائي موضوعًا مُهمًا ورئيسيًا للأشخاص الذين يُعانون من مرض كرون، ومع ذلك، لم يتم تحديد نظام غذائي واحد على أنه مٌفيد لجميع المرضى، حيث سيكون لكل شخص إحتياجاته الغذائية الخاصة والتي ستتغير مع مروره بفترات المرض النشط وغير النشط.
يُمكن طلب مشورة أخصائي تغذية مٌعتمد مٌتخصص في أمراض الجهاز الهضمي، حيث يُمكنه مٌساعدة الأشخاص المٌصابين بمرض التهاب الأمعاء، وإذا لم يُكن الشخص غير قادرًا على الحصول على إرشادات غذائية فردية، فقد يرغب في اتباع نظام البحر الأبيض المتوسط، حيث يُركز هذا النظام على الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات والمكسرات وزيت الزيتون والأسماك، مع حصص أقل من الدهون المٌشبعة والسكريات المٌكررة واللحوم.
نصائح للتعايش مع مرض كرون بشكل أفضل
إن التعايش مع مرض كرون يعني التركيز على نمط حياة يٌساعد على منع تهيج نوبات المرض، يُمكن لعدد كبير من الأشخاص الحصول على رعاية فعالة في وقتِ مٌبكر من مسار المرض.
قد لا يكون من المٌمكن دائمًا تجنب النوبات، ومع ذلك، فإن الحصول على رعاية مٌنتظمة من أخصائي واتباع خطط إدارة تتضمن النظام الغذائي ونمط الحياة والأدوية قد تٌساعد.
تتضمن بعض النصائح للتعايش مع مرض كرون بشكلٍ أفضل ما يلي:-
-
العثور على الدواء المٌناسب، والالتزام بالجرعات اليومية.
-
اتباع النظام الغذائي الذي يٌساعد على تجنب الأعراض.
-
خفض مستويات التوتر.
-
ممارسة التأمل واليوجا.
-
الحفاظ على رطوبة الجسم.
-
الاحتفاظ بمٌذكرة لتسجيل الأعراض والعلامات.
-
الحصول على قسطٍ كاف من النوم الجيد.
-
ممارسة التمارين الرياضية بشكلٍ مٌنتظم، ومنخفض الشِدة.
في النهاية، يُمكن أن يؤدي تلقي تشخيص مرض كرون إلى إثارة مجموعة من المشاعر والمخاوف، إلا أنه من المٌفيد معرفة أن هٌناك العديد من خيارات العلاج بالفعل، وأن الأبحاث مازلت مُستمرة لفهم المزيد.