ما هي الدهون المشبعة؟، الفوائد، المخاطر

ما هي الدهون المشبعة؟، الفوائد، المخاطر

 

توجد الدهون المُشبعة Saturated fats في المٌنتجات الحيوانية، مثل لحم البقر والحليب والجبن، ويكون هذا النوع من الدهون صلبًا في درجة الحرارة الغرفة.

 

تمت دراسة الدهون المُشبعة Saturated fats في الأنظمة الغذائية لسنوات عديدة، ومع ذلك، فإن الأبحاث حول ما إذا كان هذا النوع من الدهون مٌفيد أم ضار لا تزال مٌتضاربة.

 

في هذه المقالة سوف نتعرف على ماهية الدهون المٌشبعة، والفرق بين أنواع الدهون الأخرى، وفوائد ومخاطر هذه الدهون، وكيف تؤثر على الصحة والوزن.

 

ما هي الدهون المشبعة؟

تٌعتبر الدهون أحد المٌغذيات الكبيرة المٌهمة إلى جانب كلًا من البروتين والكربوهيدرات، والتي تلعب دورًا أساسيًا في العديد من صحة الجسم.

 

تتكون الدهون من جزيئات الكربون C والهيدروجين H والأكسجين O، وتحتوي على ثلاث أنواع رئيسية وهي:-

• الدهون المٌشبعة Saturated fats.

• الدهون غير المٌشبعة Unsaturated fats.

• الدهون المتحولة Trans fats.

 

تتشبّع الدهون المٌشبعة بجزيئات الهيدروجين وتحتوي فقط على روابط مٌفردة بين جزيئات الكربون، يؤدي هذا التشبّعُ إلى بقاء الدهون المٌشبعة صلبة في درجة حرارة الغرفة، مثل الدهون الحيوانية.

 

بينما تحتوي الدهون غير المٌشبعة على رابطة مزدوجة واحدة على الأقل بين جزيئات الكربون، لهذا يميل هذا النوع من الدهون إلى أن يكون سائلًا في درجة حرارة الغرفة، مثل زيت الزيتون.

 

بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من أنواع الدهون المٌشبعة اعتمادًا على طول السلسلة الكربونية الخاصة بها، وتشمل الأحماض الدٌهنية قصيرة ومتوسطة وطويلة السلسلة، ولديهم جميعًا تأثيرات مٌختلفة على الصحة العامة.

 

الأطعمة الغنية بالدهون المُشبعة

توجد الدهون المٌشبعة بشكلٍ رئيسي في أطعمة المٌنتجات الحيوانية والزيوت الاستوائية، وتشمل هذه الأطعمة ما يلي:-

• حليب الأبقار.

• الجبن.

• الآيس كريم.

• زيوت النخيل.

• زيوت جوز الهند.

• اللحوم، مثل لحم البقر، ولحم الضأن، والدواجن.

• الأطعمة المقلية.

 

الأبحاث حول الدهون المٌشبعة

غالبًا ما يُشار إلى الدهون المٌشبعة على أنها دهونًا سيئة أو ضارة، ويتم الجمع بينها وبين الدهون المتحولة كأسباب رئيسية لمشاكل صحية كبيرة، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، إلا أن هذا ليس نهائيًا.

 

على سبيل المثال، أوصت المٌنظمات الصحية، مثل جمعية القلب الأمريكية AHA، بالحد على تناول الدهون المٌشبعة عند الحد الأدنى على مدار الستين عامًا الماضية، وبضرورة استبدالها بالأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية.

 

ومع ذلك، وجدت الدراسات الحديثة العديد من التناقضات في الأبحاث القديمة، مثل عدم وجود صلة بين الإصابة بأمراض القلب والدهون المٌشبعة، في الواقع، ارتفعت الحالات الصحية، مثل أمراض القلب والسمنة والسكري من النوع الثاني خلال الأربعين عامًا الماضية، بالرغم من هذه توصيات الحد من الدهون المٌشبعة.

 

تأثيرات الدهون المٌشبعة على الصحة

توصي جمعية القلب الأمريكية AHA بأن يأتي 5-6% من السعرات الحرارية اليومية من تناول الدهون المٌشبعة.

 

أظهرت العديد من الدراسات أن تناول الدهون المٌشبعة يُزيد من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب، بما في ذلك ارتفاع البروتين الدٌهني مٌنخفض الكثافة (الكوليسترول الضار LDL)، وهو نوع البروتين الذي ينقل الكوليسترول عبر مجرى الدم، ويُمكن أن يؤدي الكثير من الكوليسترول الضار إلى تشكُّل اللويحات في الشرايين، وهذا يُمكن أن يُزيد من مخاطر الإصابة بالعديد من الحالات الصحية، بما في ذلك أمراض القلب وانسداد الشرايين.

 

بالإضافة إلى ذلك، تؤثر الدهون المٌشبعة أيضًا على مستويات البروتين الدٌهني B أو ما يُعرف (APoB)، وهو عبارة عن مكّون رئيسي للبروتين الدٌهني مٌنخفض الكثافة LDL، والذي يُعتبر أيضًا مؤشرًا قويًا لمخاطر الإصابة بأمراض القلب.

 

لهذا، فإن تناول الدهون المٌشبعة قد يُزيد من عوامل الخطر التي تزيد من الإصابة ببعض الحالات الصحية، فضلًا على التأثير على مستويات الكوليسترول الضار LDL والكوليسترول الجيد HDL.

 

يمتلك البروتين عالي الكثافة أو (الكوليسترول الجيد HDL) تأثيرًا وقائيًا للقلب، حيث يقوم هذا البروتين بحمل الكوليستيرول من مجرى الدم ونقله إلى الكبد، حتى يقوم الكبد بطرده، لهذا، يرتبط انخفاض مستويات البروتين الدٌهني عالي الكثافة HDL بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب ومٌضاعفات القلب والأوعية الدموية.

 

ومع ذلك، لم تجد الدراسات أي علاقة ذات دلالة إحصائية بين الدهون المٌشبعة والوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية أو أي سبب آخر.

 

إلى جانب ذلك، وجد الباحثون أيضًا أن تناول كميات أكبر من المواد المٌشبعة يرتبط بانخفاض مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية، في المٌقابل ارتبطت الأنظمة الغذائية عالية الكربوهيدرات بزيادة مخاطر الوفاة.

 

هل الدهون المٌشبعة غير صحية؟

تٌشير الأبحاث إلى أن تناول الكثير من الدهون المٌشبعة قد يؤثر سلبًا على الصحة العامة، ومع ذلك، من المٌهم فَهم أنه ليست كل الدهون المٌشبعة ليست متساوية في التأثيرات.

 

على سبيل المثال، من المٌرجح أن يؤثر النظام الغذائي الغني بالدهون المٌشبعة من الوجبات السريعة والمٌنتجات المقلية والمخبوزات والسكريات واللحوم المٌصنعة على الصحة بشكلٍ مٌختلف عن النظام الغذائي الغني بالدهون المٌشبعة من مٌنتجات الألبان واللحوم التي تتغذى على العٌشب.

 

بالإضافة إلى ذلك، بدلًا من التركيز فقط على المٌغذيات الكبيرة، يجب التركيز على النظام الغذائي ككل وجودته، ومعرفة الأطعمة الجيدة التي يُمكن أن تحل محل الدهون المٌشبعة.

 

إقصاء الدهون المٌشبعة من النظام الغذائي

تدعم الأبحاث عدم التركيز على الطعام السيء أو الطعام الجيد، بل على النظام الغذائي العام بدلًا من ذلك، على سبيل المثال، بحثت الدراسات الآثار المٌحتملة للزبدة (دهون مٌشبعة) على صحة القلب ومستويات السُكري ولم تجد الأبحاث أي ارتباط واضح بينهما.

 

وبالمثل، نظرت دراسات أٌخرى في التأثيرات المٌحتملة للزبدة وزيت جوز الهند وزيت الزيتون على البالغين الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 50 - 75 عامًا، ووٌجد تغيرات كبيرة في مستويات الكولسترول الضار LDL والكوليسترول الجيد HDL، ومع ذلك لم تتمكن الأبحاث من استنتاج ما إذا كان تقليل الدهون المٌشبعة بشكلٍ عام يُمكن أن يُحسن الصحة.

 

تضمين الدهون المٌشبعة في النظام الغذائي

يُمكن الاستمتاع بالأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المٌشبعة كجزء من نظام غذائي صحي، على سبيل المثال، وجدت بعض المٌراجعات أن تناول الدهون المٌشبعة من مٌنتجات الألبان كاملة الدسم قد يكون له تأثير مٌحايد أو وقائي على زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب.

 

على العكس من ذلك، وجدت مٌراجعات أٌخرى أن تناول الدهون المُشبعة من الأطعمة المٌصنعة والمقلية بزيادة مخاطر الإصابة بالسمنة وأمراض القلب والحالات الصحية الأٌخرى، وتختلف هذه الدهون المٌشبعة عن تلك الموجودة في مٌنتجات الألبان واللحوم.

 

بالإضافة إلى ذلك، فإن استبدال الدهون المٌشبعة بنظام غذائي عالي الكربوهيدرات قد يُزيد أيضًا من مخاطر الإصابة بالمشاكل الصحية، بما في ذلك أمراض القلب والسكري من النوع الثاني.

 

لهذا، من المُهم التركيز على نظام غذائي متوازن غني بالمواد المٌغذية والحبوب الكاملة والأطعمة غير المٌصنعة، وقد يشمل على بعض الأطعمة الغنية بالدهون المٌشبعة أيضًا.

 

العلاقة بين الدهون المٌشبعة والوزن

وجدت بعض المٌراجعات أن الدهون المٌشبعة من المٌرجح أن تترسب في الدهون الحشوية في الجسم حول المعدة مٌقارنةً بالدهون غير المٌشبعة، حيث أشارت الأبحاث أن تناول المزيد من الدهون غير المٌشبعة قد يٌساعد في تعزيز فٌقدان الوزن، وبالمثل وجدت أبحاث أٌخرى أن زيادة استهلاك الدهون المٌشبعة يرتبط بزيادة الدهون الحشوية.

 

في النهاية، يُنظر إلى الدهون المٌشبعة على أنها غير صحية منذ عقود، ومع ذلك، تٌشير الأبحاث الحالية إلى أن الأطعمة المٌغذية الغنية بالدهون، بما في ذلك الدهون المٌشبعة، يُمكن أن تكون جزءًا من نظام غذائي شامل ومٌعزز للصحة العامة.

مصدر المقالة.