كيف تتغلبين على نوبات القلق من الصالات الرياضية (الجيم)؟!

نجوي الصاوي

نجوي الصاوي

فبراير, 2023, 3:52 ص

كيف تتغلبين على نوبات القلق من الصالات الرياضية (الجيم)؟!

 

 

قد تواجه العديد من النساء قلق أو عدم راحة متزايدة من مواصلة أداء التمرين داخل الصالات الرياضية أو ما يُعرف بالجيم، مما قد يجعلهم ينسحبون من الأمر برمته، ويلغون فكرة التدريب داخل صالات الألعاب الرياضية (الجيم).

 

يُعتبر القلق الذي يظهر في مٌنتصف التمرين أمرًا شائعًا، لأولئك الذين يمارسون التمارين الرياضية بشكل احترافي، أو أولئك الذين يبدأون ممارسة التمارين الرياضية حديثًا.

 

فهل هذا القلق أمرًا طبيعيًا أم هو مُجرد عارض مؤقت قد يُعيق تقدمكِ، إن فهم ظهور القلق في صالات الألعاب الرياضية، وكيفية التغلب عليه، هو أفضل أساس للقيام بروتين تمارينكِ الرياضية بهدوء ودون قلق، في هذه المقالة سوف نتعرف تفصيليًا على قلق الصالات الرياضية (الجيم)، وكيفية التغلب على هذا القلق.

 

العلاقة بين التمارين الرياضية، وظهور علامات القلق.

 

 

هناك إرتباط هرموني مُثبت بالدراسات العلمية يوضح العلاقة بين ممارسة التمارين الرياضية، وظهور علامات القلق، والتوتر، حيث أثبتت الدراسات أن ممارسة التمارين الرياضية تُثير الجسد، والتمارين الرياضية متوسطة إلى عالية الكثافة، تُزيد من إفراز هرمون الكورتيزول، وهو الهرمون المسؤول عن القلق والتوتر في الجسم.

 

على الرغم من أن ممارسة التمارين الرياضية يؤدي إلى انخفاض مستويات هرمون الكورتيزول بعد ساعات من ممارسة التمارين الرياضية، إلا أن إحساسكِ بالقلق والتوتر في وقت إفرازه قد يُشعركِ ببعض الإحباط.

 

أعراض ممارسة التمارين الرياضية، والشعور بالقلق

 

 

يوضح خبراء الصحة النفسية الذين لديهم تاريخ مع عملاء يعانون من نوبات القلق، أن الأعراض الناتجة عن ممارسة التمارين، مثل التنفس السريع، وزيادة خفقان القلب، وتوتر العضلات، وزيادة معدل ضربات القلب، والألم الناتج عن التمارين، قد يفسرها بعض الأشخاص على أنها مزيد من أعراض القلق، مما تُزيد من التوتر والقلق والهلع لديهم. 

 

يُمكن أن يكون مصدر القلق نفسيًا أيضًا أكثر من كونه جسديًا بسبب التمرين، فمثلًا، الأشخاص الذين يعانون من القلق الاجتماعي، عادًة ما يشعرون بالقلق في الأوساط الاجتماعية، من بين صالات الألعاب الرياضية.

 

حيث يوضح خبراء الصحة النفسية أن القلق الاجتماعي له تأثيرات أكثر من الخجل، إنه خوف لا يزول، ويؤثر على الأنشطة اليومية، والثقة بالنفس، والعلاقات، والعمل، والحياة المدرسية، والأمور العامة المُختلفة.

 

وبالطبع ممارسة التمارين الرياضية في صالات الألعاب الرياضية يُمكن أن تكون أحد الجوانب التي تُثير القلق والتوتر لدى الأشخاص الذين يعانون من القلق الاجتماعي، خاصةً لأولئك الذين يضعون أنفسهم في المواقف التالية:-

  1.  لا يعرفون كيفية استخدام المعدات الرياضية.

  2.  يشعرون بأن الناس يحكمون عليهم، وعلى حركة يقومون بها.

  3.  يشعرون بالحرج في غرف خلع الملابس.

 

بعض النصائح للتعامل مع قلق صالات الألعاب الرياضية

 

 

لابد لكِ في البداية معرفة بأن التوتر لن يقتلكِ، لذلك توقفِ عن الشعور بأن نوبات قلقكِ هي نهاية العالم، هي مجرد نوبات مؤقتة، مع التدرب على كيفية الاستعداد لها، و التخلص منها يُمكن أن يمر يومكِ بسلام، وتقومي بتمارينكِ الرياضة دون التعرض لأي منها، أو الاعتقاد بأن عيون الأخرين سوف تلتهمكِ.

 

يقول خبراء الصحة النفسية بأنه من المُهم لكِ معرفة الأعراض الجسدية للقلق، قبل، وأثناء، وبعد زيارة صالات الألعاب الرياضية، حيث أن الوعي بما يحدث في جسدكِ، يُمكن أن يوفر لكِ الراحة النفسية.

 

إليكِ بعض النصائح التي تساعدكِ على التغلب على نوبات القلق لديكِ:-

 

  1.  زودي نفسكِ بالمعرفة، تعرفِ على مكان المُعدات حولك في صالة الألعاب الرياضية

 

 

المعرفة قوة، اخبري جسمكِ بأن يتوقف عن ضخ الأدرينالين، إن معرفة تصميم صالة الألعاب الرياضية التي تذهبين إليها، يُمكن أن يُخفف هذا في التخفيف من بعض القلق المُبكر لديكِ، حتي نعرفِ بالضبط إلى أين تتجهين بُمجرد شعوركِ بأي أحاسيس غير مُريحة.

 

يجب عليكِ أن تسألِ طاقم صالة الألعاب الرياضية أو المدرب عن أي شيء لا تعرفيه، على سبيل المثال، مكان العثور على المٌعدات، و كيفية القيام بالتمرين، وما إلى ذلك، كلما كان بإمكانكِ جعل روتينكِ الرياضي أبسط، وأكثر انسيابية، كلما كان ذلك أفضل لكِ.

 

  1.  يُمكنكِ زيارة صالة الألعاب الرياضية في غير ساعات الذروة

 

 

صالات الألعاب الرياضية الهادئة والفارغة تصنع عجائب لعقلك في تجنب القلق والتوتر، إذا كانت الحشود تدفعكِ إلى الشعور بالقلق والارتباك، وإذا كنتِ تشعرين براحة أكبر دون وجود الكثير من العيون حولكِ، حاولِ البدء في الذهاب إلى صالات الألعاب الرياضية في غير ساعات الذروة.

 

في مُعظم الصالات الرياضية يكون غير وقت الذروة في وقت مُبكر من الصباح، أو بعد فترة مُنتصف الصباح، أو منتصف الظهيرة، او قبل الإغلاق بساعتين.

 

  1.  تناولِ الطعام قبل الذهاب لصالات الألعاب الرياضية، وحافظِ على رطوبتكِ، وتناولِ وجبة خفيفة بعد التمرين

 

 

يوفر الطعام الطاقة للجسم والدماغ، لذلك تُعتبر التغذية قبل القيام بالتمارين الرياضية أمرًا مُهمًا لتحقيق أقصى قدر من الأداء والحفاظ على شعوركِ بأفضل ما لديكِ.

 

قد يؤدي ممارسة التمارين الرياضية على معدة فارغة، إلى انخفاض مستويات السكر في الدم، والشعور بالدوار، والتشويش، خاصةً إذا كنتِ ترفعين أوزانًا ثقيلة.

 

لاتنسى أيضًا شرب الماء جيدًا، حيث وجدت الدراسات أن أولئك الذين يشربون المزيد من الماء، لديهم مخاطر أقل للشعور بالقلق والاكتئاب.

 

وجبة بعد التمرين تُساعدكِ على استعادة طاقتكِ المفقودة خلال التمرين، كما أنها تمنح عضلاتكِ القوة للاستشفاء، لذا فهي مهمة لتحسين حالتكِ المزاجية والنفسية.

 

  1.  ابدئي جلستكِ الرياضية ببعض تمارين التأمل، وتمارين التنفس

 

 

التأمل بالطريقة التي تفضلين، سواء عن طريق سماع الموسيقى المٌفضلة، أو تمارين التنفس السريع، يُمكن أن يُساعدكِ في تهيئة جسدكِ لجلسة تمارين رياضية هادئة في صالة الألعاب الرياضية.

 

أثبتت الدراسات أن ممارسة تمارين التنفس المُنظمة فعّالة للغاية في التخلص من القلق، وذلك عن طريق تقليل مستويات الكورتيزول على الفور، في غضون ثوانِ، يُمكن أن يُساعدكِ تعلم التحكم في أنفاسكِ، أن يُغير من حالتكِ، ويُعيدكِ إلى الهدوء.

 

ينصح خبراء الصحة النفسية العملاء باستخدام أنفاسهم لاستعادة الشعور بالهدوء، حيث يُمكن أن تُساعدكِ تمارين التنفس قبل، وأثناء التدريب في التحكم في أي قلق قد تشعرين به، يُمكنكِ أيضًا القيام ببعض تمارين الإطالة البطيئة، أو المشي.

 

في النهاية

 

 

يُمكن أن يُشعركِ القلق بالعزلة الفائقة، خاصةً عندما تكونين في غرفة مليئة بالمعدات، والأُعين التي تشعرين بأنها مُسلطة عليكِ، من المهم أن تتذكري بأنكِ لست وحدكِ.

 

في النهاية تذكري بأنكِ لستِ الوحيدة التي تشعر بمشاعر قلق وتوتر عند الذهاب إلى صالات الألعاب الرياضية، هذا شعور شائع ينتاب الكثيرين، لكن لا تتركِ نفسكِ لهذه المشاعر الكاذبة، فهي لن تقتلكِ في النهاية، ويمكنكِ التغلب عليها باستخدام الأساليب المُختلفة.

مصدر المقالة:- 1.