كيف تستقبل أجسامنا فترة تغير الفصول؟

نجوي الصاوي

نجوي الصاوي

نوفمبر, 2022, 4:04 ص

كيف تستقبل أجسامنا فترة تغير الفصول؟

 

 

مع بداية فصل الخريف، نبدأ في ملاحظة جمال الأوراق المتساقطة، وتغير لونها، وكذلك الشعور بنسمات الهواء الباردة، كما نلاحظ حتى وصول بعض النكهات المميزة للفصول الباردة في المقاهي والبيوت.

 

تبدأ ملابسنا في التغير من السراويل القصيرة، وملابس السباحة، إلى السترات الثقيلة، والأوشحة الطويلة، كل هذه علامات تخبرنا بتغير الفصول، ولكن هل سألت نفسك من قبل كيف تستقبل أجسامنا من الداخل هذا التغير؟، هذا ما سوف نتعرف عليه تفصيليًا في هذه السطور القليلة القادمة.

 

أولًا التغيرات التي يتعرض لها الجسم في فترة تغير الفصول

 

  1.  تصبح البشرة أكثر جفافًا

 

تُعتبر الإستجابة الأكثر شيوعًا لفترة تغير الفصول، بالأخص عودة الخريف هي جفاف الجلد، حيث يجد الكثير منا نفسه يعيد وضع المرطبات بشكل متكرر على مدار اليوم، أو ربما استخدام نوع مرطب أقوى من المُعتاد.

 

يُمكن أن يرجع سبب جفاف الجلد إلى انخفاض درجات الحرارة والرطوبة، مما يُجبر الجلد على العمل بصورة أكبر من أجل الحفاظ على الترطيب، وفقًا لخبراء الأمراض الجلدية، يزدهر الجلد بصورة كبيرة في الظروف الثابتة، هذا يعني أن كل تغير موسمي أو تغير كبير في الطقس يعمل كصدمة للنظام الذي يعمل به الجلد.

 

يؤدي ذلك في النهاية إلى حدوث اختلال في التوازن الكيميائي النموذجي للبشرة، مما يُسبب الجفاف، وأحيانًا الإصابة بحب الشباب الشديد.



 

  1.  زيادة العُرضة لزيادة الوزن 

 

 

نتيجة أخري للتغيرات الموسمية التي يُعاني منها الكثير من الناس هي زيادة الوزن، مثل العديد من الثدييات الأخري، من المعروف أن البشر يقومون بتخزين الدهون خلال أشهر الشتاء.

 

يرجع هذا إلى حقيقة أنه خلال فترات التغير الموسمي بن أواخر الصيف  وأوائل الخريف، تزد أجسامنا من مقاومة الأنسولين، يؤدي هذا إلى زيادة إنتاج الكبد للدهون من أجل تخزين الدهون في الأنسجة، والاستعداد بشكل أفضل لفصل الشتاء.

 

أفضل طريقة لمكافحة تراكم الدهون هذا هي اتباع نظام غذائي صحي محسوب السعرات الحرارية، وممارسة التمارين الرياضة بشكل مُنتظم، تُعتبر التمارين الرياضية الهوائية مثل السباحة والجري فعّالة بشكل خاص في تحفز عمليات التمثيل الغذائي، وحرق السعرات الحرارية.



 

  1.  التقلبات النفسية والعاطفية

 

 

مع الأسف يُمكن أن تتسبب فترة تغير الفصول في حدوث مشكلات أكبر من مجرد جفاف الجلد، أو زيادة الوزن، حيث يُمكن أن يتسبب تغير الفصول في بعض المشكلات النفسية والعاطفية مثل الإضطراب العاطفي الموسمي أو ما يُعرف بـ Seasonal Affective Disorder أو SAD.

 

الإصابة بنوبات الاكتئاب الكبيرة تبدأ في العادة في أواخر فصل الخريف وبدايات فصل الشتاء، وجدت دراسات الطب النفسي العام، أن الاضطراب العاطفي الموسمي يتسبب في إفراز هرمون الميلاتونين لفترات أطول خلال ليالي الشتاء أكثر من ليالي الصيف، وهو هرمون يؤدي أدورًا مهمة في عملية النوم، مما يعني أن الاضطراب العاطفي الموسمي يدفع الناس إلى النوم أكثر خلال فصل الشتاء حتى لو كانت أجسادهم في حالة راحة تامة.

 

وجدت دراسات أخرى أن الأشخاص ينامون 3 ساعات كل يوم خلال شهر أكتوبر أكثر من أى وقت خلال العام، وتم ربط هذه الدراسات بحقيقة ما يُعرف بفرط النعاس أو Hypersomnia.

 

يُمكن أن يؤثر فرط النُعاس ونوبات الاكتئاب المتكررة خلال فترات تغير الفصول على الوظائف اليومية للفرد، وتعيق قدرته على إنجاز المهام اليومية الأساسية، لهذا السبب يجب أن يظل الفرد منتبهًا للتغيرات التي تطرأ على صحته العامة، واستشارة الطبيب في حالة الشعور بأى خلل.



 

  1.  التعرض للنوبات القلبية

 

 

على الرغم من أن أجسامنا لديها آليات استجابة موضوعة لتخفيف صدمة التغيرات الموسمية، إلا أن فصول الشتاء القاسية تجلب معها أحيانًا خطر حدوث مضاعفات صحية خطيرة.

 

وجد الباحثون أن هناك معدلات أعلى للإصابة بالنوبات القلبية خلال فصل الشتاء مُقارنة بأى فصل آخر، ويرجع ذلك إلى أن فصل الشتاء مُقترن دائمًا بضعف جهاز المناعة، وارتفاع ضغط الدم، حيث يُمكن أن يتسبب النشاط البدني الشاق في الهواء الطلق مخاطر على القلب مما يجعل الأفراد أكثر عُرضة للإصابة بالنوبات القلبية.



 

ثانيًا الإجراءات الوقائية التي يجب اتخاذها في فترة تغير الفصول 

 

 

بعد معرفة بعض المشكلات الحقيقة التي قد يتعرض لها الجسم بشكل كبير خلال فترة تغير الفصول، والتي تسبب تهديدًا حقيقًا على حياة الأفراد، يجب التأكد من اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية التي قد تُفيد بشكل كبير في تجنب هذه المشكلات.



 

  1.  أخذ لقاحات الإنفلونزا والالتهاب الرئوي

 

 

يُلاحظ العلماء أن درجات الحرارة الباردة تخلق بنسبة كبيرة بيئة أكثر صداقة لفيروسات البرد والإنفلونزا، لسوء الحظ فإن هذا يترك الأفراد عُرضة بشكل كبير للمرض خلال أشهر الخريف والشتاء.

 

لهذا السبب من الضروري أن يظل الفرد على اطلاع دائم بالتطعيمات واللقاحات الخاصة به، مثل لقاحات الإنفلونزا، و لقاحات الالتهاب الرئوي.



 

  1.  الاستعداد للطقس السيئ

 

 

نستطيع التعرف على الطقس السيئ من توقعات الأرصاد، والتي يجب أخذها بعين الإعتبار، خصوصًا إذا كان الفرد يُعاني في الأساس من أى مرض، أو يُعاني من ضعف جهاز المناعة.

 

قد تؤثر النوبات في بعض الأحيان على روتن بعض الأشخاص، لذلك يجب التأكد من من الحصول على كافة الأدوية لمدة تصل إلى 10 أيام، أو على حسب المدة التي يُعطيها الطبيب المُختص.



 

في هذا الخريف عندما تشعرين بأن الهواء أصبح أكثر برودة، وتشاهدين تساقط أوراق الأشجار، تأكدي من أنكِ على دراية بالطرق التي يستجيب بها جسمكِ لهذا التغير.

 

قد تسمح لكِ هذه المعرفة باتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة للعناية بصحتكِ على المستوي الجسدي، و المستوى النفسي، مما يمنع تطور حالات أكثر خطورة في المستقبل.