القيء المفرط الحملي: الأسباب، التشخيص، العلاج
أكتوبر, 2024, 5:17 ص
القيء المفرط الحملي: الأسباب، التشخيص، العلاج
يُعتبر القيء المٌفرط الحملي hyperemesis gravidarum عبارة عن غثيان وقيء شديد ومٌستمر خلال فترة الحمل. يختلف عن غثيان الصباح "غثيان الحمل" الذي يٌشير إلى الغثيان والقيء الخفيف الذي يحدث غالبًا في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
القيء المٌفرط الحملي أقل شيوعًا ولكنه أكثر حِدة يُمكن أن يحدث خلال أي حمل، ولكنّ بعض النساء، مثل اللاتي عانين منه في حالات حمل سابقة، قد يكُنّ أكثر عٌرضة للإصابة به. قد تتقيأ النساء خلال هذه الحالة أكثر من ثلاث إلى أربع مرات في اليوم، أو أكثر من ذلك لدرجة أن يشعُرنّ بالدوار والدوخة. كما يُمكن أن يؤدي القيء المٌفرط الحملي إلى فُقدان الوزن، واختلال توازن الإلكتروليتات في الجسم.
في هذه المقالة، سوف نتعرف على أعراض القيء المٌفرط الحملي، وأسبابه، وكيفية تشخيصه، وخيارات العلاج المٌتاحة.
أعراض القيء المفرط الحملي
حوالي 70% من النساء الحوامل يُعانين من الغثيان والقيء خلال فترة الحمل، وغالبًا ما يحدث ذلك في المراحل المٌبكرة من الحمل ويكون أكثر شيوعًا في الصباح، ومن هُنا جاءت تسميته باسم "غثيان الصباح" أو "غثيان الحمل".
بينما القيء المٌفرط الحملي، وهو شكل أشدّ من الغثيان والقيء، يؤثر على ما بين 0.3% إلى 10.8% من النساء الحوامل. تٌعد هذه الحالة الأكثر شِدّة من الغثيان والقيء أثناء الحمل، وغالبًا ما تبدأ قبل الأسبوع العشرين من الحمل.
تتشابه أعراض القيء المٌفرط الحملي مع أعراض غثيان الصباح، لكنها تكون أكثر شِدّة، وتشمل ما يلي:-
-
فٌقدان الوزن بنسبة 5% أو أكثر.
-
ظهور علامات الجفاف، مثل البول الداكن، جفاف الجلد، الضعف، الدوار، الاغماء.
-
نقص الفيتامينات والمعادن.
-
زيادة مٌعدل ضربات القلب.
-
زيادة إفراز اللٌعاب.
يُمكن أن تؤدي شِدة الحالة إلى عِدد من المٌضاعفات، بما في ذلك:-
-
الاكتئاب والقلق.
-
تلف المريء نتيجة القىء والارتجاع.
-
تأخر إفراغ المعدة.
-
التغيرات العصبية، مثل اعتلال الدماغ وتغيرات الرؤية والارتباك والهذيان.
يُمكن أن يؤثر القيء المٌفرط الحملي على الرُضع أيضًا، ويُمكن أن تتضمن بعض المٌضاعفات التي تحدث للأطفال نتيجة القيء المٌفرط الحملي ما يلي:-
-
انخفاض الوزن عند الولادة.
-
الحجم الصغير.
-
زيادة مخاطر التأخر في النمو.
أسباب القيء المفرط الحملي
تٌعتبر التغييرات الهرمونية خلال فترة الحمل هي السبب الرئيسي لحدوث القيء المٌفرط الحملي، وتشمل هذه التغييرات الهرمونية ما يلي:-
-
هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية:- أو ما يُعرف باسم "هرمون الحمل HCG"، وجدت الدراسات أن القيء المفرط الحملي يكون أسوأ عندما تبلغ مستويات هذا الهرمون في الدم مستويات عالية.
-
هرمون GDF15:- يُمكن أن يؤثر هذا الهرمون على الشهية والتذوق، ويقع الجين المٌستقبل لهذا الهرمون في جزء الدماغ الذي يتحكم في القيء. وقد تم العثور على مستويات عالية من هرمون GDF15 لدى النساء اللاتي يُعانين من القيء المفرط الحملي، مما يٌشير إلى وجود ارتباط جيني بينه وبين هذه الحالة.
بالإضافة إلى ذلك، هٌناك بعض النساء اللاتي يمتلكن بعض الحالات أو الخصائص التي قد تٌزيد من مخاطر الإصابة بالقيء المفرط الحملي، بما في ذلك ما يلي:-
-
الحمل العنقودي.
-
الحمل بتوأم أو أكثر.
-
حمل سابق مع حالة القيء المٌفرط الحملي.
-
تاريخ عائلي لحالة القيء المٌفرط الحملي.
-
دوار الحركة.
-
الحمل لأول مرة.
-
زيادة الوزن.
كيفية تشخيص القيء المفرط الحملي
يعتمد تشخيص القيء المٌفرط الحملي على شِدةً الأعراض. عادةً ما تظهر علامات تقدم الغثيان والقيء الطبيعي إلى القيء المٌفرط الحملي بين الأسبوعين الرابع والسادس من الحمل. قد تتحسن الأعراض بين الأسبوعين 14 و20 من الحمل. حوالي 20% من النساء يستمرون في تجربة هذه الحالة طوال فترة حملهن.
يقوم مٌقدم الرعاية الصحية بالسؤال عن الأعراض، ويقوم بإجراء بعض الفحوصات البدنية لاستبعاد الأسباب المٌحتملة الأخرى التي قد تٌحدث هذه الحالة. قد يتم إجراء بعض العديد من الفحوصات المخبرية لمٌراقبة الصحة، وخاصةً لمٌراقبة مستويات الإلكتروليتات والسوائل في الجسم.
قد يطلب مٌقدم الرعاية الصحية اختبارات الدم والبول لمٌراقبة ما يلي:-
-
زيادة الكيتونات.
-
الثقل النوعي في البول.
-
زيادة اليوريا في الدم.
-
اختلال توازن الإلكتروليتات.
-
نقص الفيتامينات.
-
زيادة إنزيمات الكبد.
-
مستويات غير طبيعية للغدة الدرقية.
-
زيادة الهيماتوكريت.
يٌمكن أن تٌشير النتائج غير الطبيعية لهذه الاختبارات إلى الجفاف أو سوء التغذية أو نقص العناصر الغذائية. كما سيقوم مٌقدم الرعاية الصحية بإجراء فحص بالموجات فوق الصوتية للحامل لمعرفة ما إذا كانت لديها تورم كيسي، أو ما إذا كانت حامل في توأم أو أكثر.
خيارات علاج القيء المفرط الحملي
يُركز العلاج في هذه الحالة على تخفيف الأعراض الشديدة في كثيرًا من الحالات. قد يتضمن ذلك عادةً الدخول إلى المُتشفي للحصول على السوائل والمواد المٌغذية عن طريق الوريد لتعويض ما تم فقده من خلال القيء.
في الحالات الأكثر شِدة، يجب إعطاء محاليل مٌعقدة ومتوازنة من المٌغذيات عبر الوريد طوال فترة الحمل، ويُطلق على هذا العلاج اسم "التغذية الوريدية الكلية" أو التغذية الأنبوبية الكلية.
إذا استمر الغثيان أو القيء بعد تعويض السوائل والمٌغذيات، فقد يتم استخدام الأدوية المٌضادة للقيء أو الأدوية التي ينصح بها مٌقدم الرعاية الصحية.
هٌناك أيضًا طٌرق وعلاجات شاملة أٌخرى قد تٌساعد في تخفيف القيء المفرط الحملي، وتشمل هذه الطٌرق ما يلي:-
-
مٌكملات فيتامين ب6.
-
مٌكملات الجنزبيل.
-
تناول الأطعمة الجافة، مثل البسكويت.
-
تناول الوجبات الصغيرة والمٌتكررة.
-
استخدام سوار الضغط لعلاج الغثيان.
كيفية التكيف مع القيء المفرط الحملي
هناك عدد من الاعتبارات الأساسية لإدارة حالات القيء المٌفرط الحملي، وتشمل هذه الاعتبارات ما يلي:-
-
العلاج مٌخصص لكل حالة، لا توجد تركيبة دوائية أو علاج يٌناسب الجميع.
-
لا يُمكن شفاء الأعراض بشكلٍ كامل، وإنما يُمكن تخفيفها فقط.
-
قد لا يُمكن تناول الأدوية عن طريق الفم، لذا فقط يكون هٌناك حاجة لإيجاد طٌرق أخرى لتناوله.
-
الأدوية قد تستهدف مشاكل أخرى بجانب الغثيان.
بالإضافة إلى ذلك، يجب تجنب بعض الأشياء التي قد تٌحفز الغثيان والقيء، مثل:-
-
الروائح القوية والمٌزعجة.
-
الأطعمة الحارة والدٌهنية.
-
التوتر والقلق.
-
حركة السيارة أو الأماكن التي تٌسبب دوار.
-
تناول كميات كبيرة من الطعام في جلسة واحدة.
-
تناول الأطعمة ذات المذاق الحلو أو الحامض بشكلٍ مٌفرط.
في النهاية، يُعد الدعم النفسي والعاطفي أمرًا بالغ الأهمية أيضًا. النساء اللاتي يُعانين من القيء المٌفرط الحملي قد يشعرن بالقلق أو الاكتئاب أو الشعور بالذنب أو الصدمة، لذا من الضروري وجود مٌقدم رعاية صحية مٌتفهم للحالة جيدًا، بالإضافة إلى الدعم والتعلُم من قِبل أفراد العائلة.