الجفاف أثناء الحمل: الأسباب، الأعراض، وكيفية الوقاية والعلاج

نجوي الصاوي

نجوي الصاوي

أكتوبر, 2024, 6:17 ص

الجفاف أثناء الحمل: الأسباب، الأعراض، وكيفية الوقاية والعلاج

 

Dehydration During Pregnancy

يٌعد شُرب الماء والبقاء رطبًا جزءًا مٌهمًا خلال رحلة الحمل الصحي. تحتاج النساء الحوامل إلى كميات أكبر من الماء مٌقارنةً بغير الحوامل، وتجنب التعرض لفقد السوائل على مدار اليوم.

 

تٌعد النساء الحوامل عٌرضة لمخاطر الإصابة بالجفاف في الثلث الأول أو الثاني أو الثالث من الحمل. يُزيد الإصابة بالجفاف أثناء الحمل من مخاطر الإصابة بالعديد من المشاكل الصحية الخطيرة لكلٍ من الأم والجنين.

 

لحٌسن الحظ، يُمكن الوقاية من الجفاف أثناء الحمل عن طريق شُرب المزيد من الماء وإدارة غثيان الصباح (غثيان الحمل). في الحالات الشديدة، قد تحتاج الحامل إلى المزيد من السوائل عن طريق الوريد لعلاج الجفاف.

 

في هذه المقالة، سوف نتعرف على أسباب حدوث الجفاف أثناء الحمل، وأعراضه، وكيفية الوقاية والعلاج منه.

 

أسباب الجفاف أثناء الحمل

Dehydration During Pregnancy

يحدث الجفاف عندما يفقد الجسم كمية من الماء أكبر مما يتم استهلاكه، تتسبب العديد من التغيرات الفسيولوجية أثناء الحمل في حاجة الجسم إلى كمية أكبر من الماء. تحتاج النساء الحوامل إلى المزيد من الماء مٌقارنةً بما كُن يحتجن إليه قبل الحمل، كما أنهن يفقدن كميات أكبر من الماء على مدار اليوم مٌقارنةً بفترى قبل الحمل.

 

تشمل العوامل التي تٌساهم في خطر الجفاف أثناء الحمل ما يلي:-

  • زيادة حجم الدم:- يحتاج جسم المرأة الحامل إلى زيادة في تدفق الدم، لذا يزداد حجم الدم بنسبة 30% إلى 45%. لمواكبة هذه الزيادة في حجم الدم، يحتاج الجسم إلى المزيد من الماء.

  • تغيرات الجهاز البولي:- عادةً ما تتضخم الكليتين قليلًا لدى المرأة الحامل. وهذا يؤدي إلى حدوث تغييرات في الجهاز البولي، مما يؤدي إلى فٌقدان الجسم المزيد من الماء.

  • تغيرت الجهاز التنفسي:- تتسبب المٌتطلبات المٌتزايدة على جسم الحامل في زيادة مٌعدل التنفس، مما يؤدي إلى فٌقدان المزيد من الماء من خلال الزفير.

  • زيادة مٌعدل الأيض:- يتسبب الحمل في نشاط وظائف الغدد الكظرية والغدة الدرقية في الجسم قليلًا. قد يؤدي ذلك إلى زيادة مٌعدل الأيض، وزيادة التعرق، مما يتسبب في فٌقدان الماء.

  • زيادة الاحتياجات الغذائية:- تحتاج المرأة الحامل إلى 300 سُعرة حرارية إضافية يوميًا، وترتفع إلى 450 سُعرة حرارية إضافية يوميًا في أواخر الحمل. تناول المزيد من الطعام يعني المرأة تحتاج إلى المزيد من الماء لدعم عمليات الهضم ومنع الإمساك.

  • غثيان الصباح:- يُعتبر الغثيان والقيء من الأعراض الشائعة لفترة الحمل. ويؤدي القيء الناجم عن غثيان الصباح إلى فٌقدان سوائل الجسم، وحدوث الجفاف. بالإضافة إلى أن المرأة الحامل التي تٌعاني من الغثيان طوال اليوم قد تجد صعوبة في شُرب الكميات الكافية من الماء.

 

أعراض الجفاف أثناء الحمل

Dehydration During Pregnancy

ليس من الشائع أن تٌصاب المرأة الحامل بالجفاف. وقد تشمل الأعراض المٌبكرة للجفاف أثناء الحمل ما يلي:-

  • الإمساك

  • البول الأصفر الداكن

  • انخفاض عدد مرات التبول

  • الشعور الدائم بالعطش

  • جفاف الفم وتشقق الشفتين

  • الصداع

 

بالإضافة إلى ذلك، إذا لم يحصل الجسم على ما يكفي من الماء عند الجفاف الخفيف، فقد تتطور الأعراض وتشمل ما يلي:-

  • التعب والدوار

  • الشعور بالحرارة الزائدة

  • حدوث تقلصات براكستون هيكس، وهي عبارة عن انقباضات وانفراجات في الرحم ليست ناتجة عن انقباضات الولادة.

 

إلى جانب ذلك، هٌناك بعض الأعراض الطارئة التي لا يجب تجاهلها والتي تنجم عن الجفاف الشديد، الجفاف الشديد يُمكن أن يؤدي إلى مٌضاعفات خطيرة أثناء الحمل، ويحتاج إلى رعاية طبية فورية.

تشمل علامات الطوارئ للجفاف أثناء الحمل ما يلي:-

  • الارتباك

  • الإغماء

  • التهيج

  • البول القليل، أو إنعدام البول

  • انخفاض ضغط الدم

  • سرعة ضربات القلب

  • زيادة مٌعدل التنفس

  • الصدمة

  • العيون الغائرة

 

مخاطر الجفاف أثناء الحمل

Dehydration During Pregnancy

الحفاظ على الترطيب أمرًا أساسيًا للحمل الصحي. حيث تؤثر حالة الترطيب لدى المرأة على نتائج الحمل وصحتها العامة. تحتاج المرأة الحامل إلى كمية إضافية من الماء لإنتاج كمية كافية من السائل الأمينوسي (سائل يملأ الكيس السلوي الذي يحتوي على الجنين). 

 

عندما يكون مستوى السائل الأمينوسي مٌنخفضًا، لا يكون لدى الجنين المساحة الكافية للنمو والتحرك. ويُمكن أن يؤدي ذلك إلى تأخر في النمو والتطور، بالإضافة إلى مشاكل في الحبل السٌري، إذا تعرّض الحبل السُري إلى مزيدًا من الضغط لا يحصل الجنين على الأكسجين والعناصر الغذائية اللازمة لتطوره، وهذا يُمكن أن يتسبب في حالة طوارئ.

 

بالإضافة إلى ذلك، يزيد الجفاف المٌزمن وغير المٌعالج أثناء الحمل إلى مخاطر حدوث المزيد من المٌضاعفات، بما في ذلك ما يلي:-

  • الانقباضات المٌبكرة

  • وزن وطول مٌنخفض للجنين عند الولادة

  • عيوب الأنبوب العصبي

  • إنتاج الحليب المٌنخفض

 

علاج الجفاف أثناء الحمل

Dehydration During Pregnancy

إعادة الترطيب باستخدام الإلكتروليتات في الماء:-

للوقاية من الجفاف أثناء الحمل، تحتاج مُعظم النساء الحوامل إلى شُرب 8 إلى 12 كوبًا (2-3 لتر) من الماء يوميًا. بمٌجرد جفاف الجسم، قد يكون من المٌفيد إعادة ترطيبه باستخدام الماء والإلكتروليتات. الإلكتروليتات هي عبارة عن معادن أساسية يحتاج إليها الجسم ليقوم بوظائفه. بالطبع، يجب الحصول على إذن مٌقدم الرعاية الصحية قبل تناولها.

 

علاج الجفاف الخفيف أثناء الحمل:-

يُمكن لمٌعظم النساء الحوامل علاج الجفاف الخفيف بأمان في المنزل. كما يُمكن التواصل مع مٌقدم الرعاية الصحية إذا كان هٌناك مخاوف لدى المرأة الحامل بخصوص الأعراض أو حالة الجنين.

 

لعلاج الجفاف الخفيف، يحب الحصول على راحة في منطقة باردة، والقيام بتعويض السوائل المفقودة عن طريق شرب الماء، أو تناول محاليل إعادة الترطيب عن طريق الفم، مثل بيديالايت. إذا لم تتحسن الأعراض، يجب الاتصال بمٌقدم الرعاية الصحية على الفور.

 

علاج الجفاف الشديد أثناء الحمل:-

يجب على النساء الحوامل اللاتي يُعانين من الجفاف الشديد مٌراجعة مٌقدم الرعاية الصحية أو طلب العلاج في قسم الطوارئ. يُمكن لفريق الرعاية الصحية تقييم حالة الترطيب لدى الحامل من خلال الفحوصات البدنية والعلامات الحيوية واختبار البول وفحوصات الدم.

 

عادةً ما تحتاج النساء الحوامل اللاتي يُعانين من الجفاف الشديد إلى سوائل عن طريق الوريد لتعويض السوائل المفقودة بسرعة، يكون هذا مٌفيدًا بشكلٍ خاص للنساء اللاتي يمنعهن الغثيان من شُرب الماء.

 

الوقاية من الجفاف أثناء الحمل

Dehydration During Pregnancy

يُمكن لاستهلاك المزيد من الماء وتقليل فٌقدان السوائل أن يمنع من حدوث الجفاف أثناء الحمل. يُمكن للمرأة الحامل القيام بما يلي للوقاية من الجفاف أثناء الحمل:-

  • يجب أن تهدٌف المرأة الحامل إلى شرب 12 كوبًا من الماء يوميًا.

  • إذا كان شُرب الماء صعبًا بسبب الغثيان أو الامتلاء، فيُمكن الشرب بين الوجبات وليس مع الطعام.

  • الاحتفاظ دائمًا بزجاجة ماء في متناول اليد، وشرب قدر المٌستطاع عند عدم الشعور بالغثيان.

  • تجربة مصادر ترطيب أخرى غير الماء، مثل الحليب أو عصائر الفواكه الطبيعية أو المرق.

  • تقليل فٌقدان الماء، وتجنب المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين أو السكر.

  • أخذ فترات راحة مٌتكررة، وشرب المزيد من الماء عند قضاء الوقت في الحرارة.


مصدر المقالة.