أسباب الغثيان المزمن، وكيفية علاجه
أكتوبر, 2024, 7:38 ص
أسباب الغثيان المزمن، وكيفية علاجه
يحدث الغثيان nausea المُزمن (المستمر) عندما يكون الشعور بالغثيان مُستمرًا، أو يأتي ويختفي لعِدة أو أكثر. يُمكن أن يكون الغثيان أحد أعراض الحالات الصحية المُتعددة، مثل مرض التهاب الأمعاء IBD أو اضطرابات القلق.
يختلف الشعور بالغثيان المُزمن عن الغثيان الحاد، والذي يحدث فجأة أثناء الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيريا أو عندما يُصاب الشخص بدوار الحركة.
بالمُقارنة مع الغثيان المُزمن، فإن الغثيان الحادة هو شعور قصير المدى، وعادةً ما يكون من السهل التحميل فيه أو يختفي بسرعة من تلقاء نفسه.
في هذه المقالة، سوف نتعرف على ما هو الغثيان المزمن؟، وأسباب حدوثه، وكيفية علاجه.
ما هو الغثيان المزمن؟
يُعرف الغثيان المُزمن أو المُستمر بأنه الشعور بالغثيان لمُدة أربعة أسابيع أو أكثر. غالبًا ما يأتي إحساس الغثيان ويذهب وتختلف شِدته، لكن الراحة لا تدوم ويستمر في العودة.
على الرغم من الفرد قد يشعُر بالرغبة في التقيؤ، إلا أنه لا يتقيأ ابدًا. في الحالات التي يحدث فيها القيء، يُمكن أن يُسبب الجفاف أو مُضاعفات أُخرى مُحتملة.
الأسباب الشائعة للغثيان المزمن
في بعض الحالات، قد يأتي الغثيان المُزمن بعد حدوث عامل مُحفز للحالة، مثل تناول الطعام، ثم يتحسن ثم يعود مرةً أُخرى بعد تناول الوجبة التالية.
يُمكن أن تشمل الأسباب الشائعة للغثيان المُزمن ما يلي:-
الحمل
يُعتبر الغثيان المٌزمن أمرًا شائعًا خلال فترة الحمل. يُمكن أن يستمر ما يُسمى "غثيان الصباح" طوال اليوم وخلال فترة الحمل بأكملها، على الرغم من أنه أكثر شيوعًا خلال الأشهر الثلاثة الأولى. على الرغم من أنه لا يُسبب ضررًا للطفل، إلا أنه قد يكون من الصعب التعامل معه.
بالإضافة إلى ذلك، هُناك حالة تُعرف باسم "القيء المُفرط الحملي" يكون فيها القيء والغثيان شديدين لدرجة أنه يصعُب الحفاظ على الطعام والماء في الجسم. يُمكن أن تؤدي هذه الحالة الشديدة والمستمرة إلى قُقدان الوزن والجفاف.
أمراض المرارة
المرارة هي أحد أعضاء الجهاز الهضمي التي تُطلق الصفراء لتكسير الطعام لتسهيل عمليات الهضم.
تشمل أمراض المرارة الالتهابات والانسدادات التي تؤثر على المرارة وحصوات المرارة، والتي تُعبر حالة شائعة تُسبب الغثيان.
قد تٌسبب حصوات المرارة ألمًا في الظهر أو الكتف أو الجزء العلوي من البطن، والغثيان، والقيء. كما وتتفاقم هذه الأعراض بعد تناول الطعام، وخاصةً الأطعمة الغنية بالدهون.
الارتجاع المعدي المريئي
مرض الارتجاع المعدي المريئي هو حالة شائعة تحدث عندما تعود محتويات المعدة إلى المرئ. تشمل الأعراض الشائعة لهذه الحالة حرقة المعدة، والغثيان، وقد تشمل الأعراض الأخرى أيضًا ما يلي:-
- ألم في مُنتصف الصدر.
- التهاب الحلق أو صعوبة البلع.
- السُعال وضيق التنفس.
قد تتفاقم الأعراض بعد تناول الطعام أو عند الاستسقاء في الليل. وقد يستمر الشعور بالغثيان، خاصةً إذا عاد حمض المعدة إلى الحلق.
خزل المعدة
خزل المعدة gastroparesis هو اضطراب تتلف فيه الأعصاب الموجودة في المعدة أو تتوقف عن العمل، مما يجعل الجهاز الهضمي يستغرق وقتًا أطول لتحريك الطعام.
يؤدي هذا التأخير في إفراغ المعدة إلى الشعور بالغثيان المُزمن، بالإضافة إلى ظهور بعض الأعراض الأخرى بما في ذلك :-
- حرقة المعدة.
- فقدان الشهية.
- القيء.
- فقدان الوزن.
- الانتفاخ.
- الشعور بالشبع بعد تناول وجبات صغيرة.
الصداع النصفي المُزمن
يتم تشخيص الصداع النصفي المُزمن عندما يُعاني الشخص من 15 نوبة صداع نصفي على الأقل شهريًا لمُدة ثلاثة أشهُر. الصداع النصفي قد يُسبب الغثيان سواء قبل أو أثناء نوبة الصداع.
القرحة الهضمية
تحدث القرحة الهضمية عندما يكون هُناك تقرحات في المعدة أو الأمعاء الدقيقة أو المرئ. في مُعظم الحالات، تحدث القرحة الهضمية بسبب الإصابة بعدوى جرثومة المعدة "H-pylori" أو استخدام الأدوية المُضادة للالتهابات غير الستيرويدية NSAIDs.
بالإضافة إلى الألم، قد تُسبب القرحة الهضمية الشعور بالغثيان، إلى جانب ظهور أعراض، مثل القيء وفقدان الشهية.
اضطرابات الجهاز العصبي المركزي
قد تترافق الحالات التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي، مثل السكتة الدماغية والالتهابات العصبية وأورام الدماغ، مع الشعور بالغثيان المُزمن.
إلى جانب الغثيان والصداع، يُمكن أن تشمل الأعراض الأخرى لاضطرابات الجهاز العصبي المركزي ما يلي:-
- الارتباك وفقدان الذاكرة.
- الدوخة وفقدان الوعي.
- ألم أو وخز أو تنميل في الذراعين والساقين.
- ضعف العضلات أو الشلل.
فتق الحجاب الحاجز
يحدث فتق الحجاب الحاجز عندما تكون هناك نُقطة ضعف في جدار البطن وينفع الجزء العلوي من المعدة من خلالها إلى أعلى الصدر عبر فتحة الحجاب الحاجز.
قد يُسبب فتق الحجاب الحاجز أعراضًا، مثل الارتجاع الحمضي أو الألم وعدم الراحة، وفي بعض الحالات قد يُسبب شعورًا مُزمنًا بالغثيان.
مرض التهاب الأمعاء
يشمل مرض التهاب الأمعاء العديد من الحالات، بما في ذلك مرض كرون والتهاب القولون التقرحي والتهاب القولون غير المُحدد.
تُسبب هذه الحالات التهابًا في الجهاز الهضمي، ويُمكن أن تترافق مع الشعور بالغثيان المُزمن. قد ينتج الغثيان أيضًا عم الأدوية المُستخدمة لعلاج هذه الحالات.
الانسدادات المعوية
تحدث الانسدادات المعوية عندما يتم انسداد الأمعاء الدقيقة أو الغليظة. يُمكن أن يكون سبب هذه الانسدادات عِدةً أشياء، بما في ذلك التواء الأمعاء.
عادةً ما يكون الألم هو أبرز أعراض الانسدادات المعوية، ولكن يُمكن أن يحدث الغثيان والقيء أيضًا في بعض الحالات.
التهاب البنكرياس
البنكرياس هو العضو الذي يُطلق الانزيمات الهضمية إلى المعدة والهرمونات إلى مجرى الدم. يؤدي حدوث التهاب البنكرياس إلي الشعور بالغثيان المُزمن، بالإضافة إلى بعض الأعراض الأخرى بما في ذلك:-
- القيء.
- الحمى.
- الألم الذي يزداد سوءًا بعد تناول الطعام.
متلازمة عدم انتظام ضربات القلب الوضعي
متلازمة عدم انتظام ضربات القلب الوضعي POTS هي اضطراب في الدورة الدموية تتميز بزيادة كبيرة في مُعدل ضربات القلب خلال دقائق من الوقوف. وتشمل أعراض هذه الحالة الدوران والصداع والخفقان وعدم وضوح الرؤية.
يُمكن أن تشمل أعراض الجهاز الهضمي المُرتبطة بهذه الحالة ما يلي:-
- الغثيان المُزمن.
- القيء.
- الإسهال أو الإمساك الشديد.
اضطرابات القلق
اضطرابات القلق هي حالات صحية عقلية يُعاني من خوف وضيق مُفرطين. يُمكن أن تُسبب هذه الاضطرابات أعراضًا جسدية وعقلية كثيرة، بما في ذلك الشعور بالغثيان المُزمن، بالإضافة إلى مشاكل أخرى في الجهاز الهضمي.
قد تشمل الأعراض الأخرى لهذه الاضطرابات ما يلي:-
- التهيج.
- صعوبة في التركيز.
- التعب.
- الأرق وصعوبات النوم.
- الصداع وآلام العضلات.
- التعرق.
- الإسهال.
كيفية علاج الغثيان المُزمن في المنزل
يُعد جزءًا كبيرًا من علاج الغثيان المُزمن هو مُعالجة السبب الكامن وراء الحالة المُسببه له من الحالات المذكورة أعلاه.
بالإضافة إلى ذلك، أنه يغض النظر عن السبب، قد تُساعد الطُرق التالية في تخفيف الشعور بالغثيان المُزمن ومنع القيء، وتشمل ما يلي:-
- محاولة التنفس ببطء.
- تناول الأطعمة الخفيفة التي من غير المُرجح أنها تُسبب الغثيان، مثل الخبز والموز والبسكويت.
- تجنب تناول الأطعمة الحارة أو الدهنية أو المصنعة أو الحلوة.
- الحفاظ على رطوبة الجسم عن طريق شرب الماء البارد أز مشروب الزنجبيل أو الشاي.
- تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين والمشروبات الغازية، مثل القهوة والصودا.
- تجنب ترك المعدة فارغة أو ملئها بالطعام، عن طريق تناول وجبات أصغر حجمًا بشكل متكرر.
- تناول النعناع عن طريق الفم، أو استخدامه كعلاج عطري.
- تجنب ممارسة النشاط البدني بعد تناول الطعام، بدلًا من ذلك، حاول الاستلقاء مُسترخيًا.
- محاولة تناول الطعام عند الشعور بأقل قدر من الغثيان.
- تجربة العلاج بالضغط بين الوترين الكبيرين الموجودين داخل المعصم، أو الحصول على الأساور المُضادة للغثيان التي تُطبق هذه التقنية.
ضرورة رؤية مقدم الرعاية الصحية
يجب رؤية مقدم الرعاية الصحية على الفور في حالة استمرار الغثيان فترة أكثر من أسبوع. بالإضافة إلى أن هناك حالات تستدعي رؤية مقدم الرعاية الصحية الطارئة، بما في ذلك ما يلي:-
- حالات الحمل.
- استمرار القيء أو الإسهال أكثر من 24 ساعة.
- ظهور علامات الجفاف.
- الدوخة المستمرة.
- ارتفاع درجات الحرارة أو الحمى.
- الارتباك.
- آلام شديدة في البطن.
- البراز الأسود أو القطراني.
- ظهور دم في البراز أو القيء.
- نوبات صداع غير طبيعية.
في النهاية، الغثيان المُزمن عرض غير مُحدد وقد يكون من الصعب تحديد سبب حدوثه بالضبط. في كثير من الحالات، تُساعد الأعراض الأخرى المُصاحبة له، مثل الألم أو الحمى أو القيء، في تحديد السبب، لذا، من المُهم الانتباه لها ومناقشتها جيدًا مع مقدم الرعاية الصحية.