انقطاع الطمث، الأعراض، والمضاعفات
سبتمبر, 2023, 4:54 ص
انقطاع الطمث، الأعراض، والمضاعفات
تٌعرف مرحلة انقطاع الطمث Menopause عند النساء بمرحلة سن اليأس أو توقف الدورة الشهرية، ويُمكن أن يتسبب الانخفاض في مستويات هرمون الإستروجين والهرمونات الأخرى التي تٌحدد هذه المرحلة العديد من الأعراض المٌزعجة، بدءًا من جفاف المهبل وتقلبات المزاج، وصولًا إلى بعض المٌضاعفات التي قد تكون خطيرة.
متوسط السن الطبيعي لمرحلة انقطاع الطمث هو 51 عامًا، ويُمكن أن يتراوح النطاق النموذجي لمرحلة انقطاع الطمث بين 40 - 54 عامًا.
على الرغم من أن كل امرأة ستواجه هذه المرحلة من حياتها بشكلٍ مُختلف، إلا أن هٌناك بعض الأعراض الشائعة لمرحلة انقطاع الطمث بين النساء، في هذه المقالة سوف نتعرف على هذه الأعراض، والمُضاعفات لمرحلة انقطاع الطمث.
الأعراض الشائعة لمرحلة انقطاع الطمث
تمر العديد من النساء بمرحلة انقطاع الطمث من خلال تجربة الأعراض الخفيفة، بينما يُمكن أن تجد نساء أخريات هذه المرحلة مٌزعجة بعض الشيء، فيما يلي بعض الأعراض الشائعة والمتكررة لدى الكثير من النساء، وتشمل:-
1. اضطرابات الدورة الشهرية (الحيض)
في كثير من الأحيان، يكون العَرض الأول لمرحلة انقطاع الطمث هو اضطراب الدورة الشهرية، حيث يحدث تغير في طول فترات الدورات الشهرية، ويُمكن أن تكون أطول أو أقصر، أو مزيج بينهما.
2. الهبات الساخنة والتعرق الليلي والأرق
تٌعتبر الهبات الساخنة من أعراض انقطاع الطمث لدى حوالي 75% من النساء، تٌعرف الهبات الساخنة بأنها إحساس بالدفء والحرارة المفاجئة، خاصةً في الجزء العلوي من الجسم في الوجه والرقبة والصدر، وغالبًا ما تكون مصحوبة بالتعرق.
عندما تحدث الهبات الساخنة أُثناء النوم، فإنه يُسمي التعرُق أو التعرُق الليلي، ويُمكن أن يؤدي هذا التُعرق إلى تعطيل النوم والأرق، مما قد يؤثر على صحتكِ وعافيتكِ بشكلٍ عام.
3. جفاف المهبل ومشاكل المسالك البولية
نظرًا لانخفاض مستويات هرمون الإستروجين، تُصبح جُدرات المثانة البولية ومجرى البول والمهبل أكثر جفافًا وأقل مرونة، وهذا يجعل الأنسجة أكثر عٌرضة للتلف والعدوى، وتبدأ ظهور بعض الأعراض التي تشمل:-
-
ألم أو نزيف أثناء العلاقة الجنسية.
-
حرقان في المهبل وجفافه.
-
المزيد من التهابات المثانة المتكررة.
-
حرقان أو إلحاح عند التبول.
-
إفرازات مهبلية مائية.
4. التقلبات المزاجية
قد تجد مٌعظم النساء في فى فترة انقطاع الطمث أنفسهن أصبحن أكثر عاطفية، وأنه من السهل إثارة الاستجابات العاطفية لديهن بشكلٍ قوي، بما في ذلك الحزن والغضب والتهيج والبهجة، ويرجع ذلك إلى انخفاض مستويات هرمونات الإستروجين والبروجسترون.
إلى جانب ذلك، قد ترى النساء أنه فجأة لا يُمكن التنبؤ بتصرفاتهن، مما قد يجعل الأمر مٌقلقًا، وقد يرغبن في بعض الأحيان في طلب المٌساعدة من المختصين بهذا الشأن.
5. نوبات الصداع
قد تزداد نوبات كلًا من الصداع النصفي والصداع التوتري أثناء فترة انقطاع الطمث، ويرجع ذلك إلى عدم استقرار الجهاز الوعائي للجسم خلال مرحلة انقطاع الطمث، وبما أن الصداع النصفي له طبيعة وعائية، فقد تُصبح نوبات الصداع النصفي أكثر حِدة وتكرارًا ويصعب التحكم بها.
6. اكتساب الوزن
مع تقدم النساء في العمر تتباطأ عمليات التمثيل الغذائي وتنخفض الكتلة العضلية، لذا فإن زيادة الوزن أمرًا شائعًا في مرحلة انقطاع الطمث، ويُمكن الجمع بين بطء عملية التمثيل الغذائي وترسيب الدهون وانخفاض الكتلة العضلية، مما يؤدي إلى منح النساء بطنًا أكبر وأذرع أكثر ترهلًا.
7. ألام الثدي
تٌسبب التغيرات الهرمونية خلال فترة انقطاع الطمث تراكم السوائل في الثدي، مما يجعل الثدي أكثر تورمًا ويؤدي إلى الشعور بالألم، بالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن يُصبح الثدي أكبر في الحجم أو أصغر أو يحدث له تغير في الشكل.
8. فقدان الذاكرة والتغييرات المعرفية
تُعد التغيرات المعرفية من أكثر أعراض مرحلة انقطاع الطمث إزعاجًا، في حين أن فٌقدان بعض الذاكرة قد يكون أمرًا طبيعيًا مع التقدم في العمر، خاصةً استرجاع الكلمات والذاكرة قصيرة المدى.
لكن في حالة تعارض التغيرات المعرفية وفقدان الذاكرة مع القدرة على القيام بالأشياء اليومية، أو استمرت لفترة طويلة، فمن الجيد أن يتم التحدث مع مُتخصص للحصول على الاستشارات المُناسبة.
9. التعب
تُعاني بعض النساء من التعب الشديد أثناء مرحلة انقطاع الطمث، لكن لحُسن الحظ، عادةً ما يكون هذا التعب مؤقتًا ويكون بشكل تدريجي لكي يتكيف الجسم مع انخفاض هرمون الاستروجين.
لكن في حالة ما إذا كان التعب يمنع النساء من القيام بالأنشطة اليومية العادية يجب طلب المُساعدة من مٌختص لاستبعاد الأسباب الأخرى التي قد تكون أكثر خطورة.
10. انخفاض الرغبة الجنسية
قد تٌلاحظ بعض النساء أن رغبتهن الجنسية تقل في مرحلة انقطاع الطمث، في بعض الأحيان يكون هذا استجابة مؤقتة للتغييرات الهرمونية، ويُمكن أن يكون أيضًا رد فعل لأشياء أخرى، مثل الضغوطات أو مواقف الحياة الصعبة.
الأعراض النادرة لمرحلة انقطاع الطمث
إلى جانب الأعراض الشائعة لمرحلة انقطاع الطمث التي تُعاني منها مُعظم النساء، إلا أن بعض النساء قد أبلغن عن العديد من الأعراض الأخرى، على الرغم من أن هذه الأعراض غير شائعة إلا أنها ممكنة، وتشمل ما يلي:-
-
انخفاض ضغط الدم.
-
الإحساس الدوخة.
-
تساقط الشعر.
-
طنين في الأذن.
-
إحساس بالحرقان في الفم.
-
آلام المفاصل والعضلات.
-
تغير رائحة الفم أو طعم سيء في الفم.
-
عٌسر الهضم.
-
الأحلام الغريبة.
-
تغير رائحة الجسم.
-
الوخز والتنميل والحكة.
إذا واجهتِ أيًا من هذه الأعراض فيجب استشارة مٌقدم الرعاية الطبية لمعرفة ما إذا كانت بسبب انقطاع الطمث، أو حالة قد تكون أكثر خطورة.
انقطاع الطمث المٌبكر أو المُستحث
هٌناك أيضًا حالات لنساء يتعرضن لانقطاع الطمث في سن مٌبكرة، أو انقطاع الطمث المٌفاجئ بسبب الخضوع لجراحة أو إصابة.
يحدث انقطاع الطمث المٌبكر إذا دخلت المرأة في مرحلة انقطاع الطمث قبل سن الأربعين، حيث يُعتبر هذا أمرًا غير طبيعيًا، وغالبًا ما ترتبط اضطرابات المناعة الذاتية بانقطاع الطمث المٌبكر.
أما، انقطاع الطمث المٌستحث يُحدث عندما تتعرض المرأة لإصابة أو إزالة المبيضين، حيث يُمكن أن تدخل في مرحلة انقطاع الطمث فجأة، وهذا عادةً يؤدي إلى ظهور أعراض انقطاع الطمث أكثر شدة.
مُضاعفات انقطاع الطمث
على الرغم من أن مرحلة انقطاع الطمث عملية طبيعية صحية وتحدث لكل امرأة، إلا أنه من الممكن أن يؤدي إلى بعض المضاعفات التي يُمكن أن تؤثر على الصحة بشكلٍ كبير، وتشمل هذه المضاعفات مايلي:-
-
النزف الشديد
قد تجد بعض النساء أن دورات الحيض لديهن أصبحت غزيرة أو غير مٌنتظمة بشكل متزايد، فقد يُشير النزف الشديد هذا إلى وجود مشكلة، حيث يُمكن أن يكون علامة على وجود أورام ليفية أو سلائل رحمية أو سرطان الرحم، بالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن يتسبب النزف الشديد إلى الإصابة بفقر الدم، لهذا يجب استشارة مٌختص.
-
أمراض القلب والأوعية الدموية
بعد انقطاع الطمث، تزداد مخاطر إصابة النساء بأمراض القلب والأوعية الدموية، قد يكون ارتفاع ضغط الدم العلامة الأولى على أن نظام القلب لدى المرأة قد بدأ بالتلف، ويُمكن أن يرتبط بانقطاع الطمث، حيث أنه مع انخفاض هرمون الاستروجين، قد تٌصبح جدران الأوعية الدموية أقل مرونة، وهذا يٌسبب ارتفاع ضغط الدم وزيادة مخاطر السكتة الدماغية.
بالإضافة إلى ذلك، يُعد بعض خفقان القلب العرضي أو عدم انتظام ضربات القلب يُمكن أن يكون طبيعيًا خلال فترة انقطاع الطمث، ولكن إذا كانت تحدث بشكل مُتكرر، أو كانت مصحوبة بصعوبة في التنفس أو إغماء أو ألم في الصدر أو غثيان، فقد تكون علامة على مرض القلب أو نوبة قلبية.
سوف تحتاج النساء إلى إدارة أمراض القلب والأوعية الدموية، وذلك من خلال التأكد من الحصول على ما يكفي من التمارين الرياضية، والحفاظ على الوزن الصحي، وتناول نظام غذائي صحي للقلب.
-
هشاشة العظام
يؤدي انقطاع الطمث إلى فقدان سريع لكثافة العظام، خاصةً في السنوات القليلة الأولى، قد يؤدي ذلك إلى إصابة مٌعظم النساء بهشاشة العظام، وسهولة التعرض للكسر، لذا يجب التأكد من تناول الأدوية والمكملات الغذائية وفقًا لإرشادات الطبيب.
-
الاكتئاب
يُمكن أن تؤدي التغيرات الهرمونية في فترة انقطاع الطمث إلى الاكتئاب، خاصةً للنساء اللاتي لديهن تاريخ عائلي لمرض الاكتئاب، أو للذين لم يسبق لهم الإصابة به من قبل، حيث يُمكن أن تأتي التغيرات الهرمونية وما يعقبها من تغيرات فسيولوجية وضغوطات في فترة انقطاع الطمث بمزيد من التقلبات النفسية والعصبية التي من الممكن أن تٌعيق الحياة وتٌسبب الاكتئاب.
في النهاية، ستحتاج النساء إلى الوقت للتكيف مع أجسامهن في فترة انقطاع الطمث وفهم ما يحدث من تغيرات، لذا يجب عليهن أن يصبروا، و يبذلن قصارى جهدهن للاعتناء بأنفسهن، وذلك من خلال التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي صحي وإدارة التوتر والقلق، والتأكد من الحصول على جميع الفحوصات الطبية الوقائية.