ما هو ميكروبيوم الأمعاء، وكيف يؤثر على إنقاص الوزن؟
مايو, 2023, 4:08 ص
ما هو ميكروبيوم الأمعاء، وكيف يؤثر على إنقاص الوزن؟
يمتليء الجسم بملايين بل تريليونات البكتيريا والفيروسات والفطريات، والتي تُعرف مُجتمعة باسم الميكروبيوم Microbiome.
يُمكن أن ترتبط البكتيريا في الأذهان دائمًا لأنها شيء ضار يُسبب الأمراض، إلا أن البعض منها في الواقع مُهم للغاية لجوانب مُتعددة من الصحة، تشمل الوظائف المناعية، وصحة القلب، وعمل الدماغ، والتحكم في الوزن.
في هذه المقالة سوف نتعرف عن ماهية ميكروبيوم الأمعاء، وتأثيراته المتعددة على جوانب الصحية، ومدى أهميته.
ما هو ميكروبيوم الأمعاء؟
تُعرف الكائنات المجهرية التي لا تٌري بالعين المُجردة باسم الكائنات الدقيقة أو الميكروبات، والتي تشمل البكتيريا والفيروسات والفطريات، والتي توجد بشكل أساسي داخل الأمعاء في الجهاز الهضمي.
توجد مُعظم هذه الميكروبات في جيب الأمعاء الغليظة، في منطقة الأعور، ويٌشار إليها باسم ميكروبيوم الأمعاء Gut microbiome.
على الرغم من أن هذه الميكروبات أكثر من فئة، إلا أن الفئة التي حصلت على أكبر دراسة هي البكتيريا، لهذا قد يُطلق عليها أيضًا بكتيريا الأمعاء الجيدة، ويُقدر وجود الخلايا البكتيريا في الجسم أكثر من الخلايا البشرية.
يوجد أكثر من 1000 نوع من البكتيريا في ميكروبيوم الأمعاء البشرية، والتي تمتلك مُعظمها أدوراً فعّالة في صحة الجسم، ويُمكن أن يٌسبب البعض منها بعض الأمراض.
يُمكن أن يبلغ وزن هذه الميكروبات 1- 2 كيلو جرام من وزن الجسم، وهو ما يساوي تقريبًا وزن الدماغ، لذا يُمكن أن تُمثل هذه الميكروبات عضو آخر في الجسم يعمل لصالحه.
تأثيرات ميكروبيوم الأمعاء على الصحة
تطّور البشر عبر ملايين السنين ليعيشوا مع الميكروبات، وبدورها تعلمت الميكروبات أن تلعب أدورًا مٌهمة جدًا في جسم الإنسان، يصل الأمر إلى أنه بدون ميكروبيوم الأمعاء يُصبح من الصعب البقاء على قيد الحياة.
يبدأ ميكروبيوم الأمعاء في التأثير على الجسم من مُنذ اللحظات الأولى للولادة، حيث يتعرض الإنسان للميكروبات للمرة الأولى عندما يمر عبر قناة الولادة، كما أن الأبحاث تُضيف إلى أنه يُمكن أن يتعرض الجنين لتأثيرات الميكروبات وهو بداخل الرحم.
خلال مرحلة النمو، يبدأ ميكروبيوم الأمعاء في احتواء العديد من الأنواع المُختلفة من الميكروبات، ويُعتبر تنوّع الميكروبيوم العالي جيدًا للصحة، بالإضافة إلى ذلك يُمكن أن يؤثر الطعام المُتناول على تنوّع الميكروبات.
مع نمو الميكروبيوم، يبدأ في التأثير على الجسم بعدة طُرق، والتي تشمل:-
1. هضم حليب الثدي:- بعض البكتيريا التي تبدأ في النمو داخل أمعاء الأطفال تٌسمي Bifidobacteria تقوم بهضم السُكريات الصحية في حليب الثدي، والتي تُعتبر ضرورية لعملية نمو الطفل
2. الألياف الهضمية:- تقوم بعض البكتيريا بهضم الألياف، وتُنتج أحماض دُهنية قصيرة السلسلة، والتي تٌعتبر مُهمة لصحة الأمعاء، وقد تٌساعد الألياف في مع زيادة الوزن، وتٌقلل خطر الإصابة بالسكري أمراض القلب والسرطان.
3. التحكم في جهاز المناعة:- يتحكم ميكروبيوم الأمعاء في كيفية عمل جهاز المناعة، وذلك عن طريق التواصل مع الخلايا المناعية يُمكن لميكروبيوم الأمعاء التحكم في استجابة الجسم للعدوى.
4. التحكم في صحة الدماغ:- تشير بعض الأبحاث إلى أن ميكروبيوم الأمعاء قد يؤثر على الجهاز العصبي المركزي الذي يتحكم في وظائف الدماغ.
تأثير ميكروبيوم الأمعاء على الوزن
هُناك العديد من أنواع البكتيريا المُختلفة في الأمعاء، والتي يُمكن أن يوفر مُعظمها فوائد هامة للصحة، إلا أن الكثير من الميكروبات الغير صحية يمكن أن تٌسبب الأمراض.
يُطلق على عم توازن الميكروبات الصحية والغير صحية في الأمعاء اسم Gut dysbiosis أو اختلال ميكروبيوم الأمعاء، والتي قد تٌسبب زيادة الوزن، أو حدوث السمنة.
أظهرت الأبحاث أن ميكروبيوم الأمعاء يختلف من شخص لآخر، حتى يصل الأمر إلى أنها تختلف بين التوائم، حيث وجدت الدراسات أنه عندما يُعاني أحد التوائم من زيادة الوزن أو السمنة، والآخر لا يعاني، فإن ذلك يرجع إلى محتوى أمعاء كلًا مُنهما على ميكروبيوم أماء مُختلف.
استكملت الدراسات، أنه عندما يتم ينقل ميكروبيوم أمعاء من التوائم المُصاب بزيادة الوزن إلى الفئران، وٌجد أنها تكتس وزنًا ايضًا، مقارنة بنقل ميكروبيوم أمعاء من التوائم الغير مُصاب.
لٌحسن الحظ، وجُد أن البروبيوتيك مُفيدة من أجل ميكروبيوم الأمعاء الصحي، ويُمكن أن تٌساعد في عمليات إنقاص الوزن.
تأثير ميكروبيوم الأمعاء على الجهاز الهضمي
يُمكن أن يؤثر الأمعاء على صحة الجهاز الهضمي، وقد تلعب أدوارًا مُهمة في أمراض الجهاز الهضمي، مثل مٌتلازمة القولون العصبي IBS ومرض التهاب الأمعاء IBD.
قد يتسبب اختلال ميكروبيوم الأمعاء في ظهور بعض أعراض الجهاز المُزعجة، مثل الانتفاخ والتشنجات وآلام البطن، والتي غالبًا ما يُعاني منها مرضى القولون العصبي.
برغم ذلك، يُمكن أن يوفر الميكروبيوم الصحي تحسينات لصحة الجهاز الهضمي، حيث يُمكن أن يؤدي تناول بعض أنواع البروبيوتيك التي تحتوي على بكتيريا Bifidobacteria و Lactobacilli إلى تقليل أعراض القولون العصبي.
تأثير ميكروبيوم الأمعاء على صحة القلب
من المثير للدهشة أم ميكروبيوم الأمعاء قد يملك تأثيرات على صحة القلب، حيث وجدت بعض الدراسات أن ميكروبيوم الأمعاء يلعب أدورًا مُهمة في تعزيز مستويات الكوليسترول الجيد HDL والدهون الثلاثية.
بالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن تٌساهم بعض أنواع ميكروبيوم الأمعاء الغير صحية في الإصابة بأمراض القلب عن طريق إنتاج أكسيد ثلاثي ميثيل أمين TMAO، والذي قد يُساهم في إنسداد الشرايين، مما قد يؤدي إلى النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
إلا أن هُنام بكتيريا أخرى مفيدة في ميكروبيوم الأمعاء، خصوصًا Lactobacilli، تعمل على تقليل الكوليسترول عند تناولها على هيئة بروبيوتيك.
تأثير ميكروبيوم الأمعاء على صحة الدماغ
يُمكن أن يٌفيد ميكروبيوم الأمعاء صحة الدماغ بطرق مختلفة، حيث يُمكن أن تٌساعد أنواع معينة من البكتيريا في إنتاج مواد كيميائية في الدماغ تُسمي الناقلات العصبية، مثل السيروتونين، والذي يُعتبر ناقلًا عصبيًا مُضاد للاكتئاب، ويتم إنتاجه في الغالب في الأمعاء.
بالإضافة إلى ذلك، ترتبط المعدة فيزيائيًا بالدماغ عن طريق ملايين الأعصاب، لذلك قد يؤثر ميكروبيوم الأمعاء في التحكم في الرسائل التي يتم إرسالها إلى الدماغ عن طريق هذه الأعصاب.
أظهرت العديد من الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية مُختلفة لديهم أنواع مُختلفة من البكتيريا في الأمعاء، مقانةً بالأشخاص الأصحاء.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت دراسات أٌخرى أن بعض أنواع البروبيوتيك يُمكن أن تٌساعد في تحسين أعراض الاكتئاب و اضطرابات الصحة العقلية الأُخرى.
تأثير ميكروبيوم الأمعاء على السكر في الدم
قد يُساعد ميكروبيوم الأمعاء في السيطرة على مستويات السكر في الدم، ويُقلل من مخاطر الإصابة بأمراض السكري.
حيث وجدت إحدى الدراسات أن أطفال رٌضع لديهم مخاطر عالية وراثية للإصابة بأمراض السكري من النوع الأول، وجدت أن تنوّع الميكروبيوم لديهم انخفض فجأة قبل ظهور أعراض مرض السُكري.
كما وجدت دراسة أٌخري أنه عندما يتم تناول نفس الأطعمة بالضبط لمجموعة من الناس، فإن مستويات السُكر لديهم يُمكن أن تختلف، وقد يكون هذا بسبب أنواع البكتيريا الموجودة في الأمعاء.
كيفية تحسين ميكروبيوم الأمعاء
هُناك العديد من الطٌرق التي يُمكن بها تحسين ميكروبيوم الأمعاء، والتي تشمل:-
-
تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة.
-
تناول الأطعمة المٌخمرة، مثل الزبادي.
-
تقليل استهلاك المُحليات الصناعية.
-
تناول الأطعمة التي تحتوي على البروبيوتيك، مثل الموز.
-
الرضاعة الطبيعية لمدة 6 أٌشهر على الأقل.
-
تناول الحبوب الكاملة.
-
ابتاع أنظمة غذائية نباتية.
-
تناول الأطعمة الغنية بالبوليفينول، مثل الشاي الأخضر.
-
تناول مُكملات البروبيوتيك.
-
تناول المُضادات الحيوية عند الضرورة.
مصدر المقالة:- 1.