أسباب زيادة الوزن أثناء انقطاع الطمث (سن اليأس)

أسباب زيادة الوزن أثناء انقطاع الطمث (سن اليأس)

 

يعد زيادة الوزن عند النساء أثناء فترة انقطاع الطمث أمرًا شائعًا جدًا، وهُناك العديد من العوامل التي تتسبب في حدوث ذلك، بما في ذلك التغيرات الهرمونية والتقدم في العمر وعوامل نمط الحياة والعوامل الوراثية.

 

بالرغم من ذلك، فإن المرور بفترة انقطاع الطمث يُعتبر تجربة فردية للغاية، ويختلف الأمر من امرأة لأخرى، في هذه المقالة سوف نتعرف على أسباب حدوث زيادة في الوزن أثناء فترة انقطاع الطمث.

 

دورة الحياة الإنجابية للمرأة

هٌناك أربع مراحل للحياة الإنجابية الخاصة بالمرأة، والتي تتغير تبعًا للتغيرات الهرمونية التي تحدث في كل مرحلة منها، وتشمل هذه المراحل الأربعة ما يلي:-

 

1. المرحلة الإنجابية

المرحلة الإنجابية هو المصطلح الذي يُشير إلى الحياة الإنجابية للمرأة أثناء فترة خصوبتها، والذي يبدأ عند البلوغ حيث يحدث أول حيض للمرأة وينتهي بآخر حيض لها.

يُمكن أن تستمر المرحلة الإنجابية للمرأة حوالي 30 إلى 40 عامًا.

 

2. مرحلة ما قبل انقطاع الطمث

تعني مرحلة ما قبل انقطاع الطمث حرفيًا الوقت الذي تُصبح فيه مستويات هرمون الإستروجين غير مٌنتظمة، وتنخفض مستويات هرمون البروجسترون.

قد تبدأ مرحلة ما قبل انقطاع الطمث للمرأة في أي وقت بين منتصف الثلاثينات وأوائل الخمسينات من عمرها، ولكن هذا التحول يحدث عادةً في الأربعينات ويستمر من 4 إلى 11 عامًا.

هٌناك أعراض كثيرة لمرحلة ما قبل انقطاع الطمث والتي تشمل:-

• تغيرات في الدورة الشهرية.
• الهبات الساخنة، وعدم تحمل الحرارة.
• نوبات الصداع.
• التقلبات المزاجية والتهيج.
• الاكتئاب.
• اضطرابات النوم.
• القلق.
• زيادة الوزن.

 

3. مرحلة انقطاع الطمث

يحدث انقطاع الطمث للمرأة رسميًا عندما تتوقف الدورة الشهرية لديها عن النزول لمدة 12 شهرًا متتاليًا، ومتوسط سن انقطاع الطمث هو 51 عامًا، حتى ذلك الحين تٌعتبر كل امرأة في فترة ما قبل انقطاع الطمث.

يُمكن أن تٌعاني العديد من النساء من أسوأ الأعراض أثناء فترة ما قبل انقطاع الطمث، لكن قد تجد أخريات أن الأعراض تكون أسوأ في السنة الأولى أو السنتين بعد انقطاع الطمث.

 

4. مرحلة بعد انقطاع الطمث

تبدأ مرحلة انقطاع الطمث (سن اليأس) بعد التأكد من انقطاع الطمث لمدة 12 شهرًا، غالبًا ما يتم استخدام مصطلحات انقطاع الطمث وبعد انقطاع الطمث بالتبادل، ومع ذلك، هناك بعض التغيرات الهرمونية والجسدية التي قد تستمر في الحدوث بعد انقطاع الطمث.

 

تأثير التغيرات الهرمونية على عملية التمثيل الغذائي

خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث  تحدث العديد من التغيرات الهرمونية التي تؤثر على عمليات التمثيل الغذائي (الأيض) في الجسم، حيث تنخفض مستويات هرمون البروجسترون ببطء وثبات، في حين تتقلب مستويات هرمون الإستروجين بشكلٍ كبير من يوم لآخر وحتى خلال نفس اليوم.

 

في المرحلة المبكرة من فترة ما قبل انقطاع الطمث ، غالبًا ما ينتج المبيضان كميات عالية جدًا من هرمون الإستروجين، ويرجع ذلك إلى ضعف الإشارات العصبية بين المبيضين ومنطقة تحت المهاد والغدة النخامية.

ثم في وقتٍ لاحق من فترة ما قبل انقطاع الطمث، عندما تُصبح الدورة الشهرية غير منتظمة أكثر، عندها يقوم المبيضان كميات قليلة جدًا من هرمون الإستروجين، ثم تنتج أقل خلال فترة انقطاع الطمث.

 

تٌشير بعض الدراسات إلى أن ارتفاع مستويات هرمون الإستروجين قد يُعزز زيادة الدهون في الجسم، ويرتبط زيادة هرمون الإستروجين بزيادة الوزن خلال سنوات الإنجاب (منذ سن البلوغ وحتى فترة ما قبل انقطاع الطمث)، وتميل النساء إلى تخزين الدهون في الوركين والفخذين على شكل دهون تحت الجلد، وهذا النوع من الدهون قد لا يتم فقده بسهولة، إلا أنه قد لا يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالأمراض بشكلٍ كبير.

 

وأثناء فترة انقطاع الطمث، يؤدي انخفاض مستويات هرمون الإستروجين إلى تعزيز تخزين الدهون في منطقة البطن على شكل دهون حشوية، ويرتبط هذا النوع من الدهون ببعض الأمراض، مثل مقاومة الأنسولين ومرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية ومشاكل صحية أخرى.

 

تغيرات الوزن أثناء فترة ما قبل انقطاع الطمث

تٌشير التقديرات إلى أن النساء يكتسبن حوالي 1 إلى 2 كجم أثناء الفترة الانتقالية قبل انقطاع الطمث، بالإضافة قد تزيد مٌعدلات اكتساب الوزن بشكل أكبر لدى النساء الآتي يُعانين بالفعل من زيادة الوزن أو السمنة.

 

إلى جانب ذلك، قد تحدث زيادة الوزن أيضًا نتيجة التقدم في العمر كجزء من الشيخوخة، وذلك بغض النظر عن التغيرات الهرمونية، حيث وجد الباحثون أنه لا يوجد اختلاف في متوسط زيادة الوزن بين النساء الآتي استمروا في الحصول على دورات مٌنتظمة أو النساء الآتي دخلوا مرحلة انقطاع الطمث.

 

كما وجدت الدراسة أن النساء في مٌنتصف العمر طوال فترة ما قبل انقطاع الطمث قد اكتسبن الدهون في منطقة البطن، بالإضافة إلى فقد الكتلة العضلية.

 

بالإضافة إلى ذلك، هٌناك عامل آخر يُساهم في زيادة الوزن خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث وهو زيادة الشهية وتناول المزيد من السعرات الحرارية والتي تحدث استجابة للتغيرات الهرمونية خلال تلك الفترة.

 

وجدت إحدى الدراسات أن مستويات هرمون الجوع (جريلين ghrelin) يكون أعلى بشكل ملحوظ بين النساء في فترة ما قبل انقطاع الطمث مقارنةً بالنساء في مراحل الإنجاب وبعد انقطاع الطمث.

 

بالإضافة إلى ذلك، وٌجد أن انخفاض مستويات هرمون الإستروجين في المراحل المتأخرة من انقطاع الطمث أيضًا يؤدي إلى إضعاف وظائف هرمون اللبتين و الببتيد العصبي Y، وهي هرمونات تتحكم في الامتلاء والشهية، مما قد يدفع العديد من النساء في هذه المرحلة في تناول المزيد من السعرات الحرارية، مما يتسبب في حدوث زيادة الوزن أو السمنة.

 

تغيرات الوزن أثناء وبعد فترة انقطاع الطمث

قد تستمر التغيرات الهرمونية وزيادة الوزن في الحدوث مع خروج النساء من فترة ما قبل انقطاع الطمث ودخولهن في مرحلة انقطاع الطمث.

 

بالإضافة إلى ذلك، هٌناك العديد من العوامل الاخرى التي قد تٌساهم في زيادة الوزن بعد انقطاع الطمث، حيث تكون النساء بعد انقطاع الطمث بشكلٍ عام أقل نشاطًا عما كُن عليه عندما كن أصغر سنًا، مما يُقلل من استهلاك الطاقة ويؤدي إلى فقدان الكتلة العضلية وزيادة الوزن.

 

كما أن النساء في مرحلة انقطاع الطمث يُعانين في كثيرًا من الأحيان من ارتفاع مستويات الأنسولين ويحدث مقاومة الأنسولين، مما يؤدي إلى زيادة الوزن وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب، وقد أظهر العلاج بالهرمونات البديلة فعاليته في تقليل دهون البطن وتحسين حساسية الأنسولين أثناء انقطاع الطمث وبعده.

 

كيفية منع زيادة الوزن أثناء فترة انقطاع الطمث

على الرغم من أن زيادة الوزن يختلف من امرأة لأخرى، إلا هٌناك بعض الأشياء التي يُمكن القيام بها لمنع زيادة الوزن أثناء فترة انقطاع الطمث، والتي تشمل:-

- تقليل الكربوهيدرات

يجب التقليل من تناول الكربوهيدرات وذلك لتقليل زيادة دهون البطن، التي تٌسبب مشاكل في التمثيل الغذائي.

- إضافة الألياف

يُعد تناول نظامًا غذائيًا غنيًا بالألياف مثل بذور الكتان، مما قد يحسن من حساسية الأنسولين.

- ممارسة التمارين الرياضية

يجب البدء في ممارسة تدريبات القوة لتحسين تكوين الجسم، وزيادة القوة، وبناء العضلات الخالية من الدهون والحفاظ عليها.

- الراحة والاسترخاء

يجب على المرأة الاسترخاء خصوصًا قبل النوم والحصول على قسطٍ كافٍ من النوم وذلك للتحكم في الهرمونات والشهية بشكلٍ جيد.

 

في النهاية، يُمكن أن يكون انقطاع الطمث تحديًا جسديًا وعاطفيًا، ومع ذلك، فإن تناول نظام غذائي صحي وممارسة ما يكفي من التمارين الرياضية والراحة يُمكن أن يُساعد في منع زيادة الوزن وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض.

مصدر المقالة.