سكر الحمل، الأعراض، الأسباب، العلاج
February, 2024, 4:58 am
سكر الحمل، الأعراض، الأسباب، العلاج
يُعتبر سكر الحمل أو سكري الحمل Gestational diabetes أحد الحالات الشائعة التي تحدث خلال فترة الحمل، حيث ترتفع مستويات السكر في الدم (الجلوكوز)، في حين أن هٌناك العديد من عوامل الخطر التي تٌزيد من إحتمالية الإصابة بسكر الحمل، إلا أن هذه الحالة يُمكن أن تحدث أيضًا لدى النساء دون وجود أي عوامل خطر.
تٌشير التقديرات إلى أن واحدة من كل 25 حاملًا يتعرضن للإصابة بسكري الحمل خلال فترة حملهٌن، وطالما تم أكتشاف هذه الحالة مٌبكرًا وعلاجها، يُمكن للنساء المٌصابات بهذا النوع مرض السٌكري أن يتمتعن بحمل صحي وأن يٌنجبن أطفالًا أصحاء.
في هذه المقالة سوف نتعرف على أعراض سكري الحمل، وأسباب حدوثه، وكيفية تشخيصه، وخيارات العلاج المٌتاحة.
أعراض سكر الحمل
في العموم لا يمتلك سُكر الحمل أي أعراض، حيث في العادة ما تكون الأعراض خفيفة أو مٌشابهة لتلك الحالات التي يُعاني منها بعض المٌصابين بأشكال أٌخرى من مرض السٌكري.
يُمكن أن تشمل أعراض سكر الحمل ما يلي:-
-
الشعور بالجوع أو العطش أكثر من المٌعتاد.
-
الحاجة إلى التبول بشكل مٌتكرر.
-
الشعور الغثيان في المعدة والتقيؤ.
-
الرؤية الضبابية.
-
فٌقدان الوزن على الرغم من عدم تغييرات العادات الغذائية.
بعض الأعراض التي قد تنتج عن سُكر الحمل تكون مٌشابهة للعديد من أعراض الحمل الطبيعي، بما في ذلك الحاجة إلى التبول المٌتكرر والشعور بالغثيان، لهذا، من المٌهم التحدث مع مٌقدم الرعاية الصحية ومناقشة الأعراض بشكلٍ جيد.
أسباب سكر الحمل
يحدث سُكر الحمل عندما ترتفع مستويات السكر في الدم (الجلوكوز) لدى المرأة الحامل خارج نطاق المستويات الطبيعية، تٌساهم العديد من العوامل في تطور هذه الحالة، بما في ذلك الهرمونات والوراثة وتغيرات فترة الحمل
يُمكن أن تشمل أسباب سكر الحمل ما يلي:-
1. الهرمونات
خلال فترة الحمل، توفر المشيمة العناصر الغذائية اللازمة للجنين من أجل نموه وتطوره، بالإضافة إلى ذلك، تقوم المشيمة أيضًا بإنتاج الهرمونات، وبعض هذه الهرمونات يُمكن أن يُسبب مٌقاومة الأنسولين.
تعني حالة مٌقاومة الأنسولين أن هرمون الأنسولين غير قادر على أخذ الجلوكوز من مجرى الدم وإعطائه إلى خلايا الجسم من أجل استخدامه للحصول على الطاقة، تحدث مٌقاومة الأنسولين عادةً في الفترة من 20-24 أسبوعًا من الحمل، ولهذا السبب يطلب مٌقدم الرعاية الصحية بإجراء فحوصات سكري الحمل في هذه الفترة.
في هذه الحالة، يقوم البنكرياس بإنتاج المزيد من الأنسولين للتعويض عن مٌقاومة الأنسولين للتعويض عن حالة مٌقاومة الأنسولين الهرمونية، لكن أجسام بعض النساء الحوامل لا تستطيع مواكبة إنتاج الأنسولين، وهذا يؤدي إلى ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم، وبالتالي الإصابة بسكر الحمل.
2. الوراثة
يعتقد الخبراء أيضًا أن سكر الحمل يُمكن أن ينتج عن مجموعة من عوامل الخطر الجينية، حيث وٌجد أن هذه الحالة تميل إلى الانتشار في العائلات نتيجة للاستعداد الوراثي.
العديد من النساء اللاتي تم تشخيصهن بسكر الحمل كان لديهن أحد أفراد الأسرة المٌقربين، بما في ذلك الوالدة أو الشقيقات) يُعانين من هذه الحالة أيضًا، أو كان لديهن شكل من أشكال مرض السٌكري، مثل السكري من النوع الثاني.
بالإضافة إلى ذلك، إذا كانت المرأة تمتلك استعداد وراثي للإصابة بسكر الحمل، فإن ذلك لا يعني إصابة المرأة بهذه الحالة، ويُمكن أن تٌساهم عوامل أٌخرى في زيادة الإصابة بسكر الحمل، بما في ذلك العمر والوزن ومستوى النشاط وحالات الحمل السابقة.
3. الوزن
تم الربط بين زيادة الوزن عما هو موصى به خلال فترة الحمل بسكر الحمل، خاصةً عند النساء اللآتي يُعانين في الأصل من زيادة الوزن، لذا، من المٌهم أن يتحدث مُقدم الرعاية الصحية مع المرأة عن أهداف الوزن الصحي خلال الحمل.
بالإضافة إلى ذلك، من الطبيعي والضروري زيادة الوزن خلال فترة الحمل، إلا أن أهداف الوزن الخاصة بالمرأة المُصابة بسكر الحمل قد تكون مٌختلفة.
إلى جانب ذلك، هٌناك بعض عوامل الخطر الأخرى التي تُزيد من إصابة المرأة بسكر الحمل بما في ذلك:-
-
نمط الحياة المٌستقر أو الخامل.
-
ولادة طفل يزيد عن 4 كيلو جرام في حمل سابق.
-
زيادة عمر المرأة عن 25 عامًا.
-
امتلاك المرأة تاريخ من ارتفاع ضغط الدم.
-
امتلاك المرأة تاريخ من أمراض القلب.
-
وجود متلازمة تكيس المبايض.
تشخيص سكر الحمل
عادةً ما يتم إجراء فحوصات سكر الحمل خلال الفترة من 24-28 أسبوعًا من الحمل، وإذا كانت المرأة مٌعرضة لخطر مٌتزايد للإصابة بسكر الحمل فقد يقوم الطبيب بإجراء الفحوصات في وقتٍ أبكر.
تشمل فحوصات تشخيص سكر الحمل ما يلي:-
1. اختبار تحدي الجلوكوز Glucose challenge test
يُعتبر الاختبار الرئيسي لمرض سكر الحمل هو تحدي الجلوكوز، وهذا الاختبار هو الخطوة الأولى في نهج مكون من جزأين لتشخيص سكر الحمل، ويشمل ما يلي:-
-
اختبار 50 جرام 50g test.
-
اختبار 100 جرام 100g test.
2. اختبار تحمل الجلوكوز 75 جرام 75g Glucose Tolerance Test
قد يستخدم الطبيب أيضًا اختبار تحمل الجلوكوز عن طريق الفم بمقدار 75 جرامًا، سوف تحتاج المرأة إلى الصيام لمٌدة 8 ساعات قبل الاختبار، وعند القيام بالفحص تقوم المرأة بشرب 75 جرامًا من مشروب الجلوكوز، وبعد ذلك يتم فحص نسبة السكر في الدم كل 60 دقيقة لمٌدة ساعتين.
يُشير مستوى السكر في الدم الصائم الذي يبلغ 92 ملجم/ديسيلتر أو أكثر، أو 180 ملجم/ديسيلتر أو أكثر في ساعة واحدة، أو 153 ملجم/ديسيلتر أو أكثر في ساعتين إلى الإصابة بسكر الحمل.
علاج سكر الحمل
يجب أن تكون إدارة مستويات السكر في الدم أولوية قصوى إذا كانت المرأة مُصابة بسكر الحمل، ويكون الهدف الرئيسي هو التأكد من أن مستويات السكر في الدم لدى المرأة متساوية مع مستويات النساء الحوامل اللاتي لا يُعانين من سكر الحمل.
هٌناك العديد من الطٌرق للتحكم في مستويات السكر في الدم أثناء الحمل، سيُساعد مٌقدم الرعاية الصحية في وضع خطة علاجية تٌناسبها، وتشمل هذه الطٌرق ما يلي:-
1. مٌراقبة وإدارة سكر الدم
إذا كانت المرأة مٌصابة بسكر الحمل، فسوف تحتاج إلى مٌراقبة مستويات السكر في الدم لديها، والعمل على السيطرة عليها، حيث يلزم للحفاظ على مستويات السكر ضمن النطاقات الصحية في الدم إجراء اختبارات مٌنتظمة لمستويات سكر الدم.
بالإضافة إلى ذلك، من المٌفيد أيضًا أن تتمكن المرأة الحامل من العمل مع اختصاصي تغذية مٌعتمد أو أخصائي مٌعتمد في رعاية وتعليم مرض السكري لإدارة الحالة بشكلٍ أكثر دقة.
2. اختبار نسبة السكر في الدم
الخطوة الأولى للحفاظ على مستويات الجلوكوز في الدم في نطاق صحي هي معرفة ما هي عليه، يُمكن مٌتابعة مستويات السكر في الدم عن طريق فحصها بانتظام باستخدام جهاز قياس السكر.
تقترح الجمعية الأمريكية لمرض السكري ADA أن تقع مستويات الجلوكوز ضمن نطاقات مٌعينة، وذلك اعتمادًا على أوقات إجراء الاختبار، وتشمل هذه النطاقات الصحية ما يلي:-
-
قبل الطعام:- 95 ملجم/ديسيلتر أو أقل.
-
بعد ساعة من تناول الطعام:- 140 ملجم/ديسيلتر أو أقل.
-
بعد ساعتين من تناول الطعام:- 120 ملجم/ديسيلتر أو أقل.
ومع ذلك، سوف يٌقدم مٌقدم الرعاية الصحية نطاقات أكثر دقى بناءًا على حالة المرأة الحامل.
3. الأنسولين
تحتاج بعض النساء المٌصابات بسكر الحمل إلى تناول دواء يُسمى الأنسولين للحفاظ على مستويات السكر في الدم في النطاقات الصحية، هُناك أنواع مٌتعددة من الأنسولين، يأتي مٌعظمها مع إبرة تستخدمها المرأة في الأوقات المٌحددة من قِبل مٌقدم الرعاية الصحية.
4. التغذية
عند تشخيص المرأة بسكر الحمل، فمن المٌحتمل أن يرغب مٌقدم الرعاية الصحية إجراء بعض التغييرات على النظام الغذائي الخاص بها، حتى يستطيع التحكم في مستويات السكر في الدم بشكلٍ فعّال، وتٌعتبر إحدى الخطوات الأولى هي التعرف على تأثير الكربوهيدرات على مستويات السكر في الدم.
يُمكن أن تؤثر الأطعمة التي تحتوي على الكثير من الكربوهيدرات على مستويات السكر في الدم أكثر من أي نوع آخر من الأطعمة، يُمكن أن توجد الكربوهيدرات في الخبز والمكرونة والبسكويت ورقائق البطاطس والحبوب الكاملة والخضروات النشوية، بما في ذلك الذرة والبازلاء، ومٌنتجات الألبان، والفواكه، والبقوليات، والأطعمة السكرية.
يستجيب كل جسم للكربوهيدرات بشكلٍ مٌختلف، تحتاج المرأة الحامل إلى معرفة كيفية يُمكن أن تؤثر الكربوهيدرات على الجسم، حتى تتمكن من معرفة مدى تأثيره على مستويات السكر لديها.
5. خطة الوجبات
تٌساعد خطة الوجبات المٌعدة لإدارة سكر الحمل للمرأة في الاستمتاع بتناول الطعام وتغذية الجسم والجنين، مع الحفاظ على مستويات السكر في الدم في النطاقات الصحية، ويجب معرفة أن كُل خطة فردية، لكن هٌناك بعض المفاهيم الأساسية التي يُمكن أن تنطبق على جميع الحالات.
تشمل الإدارة الغذائية لمرض سكر الحمل ما يلي:-
-
حساب نسب الكربوهيدرات جيدًا.
-
الجمع بين الكربوهيدرات والبروتين والدهون الصحية.
-
زيادة تناول الألياف الغذائية.
-
تقليل أو الحد من تناول الكربوهيدرات المٌكررة.
-
الحد من تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون المٌشبعة أو المتحولة.
6. التمارين الريا ضية
يُمكن أن تٌساعد مٌمارسة التمارين الرياضية والنشاط البدني بانتظام أثناء الحمل المرأة الحامل، خاصةً في حالة التشخيص بسكر الحمل، حيث تُساعد في مٌكافحة مٌقاومة الأنسولين عن طريق زيادة استخدام الجلوكوز، وكذلك في زيادة حساسية الأنسولين.
في النهاية، عند تشخيص المرأة الحامل بسكر الحمل، من المٌهم العمل على إجراء التغييرات المذكورة أعلاه، للتأكد من أن المرأة وطفلها يتمتعان بصحة جيدة، وأن عمليات المخاض والولادة يسيران بشكلٍ طبيعي، بالإضافة إلى أن التشخيص بسكر الحمل قد يٌزيد من مخاطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني في المٌستقبل، ومع ذلك، يُمكن أن تٌساعد التغييرات في نمط الحياة التي تم القيام بها خلال فترة الحمل يُمكن أن تٌقلل من المخاطر.