السيلياك: أهمية التمارين الرياضية لمرضى الاضطرابات الهضمية

نجوي الصاوي

نجوي الصاوي

أبريل, 2023, 3:49 ص

السيلياك: أهمية التمارين الرياضية لمرضى الاضطرابات الهضمية

 

celiac

تُعد مسميات السيلياك أو الاضطرابات الهضمية أو الداء البطني جميعها تدل على أحد الأمراض الشهيرة التي تُصيب الجهاز الهضمي، حيث يُمكن لشخص واحد من بين مائة شخص أن يصابوا بمرض السيلياك.

 

قد لا يعرف الأشخاص أنهم مصابون بالسيلياك، حيث تشمل أعراضه مجموعة واسعة، تشمل أعراض الجهاز الهضمي، وآلام المعدة، وآلام المفاصل، مما يجعل الحالة صعبة التشخيص.

 

في هذه المقالة سنتعرف عن أهمية التمارين الرياضية لمرضى السيلياك.

 

السيلياك أو مرض الاضطرابات الهضمية

celiac

مرض الاضطرابات الهضمية أو السيلياك هو حالة من أمراض جهاز المناعة الذاتية، عندما يدخل الجلوتين الجسم، فإن ذلك يُحفز الجهاز المناعي لبدء مُهاجمة الجهاز الهضمي، ومع مرور الوقت، يؤدي هذا إلى إتلاف نتوءات الأمعاء الدقيقة أو Villi، والتي تقوم بامتصاص العناصر الغذائية من الطعام.

 

يُمكن أن يؤدي مرض الاضطرابات الهضمية إلى العديد من الحالات والمُضاعفات الجادة، مثل سوء التغذية، وضعف العظام، والعقم، والإجهاض، وعدم تحمل اللاكتوز، والسرطان ومشاكل الجهاز العصبي.

 

لسوء الحظ، لا يوجد علاج فعّال نهائي لمرض الاضطرابات الهضمية أو السيلياك، فقط العلاج الوحيد هو إزالة الجلوتين من الأنظمة الغذائية الخاصة بالمرضى، والبدء في اتباع أنظمة غذائية خالية من الجلوتين.

 

أهمية التمارين الرياضية لمرضى الاضطرابات الهضمية

celiac

يٌعد تجنب تناول الجلوتين هو العلاج الوحيد لحالة الاضطرابات الهضمية، ومع ذلك لا يزال هُناك ما يقرُب من 30% من الأشخاص المصابين بمرض الاضطرابات الهضمية لا يزالون يعانون من الأعراض حتى بعد اتباع نظام غذائي خالِ من الجلوتين.

 

تٌشير الأبحاث إلى أن النظام الغذائي مٌفيد في التحكم في أعراض الاضطرابات الهضمية، لكن لا تزال هُناك عوامل أُخرى تلعب دورًا مُهمًا، مثل ممارسة التمارين الرياضية.

 

حيث هُناك أدلة مٌتزايدة على أن النشاط البدني يٌقلل من فرص الإصابة باضطرابات الجهاز الهضمي، حيث أظهرت الأبحاث العلمية أن التمارين الرياضية يُمكن أن تٌساعد في تقليل أعراض أمراض الجهاز الهضمي الأخرى، مثل متلازمة القولون العصبي IBS، وزيادة جودة الحياة.

 

كشفت بعض الدراسات أن الأشخاص المُصابين بمرض الاضطرابات الهضمية وشاركوا في برنامج مدته 12 أسبوعًا يتضمن التمارين الرياضية، قد شهدوا انخفاضًا في أعراض الاضطرابات الهضمية، وتحسين في نوعية الحياة.

 

فوائد التمارين الرياضية لمرضى التمارين الرياضية

 

يُمكن أن توفر التمارين الرياضية العديد من الفوائد الهامة لمرضى الاضطرابات الهضمية، والتي تشمل:-

 

1. تٌساعد التمارين الرياضية في تقليل الالتهابات

celiac

يُحدث مرض الاضطرابات الهضمية خلل في الجهاز المناعي بسبب وجود الجلوتين، حيث يخلق استجابات التهابية في الجسم، مما يُضر بالجهاز الهضمي، وظهور الاضطرابات والمُضاعفات الأخرى.

 

يُمكن أن تٌساعد التمارين الرياضية في تقليل الالتهابات، مما يُساعد في إدارة الاضطرابات الهضمية، حيث كشفت الدراسات أن 30 دقيقة فقط من التمارين يُمكن أن لها تأثيرات مُضاة للالتهابات في الجسم.

 

بالإضافة إلى ذلك، لا يقتصر الأمر على المستوى العالي من الجُهد في التمرين، حيث يُمكن لـ 20 - 30 دقيقة فقط من النشاط المُعتدل، مثل المشي السريع، يُمكن أن يكون لها تأثير مُضاد للالتهابات.

 

2. تٌساعد التمارين الرياضية في بناء عضلات قوية

celiac

أحد أهم فوائد التمارين الرياضية هي أنها تٌساعد في بناء عضلات قوية، مع التقدم في العمر، تنقص كتلة العضلات ببطء، ويكون لدى الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات الهضمية فرص أكبر لضعف العضلات بسبب المرض.

 

بعد الثلاثين، يبدأ الأشخاص غير النشيطين بدنيًا في فقدان حوالي 3 - 8% في المتوسط من كتلة العضلات كل 10 سنوات، ويُمكن للمٌشاركة في النشاط البدني، والذي يشمل تمارين القوة مرتين أسبوعيًا على الأقل من أفضل الطرق المُساعدة في الحفاظ على عضلات صحية وبنائها.

 

يُمكن ذلك عن طريق القيام ببعض التمارين، مثل:-

 

يُمكن أيضًا أن تكون تمارين رفع الأثقال خيارًا مُناسبًا، أو دمج أحزمة المقاومة في التمرين.

 

3. تٌساعد التمارين الرياضية في بناء كثافة العظام

celiac

بعد مرور وقت من الإصابة بمرض الاضطرابات الهضمية، يُمكن أن يؤدي ذلك إلى سوء التغذية وهشاشة العظام، لذا من المٌهم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام للمٌساعدة في الحفاظ على صحة العظام وقوتها قدر الإمكان.

 

تُعتبر هشاشة العظام ومشاكل العظم الأخرى من المشاكل الشائعة التي تواجه مرضى الاضطرابات الهضمية، بسبب سوء امتصاص معدن الكالسيوم، الذي يُعتبر عُنصر مُهم للحفاظ على قوة العظام.

 

لذا، يُمكن أن يٌساعد أى نوع من أنواع تمارين تحمل الوزن أو تدريبات المقاومة في بناء كثافة العظام، والتي تشمل، تمارين رفع الأثقال والمشي لمسافات طويلة والركض وتسلق الصخور والرقص.

 

بالإضافة إلى تقوية العضلات وبناء كثافة العظام، يُمكن أن تُساعد أيضًا في زيادة حركة الجسم ومرونته وتوازنه، مما قد يقلل فرص السقوط وكسر العظام.

 

4. تدعم التمارين الرياضية الدورة الدموية

celiac

يُمكن أن تٌساعد التمارين الرياضية بانتظام في زيادة الدورة الدموية، والتي تقوم بدعم عمليات الهضم، والتئام الجهاز الهضمي من الضرر الذي يُسببه مرض الاضطرابات الهضمية.

 

حيث يُمكن أن تٌساعد التمارين الرياضية في تحسين الدورة الدموية التي تدعم شفاء الأمعاء، وبعض التمارين الأكثر فاعلية لزيادة الدورة الدموية هي الأنشطة الهوائية، مثل السباحة والركض والرقص وركوب الدراجات والمشي السريع. 

 

5. تُحسن التمارين الرياضية الحالة المزاجية

celiac

تٌسبب الأمراض بشكل عام تقلبات في الحالة المزاجية، ولا يختلف الأمر كثيرًا بالنسبة لمرض الاضطرابات الهضمية أو السيلياك، ويُمكن أن يكون القلق والاكتئاب أحد الآثار الجانبية شيوعًا للإصابة بمرض الاضطرابات الهضمية.

 

في الواقع، يُمكن لأولئك الذين يعانون من الاضطرابات الهضمية لديهم فرص بنسبة 91% للإصابة بنوع من اضطراب الحالة المزاجية، ثبت أن التمارين تٌساعد في تعزيز الحالة المزاجية وتقليل مشاعر القلق والاكتئاب، لأنها تجعل الجسم يُفرز الإندروفين التي يُسبب الشعور بالسعادة.

 

تٌشير الأبحاث إلى أن نوع من النشاط البدني، مثل المشي، يُمكن أن يُساعد في تخفيف القلق والاكتئاب، حيث يُمكن أن تُساعد التمارين في تغيير وجهة النظر وتٌشتت عقلكِ عن التفكير في التفكير الغير صحي.

 

6. تدعم التمارين الرياضية اتباع أنظمة غذائية صحية

celiac

ترتبط التمارين الرياضية باتباع أنظمة غذائية صحية، والذي يُعتبر أمرًا أساسيًا في التحكم في أعراض مرض الاضطرابات الهضمية.

 

حيث وجدت الدراسات أن اتباع نظام غذائي متوازن وخالِ من الجلوتين يُمكن أن يجعل الأشخاص يشعرون بتحسن في صحتهم العامة، بالإضافة إلى انخفاض مشاكل الجهاز الهضمي.

 

كما أثبتت دراسات أٌخري إلى أن المُشاركين في برامج تمارين، كانوا أكثر عُرضة لاختيار خيارات الأكل الصحية، مثل الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة، وتجنب الخيارات الغير صحية، مثل الأطعمة المُصنعة والدهون الغير صحية.

 

7. تدعم التمارين الرياضية الوزن الصحي

celiac

يُعاني الأشخاص المُصابين بالاضطرابات الهضمية من صعوبة في الحفاظ على وزن صحي، وغالبًا ما يعاني المرضى إما من فُقدان الوزن أو زيادة الوزن.

 

حيث يُمكن أن يكون فقدان الوزن من الآثار الجانبية الشائعة لمرض الاضطرابات الهضمية، وذلك بسبب سوء التغذية، ويُمكن أن يكون زيادة الوزن أيضًا أثرًا جانبيًا مُحتملًا، وذلك بسبب زيادة تناول الطعام لتعويض سوء الامتصاص الناتج عن مرض السيلياك، أو بسبب اعتقاد الأشخاص أن الأنظمة الغذائية الخالية من الجلوتين صحية.

 

8. تدعم التمارين الرياضية القناة الهضمية

celiac

يُعاني الأشخاص المُصابين بمرض الاضطرابات الهضمية باختلال التوازن في ميكروبيوم الأمعاء، وهي مجموعة البكتيريا التي تعيش داخل الجهاز الهضمي، وهذا يؤثر سلبًا على العديد من جوانب الصحة، بما في ذلك المناعة.

 

تم الربط بشكل إيجابي بين التمارين الرياضية والحفاظ على ميكروبيوم الأمعاء الصحي.

 

كما يُمكن ان تُساعد التمارين الرياضية أيضًا في تحسين جودة النوم، مما يُساعد في تحسين الحالة العقلية، وبالتالي تخفيف أعراض الاضطرابات الهضمية.

 

مهما كان التمرين الذي تختاريه، فلا بأس أن تبدأ تدريجيًا بمستويات صغيرة، ثم زيادة قوتك مع الوقت.


مصدر المقالة:- 1.