5 تأثيرات لتناول السكر على الدماغ
March, 2024, 9:25 am
5 تأثيرات لتناول السكر على الدماغ
يستخدم الدماغ Brain طاقة أكثر من أي عضو آخر من الجسم، ويُعتبر سُكر الجلوكوز هو المصدر الأساسي للطاقة، لكن ماذا يُمكن أن يحدث عندما يتعرض الدماغ لكميات زائدة من السُكريات من الأنظمة الغذائية؟.
يقترح العلماء بأن الأطعمة الحلوة، إلى جانب الأطعمة المالحة والدهنية، تمتلك تأثيرات شبيهة بالمٌخدرات، والتي يُمكن أن تٌحفز نظام المكافأة في الدماغ، مما يؤدي إلى فٌقدان السيطرة على الدماغ والإفراط في تناول الطعام واكتساب الوزن على المدى الطويل.
في البداية، ساعدت هذه التحفيزات الإنسان على تناول الأطعمة الغنية بالسٌعرات الحرارية، مما ساعده على البقاء على قيد الحياة عندما كان الطعام نادرًا، لكن الآن، يُساهم هذا الدافع البدائي إلى انتشار حالات صحية خطيرة، بما في ذلك السمنة وداء السُكري.
في هذه المقالة سوف نتعرف على تأثيرات تناول السكر على الدماغ، بما في ذلك تأثيره على استجابة المٌكافأة وكيفية تأثيره على الذاكرة والمزاج والإدراك.
5 تأثيرات لتناول السكر على الدماغ
1. تأثير السكر على نظام المٌكافأة في الدماغ
تحدث استجابة المٌكافأة Reward Response عندما يتم تنشيط بعض الهياكل في الدماغ استجابة لمٌحفز ما ينتج عنه مٌكافأة، مثل الطعام المٌفضل أو الشوكولاتة أو الجنس أو بعض الأدوية أو المٌخدرات التي تٌسبب الأدمان، ويؤدي تنشيط هذا المسار إلى إنشاء اتصال بين النشاط ومشاعر المٌتعة، مما يُزيد من احتمال حدوث هذا السلوك مرة أخرى.
وجدت الدراسات أن الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السٌكر تعمل على تنشيط مناطق الدماغ المٌرتبطة باستجابة المٌكافأة، وتؤدي إلى إثارة مشاعر الجوع الشديدة، مٌقارنةً بالأطعمة مٌنخفضة نسبة السكر في الدم.
بالإضافة إلى ذلك، الأطعمة التي تٌسبب ارتفاعًا أعلى في نسبة السكر في الدم تٌنتج دافعًا أكبر لحدوث ما يٌعرف بالإدمان في الدماغ، وذلك على حسب مؤشر نسبة السكر في الدم GI الخاص بها.
مؤشر نسبة السكر في الدم GI في الدم هو وسيلة لتصنيف الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات لتقدير مدى سُرعة هضمها وقدرتها على زيادة مستويات السٌكر في الدم، حيث تتم مٌعالجة الأنواع المٌختلفة من الكربوهيدرات بشكلٍ مٌختلف في الجسم، بعضٌها يُسبب ارتفاعات وانخفاضات سريعة في مستويات السكر في الدم، والبعض الآخر يؤدي إلى ارتفاعات وانخفاضات بطيئة وتدريجية في مستويات السكر.
-
الأطعمة العالية في نسبة السكر في الدم High-Glycemic foods
الأطعمة العالية في نسبة السكر في الدم هي تلك التي لها قيمة عالية في مؤشر نسبة السكر في الدم، وغالبًا ما تملك هذه الأطعمة مؤشرًا في نسبة السُكر في الدم يبلغ حوالي 69 فأكثر، ويتم هضمها بسرعة وتٌسبب زيادات سريعة في مستويات السكر في الدم.
تشمل أمثلة الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر في الدم ما يلي:-
- الأطعمة المُصنعة.
-
الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السٌكر المٌضاف.
-
حبوب الإفطار، والكعك، والخبز الأبيض.
-
الأطعمة العالية في نسبة السكر في الدم Low-Glycemic foods
الأطعمة مٌنخفضة السكر في الدم هي تلك التي لها قيمة مٌنخفضة في مؤشر نسبة السٌكر في الدم، وغلبًا ما تملك هذه الأطعمة مؤشرًا في نسبة السكر في الدم يبلغ 55 فأقل، ويُمكن لها أيضًا أن تٌساعد الأشخاص في التحكم في مستويات السكر في الدم ووزن الجسم وتقليل مخاطر الإصابة بالحالات الصحية، بما في ذلك أمراض القلب والسٌكري من النوع الثاني.
تشمل أمثلة الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر في الدم ما يلي:-
-
الحليب ومنتجات الألبان.
2. يُسبب السُكر تأثيرات شبيهة بالإدمان
قدمت الدراسات أدلة إضافية حول نشاط الدماغ، وتدعم هذه الأدلة فكرة أن الإفراط في القيام بالسلوك المٌحفز، مثل تناول طعام ما أو الجنس أو الكحول أو المخدرات، يُغير نظام المٌكافأة في الدماغ، مما يؤدي إلى الإفراط في القيام بهذا السلوك المٌحفز، ويُعتقد أن هذه العملية هي السبب وراء التساهٌل المرتبط بالإدمان.
بمرور الوقت، يلزم القيام بالسلوك المٌحفز بشكل أكبر للوصول إلى نفس مستوى المكافأة، على سبيل المثال، تٌشير الدراسات إلى أن الإفراط في تناول الطعام يؤدي إلى انخفاض استجابة المٌكافأة وتفاقم الإدمان تدريجيًا على الأطعمة مٌنخفضة المٌغذيات الغنية بالسكر أو الملح أو الدهون.
3. تأثيرات السُكر على الذاكرة
بالإضافة إلى تأثيرات السٌكر السلبية على الدماغ، فإنه يُضر الجسم بأكمله أيضًا، حتى حالة واحدة من ارتفاع مستويات السٌكر في مجرى الدم يُمكن أم تكون ضارة للدماغ، حيث يُمكن أن تتسبب في حدوث:-
-
تباطؤ في الوظائف الإدراكية.
-
قصور في الذاكرة.
-
مشاكل في الانتباه.
-
التهابات في الدماغ.
يُمكن أن تٌساهم التهابات الدماغ في زيادة صعوبات الذاكرة، حيث وجدت الدراسات وجود علامات التهابية في قرن آمون Hippocampus، وهو جزء من الدماغ، في الفئران التي تتغذى على نظام غذائي عالي في السكر، مٌقارنةً بتلك التي تتغذى على نظام غذائي قياسي.
لٌحسن الحظ، الضرر الالتهابي الناجم عن السُكر قد لا يكون دائمًا، حيث وجدت بعض الدراسات أن تلف الذاكرة الناجم عن استهلاك السُكر يُكمن عكسه عن طريق اتباع نظام غذائي مٌنخفض السكر ومٌنخفض في مؤشر نسبة السكر في الدم.
بالإضافة إلى ذلك، وجدت الأبحاث المنشورة في مجلة Nutrients أن تقليل استهلاك السُكر والمكٌملات الغذائية، و البدء باستهلاك أحماض الاوميجا 3 الدٌهنية والكٌركٌمين يُساعد في تحسين الذاكرة.
4. آثار السٌكر على الحالة المزاجية
من الآثار الخطيرة الأخرى لتناول السُكر على الدماغ تأثيره على الحالة المزاجية، وقد تشمل هذه التأثيرات ما يلي:-
- ضعف المٌعالجة العاطفية:- في الشباب الأصحاء، تتعرض القٌدرة على مٌعالجة المشاعر لديهم للخطر بسبب ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم، وذلك وفقًا لدراسات تصوير الدماغ.
- زيادة نوبات القلق:- نشرت إحدى الدراسات الأخرى أن الأشخاص المٌصابين بداء السُكري من النوع الثاني قد أبلغوا عن زيادة نوبات الحٌزن والقلق أثناء ارتفاع السُكر الحاد في الدم.
- ارتفاع مخاطر الإصابة بالاكتئاب:- وجدت إحدى الدراسات الكبيرة وجود ارتباط بين ارتفاع مٌعدلات استهلاك السكر ومخاطر الإصابة بالاكتئاب.
بالإضافة إلى ذلك، وجدت الأبحاث أن أولئك الذين لديهم مستويات عالية من استهلاك السكر كانوا أكثر عُرضة بنسبة 23% للإصابة باضطراب عقلي مٌقارنةً بأولئك الذين لديهم مستويات مٌنخفضة من استهلاك السُكر.
5. يُعيق السُكر القٌدرات العقلية
يؤدي ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم إلى تلف الأوعية الدموية، يُعد تلف الأوعية الدموية السبب الرئيسي لمٌضاعفات الأوعية الدموية لمرض السُكري، مما يؤدي إلى حدوث مشاكل أٌخرى، مثل تلف الأوعية الدموية في الدماغ والعين، مما يٌسبب اعتلال الشبكية.
تٌظهر الدراسات التي أٌجريت على مرضى السُكري على المدى الطويل حدوث تلفًا تدريجيًا في الدماغ، والذي يُمكن أن يؤدي إلى حدوث قصور في:-
-
التعلم.
-
الاستجابة.
-
الذاكرة.
-
الوظائف المعرفية.
بالإضافة إلى ذلك، يؤدي التعرض المٌستمر لمستويات عالية من الجلوكوز إلى تقليل القٌدرة العقلية، حيث ارتبط ارتفاع الهيموجلوبين السكري أو HbA1c بدرجة أكبر بانكماش الدماغ.
إلى جانب ذلك، في أولئك الذين لا يعانون من داء السُكري يرتبط ارتفاع مستويات استهلاك السُكر بانخفاض درجات اختبارات الوظائف الإدراكية، ويُعتقد أن هذه التأثيرات ناتجة عن مزيج من ارتفاع السكر في الدم وارتفاع ضغط الدم ومقاومة الأنسولين وارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم.
تٌظهر الأبحاث الإضافية أن اتباع نظام غذائي غني بالسكريات المٌضافة يُقلل من إنتاج عامل التغذية العصبية االمٌستمد من الدماغ BDNF، وهو عبارة عن مادة كيميائية في الدماغ ضرورية لتكوين الذاكرة الجديدة والتعلم والتفكير العالي، وترتبط المستويات المٌنخفضة من BDNF أيضًا بحالات الخرف ومرض الزهايمر.
في النهاية، فإن أي نوع من السُكر يٌضاف إلى الطعام يٌشكل خطورة على الدماغ، ويُمكن تجنب هذه المخاطر عن طريق تناول السكريات بشكلٍ طبيعي من خلال الفواكه الطازجة والأطعمة الكاملة.