السكري من النوع الثاني: فهم الأسباب وطرق الوقاية
نوفمبر, 2024, 5:53 ص
السكري من النوع الثاني: فهم الأسباب وطرق الوقاية
يُعد السكري من النوع الثاني Type 2 Diabetes الشكل الأكثر شيوعًا لمرض السُكري، وهو عبارة عن حالة مٌزمنة تحدث عندما تكون مستويات السكر في الدم "الجلوكوز" مٌرتفعة بشكلٍ مٌفرط.
يرتبط مرض السُكري من النوع الثاني بمجموعة من عوامل الخطر المٌتعلقة بنمط الحياة، بما في ذلك السمنة وعدم مٌمارسة التمارين الرياضية. عادةً ما يتطور هذا المرض لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 45 عامًا، ويحدث عندما يٌصبح الجسم أقل حساسية لهرمون الأنسولين المٌنظم لمستويات السكر في الدم.
في هذه المقالة، سوف نتعرف على أسباب مرض السكري من النوع الثاني، وعوامل الخطر، ومتوسط العمر المتوقع للمٌصابين بهذه الحالة، وطٌرق الوقاية منها.
انتشار مرض السكري من النوع الثاني
تٌشير البيانات إلى أن مٌعدلات انتشار مرض السُكري من النوع الثاني قد تزايدت في العقود الثلاثة الأخيرة حول العالم. حيث ارتفعت نسب مرض السُكري من النوع الثاني بمٌعدل يُنذر بالخطر، لدرجة أن مسؤولي الصحة العامة قد اعتبروا هذه الحالة بمثابة أزمة صحية عالمية.
تٌشير التقارير حول الانتشار العالمي لمرض السُكري إلى أن حوالي 462 مليون شخص حول العالم يُعانون من السٌكري من النوع الثاني. حيث يُقدر بأن حوالي 6.28% من سُكان العالم مٌصابون بمرض السٌكري من النوع الثاني، بمٌعدل انتشار يبلغ 6.059 حالة لكل 100.000 شخص. ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد ليصل إلى 7.079 حالة لكل 100.000 شخص بحلول عام 2030.
علاوة على ذلك، يتعرض أكثر من مليون شخص سنويًا للوفاة بسبب السكري من النوع الثاني، مما يجعل هذه الحالة تاسع سبب رئيسي للوفاة على مستوى العالم.
أسباب مرض السكري من النوع الثاني
يُمكن أن يؤثر مرض السكري من النوع الثاني بشكلٍ كبير على الصحة، لكن مٌدة الحياة مع هذا المرض تعتمد على توقيت التشخيص وفعالية العلاج. كما يُمكن أن تتأثر مُدة الحياة أيضًا بمدى قٌدرة المريض على التحكم في مستويات السُكر في الدم، وتجنب العوامل التي تٌزيد من مخاطر المٌضاعفات، وتشمل هذه العوامل مايلي:-
-
التدخين
-
النظام الغذائي غير الصحي
-
قلة النشاط البدني
-
الوزن غير الصحي
تٌظهر الأبحاث أن مرض السُكري من النوع الثاني يرتبط في المتوسط بزيادة مخاطر الوفاة المٌبكرة بمٌعدل 1.3-2 مرة، ويعود السبب في الغالب إلى أمراض القلب والأوعية الدموية. ومع ذلك، تٌساهم بعض العوامل في تحسين التوقعات للأشخاص المٌصابين بالسكري، حيث يُمكن أن تؤدي الأدوية الجديدة، وتقنيات الفحص، والتشخيص، والعلاج، والتركيز المٌتجدد على تناول نظام غذائي صحي متوازن والحفاظ على الوزن المٌناسب إلي حدوث فرق إيجابي أيضًا.
تشمل أسباب الإصابة بالسكري من النوع الثاني ما يلي:-
التقدم في العمر
كلما تقدم الإنسان في العمر، زادت مخاطر الإصابة بمرض السُكري من النوع الثاني، بغض النظر عن العوامل الوراثية أو الوزن أو العادات الغذائية. يرجع ذلك إلى أن قٌدرة الخلايا على الإستجابة للأنسولين، والتي تٌعرف بحساسية الأنسولين، تنخفض مع التقدم في العٌمر، خاصةً بعد سن 45.
عندما تٌصبح الخلايا أكثر مقاومة للأنسولين، يُصبح من الصعب إزالة السكر من مجرى الدم بفعالية، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى مستويات عالية للغاية. علاوة على ذلك، يعتقد العلماء أن البنكرياس، وهو العضو المسئول عن إنتاج الأنسولين، يٌشيخ "يكبر" أيضًا، حيث يفقد قٌدرته على ضخ الأنسولين بكفاءة كما كان يفعل عندما كان الإنسان أصغر سنًا.
الجينات "الوراثة"
عادةً ما يٌقابل تشخيص مرض السكري الكثير من الأسئلة. هل تم وراثة هذا المرض؟، هل يُحتمل أن يكون أبناء المرضى مٌعرضون للخطر أيضًا؟، هل بإمكان الأشخاص منع ذلك، أو هل هٌناك بعض الأشخاص المٌعرضين لهذا المرض وراثيًا منذ البداية دون غيرهم؟.
الإجابات مٌعقدة، لكنّ الأبحاث أظهرت أن الجينات "الوراثة" تلعب دورًا في الإصابة بالسُكري من النوع الثاني. في الواقع يُعتقد الآن أن العديد من الأشخاص يرثون ميلًا للإصابة بالمرض، وهٌناك شيئًا في بيئتهم يُحفزه. ومع ذلك، لا تٌفسر الوراثة وحدها لماذا يُصاب شخصًا ما بالسُكري من النوع الثاني بينما لا يُصاب شخصًا آخر.
يمتلك السُكري من النوع الثاني مكونًا وراثيًا قويًا، أكثر من السُكري من النوع الأول، كما تٌشير دراسات التوأم تٌظهر أنه إذا كان أحد التوأمين مٌصابًا بهذا المرض، فإن التوأم الآخر يكون أكثر احتمالًا للإصابة به بمٌعدل 3-4 مرات.
وبالمثل، يبدو أن التاريخ العائلي يلعب دورًا كبيرًا، حيث أنه غالبًا ما يٌلاحظ الإصابة بالسُكري من النوع الثاني في كلًا من الوالدين والأبناء. علاوة على ذلك، تٌشير الدراسات إلى أنه تم تحديد أكثر من 120 مٌتغيرًا جينيًا على أنها مٌرتبطة بالتسبب في مرض السُكري من النوع الثاني.
النظام الغذائي "الحمية"
يُعتبر النظام الغذائي واحدًا من أهم العوامل في الحفاظ على مستويات سكر الدم الصحية، وزيادة مٌدة الحياة عند الإصابة بالسكري من النوع الثاني. يُمكن أن يكون التحكم في مستويات السُكر في الدم صعبًا، إما لأن البنكرياس لا ينتج ما يكفي من الأنسولين، أو لأن الأنسولين الذي يُنتجه لا يٌستخدم بشكلٍ فعّال.
يُعد تعلم ما يجب تناوله ما يجب تجنبه، بالإضافة إلى التحكم في الحصص الغذائية وتلبية الاحتياجات الغذائية، أمرًا ضروريًا لعيش حياة صحية خالية من الأعراض. توجد بعض الأنظمة الغذائية، والتي تٌعرف أحيانًا باسم "نظام السُكري الغذائي"، وقد ثبت أنها تٌساعد في الحفاظ على مستويات السُكر في الدم ضمن النطاقات الصحية.
تٌشجع أنظمة السٌكري الغذائية جميعها على زيادة تناول الألياف، وتجنب السكر المٌضاف، واستهلاك الكربوهيدرات المٌعقدة، وتجنب الأطعمة الغنية بالدهون المتحولة والمٌشبعة. الهدف من هذه الأنظمة الغذائية هو تزويد الجسم بالعناصر الغذائية اللازمة مع تقليل الكربوهيدرات البسيطة التي تؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.
بينما لا يوجد نظام غذائي واحد يُناسب الجميع لمرضى السُكري، من المٌهم الإشارة إلى أن هٌناك بعض خطط الوجبات المدروسة جيدًا التي أظهرت قٌدرتها على تقليل مخاطر حدوث مٌضاعفات طبية نتيجة السكري من النوع الثاني.
يُمكن أن تشمل بعض الأنظمة الغذائية للسُكري ما يلي:-
-
نظام باليو الغذائي
-
الأساليب الغذائية لوقف ارتفاع ضغط الدم DASH
الوقاية من السُكري من النوع الثاني
يُمكن الوقاية من الإصابة بالسُكري من النوع الثاني إلى حدٍ كبير إذا كان الشخص يعرف عوامل الخطر، ويتخذ خطوات فورية للحد من تأثيرها السلبي على الصحة.
تشمل عوامل الخطر للإصابة بمرض السُكري من النوع الثاني ما يلي:-
-
زيادة الوزن "السمنة"، مؤشر كتلة الجسم BMI يزيد عن 25
-
وجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض السكري
-
نمط الحياة غير النشط "الخامل"
توصي الجمعية الأمريكية للسُكري بأن يبدأ مٌعظم البالغين في إجراء فحوصات السُكري عند بلوغ سن 35. بغض النظر عن العمر، هٌناك بعض السلوكيات التي يمكن أن يقوم بها الشخص للوقاية من السُكري من النوع الثاني.
تشمل السلوكيات الوقائية من السُكري من النوع الثاني ما يلي:-
-
زيادة النشاط البدني:- يعني النشاط البدني المٌنتظم الحصول على 150 دقيقة على الأقل أسبوعيًا من المشي السريع أو نشاط مٌشابه. يُعتبر ركوب الدراجات، والجري، والسباحة، والتسلق من الأنشطة الموصى بها بشدة. يقترح مٌعظم المٌتخصصين في الرعاية الصحية مٌمارسة 30 دقيقة من التمارين المتوسطة الشِدة، أي ما يكفي للتعرق، خمسةً أيام أسبوعيًا.
-
اتباع نظام غذائي صحي:- يُساهم الإفراط في تناول الكربوهيدرات المٌكررة والبسيطة ونقص الألياف في حدوث السمنة، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالسكري من النوع الثاني. لذا، يجب التفكير في الانتقال إلى نظام غذائي قائم على الكربوهيدرات المٌعقدة، والخضروات والفواكه، والبروتينات الخالية من الدهون، والدهون الصحية. مع مرور الوقت، يُمكن أن يٌساعد هذا في منع السكري من النوع الثاني.
-
الحصول على الوزن المٌناسب:- يُمكن أن يؤدي فٌقدان الوزن إلى تقليل مقاومة الأنسولين، مما يُمَكّن الجسم من استخدام هذا الهرمون بشكلٍ أفضل. أظهرت الأبحاث أن فٌقدان كمية صغيرة من الوزن يُمكن أن تٌقلل من مخاطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني. وتعني كمية صغيرة من فٌقدان الوزن فٌقدان حوالي 5%-7% من وزن الجسم.
الحالات المُصاحبة للسُكري من النوع الثاني
تٌعتبر السمنة مٌرتبطة بمرض السُكري من النوع الثاني، وتكون أول ما يخطر ببال الكثيرين عند التفكير فيه، لكن ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والدهون العالية في الدم، وتوقف التنفس أثناء النوم، وأمراض الكلى المٌزمنة هي أيضًا حالات يُمكن أن تٌسبب السُكري من النوع الثاني أو تٌفاقم الحالة.
تتداخل عوامل الخطر للعديد من هذه الحالات مع عوامل الخطر للسكري من النوع الثاني، لذلك، فإن التغييرات في نمط الحياة والعلاجات الأخرى التي تٌساعد في إدارة أو الوقاية من السُكري يُمكن أن تٌقلل أيضًا من فٌرص حدوث مشاكل نتيجة هذه الحالات المُصاحبة.
في النهاية، إذا كان لدى الأشخاص بعض عوامل الخطر، مثل الدهون الزائدة في البطن أو نمط الحياة الخامل، فقد يرغبون في العمل مع مٌقدم الرعاية الصحية لتقييم مخاطر الإصابة بالسُكري من النوع الثاني.