ما هي مقاومة الأنسولين؟، وكيفية علاجها
ديسمبر, 2024, 5:42 ص
ما هي مقاومة الأنسولين؟، وكيفية علاجها
تحدث مٌقاومة الأنسولين Insulin Resistance عندما يُصبح الجسم غير مستجيبًا لتأثيرات الأنسولين، وهو عبارة عن هرمون يُساعد في إدخال السُكر (الجلوكوز) من الدم إلى خلايا الجسم لتوفير الطاقة من أجل القيام العمليات الحيوية المٌختلفة.
السبب الدقيق لحدوث مٌقاومة الأنسولين غير معروف، لكنها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بزيادة الوزن (السمنة) ونمط الحياة الخامل. مع مرور الوقت، يُمكن أن تؤدي مٌقاومة الأنسولين إلى الإصابة بمٌقدمات السٌكري، والتي تٌعتبر المرحلة التمهيدية للإصابة بالسُكري من النوع الثاني.
في هذه المقالة، سوف نتعرف على ما هي مقاومة الأنسولين؟، وأعراضها، وكيفية تشخيصها، وخيارات العلاج.
ما هي مقاومة الأنسولين؟
في الظروف الطبيعية، أثناء تناول الوجبات يقوم الجهاز الهضمي بهضم الطعام وتحويله إلى جلوكوز "سكر"، ثم تحدث الخطوات التالية:-
-
يدخل الجلوكوز إلى مجرى الدم، مما يُحفز البنكرياس (العضو الموجود خلف المعدة) لإنتاج الأنسولين.
-
يوجه الأنسولين الجلوكوز إلى داخل الخلايا لاستخدامه لإنتاج الطاقة أو تخزينه لحين الحاجة إليه.
-
عندما يدخل الجلوكوز إلى الخلايا، تنخفض مستوياته في مجرى الدم، مما يُرسل إشارة إلى البنكرياس للتوقف عن إنتاج الأنسولين.
بالنسبة للأشخاص المٌصابين بمقاومة الأنسولين، لا تكون الخلايا فعالة بما يكفي للاستجابة للأنسولين، للتغلب على هذه الاستجابة الضعيفة من الخلايا، يقوم البنكرياس بإنتاج كميات متزايدة من الأنسولين، وهو ما يُعرف بفرط الأنسولين في الدم Hyperinsulinemia.
مع مرور الوقت، يعجز البنكرياس عن مواكبة مٌتطلبات إنتاج الأنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم، وهي حالة تعرف بفرط الجلوكوز في الدم Hyperglycemia.
يُعد ارتفاع مستويات الجلوكوز في مجرى الدم بشكلٍ مٌزمن هو نٌقطة انطلاق لتطور مرض السُكري، وفي نهاية المطاف، الإصابة بمرض السُكري من النوع الثاني.
أعراض مقاومة الأنسولين
عادةً لا يُعاني الأفراد من أي أعراض في المراحل المٌبكرة من مٌقاومة الأنسولين، لكن مع مرور الوقت، واستمرار مٌقاومة الأنسولين وارتفاع مستويات السُكر في الدم بشكلٍ مٌزمن، قد تظهر أعراض مثل:-
-
الشعور بالعطش الشديد
-
الرؤية الضبابية
-
كثرة التبول
-
التعب غير الطبيعي
بالإضافة إلى ذلك، هٌناك بعض العلامات التحذيرية المٌحتملة لمقاومة الأنسولين التي تظهر عند الفحص البدني، وتشمل ما يلي:-
-
الزوائد الجلدية:- زوائد جلدية صغيرة وغير ضارة توجد عادةً في ثنايا الجلد، مثل الرقبة والفخذ وتحت الإبطين.
-
الشّواك الأسود:- وهي عبارة عن بقع داكنة سميكة من الجلد غالبًا ما توجد في طيات الجلد.
-
نمو الشعر الزائد عن الإناث.
-
تساقط الشعر (الثعلبة) عند الذكور والإناث.
-
زيادة الوزن، خاصةً في منطقة البطن.
أسباب مقاومة الأنسولين
السبب الدقيق لحدوث مٌقاومة الأنسولين غير واضح، على الرغم من أن الأبحاث تٌشير إلى أن مٌعظم الحالات يرتبط ظهورها وتطورها ارتباطًا وثيقًا بالخمول البدني والسمنة.
على وجه التحديد، يؤدي الخمول البدني إلى ترسب الدهون في البطن والعضلات والكبد من خلال مسارات مٌعقدة، يؤدي تراكم الدهون الزائد إلى إضعاف إشارات الأنسولين (الإشارات التي تٌنظم حالة الجلوكوز والدهون والطاقة المٌستقرة)، وقدرة الأنسولين على امتصاص الجلوكوز بواسطة الخلايا أيضًا.
إلى جانب ذلك، فإن وجود متلازمة التمثيل الغذائي، وهي مجموعة من الأعراض التي تٌزيد من مخاطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني وأمراض القلب، كما تٌعد أيضًا عامل خطر لحدوث مُقاومة الأنسولين.
بخلاف السمنة، تشمل أعراض متلازمة التمثيل الغذائي ما يلي:-
-
ارتفاع ضغط الدم
-
ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية
-
انخفاض مستويات الكوليسترول الجيد HDL
-
ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم
تشمل عوامل الخطر الإضافية لمٌقاومة الأنسولين ما يلي:-
-
زيادة العمر، 45 عامًا أو أكثر
-
وجود تاريخ عائلي للإصابة بداء السُكري
-
التدخين
-
وجود تاريخ لحالات صحية مٌعينة، مثل مٌتلازمة تكيس المبايض أو مٌتلازمة كوشينج
بالإضافة إلى العوامل المٌزمنة، مثل زيادة الوزن وقلة النشاط البدني، يُمكن أن يؤدي الضغوط الحادة للجسم، على سبيل المثال، الإصابة بحروق شديدة أو تعفن الدم، إلى انخفاض الاستجابة لتأثيرات الأنسولين.
كيفية تشخيص مقاومة الأنسولين
في حين أن ارتفاع مستويات الأنسولين غالبًا ما يكون علامة مٌبكرة لمرض السُكري، إلا أنه لا يتم اختبار مستويات الأنسولين بشكلٍ عام إلا إذا كان الشخص مٌشاركًا في تجربة بحثية سريرية.
مع ذلك، يُمكن لمٌقدمي الرعاية الصحية فحوصات مرض السُكري إذا كان لدى الشخص عوامل خطر أو أعراض ارتفاع السُكر في الدم، وتشمل فحوصات الدم هذه ما يلي:-
-
اختبار الهيموجلوبين الجلوكوزي A1c
-
اختبار الجلوكوز الصائم FPG
-
اختبار تحمل الجلوكوز عن طريق الفم
دور النظام الغذائي في إدارة مقاومة الأنسولين
يرتبط النظام الغذائي الغربي بمٌقاومة الأنسولين. يتكون نمط الأكل هذا عمومًا من تناول كميات كبيرة من اللحوم الحمراء والمٌعالجة، والحبوب المٌكررة، ومٌنتجات الألبان عالية الدهون، والأطعمة السريعة والمٌعلبة، والحلويات، والمشروبات السٌكرية.
في حين أن الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول والدهون المٌشبعة والملح والكربوهيدرات ترتبط بمٌقاومة الأنسولين، لم يتم العثور على نظام غذائي واحد متفوق في عكس مٌقاومة الأنسولين.
بدلًا من ذلك، توصي المٌنظمات المهنية، مثل الجميعة الأمريكية للسُكري ADA بأنماط الأكل الفردية بناءًا على الأهداف الشخصية والتفضيلات الغذائية. حيث تنصح بالأطعمة الغذائية الغنية بالعناصر الغذائية، مثل الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، ومنتجات الألبان، والبقوليات، والمكسرات والبذور.
بالإضافة إلى ذلك، ينبغي استهلاك مصادر البروتين الخالية من الدهون، بما في ذلك المصادر النباتية واللحوم الخالية من الدهون والأسماك والدجاج، مع تناول الحد الأدنى من الأطعمة المُصنعة والسُكريات المٌضافة.
يُعد نظام البحر المتوسط الغذائي mediterranean diet مثالًا رئيسيًا لنمط الأكل الذي يُلبي التوصيات الغذائية المذكورة أعلاه. حيث يُشجع هذا النظام الغير مٌقيد على تناول كميات كبيرة من الفواكه والخضروات الطازجة والحبوب الكاملة وزيت الزيتون والبقوليات والمكسرات والبذور، وتناول كميات مُعتدلة من الأسماك والدجاج منزوع الجلد والبيض والجبن واللبن.
بالإضافة إلى نظام البحر المتوسط الغذائي، تٌعد الأنظمة الغذائية النباتية والأنظمة الغذائية قليلة الكربوهيدرات أيضُا خيارات جيدة لإدارة مٌقاومة الأنسولين.
علاج مقاومة الأنسولين
يُركز عكس مقاومة الأنسولين في المقام الأول على أسلوب نمط الحياة الصحي، بما في ذلك زيادة النشاط البدني، والوصول إلى الوزن الصحي واتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
ومع ذلك، في بعض الحالات يُمكن وصف دواء يٌسمى الميتفورمين Metformin. يعمل هذا الدواء على خفض مستويات السُكر في الدم عن طريق تقليل امتصاص الأمعاء للجلوكوز وكمية الجلوكوز التي يُنتجها الكبد.
مٌضاعفات مقاومة الأنسولين
إذا لم يتم عكس أعراض مقاومة الأنسولين، يُمكن أن يتطور إلى مرحلة ما قبل السُكري، وفي النهاية، إلى حدوث داء السُكري من النوع الثاني. ويُمكن بعد ذلك أن تتطور مٌضاعفات صحية مٌختلفة نتيجة لارتفاع مستويات السكر في الدم على المدى الطويل وغير المٌعالج.
تشمل هذه المٌضاعفات ما يلي:-
-
تلف الكليتين
-
مشاكل في العين (اعتلال الشبكية)
-
أمراض القلب والأوعية الدموية
-
مشاكل القدم، مثل القٌرحة