السكري من النوع الثاني: الأعراض، الأسباب، العلاج
نوفمبر, 2024, 3:20 ص
السكري من النوع الثاني: الأعراض، الأسباب، العلاج
يُعد داء السُكري من النوع الثاني Type 2 Diabetes حالة مٌزمنة تدريجية تمنع الجسم من استخدام سكر الدم (الجلوكوز) بالشكل الصحيح. عادةً ما يُعاني الأشخاص المصابون بالسكري من النوع الثاني من مقاومة الأنسولين ومتلازمة التمثيل الغذائي.
في داء السُكري من النوع الثاني، تٌصبح الخلايا مٌقاومة للأنسولين، وهو الهرمون الذي يُنتجه البنكرياس للتحكم في مستويات الجلوكوز في مجرى الدم. نتيجة لذلك يقوم البنكرياس بإنتاج المزيد من الأنسولين، ومع مرور الوقت، يُصبح البنكرياس غير قادر على إنتاج كمية كافية من الأنسولين للحفاظ على مستويات جلوكوز الدم ضمن النطاقات الصحية.
في هذه المقالة، سوف نتعرف على الفرق بين أنواع السُكري، وأعراض السُكري من النوع الثاني، وأسبابه، وكيفية تشخيصه، وخيارات العلاج.
الفرق بين السُكري من النوع الأول والنوع الثاني
السُكري من النوع الأول والسُكري من النوع الثاني هما اضطرابان في استقلاب الجلوكوز. مع ذلك، تختلف طريقة ظهورهما وتطورهما السريري. من المٌهم التمييز بين الحالتين، حيث تختلف طٌرق وخطط العلاج لكل منهما.
السُكري من النوع الأول هو مرض مناعي ذاتي. يحدث عندما يٌهاجم الجسم خلايا البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الأنسولين "خلايا بيتا" بصورة غير طبيعية "بالخطأ".
ينتج الأشخاص المصابون بالسُكري من النوع الأول القليل جدًا من الأنسولين أو لا ينتجونه على الإطلاق، لذا يتعين عليهم تناول الأنسولين عن طريق الحقن أو التسريب للبقاء على الحياة.
كان يُطلق على السُكري من النوع الأول سابقًا اسم "سُكري الأطفال" لأنه كان يٌشخص غالبًا في مرحلة الطفولة، ولكنه يُمكن أن يتطور أيضًا في مراحل لاحقة من الحياة.
السُكري من النوع الثاني يُمثل ما بين 90%-95% من جميع حالات السُكري. يُشار إليه غالبًا بمرض "نمط الحياة" لأن عوامل مثل العمر، الوزن، التدخين، النظام الغذائي، وقلة النشاط البدني، يُمكن أن تٌزيد من مخاطر الإصابة به.
الأشخاص الذين يٌصابون بمرض السُكري من النوع الثاني يكونوا أكثر عُرضة لوجود مجموعة من العوامل، بما في ذلك ارتفاع الكوليسترول، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الدهون الثلاثية، زيادة الدهون في منطقة البطن.
أعراض السُكري من النوع الثاني
يتطور السُكري من النوع الثاني بشكل تدريجي. في كثير من الأحيان، لا يُعاني الأشخاص من أعراض ملحوظة، خاصةً في المراحل المٌبكرة "ما قبل السُكري"، مع تقدم المرض، تظهر الأعراض التالية:-
-
الجوع المٌفرط رغم تناول الطعام بشكلٍ طبيعي
-
التبول المٌتكرر غير الطبيعي
-
العطش الشديد
-
الطفح الجلدي
-
الإصابة المٌتكررة بالعدوى
-
الجروح التي تلتئم ببطء
-
الاعتلال العصبي "الخدر، التنميل في الأطراف"
-
الرؤية الضبابية
أسباب السُكري من النوع الثاني
يحدث السُكري من النوع الثاني عندما لا يستطيع الجلوكوز "السكر" الدخول إلى الخلايا ويظل في مجرى الدم بمستويات أعلى من المٌعدل الطبيعي. يٌسبب ذلك خللًا في إفراز الأنسولين، أو حدوث مٌقاومة أنسولين، أو مزيج منهما معًا.
تشمل العوامل المٌساهمة في الإصابة بمرض السُكري ما يلي:-
-
العمر 45 عامًا فما فوق
-
السمنة، مؤشر كتلة الوزن 25 فما فوق
-
قلة النشاط البدني
-
الإصابة بمٌقدمات السُكري
-
الإصابة بأمراض الشرايين التصلبية القلبية
-
مرض الكبد الدٌهني المرتبط بالاضطرابات الهضمية
-
التاريخ العائلي للإصابة بالسكري
-
بعض الأدوية، مثل أدوية مٌضادات الذُهان، والكروتيكوستيرويدات
السُكري من النوع الثاني مرض وراثي
هٌناك عٌنصرًا وراثيًا يلعب دورًا في الإصابة بالسُكري من النوع الثاني. ومع ذلك، فإن علم الوراثة مُعقد، ولا يزال هٌناك الكثير مما يجب دراسته والبحث فيه.
ترتبط بعض الجينات المٌتعلقة بالسكري بمٌقاومة الأنسولين، وأٌخرى بوظائف خلايا بيتا في البنكرياس. تٌظهر الأبحاث أن نسبة الوراثة في السُكري من النوع الثاني تتراوح بين 20%-80%.
تشخيص السُكري من النوع الثاني
هٌناك العديد من الطٌرق لتشخيص السُكري من النوع الثاني، بما في ذلك اختبارات الدم، وسحب عينة دم أثناء اختبار تحمل الجلوكوز الفموي، وهو اختبار يتضمن مشروب سُكري لتقييم كيفية استجابة الجسم للسُكري.
قد يٌقرر مٌقدم الرعاية الصحية بإجراء اختبار سكر الدم العشوائي. إذا كانت قراءة سُكر الدم العشوائي يٌساوي أو يزيد عن 200 ملجم/ديسيلتر، فإن ذلك يٌعتبر تشخيصًا لمرض السُكري.
في حالة عدم وجود الأعراض الشائعة للسُكري، يتطلب التشخيص وجود نتيجتين غير طبيعيتين في الاختبارات من العينة نفسها أو من عينات مٌختلفة. وتشمل هذه الاختبارات ما يلي:-
-
اختبار الجلوكوز في البلازما أثناء الصيام FPG
-
قيمة الجلوكوز في البلازما بعد ساعتين من اختبار تحمل الجلوكوز الفموي
-
اختبار الهيموجلوبين السٌكري A1C
علاج السُكري من النوع الثاني
يشمل علاج السُكري من النوع الثاني تغييرات في نمط الحياة، وتشمل هذه التغييرات ما يلي:-
-
تناول نظام غذائي مٌغذ ومتوازن
-
ممارسة النشاط البدني بشكلٍ مٌنتظم
-
الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم
-
تقليل التوتر والإجهاد
-
الحصول على الوزن الصحي إن كان ضروريًا
قد يتم وصف أدوية عن طريق الفم، أو أدوية الأنسولين، أو حٌقن غير الأنسولينية للتحكم في مستويات السُكر في الدم. يجب دائمًا تناول الأدوية جنبًا إلى جنب مع تغييرات نمط الحياة، بما في ذلك تحسين النظام الغذائي وزيادة النشاط البدني.
هل يُمكن عكس السُكري من النوع الثاني؟
تٌظهر الأبحاث أن التدخلات المٌكثفة في نمط الحياة، بما في ذلك تغييرات النظام الغذائي، وممارسة الرياضة، وفٌقدان الوزن، يُمكن أن تؤدي إلى تحسن كبير في السُكري من النوع الثاني.
تكون الفرصة أكبر لتحقيق هذا التحسن في الأشخاص الذين تم تشخيصهم بالسكري لفترة زمنية قصيرة، وأولئك الذين يزالون قادرين على إنتاج كميات كافية من الأنسولين.
مٌضاعفات السُكري من النوع الثاني
يُمكن أن يٌسبب ارتفاع مستويات السُكر في الدم بشكلٍ مٌزمن العديد من المٌضاعفات للأوعية الدموية الصغيرة، مثل تلك الموجودة في العينين، والأوعية الدموية الكبيرة، مثل تلك الموجودة في القلب. يُمكن أن تؤثر مٌضاعفات مرض السٌكري على جميع أعضاء وأنظمة الجسم.
تشمل المٌضاعفات طويلة الأمد للسٌكري ما يلي:-
-
اعتلال الشبكية:- يٌسبب تغييرات في الرؤية، وقد يؤدي إلى العمى إذا لم يتم التحكم في مستويات سكر الدم.
-
اعتلال الكلى:- يؤثر على الكلى وقد يؤدي إلى الفشل الكلوي إذا تٌرك دون علاج.
-
الاعتلال العصبي:- يؤثر على الأعصاب، مما يٌسبب الخدر والألم، خاصةً في الأطراف.
-
أمراض القلب والأوعية الدموية:- يُزيد السُكري من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، مثل النوبات القلبية وأمراض الشرايين التاجية.
-
مرض الأوعية الدموية للطرفين:- يؤثر على الأوعية الدموية في الأطراف، مما يُزيد من مخاطر العدوى، والجروح التي تلتئم ببطء.
-
السكتة الدماغية:- يُزيد السُكري من مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية بسبب تأثيره على الأوعية الدموية في الدماغ.
كيفية الوقاية من السُكري من النوع الثاني
تٌعد بعض عوامل الخطر لمرض السُكري من النوع الثاني، مثل الوراثة، خارجة عن السيطرة ولا يُمكن التحكم بها، لكن يُمكن اتخاذ خطوات لتأخير أو الوقاية من تطور السُكري من النوع الثاني.
يُمكن إجراء تغييرات تجاه العوامل القابلة للتعديل، مثل أنماط الأكل، والنشاط البدني. التغييرات الصغيرة والمٌستدامة هي الأطول أمدًا وتأثيرًا، وتشمل هذه التغييرات ما يلي:-
-
الحفاظ على الوزن الصحي:- من خلال تناول نظام متوازن وممارسة التمارين الرياضية.
-
ممارسة النشاط البدني بانتظام:- مثل المشي أو السباحة أو أي نشاط رياضي آخر.
-
اتباع نظام غذائي صحي:- غني بالخضروات، والفواكه، والحبوب الكاملة، والبروتينات الصحية.
-
تجنب الأطعمة المٌعالجة، والمشروبات السكرية.
-
إدارة مستويات التوتر:- من خلال تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل واليوجا.
-
الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم الجيد.
-
مراقبة مستويات السكر في الدم بانتظام:- خاصةً إذا كان الشخص في مرحلة ما قبل السُكري.