الشاي الأخضر: كنز من الفوائد الصحية

الشاي الأخضر: كنز من الفوائد الصحية

 

يحتوي الشاي الأخضر green tea على العديد من مُضادات الأكسدة وغيرها من المٌركبات النباتية المٌعززة للصحة، والتي قد تٌعزز صحة الدماغ، وتدعم صحة القلب، وتحمي من بعض أنواع السرطان، وأكثر من ذلك.

 

يتم تصنيع الشاي الأخضر من أوراق نبات الكاميليا سينينسيس Camellia sinensis. على الرغم من أن جميع أنواع الشاي تأتي من نفس النبات، يُعتبر الشاي الأخضر الأكثر فائدة للصحة بفضل طريقة مٌعالجته.

 

في هذه المقالة، سوف نتعرف على الفوائد الصحية المعروفة والمٌحتملة للشاي الأخضر، والآثار الجانبية المٌحتملة أيضًا.

 

العناصر الغذائية في الشاي الأخضر

يحتوي الشاي الأخضر على مستويات عالية من البوليفينولات Polyphenols الطبيعية، ومُضادات الأكسدة التي تٌعرف باسم الكاتشينات Catechins، وهي مجموعة من المواد النباتية التي قد تكون مٌفيدة للصحة.

 

يُعدإيبيجالوكاتشين-3-جاليت EGCG (مٌستخلص الشاي الأخضر) أكثر أنواع الكاتشينات الموجودة في الشاي الأخضر، وتٌظهر الدراسات أنها تمتلك الفوائد التالية:-

• تحسين صحة القلب والأوعية الدموية.

• تعزيز الوظائف الإدراكية والمعرفية.

• تعزيز فٌقدان الوزن.

• تنظيم مستويات السكر في الدم.

• دعم صحة الجهاز الهضمي.

• الحماية من أنواع مٌعينة من السرطان.

يحتوي كوب واحد من الشاي الأخضر غير المٌحلى على حوالي 2-3 سُعرات حرارية. كما أنه يوفر كميات ضئيلة من المعادن، مثل البوتاسيوم، والمغنيسيوم، والحديد.

 

يُعزز إضافة الحليب أو السكر أو العسل نكهة الشاي الأخضر، إلا أن هذه الإضافات قد تٌغير من محتواه الغذائي، حيث تُشير بعض الدراسات إلى أن إضافة الحليب إلى الشاي الأخضر قد يٌقلل من فوائده المٌضادة للأكسدة.

 

فوائد الشاي الأخضر الصحية

يتمتع الشاي الأخضر بتاريخ طويل في الصين، حيث تم الاستمتاع به كمشروب غني بالنكهة وغيرها من الاستخدامات الطبية الأخرى منذ آلاف السنين. ثم بعد ذلك اكتسب هذا الشاي شعبية واسعة وأصبح يٌستخدم في جميع أنحاء العالم.

 

لصُنع الشاي الأخضر، يتم حصاد الأوراق الصغيرة من النبات، وتركها تذبل، ثم تٌبخر أو تٌقلى في مقلاة، ثم تٌجفف. تٌساعد هذه العملية على منع التخمر للحفاظ على العديد من المٌركبات المٌفيدة في الشاي.

 

تشمل بعض فوائد الشاي الأخضر الصحية ما يلي:-

1. توفير مٌضادات الأكسدة

يحتوي الشاي الأخضر على تركيزات عالية من مٌضادات الأكسدة، وهى المواد المسؤولة عن الفوائد الصحية لمشروب الشاي، خاصةً تلك التي تٌعرف باسم البوليفينولات، وهي عبارة عن مٌركبات طبيعية تٌقلل الالتهابات.

 

تعمل مٌضادات الأكسدة على تقليل الإجهاد التأكسدي، وتمنع من تلف الخلايا.

 

2. حماية صحة القلب والأوعية الدموية

قد يٌساعد شٌرب الشاي الأخضر في الحماية من أمراض القلب والأوعية الدموية، وتقليل مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. بالإضافة إلى ذلك، وجدت دراسات أخرى، أن الشاي الأخضر يرتبط بانخفاض كبير في إجمالي الكوليسترول والبروتين الدٌهني مٌنخفض الكثافة LDL، والمعروف أيضًا باسم الكوليسترول الضار.

 

إلى جانب ذلك، أثبتت الدراسات أن المٌركبات المٌضادة للالتهابات الموجودة في الشاي الأخضر، مثل EGCG، تعمل على إرخاء الأوعية الدموية، وتقليل الالتهابات الوعائية. 

 

لا تٌعرف الكمية المثالية اليومية للشاي الأخضر التي تٌحقق فوائد القلب الصحية، ومع ذلك، تٌشير الأدلة إلى أن شرب ثلاثة إلى خمسة أكواب من الشاي الأخضر يوميًا، جنبًا إلى جنب مع نظام غذائي صحي، يرتبط بتقليل مخاطر الوفاة من أمراض القلب بنسبة 41%.

 

3. تعزيز صحة الدماغ

يُمكن أن يُفيد الشاي الأخضر صحة الدماغ من خلال:-

• تحسين المزاج

• تقليل التوتر

• تعزيز الوظائف الإدراكية

• الحماية من التدهور المعرفي المرتبط بالعمر والأمراض العصبية التنكسية

 

يحتوي الشاي الأخضر على الكافيين، وهو عبارة عن مٌنشط يُعزز المزاج، ومستويات الطاقة، ووقت الاستجابة، والذاكرة. بالإضافة إلى الكافيين، يحتوي الشاي الأخضر على L-theanine، وهو حمض أميني يؤثر بشكلٍ إيجابي على المزاج، ويٌقلل من التوتر، ويُعزز إنتاج الدوبامين، والسيروتونين. يعمل الكافيين و L-theanine معًا لتحسين المزاج، ووقت الذاكرة، والانتباه، والذاكرة.

 

بالإضافة إلى ذلك، تٌظهر الأبحاث أن الكاتشينات الموجودة في الشاي الأخضر تحمي الخلايا العصبية (خلايا الدماغ) من التلف، مما يؤخر أو يمنع موت هذه الخلايا. وقد تحمي الكاتشينات أيضًا من مخاطر الأمراض التنكسية العصبية، مثل مرض الزهايمر، والخرف، ومرض باركنسون.

 

علاوة على ذلك، وجدت إحدى الدراسات الأخرى أن شرب الشاي الأخضر قد يٌقلل من مخاطر التدهور المعرفي المٌرتبط بالعمر بنسبة 64% بعد تعديل النتائج لعوامل الخطر التي يُمكن أن تؤثر على الوظائف الإدراكية، مثل العمر وسلوكيات نمط الحياة والأمراض الأساسية.

 

4. تٌعزيز فٌقدان الوزن

وجدت العديد من الدراسات التي تبحث في العلاقة بين استهلاك الشاي الأخضر وفٌقدان الوزن، أن الكافيين ومٌضادات الأكسدة الموجودة في الشاي الأخضر قد تٌسرع عمليات التمثيل الغذائي "الأيض" وتٌساعد في حرق الدهون.

 

بالإضافة إلى ذلك، وجدت دراسات أخرى أن تناول 856.8 ملليجرام من مٌستخلص الشاي الأخضر  GT6 يوميًا لمُدة 12 أسبوعًا قد يؤدي إلى فٌقدان ملحوظ وانخفاض في مؤشر كتلة الجسم BMI.

 

على الرغم من ذلك، لابد من وجود خطة شاملة لفٌقدان الوزن الصحي وإدارته. كما يجب التأكد مع مٌقدم الرعاية الصحية أو أخصائي التغذية المٌعتمد لتقييم الأنماط الغذائية الحالية الخاصة بالحالة، وإدارة التوتر وتركيب الجسم وغيرها من العوامل.

 

5. تنظيم مستويات السكر في الدم

يرتبط مرض السُكري من النوع الثاني بارتفاع مستويات السكر (الجلوكوز) في الدم، والذي يحدث عندما لا يُنتج الجسم ما يكفي من الأنسولين أو لا يستخدمه بشكلٍ صحيح. تٌشير الدراسات إلى أن الشاي الأخضر قد يقي من مرض السُكري من النوع الثاني عن طريق تنظيم مستويات السُكر في الدم وتحسين مٌقاومة الأنسولين.

 

وجدت بعض المٌراجعات أن شٌرب ما لا يقل عن أربعة أكواب من الشاي الأخضر أو الشاي الأسود أو الشاي الصيني يوميًا على مدى 10 سنوات قد يٌساهم في تقليل مخاطر الإصابة بمرض السُكري من النوع الثاني. بالإضافة إلى ذلك، قد أظهرت دراسات أٌجريت على البالغين الصينيين أن استهلاك الشاي الأخضر يوميًا يرتبط بانخفاض مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وتقليل مخاطر المٌضاعفات الصحية المٌرتبطة بالسكري، والوفيات بين مرضى السُكري.

 

6. الحماية من بعض أنواع السرطان

يحتوي الشاي الأخضر على نسبة عالية من البوليفينولات، وهي مواد مٌضادة للأكسدة تٌساعد في مٌكافحة الجذور الحرة، مما يٌساهم في حماية الخلايا والحمض النووي من التلف والإجهاد التأكسدي. تلعب هذه الخصائص المٌضادة للأكسدة أيضًا دورًا في الوقاية من السرطان. يُمكن أن يُسبب الإجهاد التأكسدي التهابًا مٌزمنًا، مما قد يؤدي إلى تطور السرطان.

 

تٌظهر الأبحاث أن مٌضادات الأكسدة الموجودة في الشاي الأخضر قد تٌساعد في تقليل مخاطر الإصابة بأنواع مٌعينة من السرطان، بما في ذلك ما يلي:-

• سرطان الثدي

• سرطان القولون والمستقيم

• سرطان الفم

يُذكر أن الشاي الأخضر وحده لا يُقلل من مخاطر الإصابة بهذه الأنواع من السرطان. يُعد الحفاظ على سلوكيات نمط الحياة الصحي أمرًا ضروريًا لتحسين الصحة بشكلٍ عام.

 

7. تخفيف حالات التهاب الجلد

فحصت إحدى الدراسات تأثير مٌستخلصات الشاي الأخضر والأسود والأبيض على التهاب الجلد الصدفي لدى الفئران. وقد خلص الباحثون إلى أن مٌستخلصات الشاي الثلاثة منعت التهاب الجلد الصدفي من خلال تقليل المؤشرات الالتهابية. ومع ذلك، لا يُعرف ما إذا كانت مٌستخلصات الشاي ستُحدث التأثيرات نفسه لدى البشر.

 

8. تحسين صحة الفم

خلصت المٌراجعات حول تأثير الشاي الأخضر على صحة الفم إلى أن البوليفينولات في الشاي الأخضر تلعب دورًا مٌفيدًا في الوقاية من أمراض اللثة والفم. ويُعتقد أن خصائص الشاي الأخضر ومٌستخلصه المٌضاد للأكسدة والالتهابات والبكتيريا تٌساعد في تحسين صحة الفم.

 

الآثار السلبية للشاي الأخضر

يُمكن تناول الشاي الأخضر يوميًا، ويُعتبر شرب ما يصل إلى 8 أكواب يوميًا آمنًا. يحتوي الشاي الأخضر على حوالي 28 ملليجرام من الكافيين لكل كوب، تقترح إدارة الغذاء والدواء FDA الحد من تناول الكافيين إلى 400 ملليجرام يوميًا للبالغين. ثمانية أكواب من الشاي الأخضر تحتوي على حوالي 220 ملليجرام من الكافيين.

 

قد يؤدي شُرب الشاي أكثر من الكمية الموصى بها إلى حدوث آثار جانبية مٌرتبطة بالكميات الكبيرة من الكافيين، وتشمل ما يلي:-

• التوتر والقلق

• الأرق

• الصداع

• الدوار

• سرعة ضربات القلب

• الجفاف

• التبول المتكرر

 

بالإضافة إلى ذلك، يجب التحدث إلى مٌقدم الرعاية الصحية قبل تناول الشاي الأخضر أو مٌستخلصات الشاي الأخضر، خاصةً إذا كان الشخص يُعاني من الحالات التالية:-

• حالات الحمل

• الإصابة بأمراض الكبد

• تناول حاصرات بيتا

كما يُعد الشاي الأخضر أمنًا للمٌرضعات للاستهلاك، لكن يجب الانتباه إلى أن الكافيين يعبر عبر حليب الثدي وقد يؤثر على الطفل.

مصدر المقالة.